بانتظار إعلان عدن التاريخي .. هادي يواجه الحشود من الرياض

المرصاد نت - متابعات

تشهد ساحة العروض بمنطقة خور مكسر في مدينة عدن توافداً للآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية استجابة لدعوات قوى الحراك الجنوبي بدعم إماراتي في إطار الدعوة لتظاهرة حاشدة يوم غدٍ khormaksar2017.45.4الخميس.


وبدأت الدعوات للزحف نحو عدن من مختلف محافظات الجنوب للتعبير عن رفض الجنوبيين لقرارات هادي التي أطاحت بالقيادي الجنوبي عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن والقيادي الآخر هاني بن بريك من منصب وزير الدولة، لتتطور أهداف التظاهرة نحو إعلان ما وصف بـ”إعلان عدن التاريخي” الذي سيشهد مطالبة الجنوبيين باستعادة “دولة الجنوب” والتي تعني العودة لما قبل عام 1990 الذي شهد الإعلان عن الوحدة اليمنية.

وقال مصدر جنوبي أن حجم التظاهرة الكبير وضع هادي أمام الحقيقة المخيفة التي تقول أنه لا يحظى بالقبول في الجنوب على غرار عدم القبول به في المحافظات الشمالية ورأى المصدر أن هادي وضع نفسه في موقف محرج عندما قرر إقالة قيادات الحراك من محافظة عدن ومن الحكومة لكن مصدر آخر مؤيد لهادي قال أن قرار الأخير بإقالة الزبيدي وبن بريك وقبل ذلك قبولهما بقرارات تعيينهما تؤكد أن الكلمة الأخيرة هي لهادي وإن الاستعراض الجماهيري لن يغير هذه الحقيقة.

ونقلت مصادر إعلامية في عدن أخبار وصور توافد الجموع الحراكية من مختلف المحافظات الجنوبية إلى عدن للمشاركة في تظاهرة الخميس بساحة العروض والتي تظهر أنها ستكون نوعية من حيث عدد المشاركين بها غير أنها تبدو أصغر من المظاهرات المماثلة في السنوات السابقة بما يشير إلى تأثير الاستقطاب من قبل السعودية والإمارات على وحدة الحراك الجنوبي.

على الجانب الآخر خرج عشرات المتظاهرين المؤيدين لقرارات هادي في أحد شوارع عدن ورفعوا صور الأخير إلى جانب الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولده محمد بن سلمان.

وسخرت مصادر جنوبية من التظاهرة مشيرة إلى أن هادي صرف 15 مليون ريال لكي يجمع 55 شخصاً خرجوا في مظاهرة مؤيدة له.

من جانب آخر نشرت وسائل إعلام عن التوصل لاتفاق مع القوات الموالية لهادي بعدم التعرض للمتظاهرين في ساحة العروض فيما أشارت مصادر أخرى لوقوع اشتباكات قرب الساحة مساء الأربعاء والقبض على عناصر تابعة لحزب الإصلاح (اخوان اليمن) يرتدون أحزمة ناسفة.

ولا تزال تداعيات قرارات هادي القاضية بإقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي تلقي ظلالها على المدينة التي تشهد شوارعها توتراً كبيراً أسهم في تأجيجه سيل من التصريحات المنددة.hadi2017.5.3جراء ذلك لا يزال الوضع الأمني في العاصمة الاقتصادية لليمن وعاصمة حكومة هادي غير واضح ولا سيما بعدما كشفت مصادر محلية عن حملة اعتقالات واسعة وترحيل لمواطنين شماليين في بعض أجزاء عدن، نفذتها جماعات في «الحزام الأمني» الموالي للإمارات. ووفق المصادر مارست الأخيرة «كل أساليب العنف بحق الشماليين وصادرت أجهزتهم وما بحوزتهم من أموال ورحّلتهم على متن سيارات إلى النقاط الواقعة على مدخل المدينة».

جاء ذلك تزامناً مع معلومات أفادت بوصول قوات سعودية إلى مطار عدن بهدف تأمين وصول المحافظ الجديد عبد العزيز المفلحي الذي أدى اليمين الدستورية أمام هادي في العاصمة السعودية الرياض قبل يومين.
في هذا السياق استنكر الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض قرارات هادي الأخيرة واصفاً إياها بـ«المتسرعة والمتهورة ولا تعكس سوى ضيق أفق وعدم دراية بطبيعة المعركة وكيفية إدارتها سياسياً وعسكرياً». وأضاف في بيان أمس أن «الأطراف المستفيدة من مثل هذه القرارات هي تحالف الحوثي – صالح» في إشارة إلى حركة «أنصار الله» والرئيس السابق علي عبد الله صالح، مناشداً «دول التحالف وعلى رأسها السعودية كبح جماح مصدر هذه التصرفات الرعناء... التي لا يستفيد منها إلا الخصوم الأصليون لأهداف عاصفة الحزم».

ورأى البيض أن هذه القرارات «استهداف وإقصاء للطرف الجنوبي من خلال إزاحة شخصيات تمثل رمزية جنوبية كبيرة» مشدداً على أن «الجنوب طرف أساسي في هذه الحرب وله حقوق يجب أن تراعى وينظر إليها». كذلك تطرق إلى التوتر السعودي ــ الإماراتي إذ رأى أن هادي استهدف «بوضوح شراكة طرف أساسي في التحالف (تحالف العدوان) وهو دولة الإمارات التي قدمت وما زالت تقدم الدعم والدم والرجال في الجنوب... ما يعني أنّ من حقها أن تأمن على وجودها بمن تراه أهلاً للثقة بعيداً عن مكر جماعات الإخوان المسلمين». وواصل: «من الواضح أن هذه القرارات قد اتخذت دون التشاور مع دول التحالف كما حدث سابقاً عند إزاحة المهندس خالد بحاح من منصبه ما يعني أننا بصدد مسلسل مستمر يتسم بالرعونة وضيق الأفق وتصفية حسابات تبدو شخصية».

في سياق متصل طلب رئيس الحكومة التابعة لهادي أحمد عبيد بن دغر من وزارة المالية صرف مرتبات جميع الموظفين المدنيين في محافظة تعز «بسرعة»، وفق موازنة الدولة لعام 2014. وقال بن دغر إن «الحكومة صرفت مرتبات جميع الموظفين المدنيين والعسكرين في المحافظات المحرّرة وتعمل جاهدة على استكمال صرف مرتّبات الموظفين في المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين».
جاء ذلك بعد ساعات من خروج مسيرة بعنوان «البطون الخاوية» من مدينة تعز باتجاه عدن تضم المئات من الموظفين الذين لم يتسلموا مرتباتهم منذ خمسة أشهر مضت وفي وقت أيضاً نقلت فيه الصحف عن مصادر محلية في مأرب خبر نجاة رئيس عمليات الشرطة العسكرية في المحافظة يحيى الجربي من محاولة اغتيال بعد انفجار عبوة ناسفة زُرعت في سيارته أمام بيته.
إلى ذلك جدّد الاتحاد الأوروبي تأكيده ضرورة التوصّل إلى «حلّ سياسي» للأزمة في اليمن وذلك لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين هناك. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية أمس، إن مفوّض الاتحاد للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستليانيدس التقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في حكومة هادي و«بحثا الوضع الإنساني» مشيراً إلى أنّ ستليانيدس أكّد أن التوصّل إلى اتفاق سلمي هو السبيل الوحيد لتحسين الوضع في البلاد.

المزيد في هذا القسم: