ولد الشيخ بعد فشله ومغادرته صنعاء يقترح نشر قوات دولية في الساحل الغربي

المرصاد نت - متابعات

يبدو أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بات تائهاً في دهاليز الأزمة اليمنية رغم مضي ما يقارب العامين على بدء مهمّته في اليمن من 25 أبريل عام 2015oldalshaik2017.5.26


لكنه عاجزٌ حتى اللحظة عن تحقيق اختراق يقود نحو السلام في بلد أنهكته الحرب والعدوان وتفاقمت مأساة سكّانه غادر ولد الشيخ صنعاء مساء الأربعاء غاضباً بعد رفض «أنصار الله» مقابلته أو التعاطي مع مقترحاته التي قال إن القبول بها سيحقّق هدنة ويمهّد لجولة مشاورات يمنية من أجل سلام دائم. ومثلما رفضت حكومة هادي خارطة المبعوث الأممي في أكتوبر من العام 2016 التي كانت تنص على نقل صلاحيات هادي إلى نائب متوافق عليه رفضت «أنصار الله» مقترحاته الجديدة التي تنص على تسليم ميناء الحديدة إلى قوات «محايدة».

تمسّكت حكومة هادي حينها بالمرجعيات الثلاث «القرار الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني» وتتمسّك «أنصارالله» اليوم بثلاثة مطالب «إيقاف الحرب وفك الحصار، ودفع الرواتب» لقد صار ولد الشيخ «مغضوباً عليه ومرفوضاً» من قبل جميع الأطرف ومع ذلك يواصل تسويق مقترحاته التي تتبدّل وفق حسابات اللاعبين الدوليين والمتغيرات في الداخل والجوار.

بعد ساعات من مغادرة المبعوث الأممي عاود طيران العدوان الذي تقوده السعودية التحليق بكثافة في سماء صنعاء ومحافظات شمال الشمال في وقت تترقّب «أنصار الله» تصعيداً عسكرياً في الساحل الغربي وهجوماً محتملاً على ميناء الحديدة.

و قال القيادي في «أنصار الله» أحمد أمين المساوى إن «ولد الشيخ مندوب لدول العدوان وليس مبعوث سلام وزيارته الأخيرة أثبتت ذلك حيث قدم الى صنعاء في محاولة لتحقيق نصر لدول العدوان بالسلام عجزت عن تحقيقه بالحرب وفي جبهات القتال» مضيفاً أن «مبعوث الأمم المتحدة غير مكترث للأوضاع الإنسانية في اليمن جرّاء العدوان والحصار وكل مايهمه تسليم ميناء الحديدة لوضع الشعب اليمني أمام خيارين: الإستسلام أوالموت جوعاً وهذا لن يتحقق للنظام السعودي الذي حشد المرتزقة من أكثر من بلد ولايزال غارقاً في المستنقع اليمني».

زيارة المبعوث الأممي لصنعاء أظهرت تبايناً في المواقف بين «أنصار الله» وحزب المؤتمر الشعبي العام وكشفت مصادر خاصة أن «قيادة المؤتمر كانت مع القبول بمقترحات ولد الشيخ وانسحاب أنصار الله من ميناء الحديدة وتسليمه لفريق من قبل الأمم المتحدة» وهو ما قوبل بـ«رفض من قبل أنصار الله التي رفضت تفاوض وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ مع ولد الشيخ واستبق ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام وصوله إلى صنعاء بإعلان موقف أنصار الله من الزيارة ووصفها بالعبثية».

فيما كان وزير الخارجية هشام شرف خلال لقائه الأسبوع الماضي كبير مستشاري المبعوث الأممي قد صرّح بأن الحكومة ترحب بزيارة مبعوث الأمم المتحدة لصنعاء وستتعاطى بإيجابية مع المقترحات التي سيحملها وتجنباً لإظهار الخلاف قالت المصادر إن قيادة «أنصار الله وحزب المؤتمر توافقتا على تكليف حكومة الإنقاذ بلقاء ولد الشيخ وإبلاغ رئيسها بتجنب النقاش بشأن ميناء الحديدة وهو ما حدث» من جانبه قال القيادي في حزب المؤتمر صالح أبوعوجاء: «نأمل من أنصارالله أن يبرعوا في السياسية كما في جبهات القتال وتصلّب المواقف قد يكلّفنا حصاد سيء».

خلال الأسبوع المقبل وبحسب مصادر خاصة سيقدّم ولد الشيخ تقريراً الى مجلس الأمن يحمّل فيه «أنصار الله» و«المؤتمر» مسؤولية عرقلة جهوده من أجل تحقيق السلام في اليمن ومطالبة الدول الأعضاء في المجلس بالتصويت على نشر قوات حفظ سلام في الساحل الغربي لليمن.

حزب المؤتمر وخشية من عقوبات جديدة، أدان ما تعرّض له موكب المبعوث الأممي اثناء خروجه من مطار صنعاء متوجهاً إلى مقر اقامته يوم الاثنين الماضي وطالب المؤتمر على لسان مصدر مسؤول في الحزب «الجهات المسؤولة بالتحقيق في الموضوع وإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة» هذا التصريح أثار غضب «أنصار الله» التي سبق ونفت أي استهداف لولد الشيخ.

وأوضح القيادي في «أنصارالله» محمد المقالح أن «تصريح المصدر المسؤول في المؤتمر عمّا سمّاه التحقيق بشأن ما تعرّض له ولد الشيخ تحريض غير مسؤول يهدف إلى بعث رسائل للخارج» معتبراً أن «إظهار الإنقسام خطأ إستراتيجي وأن كل من يمارس اللعب والفهلوة سيخسر».

لا بوادر ولا مؤشرات على وقف العدوان والحرب وحل الأزمة في اليمن بحسب مراقبين أكدوا على «انقسام دول الفيتو في مجلس الأمن بشأن اليمن» ورأى هؤلاء أن «استمرار العدوان والحرب علي اليمن له علاقة برغبات إقليمية ودولية وصفقات سلاح أكثر من الأداء الفني للمبعوث الأممي».

يذكر أن مدير المخابرات الأمريكية دان كوتس لفت في جلسة بمجلس الشيوخ أمس الأربعاء إلى أنه «لا نهاية تلوح في الأفق للحرب علي اليمن والقتال سيستمر بالتأكيد طوال 2017».

فائز الأشول - العربي

المزيد في هذا القسم: