صحافة غربية : مأساة اليمن تستدعي التضامن العالمي

المرصاد نت - متابعات

أخذت الحرب علي اليمن منعطفاً جحيمياً منذ أن بدأت السعودية وقواتها الجوية حربها في محاولة لهزيمة الحوثيين في عام 2015؛ فدمرت ما تبقى من أفقر الدول العربية.yemen2017.9.199


في وقت لا يلتفت العالم الى حجم الكارثة الإنسانية داخل هذا البلد العريق بسبب انشغاله بالمكاسب الجيوسياسية في كل من سوريا والعراق في حين أن الوقت ينفذ.

ويصف تقرير مروع في صحيفة فايننشال تايمز هذا الأسبوع عمق الأزمة. وتقول الامم المتحدة ان ثلثي السكان البالغ عددهم 28 مليونا يواجهون نقصا فى الغذاء والمياه النظيفة بينما ربعهم على وشك المجاعة بجانب وباء الكوليرا المتفشي وقد ادت الحرب نفسها الى مقتل ما يقدر ب 10 الاف شخص.

أرادت السعودية تحت حكم محمد بن سلمان ولي العهد من حربها على اليمن ردع إيران بسبب محاولة توسيعها المحور الشيعي الذي أقامته في جميع أنحاء العراق وسوريا ولبنان. وتبالغ الرياض في اتهام ايران بدعم الحوثيين وهو ما اسعد ايران باعتقاد المملكة أن نفوذها واسع كون الرياض بالغت في حجم ودور طهران في اليمن.

وقد فشل السعوديون بمساعدة الإماراتيين في تحقيق أي تقدم على الأرض وفي إعادة نظام عميلهم عبدربه منصور هادي على الرغم من الدعم الأمريكي العرضي. ولم يستطيعوا أخذ صنعاء من الحوثيين بينما استمروا بانتظام على قصف المستشفيات والمدارس وحفلات الزفاف وقاعات العزاء والمساجد والأسواق، فضلا عن منح تنظيم القاعدة مساحة وفرصة للوجود على أرضية كبرى في شبه الجزيرة العربية.

وفي حين ان غموض بن سلمان جزء من المشكلة فإن سجل آل سعود التاريخي بأكمله مع اليمن كارثي.

وسخر السعوديون ثرواتهم النفطية من أجل بث الفرقة بين الأطراف الفاعلة على الساحة اليمنية من قبائل وشخصيات، ضمن بلد يضج بالتناقضات الطائفية، والحركات الانفصالية، وتتغير خارطة التحالفات السياسية فيه على الدوام.

وعلى الرغم من وجود العديد من الروابط المشتركة بين السعودية وعدد من قبائل اليمن لم تفعل شيئاً يذكر لمساعدة اليمنيين على بناء دولتهم وركزت على بناء المساجد الوهابية بدلا من تمويل مشروعات البنى التحتية في اليمن، البلد الذي تنفذ فيه المياه الصالحة للشرب ويعج بالاسلحة والبنادق.

وفي ظل ولاية دونالد ترامب شجعت الولايات المتحدة التحالف السني الذي تقوده السعودية على أمل عزل إيران الشيعية بينما تجاهل فشل الحملة السعودية في اليمن وتجاهل أيضا احتمال انهيار البلد.

وفي حين أن الكونغرس الامريكي ظل معاديا لطهران إلا انه أصبح أقل تسامحا أيضا مع تصدير الرياض للفكر الوهابي المتطرف. وكما ساعد غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 في إشعال الانقسام القديم بين السنة والشيعة فيمكن أن يثار مثل ذلك الانقسام أيضا بين الأشقاء في اليمن. لكن عليها ان تعمل على تخفيض حدة الانقسام الطائفي وذلك من خلال تقديم الإغاثة الفورية لليمنيين، وتوفير حل طويل الأمد للأزمة في اليمن.

الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا باعتبارهم من كبار موردي الأسلحة للسعودية والإمارات إضافة إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وروسيا وحليفتها إيران التي دعت بالفعل إلى وقف إطلاق النار هناك بأن يصر هؤلاء جميعا على الوقف الفوري لإطلاق النار في اليمن والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.

وقد يتطلب أيضا حل الازمة اليمنية وجود قوات حفظ سلام دولية وحزمة من المساعدات الإنمائية الدولية. فما يحتاجه اليمنيون الآن وقبل كل شيء وضع حد لمأساتهم وبؤسهم وأن لا ينساهم العالم اكثر من ذلك.

الغارديان: محمد بن سلمان هو المخطط للمستنقع الدامي للحرب في اليمن

الي ذلك قالت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الثلاثاء أن ولي العهد السعوي محمد بن سلمان هو "المخطط للمستنقع الدامي للحرب في اليمن وللموقف المتشدد في الأزمة الأخيرة في الخليج مع قطر المجاورة".

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان "الأمير الشاب في صعود ومملكته في فوضى": إن صعود الأمير محمد بن سلمان آل سعود وتوليه ولاية العهد في السعودية في يونيو الماضي يعد اختبارا واضحا لمراقبي الأوضاع في المملكة.

وتساءلت الصحيفة هل هو إصلاحي عاقد العزم على جذب المملكة والتي تصفها الصحيفة بأنها "نظام قمعي يوقع شيكات رعاية اجتماعية باهظة" إلى القرن الحادي والعشرين ؟ أم هل هو أمير صغير بلا خبرة قد يؤدي صعوده إلى السلطة إلى زعزعة المنطقة؟

 وتقول الصحيفة إن الأمير الشاب البالغ 31 عاما بلا أدنى شك لديه الكثير من القوة والسلطة ويهيمن على السياسة الاقتصادية والدبلوماسية والداخلية للبلاد.

وذكرت إلى إن والده العاهل السعودي الملك سلمان يبلغ 81 عاما ومعتل صحيا ويتكئ على عصا أثناء السير مشيرة إلى أنه وباختيار الأمير الشاب السابع بين أبنائه ليصبح ولي العهد الأصغر سنا في تاريخ المملكة اتخذ الملك قرارا واضحا بالقطيعة مع الماضي وتضيف الصحيفة إنه إذا كانت الشهور القليلة الأولى مؤشرا على أمر ما فإن النذر للمستقبل لا تبشر بالخير.  وأكدت أن "انقلاب القصر" الذي جاء بالأمير الشاب إلى ولاية العهد لم يكن داميا ففي "لعبة العروش" التي جرت صيفا تم إبعاد أعمامه وخصومه الأقوياء بعيدا عن السلطة أو تم وضعهم تحت الإقامة الجبرية.

وتقول الصحيفة إنه في الأسبوع الماضي شنت السلطات السعودية حملة على المعارضين استهدفت فيها رجال دين ومنتقدين لسياسات النظام السعودي والخصوم السياسيين. وأضافت أنه كان هناك وقت يستلزم من المجتمع السعودي كيفية المضي قدما، فإن الوقت قد حان لذلك وتضيف الصحيفة أن السعودية كانت الأرض الحاضنة للتشدد وبالتالي فإن استقرارها أمر ذو أهمية للعالم.

ووصفت الغارديان الوضع في السعودية بأنه في حالة من الفوصى فهي أكبر مصدر للنفط في العالم ولكنها ذات اقتصاد أحادي الاتجاه ويعتمد بشكل رئيسي على النفط وترى الصحيفة أن الانخفاض الكبير في أسعار النفط أدى إلى عجز كبير في الميزانية السعودية وقد حاول ولي العهد تعويض العجز عن طريق برنامج متشدد للخصخصة وخفض الدعم، ولكن هذه الإجراءات هددت العقد الاجتماعي بين الأسرة المالكة ورعاياها، والذين تقل أعمار اغلبيتهم عن 35 عاما.

شبكة “ذا إنترسيبت”: غموض معلوماتي حول الدعم الأمريكي لعمليات التحالف في اليمن

تخضع الولايات المتحدة يوماً بعد يوم لتدقيق متزايد لما تقدمه من دعم غير مشروط على ما يبدو للتحالف الذي تقوده السعودية والذي يشن حرباً جوية وحشية في اليمن ومن ضمن الاجراءات الرئيسية لهذا الدعم هي عمليات اعادة التزود بالوقود جواً حيث تقوم ناقلات الوقود الجوية الأمريكية بإعادة تزويد المقاتلات السعودية والاماراتية وغيرها من اعضاء التحالف بالوقود جواً والتي بدورها تقوم بإسقاط القنابل في اليمن وقد قتلت تلك القنابل ذاتها ما لا يقل عن 3200 مدني اضافة الى تدمير المستشفيات والأسواق، مما أدى إلى اتهامات مفادها بأن الولايات المتحدة تقوم بتسهيل جرائم الحرب.

ولكن القيادة المركزية الأمريكية أو ما يعرف بـ”سينتكوم” تعترف الآن بأنها لا تعرف حتى مقدار  كمية الوقود التي تقوم الناقلات الأمريكية بضخه لمقاتلات السعودية وشركائها – وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع المعلومات المتعلقة بعمليات التزود بالوقود التي نشرتها القيادة المركزية سابقاً.

ورداً على عدد من الأسئلة التي وجهتها شبكة “ذا انترسيبت” قالت القيادة المركزية “سينتكوم” بأنها تقوم الآن بجمع بيانات الوقود التي زودت به التحالف وذلك من خلال بيانات الطائرات الأمريكية المتواجدة في المنطقة وأيضاً عبر معلومات غرفة العمليات الإماراتية-الأمريكية المشتركة وربما عبر بيانات عمليات اخرى لكن وحتى هذه البيانات التي جمعت تحتوي على تناقضات غير مبررة.

وبعبارة أخرى الجيش الأميركي يقول بأنه لا يعرف كمية الوقود الخاص به والذي استخدم في عدد غير محدد من العمليات.

وفي حين أن إعادة التزود بالوقود هو مجرد طريقة واحدة من طرق مواكبة أمريكا لعملياتها في اليمن فإن التضليل والتشويش فيما يخص بيانات عمليات إعادة التزود بالوقود يعكس كيف أصبحت السياسة الأمريكية في اليمن عشوائية ومُهملة.

من جهتها تقول جماعات حقوق الإنسان اضافة الى عدد من أعضاء الكونجرس إن الإجابات الواضحة حول ما تقوم به الولايات المتحدة في اليمن قليلة وغير متقاربة.

“كيت كيزر” مدير السياسة والدعوة في برنامج السلام اليمني الذي يهدف الى ضمان أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية في اليمن تعكس احتياجات ومصالح اليمنيين والأمريكيين اليمنيين قال: “يطرح موظفو الكونغرس أسئلة منطقية وأساسية حول دعم الولايات المتحدة بالوقود للتحالف السعودي في اليمن الا انهم لم يحصلوا على إجابة مباشرة من الإدارة، فإحدى الوكالات تقول بأن التزود بالوقود مستمر في حين تقول اخرى بأن ذلك قد توقف وعلى ما يبدو فأنه لا يمكنك الحصول على إجابة واضحة وصريحة من هذه الإدارة، فإما أن هناك تظليل وتشويش وقح أو عدم كفاءة مُقرفة أو أن هناك كلاهما”.

في يونيو / حزيران الماضي طلبت شبكة “ذا إنترسيبت” من الجيش الأمريكي اعطاءها أرقام واضحة بخصوص عمليات اعادة التزود بالوقود جواً وقد أشارت الأرقام المُقدمة من القيادة المركزية الأمريكية “سينتكوم” إلى أن عمليات التزود بالوقود بلغت مستويات قياسية في العام 2017.

وفي ضوء تصعيد العمليات الأمريكية والإماراتية جنوب اليمن بما في ذلك عدد من المداهمات الخطيرة اضافة الى أكثر من 80 غارات جوية أمريكية – سألت شبكة “ذا انترسبت” القيادة المركزية ما إذا كانت عدة ملايين من الاطنان من الوقود تحولت نحو مهام أخرى غير عمليات التحالف السعودي لكن إجابتهم على هذا السؤال كانت “إطلاقاً لا”.

القيادة المركزية أقرت الآن بأن ذلك كان أمراً خاطئ فهناك الكثير من المعلومات حول العمليات التي تواكبها الولايات المتحدة عبر عمليات التزود بالوقود والتي ثبت بأنها غير موثوقة أو غير دقيقة.

المسؤولين الأمريكيين يقولون الآن إن عمليات التزود بالوقود التي تحدث خارج إطار التحالف السعودي لا تقتصر فقط على تلك العمليات المشتركة بين الإماراتيين – وجيش الولايات المتحدة، لكنهم يشيرون ايضاً إلى أن هناك عمليات إعادة تزويد بالوقود لطائرات أخرى في مناطق اخرى بما في ذلك طائرات أمريكية وتحديداً في منطقة “القرن الأفريقي”.

المتحدث باسم القوات الجوية الامريكية الوسطى العقيد “داميان بيكارت” قال ان  “قاعدة البيانات التى تتبع عمليات التزود بالوقود لا تحتوي على تفاصيل محددة لكل جهاز استقبال يوضح نوع الطائرة او بلد المنشأ او نوع المهمة او العملية التي كانت تساندها”.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية “جوش ت. جاك” إنه “من الناحية النظرية أي عملية تزويد بالوقود تنطلق بخزان وقود كامل يتم تضمينها في المجموع الكُلي”.

لكن يبدو بأن قاعدة البيانات نفسها تحتوي على عدد من العيوب فالأرقام التي أرسلتها القيادة المركزية للقوات الجوية – والتي من المفترض أن تكون مطابقة للمجموع الكلي لكل شهر والتي تم نشرها سابقا لم تتطابق مع ما هو موجود الأن فعلى سبيل المثال قيل لشبكة “ذا انترسيبت” في شهر مارس بأن الولايات المتحدة فرغت 4.039 مليون باوند من الوقود للتحالف السعودي وهذا الشهر، نشرت القوات الجوية الأمريكية رقماً قياسياً قدره 3.452 مليون باوند “لجميع عمليات إعادة التزود بالوقود التي أجريت في منطقة القرن الأفريقي لتشمل ولكن لا تقتصر على العمليات التي تقودها السعودية في اليمن اضافة الى العمليات الأمريكية في تلك المنطقة وعمليات الإمارات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية فكيف يمكن أن يستهلك عدد أوسع من العمليات كمية أقل من الوقود المفرغ ؟

وفي واشنطن يحاول موظفو الكونجرس ايضاً تحليل برنامج اعادة التزود بالوقود ويرجع ذلك الى الارتباك حول ما هو برنامج الذي تدار تحته عمليات التزود بالوقود، وقد تم اخبار اثنين مسؤولين على الأقل في مكاتب الكونغرس هذا العام بأنه قد تم إيقاف عمليات التزود بالوقود تماماً لصالح التحالف بقيادة السعودية، لكن هذا ليس هو ما حصل تماماً، وفقاً لما ذكره العقيد “جون توماس”.

واضاف “اننا نواصل تزويدهم بالوقود وتدريبهم – ما زلنا نزودهم بالوقود”.

أحد الموظفين في أحد مكاتب الكونغرس تحدث الى شبكة “ذا انترسيبت” شريطة عد الكشف عن هويته لتجنب التعرف على رؤساءه في المكتب قائلاً إن “جميع جوانب الدعم الأمريكي لحملة التحالف السعودي غير شفافة”.

مضيفاً “ما زلنا نكافح لمعرفة اشياء اساسية جداً مثل هل لدينا أشخاص متواجدون في مركز القيادة الجوية السعودية؟ وماذا يفعلون هناك؟ وما هي فرص الوصول لهم؟ وماهي قدرتهم على احداث تأثير في الأحداث وما هو مستوى تقيد السعوديون فعلاً بقائمة الأهداف التي يمنع استهدافها وهل ما زالت عمليات اعادة التزود بالوقود مستمرة – هذه هي الأشياء التي ليس لدينا أي فكرة عنها كما أن يبدو بأن الإدارة ليست منفتحة فعلاً للتحدث عن هذه الأشياء”.

المزيد في هذا القسم: