ولد الشيخ يواصل جولاته والحل السياسي في اليمن على مفترق طرق

المرصاد نت - متابعات

كشف المبعوث الأممي عن قرب عمل المنظمات الدولية من مدينة عدن جنوب البلاد جاء ذلك عقب لقاء جمعه بـ”هادي” في العاصمة السعودية الرياض اليوم السبت 21 oldalshaik2017.10.21أكتوبر/تشرين أول 2017.


وقال ولد الشيخ إن الأيام القادمة ستشهد استئناف عمل المنظمات الدولية من عدن بصورة ايجابية بينها مكاتب الامم المتحدة ووصل ولد الشيخ الرياض أمس الجمعة لعرض “مبادرة إنسانية” على حكومة هادي و سفراء الدول الخمس الكبرى؛ لإحياء المفاوضات اليمنية المتعثرة منذ أكثر من عام والتقى مساء الخميس بوزير خارجية حكومة هادي المخلافي.

والأسبوع الماضي أعلن ولد الشيخ أنه بصدد مناقشة اقتراح يتضمن مبادرة إنسانية؛ لإعادة بناء الثقة والخطوات اللازمة لإعادة أطرف الأزمة اليمني إلى طاولة المفاوضات.

و كان ولد الشيخ قال في إحاطته الأخيرة عن الوضع في اليمن في الدورة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي أنه سيناقش تفاصيل مقترحه الجديد مع حكومة هادي وتحالف صنعاء. لافتا إلى أن الأخير ألتزم بالمشاركة في مناقشة أخرى بشأن تفاصيل الاقتراح.

ويحمل ولد الشيخ في زيارته الحالية للرياض مبادرة وصفها بالانسانية حيث ان المقترح الأخير لـ”ولد الشيخ” يحمل “5” أفكار على رأسها ميناء الحديدة، و مطار صنعاء الدولي، و أزمة مرتبات موظفي الدولة والمعتقلين و الأسرى وحصار مدينة تعز.

وفي ذات السياق قالت صحيفة اماراتية ان ضغوط روسية تمارس على تحالف صنعاء للقبول بمبادرة أممية جديدة للحل السياسي في اليمن و نقلت صحفية “الخليج” عن مصادر سياسية وصفتها بـ”المقربة” من السفارة الروسية بصنعاء أن المبادرة الجديدة تحظى بدعم “الكرملين” الروسي و الدول الراعية للمسار السياسي للحل في اليمن.

وحسب الصحيفة الزيارة المرتقبة للرئيس السابق “صالح” إلى روسيا جاءت بناء على طلب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” و تمثل جزءاً من ترتيبات تم الاتفاق عليها بين الأخير والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته لموسكو ولفتت الصحيفة إلى أن “صالح” سيلتقي بشكل غير معلن بمسؤولين في الخارجية والمخابرات الروسية بهدف حث “صالح” ليكون جزءاً من الحل للأزمة اليمنية.

وقالت الصحيفة إن “صالح” سيشارك على هامش زيارته في ندوة سياسية بدعوة من معهد روسي متخصص في دراسة الشؤون المتعلقة بالشرق الأوسط تكرس لمناقشة تطورات الأزمة اليمنية و سبل التوصل للحل السياسي ونوهت الصحيفة إلى أن “صالح” سيجري فحوصات طبية وعملية جراحية لاستخراج شظايا لا تزال عالقة بجسده جراء تعرضه لمحاولة اغتيال في يونيو/حزيران 2011.

وفي ذات السياق قالت “مجموعة الأزمات الدولية” في آخر تقرير لها إنه “حان الوقت لتجريد الحوار من طوق القرار 2216″؛ باعتبار أن بنوده التي وصفتها بـ”غير الموضوعية” تتجاوز وقائع الأرض ومتطلبات بناء أرضية سائلة لمفاوضات جدية يمكنها أن تفضي بعد ذلك إلى وقف دائم لإطلاق نار يؤسس لحوار سياسي تُبحث فيه شروط ومتطلبات الحل النهائي.

ومع مشارفة العدوان والحرب علي اليمن عامها الثالث واستمرار سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الجوية لـ”التحالف” تتعرض السعودية لمزيد من الضغوط داخلياً وخارجياً. فعلى الصعيد الداخلي بدأ التباعد بين مواقف مراكز القرار السعودي يتمظهر بشكل أكثر وضوحاً قيادات في الجيش وأمراء مقربون من “هيئة كبار العلماء” يدفعون باتجاه استمرار الحرب.

و هذا الفريق يرى أن الحرب التي تشنها المملكة وحلفاؤها في اليمن هي “حرب مقدسة” هدفها الرئيس “استئصال الحوثيين وبتر ذراع المد الإيراني في المنطقة” وأن من شأن التوصل إلى أي تسوية سياسية “إبقاء هذا الخطر وشرعنة استمراره ووجوده كخطر قائم على الخاصرة الجنوبية للمملكة”.

و يتطابق موقف هذا الفريق مع موقف حكومة هادي التي تعتبر أن التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب في اليمن سيفضي لا محالة إلى خروج هادي من السلطة كشرط أساسي تضعه صنعاء على رأس أولوياتها. ولذلك، فقد سعى الفريقان إلى عرقلة مفاوضات الكويت عبر تعيين الجنرال علي محسن الأحمر كنائب لهادي معتقدين أن هذه الخطوة كانت ستؤدي إلى نسف مشاورات الكويت.

و يرى الفريق نفسه أيضاً أن الحسم العسكري هو الطريق الوحيد لتحقيق أمن المملكة. يقول سلمان الدوسري وهو كاتب سعودي: «هل يمكن أن تنتهي الحرب دون انتهاء أسبابها..؟ بالطبع سيكون ضرباً من المستحيل أن تتوقف الحرب فجأة وأسبابها لا تزال مستمرة كل الوقائع تثبت أن تعنت ميليشيا الحوثي – صالح عقدة لا تزال في منشار جنوح اليمن للسلام وتخلصه من هذه الحرب» ويضيف في مقال له نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»: «وما دامت مستمرة في تعنتها وعدم تفضيلها الحل السلمي فلا يوجد سبيل إلا باستمرار الحرب حتى زوال أسبابها».

وبحسب مصادر سياسية فإن إقالة رئيس الوزراء السابق، خالد بحاح كانت بدفع من ذلك الفريق «بعد تمكن بحاح من إحراز تقدم ملحوظ في مسارات السلام وبتشجيع دولي».

و يقابل فريق «الصقور» السعودي فريق سعودي آخر يتصدره وزير الخارجية عادل الجبير وعدد من القيادات في وزارة الداخلية. يرى هؤلاء ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب في اليمن؛ باعتبار أن الحسم العسكري بات مكلفاً ومتعذراً حتى اليوم على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على انطلاق «عاصفة الحزم» دون حسم.

و لا تقف عُقد “التحالف” عند مراوحة مواقف حلفائه العسكرية على الجبهات وخطوط التماس مكانها دون تقدم ملحوظ منذ أكثر من عامين بل تتعداها إلى فشل الحكومة وقوي العدوان في إدارة المناطق التي أنسحب منها الجيش واللجان الشعبية مع بداية العدوان وتأثير ذلك في مواقف القوى الدولية وثقتها بحكومة بن دغر.

مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية قالت في تقرير نشرته قبل أكثر من شهر يتحدث عن الوضع في اليمن إن “سلطة حكومة هادي الضعيفة أو الغائبة بالفعل في أجزاء كثيرة من البلاد قد تآكلت بشكل ملحوظ هذا العام”. مضيفة أن “قدرة الحكومة على إدارة المناطق التي تسيطر عليها بشكل فعال باتت موضع شك”.

و كانت حكومة  هادي أعلنت نهاية العام الماضي أنها صرفت مرتبات ما يزيد عن 200 ألف عسكري في مناطق سيطرتها. وبغض النظر عن مدى دقة تلك الكشوفات إلا أنه من الواضح أن العدوان والحرب أوجدت قوة عسكرية بمواجهة القوات اليمنية المشتركة" الجيش -اللجان الشعبية" ومع ذلك تعاني قوات هادي من ثغر كبيرة تتمثل في أنها باتت تعبر عن تقسيم مناطقي وولاءات محلية أكثر من كونها قوة تتبع مركزياً لحكومة هادي فالقوات العسكرية والعديد من القادة السياسيين والمحليين في الجنوب يميلون إلى المطالبة بالانفصال أو بإقليم مستقل ذاتياً على الأقل وألمح إلى ذلك المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إحاطته الأخيرة عن الوضع في اليمن أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي.

المزيد في هذا القسم: