المرصاد نت - متابعات
الحصار رُفع... لا لم يرفع. تلعب السعودية في حربها على اليمن لعبة الحروب القذرة إذ تظهر من جانب أنها تخفف الحصار فيما تمنع المواد الأساسية والأدوية من الوصول وبالكميات المطلوبة لتفادي المجاعة وذلك في أسلوب لم تتبعه حتى إسرائيل مع غزة!
بعد أيام من حديث تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية عن رفع الحصار الذي شددته بصورة جزئية وتضارب الأنباء بشأن عمل مطار صنعاء أعلنت الأمم المتحدة أمس، أن «التحالف» أبلغها استئناف رحلات الركاب التي تسيّرها الهيئات الإغاثية لمطار صنعاء لكنها أكدت أن إمدادات المساعدات الإنسانية عبر المرافئ البحرية لا تزال متوقفة.
ومنذ الأربعاء الماضي ادعى تحالف العدوان بأنه سمح بإعادة فتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة على البحر الأحمر أمام المساعدات الإنسانية بعد أسبوعين من تشديد الحصار الخانق، لكن متحدثاً باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أبلغ الصحافيين في جنيف أن الرياض لم تعط بعد إذناً لاستئناف المساعدات.
وقال ينس لاريكه: «تم إبلاغ الأمم المتحدة عبر وسائل اتصالنا المعتادة في الرياض أن رحلات الركاب المنتظمة التي تسيرها الخدمة الجوية الإنسانية للأمم المتحدة يمكنها أن تستأنف إلى صنعاء من عمّان اعتباراً من الغد (اليوم)».
وأضاف لاريكه: «لكن ليس هناك تغيير جوهري في ما يخص طلبات التوجه بمساعدات إنسانية بحراً إلى مرفأي الحديدة والصليف» مشيراً إلى أن الأمم المتحدة رحبت باستئناف رحلات الركاب «لكنها شددت على الحاجة العاجلة الى استئناف إمدادات المساعدات الانسانية وخاصة مع تضاعف خطر انتشار المجاعة» كما أوضح أن مركباً محملاً بالقمح وآخر بمعدات لمكافحة وباء الكوليرا ينتظر التوجه إلى الحديدة بعد حصول الأمم المتحدة على الموافقة كذلك أوضح لاريكه أن ثمة موافقة سعودية على استئناف نقل عاملي الإغاثة جواً إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة «أنصار الله».
ووفق «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» وصلت رحلة ركاب إلى صنعاء الأربعاء لكن مصادر في صنعاء تؤكد أن الحركة في المطار لا تزال متوقفة والحصار لا يزال مفروضاً.
في هذا السياق أعلنت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) أمس أن 23 ألف طفل يمني حديثي الولادة توفّوا العام الماضي نتيجة لأسباب يمكن الوقاية منها. وقالت المنظمة في تغريدة على حسابها في «تويتر» إنه عام 2016 فقدت اليمن أربعة آلاف و272 أُمّاً و23 ألف طفل حديثي الولادة لكنها أشارت إلى أنها ستوفر «وحدات صحية لرعاية المواليد الجدد المرضى لكي يتمكنوا من النمو بشكل طبيعي».
وقبل شهر أورد تقرير أصدره «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة» (أوتشا) في اليمن أن عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات نتيجة للصراع المدمر منذ آذار 2015 حتى أواخر أيلول الماضي بلغ 11 مليوناً و300 ألف وهذا الرقم هو نحو 79% من إجمالي أطفال البلد (قرابة 14 مليوناً و304 آلاف طفل دون 18 عاماً).
ويعاني 8 ملايين و100 ألف طفل من هؤلاء خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد المتوسط فيما يعاني 386 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم وهو أسوأ حالات الجوع.
على الصعيد السياسي أجرى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اتصالاً هاتفياً أول من أمس بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وذلك «لبحث آخر تطورات الأوضاع في اليمن». وقال جونسون في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر» «لقد بحثنا خلال الاتصال بصفة خاصة الوضع الإنساني في اليمن وشددت على ضرورة إيصال المساعدات لميناء الحديدة (غرب) وفتح مطار صنعاء أمام طيران الأمم المتحدة» وتابع: «دون واردات تجارية في عموم اليمن لن يكون بمقدورنا التغلب على المجاعة هناك».
في غضون ذلك قال مسؤول في السلطات التابعة لهادي إن السلطات أعادت فتح منفذ الوديعة البري الحدودي مع السعودية عقب إغلاقه لساعات «لأسباب أمنية» لكنه عاد إلى العمل بصورة طبيعية أمس من دون أن يوضح تلك الأسباب وفي وقت متزامن نظّم المئات من أنصار «المجلس الانتقالي» في عدن أمس تظاهرة تطالب برحيل حكومة هادي وذلك في ظل صراع مستمر على السيطرة والنفوذ في المحافظات الجنوبية نشب بين «المجلس» المدعوم من الإمارات وحكومة هادي.
الي ذلك أفاد مصدر بوصول 4 طائرات إلى مطار صنعاء تابعة لمنظمة اليونسيف اليوم السبت تحمل أدوية ولقاحات لمواجهة مرض الدفتيريا وقالت اليونيسف إن أكثر من 600 ألف طفل في اليمن سيستفيدون من هذه اللقاحات يأتي ذلك بعد إعلان قوات التحالف السعودي عن بدء إصدار التصاريح لسفن وطائرات الإغاثة المتجهة إلى الحديدة وصنعاء.
من جهتها أفادت متحدثة باسم "برنامج الغذاء العالمي" بأن سفينة تابعة لها محمّلة بالمساعدات الغذائية تنتظر السماح لها للدخول إلى ميناء الحديدة.
وفي السياق ذكرت منظمة أوكسفام الخيرية أن 8 ملايين شخص في اليمن لن يمتلكوا المياه الجارية النظيفة في غضون أيام عندما ينفذ الوقود بسبب الحصار الذي يفرضه التحالف السعودي على الموانئ الشمالية للبلاد.
وبذلك سينضم 8 ملايين إلى ما يقرب من 16 مليون شخص في اليمن الذين لم يتمكنوا بالفعل من الحصول على مياه نظيفة، مما يترك أكثر من 4 من كل 5 أشخاص دون إمدادات مستمرة من المياه النظيفة وقالت المنظمة إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على تدفق المياه النظيفة.
وذكرت المنظمة أنه قد يؤدي تعطيل إمدادات الوقود بهذه الوتيرة إلى حدوث طفرة جديدة لوباء الكوليرا الذي سجل ما يقرب من 950،000 حالة يشتبه في إصابتها منذ نيسان/ أبريل من هذا العام والتي بدأت بالانخفاض في الأسابيع الأخيرة.
ومن المحتمل أن تنفد مخزونات البنزين قريباً في المناطق الشمالية من البلاد بينما ستنفد مادة الديزل في غضون ثمانية أيام.
هذا وقد صرحت وزارة المياه والبيئة أن 7 مدن قد نفدت بالفعل من الوقود وسوف تنفد اثنتان أُخريتان قريباً. وتعتمد إمدادات المياه في أماكن مثل ميناء الحديدة على الوقود الذي توفره الأمم المتحدة وقد وافقت المنظمات الإغاثية في اليمن على دعم شبكات إمداد المياه ولكنها لن تتمكن من الاستمرار في ذلك حينما يصبح الوقود نادراً وأكثر تكلفة.
وصرح شين ستيفنسون المدير القطري لمنظمة أوكسفام في اليمن قائلاً "يتم تجويع الشعب اليمني لإخضاعه وما لم يتم رفع الحصار بسرعة فسوف يتم حرمانهم من المياه النظيفة كذلك". وأضاف أن "حرمان الملايين من الناس من المياه النظيفة في بلد يعاني بالفعل من أكبر تفشي لوباء الكوليرا في العالم بات أيضاً على وشك المجاعة فذلك سيكون عملاً بالغ الوحشية".
ورأى ستيفنسون أنه "لا يوجد مبرر لأن يعاقب المدنيين فهؤلاء هم أشخاص تتعرض حياتهم للمخاطر في لعبة حرب تقودها بلدان أخرى ولا يمكن لليمن أن يتحمل ذلك بعد الآن وما لم يرفع الحصار فإن الملايين الذين يعانون حالياً من أزمة حقيقية سيواجهون كارثة جديدة".
وبالنسبة لستيفنسون فإنه "كلما استمر الحصار كلما زاد عدد الناس الذين يحتاجون إلى مساعدتنا وقلّت إمكانية تقديمنا لها لا يمكن السماح للمجتمع الدولي أن يُدير ظهره للمعاناة في اليمن" مشيراً إلى أن "كل من له تأثير على التحالف السعودي متواطئ في معاناة اليمن ما لم يفعل كل ما في وسعه في أن يدفعهم لرفع الحصار".
قالت الأمم المتحدة إنه "لم يحدث تغيير كبير منذ أمس الخميس بشأن طلبات الحصول على تصاريح للتوجه بالمساعدات الإنسانية عبر القوارب إلى مرفأي الحديدة والصليف".
وأضافت "أبلغنا التحالف السعودي بأن رحلة الركاب الجوية المعتادة التابعة لخدمات الأمم المتحدة الإنسانية يمكن أن تتوجه إلى صنعاء بدءاً من الغد" مشددة على "الحاجة لاستئناف كل الواردات التجارية وخاصة إمدادات الوقود اللازمة لاستجابتنا الإنسانية والتنقل وضخ المياه".
ويستجيب العاملون في المجال الإنساني لاحتياجات 7 ملايين شخص في اليمن يعتمدون بشكل كامل على المساعدات وتوفر الجهود الإنسانية المياه النظيفة لنحو 4 ملايين شخص، في وقت يخيم فيه تهديد المجاعة على اليمن.
ومع بدء تراجع تفشي وباء الكوليرا تشعر الأمم المتحدة بالقلق من تراجع المكاسب المحققة في التصدي للكوليرا ومنع حدوث المجاعة بسبب الإغلاق الذي فرض من قبل التحالف على الموانئ اليمنية.
وكان تحالف العدوان السعودي فرض إجراءات عقابية على اليمن جراء استهداف مدينة الرياض بصاروخ بالستي.
وكان الصاروخ البالستي أطلقه الجيش واللجان الشعبية في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري من نوع "بركان تو إتش" استهدف مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض.
التحالف أشار إلى "أنه قام بمراجعة شاملة لإجراءات التحقق والتفتيش التي تنفذ لتطبيق أحكام القرار 2216 المتعلقة بمنع تزويد اليمن بالأسلحة والمواد العسكرية وقد تقرر إعادة فتح ميناء الحديدة لاستقبال المواد الإغاثية والإنسانية الطارئة"كما قرر فتح مطار صنعاء لاستقبال طائرات الأمم المتحدة الخاصة بالأعمال الإغاثية والإنسانية.
المزيد في هذا القسم:
- السعودية تسعي لتفجير الوضع بالمهرة: الرضوخ لمشاريعنا أو القتل! المرصاد نت - متابعات مع استمرار سريان الهدوء في مدينة الحديدة تحوّلت الأنظار إلى محافظة المهرة حيث انتقل النظام السعودي إلى مربّع جديد في التعامل مع المعتصمين...
- تعميم جديد من البنك المركزي بشأن عملية شراء وبيع العملات الأجنبية المرصاد-متابعات أصدر البنك المركزي اليمني بالعاصمة صنعاء، أمس الخميس، تعميم جديد بشأن عملية شراء وبيع العملات الأجنبية في محلات الصرافة. وجاء التعمي...
- معارك الساحل اليمني نموذجاً عن الحرب غير المحسومة المرصاد نت - مهدي علواني لم تُحسم أيٌّ من معارك الساحل اليمني الغربي على امتداد 450 كلم بدءاً من محافظة حجة ثم نهاية الحدود الشمالية مع السعودية في حرض ــ ميد...
- تناقضات الغرب في اليمن: دعم الحرب وتقديم الاغاثة المرصاد نت - متابعات في الاسبوع الماضي اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان السعودية بانتهاك القانون الدولي الإنساني في اليمن وتكثيف حملات اعتقا...
- السعودية تستعيض عن هزيمتها في اليمن بفتح حروب جانبية المرصاد نت - لقمان عبدالله من حين إعلان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان قرارَه مواصلة الحرب على اليمن وتوقّف المبادرة الجديدة التي كان مبعوث الأمم المتحدة إسما...
- تصعيد عسكري في سقطرى وشبوة: الخلاف يحتدم بين الأطراف الموالية للتحالف ! المرصاد نت - متابعات مجدداً يتأزم الوضع في محافظة سقطرى شرقي اليمن مع اندلاع مواجهات بين قوات موالية لهادي وعناصر مدعومة إماراتياً تحاول السيطرة على ميناء الم...
- تأجيل استئناف المفاوضات بسبب تعنت مرتزقة العدوان المرصاد نت - طالب الحسني ثلاثة ايام متبقية على استئناف مفاوضات الكويت بحسب الاتفاق المعلن لكن ذلك لم يعد ممكنا بسبب تعنت مرتزقة العدوان بإيعاز سعودي متر...
- طيران العدوان السعودي يواصل غاراته باستهداف المواطنين والممتلكات العامة والخاصة المرصاد نت - متابعات واصل العدوان السعودي الأمريكي استهداف المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في عدد من محافظات الجمهورية خلال الساعات الماضية . وأكد مصدر ...
- تقرير فرنسي: السعودية ستتلقى هزيمة تاريخية في اليمن والحوثيون رفضوا منح إيران قاعدة عسكري... المرصاد نت - متابعات نشر موقع ” أتلونتيكو” الفرنسي تقريراً حول العدوان والحرب التي تشنها السعودية وعدة دول تحت قيادتها ضد اليمن منذ أكثر من عامين ...
- المرصاد ينشر نص حوار دار بين صادق الأحمر والرئيس هادي أمس كشف مصدر خاص للمرصاد عن حقيقة الحوار الذي دار بين صادق الأحمر والرئيس عبدربه هادي رئيس الجمهورية يوم أمس في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء ضمن...