السبت الأسود.. سقوط معسكرات ومناطق سيطرة المخلوع بقبضة القوي الأمنية

المرصاد نت - متابعات

وقفت العاصمة صنعاء على صفيح ساخن مع انقلاب المخلوع صالح على اليمنيين وأتفاق الشراكة بين القوي السياسية ودعوته لمواجهتها واقتحام المؤسسات وقطع الطرق وفي Army yemen2017.12.3ذات الوقت أعلن مد يده لتحالف العدوان السعودي


ومع تلك الأحداث والمواقف ارتفع منسوب التفاؤل لدى تحالف العدوان السعودي الأمر الذي جعله يصدر بياناً مرحباً بكلمة المخلوع صالح وبعد ذلك رحب بها هادي وحكومته.

ميدانياً كان يوم السبت يوماً للحسم فإما أن تمضي الأمور كما يشاء المخلوع صالح الذي دخل في مغامرة لا يمكن معها العودة للخلف أو تعود لسابقها كما يريد اليمنيون وشهدت العاصمة صنعاء وبعض المحافظات اشتباكات عنيفة مع حرب إعلامية شرسة شاركت فيها قنوات العدوان بقوة  وبثت الاخبار العاجلة عن سيطرة مليشيات المخلوع صالح على كل المحافظات ضمن حرب نفسية ما لبثت أن أدت لنتائج عكسية.

ووفقاً لخريطة المواجهات فإنه لم يكن هناك سيطرة لمليشيات المخلوع صالح بل انطلاق من مناطق ومعسكرات يسيطر عليها أصلا منذ سنوات ما قبل الحرب واستخدامها للهجوم على اللجان الشعبية والقوات الأمنية.

مع تنامي الثقة لدى تحالف العدوان التي انعكست باندفاع كبير في وسائل الإعلام الرسمية التي بدأت تصف الخSanaaa yem2017.12.3ائن صالح بالرئيس السابق وليس المخلوع وتصف مليشباته بأنها قوات المؤتمر وليس مليشيات صالح لتبدأ الأمور تأخذ منحى آخر فقوات الأمن واللجان الشعبية لم تستعيد مواقع خسرتها بل بسطت سيطرتها على مواقع ومعسكرات كانت منذ زمن تحت سيطرة المخلوع لكنها لم تكن تمثل خطراً أو ينطلق منها هجمات ضد القوي الامنية خلال فترة الشراكة بين الطرفين.

ووفقاً لرواية تفصيلية ميدانية من مصادر أمنية فإن خط المعارك العكسي بدأ بسيطرة قوات أمنية ومقاتلي قبائل سنحان على معسكر “ريمة حميد” القاعدة العسكرية الأكبر التي كان يحتفظ  المخلوع صالح بالسيطرة عليها منذ كان رئيساً في وقت تسببت كلمة المخلوع التلفزيونية وانضمامه لتحالف العدوان السعودي بضربة كبيرة في أوساط مؤيدي حزب المؤتمر الرافضين للعدوان السعودي فأعلنوا انضمامهم للجيش والقوي الامنية.

مع سقوط معسكر ريمة حميد استطاع الحيش واللجان الشعبية السيطرة على “معسكر الملصي” وهو معسكر الخائن طارق صالح نجل شقيق المخلوع وأطلق على المعسكر اسم “الملصي” نسبة للعميد حسن الملصي الذي قتل في نجران بعد انضمامه للجان الشعبية ولكن طارق صالح استغل الاسم كون الملصي كان من منتسبي الحرس الجمهوري.

ووفقاً لمعلومات ميدانية كان هناك مجاميع عسكرية موالية للمخلوع أعلنت تمردها على الحيش في معسكر السواد جنوبي العاصمة ولكن التمرد انتهى سريعاً وتمكن الجيش واللجان من السيطرة على كامل المعسكر بعدما كانوا يتقاسمونها مع صالح خلال فترة الشراكة بينهما.

جنوبي العاصمة سقط معسكر آخر للمخلوع صالح وهو اللواء الرابع بالكامل بقبضة قوات أمنية ولجان الحوثيين التي أمنت أيضاً مجمع 48 الطبي والعسكري.

ورغم أهمية المعسكرات التي سقطت من قبضة المخلوع إلا أن نجاح القوات الأمنية في تأمين الحي السياسي بالكامل كان الضربة الأبرز كونه الحي الذي يملك فيه صالح عمارات ونفوذ واسع واستخدم لشن حرب قنص على المدنيين والقوات الأمنية وكانت قوات صالح تستفيد من التحصن في المباني ووجود السكان لتصعيب المعركة على القوي الامنية الذين أمنوا العمارات التي كانت تضم مجاميع القناصة وأهمها عمارة “النوارة”.

خلال ساعة واحدة انتشر مئات المسلحين الموالين للمخلوع صالح في أكثر من منطقة داخل العاصمة صنعاء وخارجها فما إن صدرت التوجيهات حتى سارع المسلحون إلى حمل أسلحتهم التي كان قد توزيعها عليهم مسبقاً وباشروا مهامهم وفقاً للمخطط الذي تم وضعه من قبل المخلوع صالح ونجل شقيقه طارق الذي ترد أنباء حالياً أنه بات معتقلاً.

ما يؤكد وجود مخطط مسبق لتفجير الوضع من الداخل هو تسارع الأحداث واحداً تلو الآخر فما إن صدر بيان المؤتمر الذي أعلن فيه انقلابه على الشراكة بشكل مفاجئ ودعوته للخروج على السلطات والتمرد علي مؤسسات الدولة حتى خرجت مليشيات المخلوع صالح من أماكنها وباشرت مهامها في قطع الشوارع وقطع الطرقات الرئيسية وانتشار بعض المسلحين في أحياء بعض المدن كمدينة إب وذمار.

وفي ساعة متأخرة من مساء وردت أنباء عن اعتقال راس الفتنة طارق محمد عبدالله صالح من قبل أجهزة الأمن وبعد انتشار الأخبار في المواقع عن اعتقاله قام شخص يدير حساب طارق على تويتر بالتغريد لنفي الأنباء المتداولة عن اعتقاله.

ورغم وجود تأكيدات باعتقال المدعو طارق صالح حسب مصادر أمنية مطلعة إلا أن هناك غموضاً عن سبب عدم إعلان ذلك رسمياً.

المصادر رجحت أن عدم إعلان أنصار الله ولا الأجهزة الرسمية اعتقال طارق رغم صحة الخبر هي خطة لإيهام من لا يزال يعتقد بسيطرة مسلحي طارق على الوضع وطمأنتهم حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من كشف أكبر عدد ممكن من المسلحين المختبئين حتى الآن وهو بالفعل ما حدث منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس السبت إذ سرعان ما خرجت مجاميع مسلحة كانت منتظرة ساعة الصفر لتبدأ تنفيذ مهامها وبدأت بالسيطرة على بعض الخطوط المؤدية إلى العاصمة وبعض المواقع العسكرية التي كانت تحت سيطرتها من قبل والانتشار في بعض الأحياء داخل مدن ذمار وإب وبعض القرى والمناطق الريفية مثل خمر وبيت الكميم وسنحان ظناً منها أن ما نُشر في وسائل الإعلام من شائعات بسيطرة “الحرس” على العاصمة هي أخبار صحيحة فيما لم تكن تدرك أن كل تلك الأنباء كانت مجرد حرب نفسية استخدمها إعلام صالح بهدف تثبيط وبث روح الهزيمة في نفسيات رجال الأمن واللجان الشعبية الذين كانوا منتشرين في أحياء العاصمة بالكامل باستثناء المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين في أحياء بغداد والحي السياسي والجزائر.

والمضحك في تفاصيل أحداث يوم أمس هو أن تخرج على سبيل المثال مجموعة مسلحة لقطع أحد الشوارع كالذي حدث في بعض شوارع مدينة ذمار والجزء الشرقي من مدينة إب، ثم تتفاجأ بأنها أصبحت محاصرة من جميع الاتجاهات من قبل اللجان الشعبية وأجهزة الأمن وتلك صدمة معنوية حين تشعر أنها وقعت في فخ شائعات الإعلام وأن ما تم إبلاغها به ليس له أساس من الصحة فلم يكن أمامها سوى تسليم نفسها وأسلحتها للأجهزة الأمنية.

وبالعودة إلى أسباب عدم إعلان اعتقال طارق صالح يرى مراقبون أنه لو تم إعلان اعتقاله فإن من كان سيخرج حاملاً سلاحه في وجه سوف ينكفئ عن ذلك ولن يخرج وتبقى هذه الجماعات المسلحة غير ظاهرة للعيان ولن يتم كشف أمرها.

وفيما يلي أبرز المناطق التي ظهرت فيها جماعات مسلحة وتفاصيل تطهير تلك المواقع من قبل أجهزة الأمن وقوات التدخل السريع واللجان الشعبية والمواطنين المتعاونين مع الدولة.

في العاصمة صنعاء والمحافظة تم تطهير معسكر السواد وشيراز ومعسكر اللواء الرابع بالسواد ومجمع 48 الطبي أما في شارع بغداد فتم تصفية مسلحي صالح الذين كانوا متمركزين في جامع أبو عبيدة.

كما تم تطهير معسكر عمد وتطهير عدة بنايات باتجاه منزل طارق الأحمر وتأمين جولة النوارة وبناية النوارة (تقاطع شارع جيبوتي مع شارع عمّان) وطردهم منها كما تم تأمين السفارة السعودية وعدد من البنايات بالحي السياسي وكذلك تمت السيطرة على اللجنة الدائمة بالحصبة واللجنة الدائمة بحدة وقناة اليمن اليوم في عطان وكل المباني التابعة لها وعدد من الفلل المجاورة لها التي كانت مليئة بالقناصين والسيطرة علی جامع الصالح.

كما تم التقدم من جهة ضبوة على خط سنحان وتطهير عدة مواقع واغتنام دبابة ومعدل 23، ولا يزال التقدم مستمراً.

إضافة إلى ذلك تم تطهير جبل حروة المطل على مزرعة علي صالح ومفرق جوب في خط خولان عند مثلث سنحان خولان بالإضافة إلى تطهير معسكر ومخازن جربان ونقطة قاع ارتل كما تم تأمين خط صنعاء صعدة بالكامل وإزالة كل النقاط التي كانت مليشيات صالح المسلحة قد استحدثتها وقد قتل وأسر كل من كان فيها.

أما في محافظة عمران فقد تمكنت الأجهزة الأمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية وأبناء القبائل من تطهير بني صريم والسيطرة الكاملة على بني قيس وتأمينها بالكامل ومحاصرة منزل مبخوت المشرقي ولا يزال التقدم مستمراً لإزالة المسلحين المنتشرين في شوارع خمر وتطهيرها بالكامل.

أما في محافظة إب فقد تم تأمين خط نقيل السياني ومطاردة المسلحين التابعين لصالح، بالإضافة إلى تأمين قسم الشرطة شرق مدينة إب، وتأمين نقيل سمارة وقد لقي عدد من المسلحين مصرعهم وهرب من تبقى منهم، أما في يريم فتم أسر عدد من مسلحي صالح عندما حاولوا الدخول إلى مبنى مالية يريم وتفاجأوا بوجود عناصر أمنية وأفراد من اللجان الشعبية فما كان منهم إلا أن سلموا أنفسهم، وكذلك تم تأمين خط كتاب – يريم ومطاردة مسلحي صالح الذين قتل وجرح عدد منهم وأسر اثنان وهرب البقية.

وفي محافظة ذمار تم تأمين خط بيت الكوماني وقد لقي أحد المسلحين مصرعه وتمت مصادرة طقم عسكري كان بحوزته كما تم تأمين بوابة ذمار من جهة الشمال والسيطرة على منزل الشيخ العزعزي الموالي لصالح والذي قاد مجاميع مسلحة وقد تم أسره وأسر عدد من المسلحين الذين كانوا معه فيما هرب من بقي منهم.

وبالإضافة إلى ذلك تم تأمين خط رصابة وتأمين خط معبر وتأمين خط سنبان وكذلك تأمين خط الحداء حورور بعد أن كان قد قام مسلحو صالح باستحداث نقاط وأرتاب في تلك المناطق وحتى هذه اللحظة لا تزال الاشتباكات مستمرة ليتم فتح خط نقيل يسلح.

الي ذلك كشفت مصادر عن وساطة عُمانية لاحتواء الأزمة بين أنصارالله وقيادة المؤتمر الشعبي العام وقالت المصادر إن الوساطة المذكورة تسعى لتهدئة أنصارالله وتأمين خروج آمن للرئيس المخلوع علي صالح.

وبحسب مصادر سيطرت اللجان الشعبية على منزل المخلوع صالح في قرية الدجاج ومقر اللجنة الدائمة لحزبه سابقاً بالحصبة وجمعية كنعان ومقر قناة "اليمن اليوم" التابعة للمخلوع وتحدّث عن انفجارات متقطعة هزّت الأحياء الجنوبية لصنعاء في ظل سيطرة اللجان الشعبية على الوضع هناك حيث أمنّت طريق صعدة عمران صنعاء واعتقلت العشرات من الموالين لصالح في عمران وتعمل اللجان لتطبيع الوضع في محافظة حجة غرب اليمن، بحسب ما أفاد المراسل.

 وكان مصدر أمنيّ أكد مساء السبت استتباب الوضع في الأحياء الجنوبية بعد انتشار قوات أمنية واللجان الشعبية في الحيّ السياسيّ وشارعي الجزائر وبغداد.

وصدر عن المؤتمر الشعبي العام بيان جاء فيه أن موقفه "ثابت في مواجهة العدوان سواء بالشراكة أو من دونها وأكد البيان المذكور أن "موقف المؤتمر الشعبي العام ثابت ومبدئ وراسخ في مواجهة العدوان سواءاً في ظل الشراكة أو في غياب الشراكة وليس كما فسّر خطاب رئيس المؤتمر يوم أمس (السبت) تفسيرا خاطئاً .

المزيد في هذا القسم: