المرصاد نت - لقمان عبدالله
لا تهدأ أبداً مساعي التحالف السعودي ــ الإماراتي في البحث عن الخيارات التي تخولهما الدخول إلى صنعاء خصوصاً بعد تأكدهما أنه لا يمكن حسم المعركة من دون الدخول إلى العاصمة اليمنية.
وفي هذا السياق تأتي التعيينات التي أصدرها هادي وانسجام للتوافق التي رعته السعودية بين الإمارات وحزب الاصلاح «الإخواني» في إطار الجهود المتواصلة لرأب الصدع المحلي ورسم خريطة سياسية تتماشى وصعوبة ظرف التحالف. تجدر الإشارة إلى أنّ تعيينات هادي الأخيرة تعمّد فيها مراعاة «الإصلاح» بالمقابل فهمت أنها جاءت رداً على تشكيل الجمعية العمومية (البرلمان الجنوبي) المنبثقة من المجلس الانتقالي الجنوبي.
إلى ذلك تستمر الجهود الحثيثة لتجميع قيادات الصف «الأول والثاني» لحزب المؤتمر الشعبي العام تحت مظلة التحالف الذي تقوده السعودية إلا أن تلك الجهود لم تصل إلى النتائج المرجوّة بسبب رفض القيادات «المؤتمرية» داخل اليمن الانتقال إلى صف العدوان على بلدهم. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن الماكينة الإعلامية الخليجية انتقلت من أساليب الاستيعاب والاستعطاف لقادة المؤتمر في صنعاء إلى التشكيك وأحياناً التخوين بهذه القيادات. وتخشى السعودية من أن تتحول القيادات المؤتمرية في خارج اليمن إلى زيادة العبء والتكلفة عليها جراء استضافتهم في فنادق العاصمة السعودية.
في غضون ذلك تستمر رحلة البحث عن طريق يوصل «التحالف» إلى العاصمة اليمنية إذ لا قيمة لأية إنجازات (إن حصلت) ما دامت لا تصل إلى صنعاء إصرار قيادة التحالف على البحث عن فجوة لاختراق صنعاء يلاقيه إصرار من قبل «أنصار الله» في الدفاع عن العاصمة المحاطة بالجبال من كل الاتجاهات. ورغم التباين السياسي في صنعاء بين فئاتها القبلية والاجتماعية والفكرية، فإنها اتخذت قراراً مشتركاً، هو الدفاع عنها ومنع سقوطها مهما كانت الضغوطات المعيشية أو الإغراءات المالية من الأطراف المعادية التي تعمل ليلاً ونهاراً على الاستقطاب وسلخ بعض الفئات المترددة إلى جانب العدوان وهذا ما أكدته الأحداث بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح إذ نجحت «أنصار الله» والعديد من رجال القبائل ولا سيما «المؤتمريون» باحتواء الموقف واستيعاب عدد لا بأس من القبائل التي كانت تميل إلى الرئيس الراحل صالح.
وقد بدأت نتائج اللقاء الذي جمع بين قيادة التجمع اليمني للإصلاح «الإخوان المسلمين» وولي عهد الإمارات محمد بن زايد برعاية محمد بن سلمان في الأسبوع الماضي إلا أنها لا تزال من دون طموح أبو ظبي بعد افتعال اضطرابات محدودة في العديد من المحافظات التي يوجد فيها أنصار «الإصلاح»، ولا سيما في إبّ.
إذ إن حكومة صنعاء كانت متيقظة لحدوث أعمال مخلّة بالأمن فسارعت إلى معالجتها وأنهتها من جذورها. كذلك تبيّن أن من نتائج لقاء الرياض بين الإصلاح والقيادة الإماراتية الاستيعاب المشترك للقيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام والعمل على الاستفادة منهم، وتحريضهم على الخروج بوجه «أنصار الله» إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل وهذا ما عبّر عنه أول من أمس الأمين العام لحزب الإصلاح عبد الوهاب الانسي لصحيفة «نيويورك تايمز» قائلاً: «نحن ببساطة نواجه صعوبة بالغة في الوصول إليهم» واصفاً الحال بالأوقات المربكة. واعترف في الوقت نفسه بأن التحالف (السعودي والإماراتي) طلب من حزب الإصلاح «التواصل مع قيادة المؤتمر الشعبي العام في صنعاء لبحث رؤية موحدة في العمل ضد الحوثيين».
غير أن المعلومات المستقاة من جهات موثوقة ومتعددة فإن «الإصلاح» ليس على قلب رجل واحد في العلاقة مع الإمارات وأن ليس بمقدروه في وقت بسيط محو آثار الكراهية والبغض من قلوب قيادييه ومحازبيه بسبب حرب الاستئصال التي مارستها الإمارات عليه في السنوات الماضية ولا سيما أن العديد من قيادات الحزب وكوداره لا يزال مصيرها مجهولاً في السجون السرية لدولة الإمارات في جنوب اليمن. كذلك إن القيادة الإماراتية التي تحدثت عن مرونة في مراجعة التحالفات وضعت «إخوان اليمن» أمام اختبار الانسلاخ عن قيادة تنظيم الإخوان المركزي وهذا أمر بالغ الصعوبة.
وقد أثبتت الأحداث أن «إخوان اليمن» في أصعب ظروفهم لم يصلوا إلى حدّ قطع الاتصال الفكري والسياسي مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وتشعر القيادات الإخوانية في اليمن بأنها وُضعت أمام اتفاق من طرف واحد لا اتفاق مكتمل الشروط والمواصفات وهذا ما عبّر عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بأن «الإصلاح أمام فرصة اختبار النيات وتغليب مصلحة اليمن ومحيطه العربي» والعبارة الأخيرة هي العبارة نفسها التي استُخدمت كرمز لقبول الرئيس الراحل في الحاضنة الخليجية وأدت إلى حتفه.
إلى ذلك لا تزال الأزمة الخليجية ترخي بظلالها على الداخل اليمني إذ إن جناحاً واسعا من «الإصلاح» يرتبط بنحو قوي ومباشر بالدوحة التي تستخدم الساحة اليمنية للمناكفة مع خصومها الخليجيين ولعرقلة مشروعهم.
المزيد في هذا القسم:
- تنظيم داعش يتبنى تفجير مبنى المالية بـ”عدن” المرصاد نت - متابعات دوى انفجار عنيف في الساعات الاولى اليوم الاربعاء 29 نوفمبر/تشرين ثان 2017 شرق محافظة عدن جنوبي البلاد. وقالت مصادر محلية ان سيارة مفخخ...
- صراع بين العدوان ومرتزقته بحضرموت حول بيع كميات من النفط المخزن المرصاد نت - المكلا كشفت مصادر صحفية عن مشهد جديد من فصول الصراع بين قوات الغزو العدوان ومرتزقتهم تدور أحداثه بمحافظة حضرموت حول بيع كميات من النفط المخزن ...
- أبرز التطورات العسكرية والميدانية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات بعد أكثر من 200 غارةٍ جوية على محافظة الحديدة غربيّ البلاد وقصفٍ بحريٍ متواصلٍ على الأحياء السكنية لم يتمكن تحالف العدوان من اِحداث اخترا...
- باعوم يدعو لتشكيل لجان اهلية لتنظيم حياة المواطنين في الجنوب تحسباً لأي طوارئ. اعلن رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم عن الانتقال الى مرحلة نضالية سلمية جديدة داعياً ابناء الجنوب الى تشكيل لجان شعبية و حراسات و تنسيقات في كل ال...
- مسلحون يطلقون النار على المارة في مدينة الشحر ويلوذون بالفرار . وانباء عن فرارهم الى معسك... قال مصدر خاص للمرصاد قبل لحظات ان مسلحين مجهولين أطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية الحية على مجموعة من ابناء المدينة كانوا يتواجدون في المنطقة ولكن تجمهر مجموعة ...
- تثبيت قواعد الاشتباك تمهيداً لـ«حوار جدة»: نحو «مجلس إنقاذ» جنوبي رفضاً للاحتلال ! المرصاد نت - متابعات مع انسحاب مقاتلي «النخبة الشبوانية» الموالية للإمارات، أمس، من آخر معاقلها في منطقة بلحاف الساحلية في مديرية رضوم في محافظة شبوة تكون الم...
- معلومات جديدة تكشف اصرار التحالف على اطلاق معتقلي “القاعدة” ضمن صفقة الأسرى المرصاد-متابعات كشفت مصادر مطلعة لـ”وكالة الصحافة اليمنية، اليوم الإثنين، بأن قوات التحالف اشترطت الأفراج عن عناصر تنظيم القاعدة من أجل الموافقة على إت...
- القبض على 9 عناصر من القاعدة وضبط 63 من العناصر التابعة للتحالف المرصاد-متابعات قال الناطق الرسمي لوزارة الداخلية العميد عبد الخالق العجري ان الاجهزة الامنية القت القبض على 9 من عناصر القاعدة ، و ضبطت 63 من العناصر ...
- تحذير روسي من توسع داعش... والحديدة تحت الضوء مجدداً المرصاد نت - متابعات حذّر مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف من وجود أدلة تُشير إلى إرسال تنظيم داعش مقاتلين تابعين له إلى اليمن وذلك بهدف توس...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات نفذ سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية اليمنية ليل السبت الأحد عملية هجومية مشتركة استهدفت تجمعات الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي وأفاد ...