عدن من سلطة في المنفي إلي سلطة مسلوبة القرار

المرصاد نت - متابعات

منذ ثلاث أيام والموجهات على أشدها بين قوات هادي وقوات الانتقالي التابع للإمارات في عدن المعارك الدائرة هناك قسمت المدينة من حيث سيطرة الطرفين ومع تصاعد دعواتAden sanaa2018.1.30 التهدئة تصاعدت ايضا المواجهات حتى انتهت اليوم الثلاثاء بسيطرة قوات الإنتقالي على كل المديريات والمعسكرات التابعة لهادي.


حتى منصف ليلة أمس وخارطة المواجهات والسيطرة لم تتغير عن اليوم الأول، لكن ما أن بدأت ساعات الصباح حتى دخلت المعركة مربعاً جديداً حيث اندلعت إشتباكات عنيفة في مديرية دار سعد ومديرية كريتر أفضت المواجهات إلى سيطرة قوات الحزام الأمني التابعة للأنتقالي على كريتر بالكامل وصولا إلى بوبات القصر الرئاسي بالمعاشيق تبعتها إشتباكات في مديرية خور مكسر أنتهت بسيطرة قوات اللواء الأول مشاه وقوات الحزام الأمني على مقر اللواء الثالث حماية رئاسية التابع لهادي.

أما في مديرية دار سعد فقد استمرت المواجهات حتى الظهر ليسقط بعدها معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية الذي يقوده مهران القباطي بعد أن شاركت المقاتلات الإماراتية بقصف اللواء من الجو وعقب السيطرة على المعسكر تم إزالة صور هادي ورفع إعلام الحراك الجنوبي وقد علق قائد اللواء الرابع حماية رئاسية العميد مهران القباطي حول سقوط المعسكر بقوله أن ما حدث كان غدرا ونقضا للاتفاق مع السعودية وأضاف في بيان نشر باسمه ان اللواء الرابع حماية رئاسية “التزم بوقف اطلاق النار والانسحاب من المواقع ولكن الطرف الثاني لم يلتزم”.

إلى ذلك تحدثت مصادر صحفية أن قوات الإنتقالي حاصرت قصر المعاشيق وما زال محاصر حتى الأن في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر أخرى عن فرار عدد من المسؤولين بينهم وزراء عن طريق البحر على متن يخت أرسلته البحرية البريطانية لإخراج عدد من الضباط والقوات الرمزية البريطانية التابعة للبحرية البريطانية التي كانت متواجدة في عدن حيث تم نقلهم إلى جيبوتي وبينهم بعض المسؤولين الذين تمكنوا من الخروج.

من جهته نفى مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام في حكومة بن دغر أن تكون الحكومة محاصرة في المعاشيق أو هربت من المدينة وكتب الرحبي تغريدة على التويتر قال فيها “الحكومة برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وجميع الوزراء الذين كانوا متواجدين في عدن قبل الأحداث الدامية متواجدة في العاصمة المؤقتة عدن بقصر المعاشيق وتمارس عملها وهناك اجتماع لمجلس الوزراء ولاصحه للأخبار التي ينشرها البعض عن مغادرة الحكومة او بعض وزرائها.

مصادر خاصة في عدن أكدت أن بن دغر لا يزال متواجداً في قصر المعاشيق الذي باتت بوابتيه الشرقية والغربية محاصرتين بقوات الحزام الأمني الموالية للإمارات وأن قوات سعودية موجودة أيضاً داخل المعاشيق وسط أنباء تشير بأن ترتيبات تجري خلال هذه الأثناء (العاشرة مساء الثلاثاء) لإخراج بن دغر ومن معه من المسؤولين إلى خارج عدن.

وبخصوص معسكر النقل التابع للحماية الرئاسية فقد التقى عصر اليوم القيادي في اللواء محمد البوكري بـ”عيدروس الزبيدي” واتفق الجانبان على تجنيب اللواء إي مواجهات مع قوات الحزام الأمني وانسحبت بموجب هذا الاتفاق قوات من الحزام الأمني كانت تتمركز بالقرب من مقر اللواء ونشر نائب المجلس الإنتقالي هاني بن بريك صور بحسابه على التويتر تجمعه بـ”محمد البوكري” وعلق قائلاً “الآن مع أخي ورفيق السلاح القائد محمد البوكري الصبيحي وقد جاءنا زائرا لمقر المجلس الانتقالي مؤكدا بيانه الصادر بالأمس نافيا التعاون مع المعتدين على الشعب الجنوبي الذين قصفوا البيوت بالدبابات دون وازع. وفي هذه الصور مع الرئيس عيدروس الزبيدي والقائدين صابر النجدي ومختار النوبي” هذا وخلفت المعارك بحسب مصادر طبية مقتل 50 وجرح أكثر من 600 بينهم مدنيين.

مسرحية التحالف

ما حدث في عدن كان بترتيب مسبق بين الإمارات والرياض وبحسب مراقبين فإن ما جرى كان مجرد مسرحية مكشوفة بين السعودية وابوظبي مهما حاولت وسائل الإعلام السعودية إظهار عكس ذلك لكن الواقع شاهد على تلك المسرحية المكشوفة حسب قولهم.

هذا وكان التحالف قد أصدر بياناً اليوم حول الأحداث قال فيه “أن التحالف راقب بكل أسف خلال اليومين الماضيين عدم استجابة جميع الأطراف لنداءات التهدئة الصادرة من التحالف بهذا الشأن” وطالب التحالف مجددا من جميع الأطراف سرعة إيقاف جميع الاشتباكات فورا وإنهاء جميع المظاهر المسلحة، ويؤكد التحالف أنه سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار في عدن”.

أما الرياض فعلقت على الأحداث ببيان منفصل صادر عن مجلس الوزراء السعودي قال فيه بأن المجلس “يؤكد على إتخاذه لكافة الإجراءات لإعادة الأمن والاستقرار في عدن وعلى العمل لاستعادة الشرعية وحماية مكونات الدولة وحل جميع القضايا عبر الآليات السياسية المتاحة ووفق المرجعيات الثلاث”.

هذا الموقف الضبابي من قبل التحالف بقيادة السعودية يؤكد ما نشر يوم أمس حيث نشر معلومات تقول بأن السعودية منحت الإنتقالي ضوءاً أخضر لإسقاط حكومة بن دغر حتى لو وصل الأمر إلى الحسم العسكري وهو ما حدث بالفعل.

وبعد إنتهاء السيطرة على معسكرات الحماية الرئاسية والمدينة بيد قوات الإنتقالي قال موقع “عدن الغد” أن هناك عملية تسليم لمعسكرات الحماية الرئاسية في المدينة للسلفيين وبحسب الموقع فإن قوة تابعة للقيادي السلفي في جبهة الساحل الغربي حمدي شكري تسلمت معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية في منطقة اللحوم شمالي عدن في المقابل فإن قوات أخرى تتبع القائدين لؤي الزامكي وعبدالرحمن اللحجي ستستلم معسكر جبل حديد التابع للواء الثالث حماية رئاسية خلال الساعات القادمة.

وكانت قوات من السلفيين تقاتل في جبهات الساحل الغربي قد عادت الى عدن، وبحسب مصادر صحفية فإن عودة السلفيين كانت من أجل إسناد هادي، لكن ما حدث هو العكس.

وفي هذا الجانب قال مصدر سياسي مقرب من هادي “أن إستقدام السلفيين جاء بطلب من الإمارات من أجل تعزيز التواجد السلفي في عدن، و”تمكينهم من زمام الأمور مستقبلاً وحتى يتسنى لهم الإنقلاب على قوات الزبيدي والحراك الجنوبي في حال خالفوا أوامر أبوظبي” واضاف “الإمارات لها مشروع خاص في الجنوب يظهر من ملامحه تمكين السلفيين من زمام الأمور وما الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية سوى غطاء لتمرير مشروعها الرامي لإحتلال السواحل والجزر اليمنية.

الزبيدي ما بعد 30 يناير ليس كما قبله

في أول تعليق لرئيس ما يسمي المجلس الإنتقالي الجنوب حول الاحداث قال عيدروس الزبيدي إن “ما بعد 30 يناير ليس كما قبله ونطالب التحالف للقيام بواجبه أمام هذا الشعب في ظل هذه الظروف السيئة”.

جاء ذلك في مقابلة مع قناة “فرانس 24” مساء اليوم واضاف الزبيدي “نحن متمسكون بالمطالبة باستعادة دولة الجنوب وهذا خيار شعبي لا رجعة عنه تزامناً مع وقوفنا الدائم إلى جانب التحالف لتحقيق أهدافه لتحرير كل اليمن ” وأردف الزبيدي ان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه “سينفذ كافة اهداف التحالف في اليمن مؤكداً انه لن يقبل بوجود قوات شمالية في الجنوب”.

وكشف الزبيدي عن تحالفة مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح فالجنوبي الذي تسلق على ظهر الشعب الجنوبي وقضيته وتقرب من الإمارات واصبح أداة من ادواتها في الجنوب أعلن بشكل صريح تحالفة مع العميد طارق صالح الذي يتواجد في عدن بحماية قوات الحزام الأمني وبدعم إماراتي مع قوات من الحرس الجمهوري .

الزبيدي الذي تجاهل سخط الشعب الجنوبي من وجود قوات تابعه لطارق هادي الذي شارك في إنتهاك وقتل المئات من أبناء الحراك الجنوبي خلال السنوات الماضية لم يراعي مشاعر أسر الشهداء والمعتقلين والجرحى بل تجاوز كل الحدود واكد أنه أداة منزوعة القرار ينفذ مايؤمر من أبو ظبي حتى وأن كان ذلك على حساب الجنوب وقضيته وهو مايؤكد إن المجلس الإنتقالي الجنوبي أداة تسهيل لإستعمار إماراتي للجنوب وأضطهاد شعبة لايمت بصلة للقضية الجنوبية ولايعد حاملاً حراكياً أو ثورياً أو سياسياً لها ، فالمقاومة الجنوبية والتيارات الحاملة لقضية الشعب الجنوبي عبرت عن رفضها لكل الأعمال والممارسات التي تقوم بها الإمارات عبر مايسمى بالوية الحزام الامني او قوات النخبة التي أسست لتكون أداة سيطرة ونفوذ إماراتية في المحافظات الجنوبية .

الإنتقالي الجنوبي الذي أعلن اليوم عبر رئيسة الموالي للإمارات الزبيدي أن 30 يناير لن يكون كما قبلة لن يستطيع أعلان حكومة مستقلة دون موافقة السعودية التي تنفق مئات الملاييين من الدولارات على قوات الحزام الامني وترى في خروج الزبيدي عن هادي وحكومتة في عدن إنقلاب كامل الأركان كشف غطاء التحالف الوهمي في الجنوب ويتعارض مع اهدافها ومصالحها الخفية شيئاً ما ولذلك فأن الإنتقالي الجنوبي سيواجة حصار إقتصادي سعودي عما قريب وسوف يتسبب بتوقف رواتب كافة موظفي الدولة الجنوبيين في عدن والجنوب بشكل عام وحينما تسحب الرياض عطائها ودعمها لتلك القوات عبر الإمارات التي تولت مهمة التدريب والتأهيل وتنفيذ المخطط الإنتقامي من الجنوب ومن القضية الجنوبية سيجد المجلس الإنتقالي الجنوبي نفسة في مواجهة مصيرية مع الشعب .

الخطوات التي أعلن عنها الزبيدي خلال حوار مع قناة فرانس 24 كشفت عن المسارات المستقبلية للمجلس الذي يحلم بحكم ذاتي في عدن والجنوب ومن ثم الإنفصال متناسياً أنه كشف غطاء الاحتلال الإماراتي للجنوب وعرى نفوذ حكومة هادي التي اتخذت منها الرياض وابو ظبي مبرراً وغطاء لتقاسم النفوذ في الجنوب والسيطرة على ثرواته البرية والبحرية.

وكما يبدو أن عيدروس ومجلسة يحاول لملمة اوراقة والعمل على اعادة المعسكرات التي سيطرت قوات موالية للإمارات عليها وتسليمها لقيادات عسكرية تنحدر إلى التيار السلفي الجهادي المتطرف الذي أستخدم هو الأخر كاداة بيد الإمارات والسعودية في المخا وجبهات الشمال الاخرى ولكن ستثبت الايام ان الانتقالي لن يقبل بمشاركة الجهادية السلفية نفوذه الوهمي وسيعمل على سحب الستار من تحت تلك القيادات السلفية وكل الجماعات المسلحة غير الموالية للإنتقالي والإمارات وخلال الساعات الماضية بدت ازمة الثقة تتكشف بين القيادات السلفية التي عادت من جبهات المخا لإستلام المعسكرات والمقرات الحكومية التي سقطت تحت سيطرة قوات موالية للإمارات بقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي وفق إتفاق سعودي إماراتي مع هادي وحكومتة وتقضي بتسليم المعسكرات التابعه لهادي إلى القيادات السلفية الموالية للتحالف ، وحتى أن سلمت تلك المعسكرات سوف تسلم دون سلاح وستضل تحت رحمة القوات الموالية للإمارات .

وفي ظل ظرف كهذا لم يعد هناك من يمثل القضية الجنوبية سوي الحركات والمجالس والتيارات المحايدة والمتمسكة بالقضية العادلة .

ماذا بعد؟

سؤال يتبادر لأذهان الجميع إلى اين ستتجه الأمور وماهو السيناريو القادم؟ سيما بعد التطور الأخير وبحسب مصادر سياسية فإن هادي سيقوم بإقالة الحكومة وفي حال رفض ذلك فإن التحالف يعد ملفاً يتهم الحكومة بدعم الإرهاب وأيضاً بالفساد في هذه الحالة سيجد هادي نفسه مجبراً لإقالة الحكومة وتشكيل حكومة مصغره يتم استبعاب الأنتقالي فيها.

لكن هناك من يرى أن حكومة بن دغر ستتجه إلى مأرب وتمارس عملها من هناك وتشكيل مجلس لإدارة شؤون المناطق الجنوبية وهو ما يمهد للإنفصال الذي تعمل عليه الإمارات بمساعدة السعودية وذلك بعد فشلهم في الحرب على أنصار الله والقوي الوطنية الوطنية المناهضة للعدوان.

الي ذلك كشفت مصادر مقربة من هادي عن مسودة الاتفاق التي جرى التفاهم عليها مؤخرا بين السعودية والامارات وذلك فيما يتعلق بالاحداث الجارية في عدن فضلا عن الخارطة السياسية لمستقبل اليمن.

وأشارت المصادر في تصريحها أن السعودية والامارات اللتان تقودان تحالف العدوان على اليمن توصلتا الى اتفاق مشترك يقضي بتقسيم اليمن كمرحلة اولى الى اقليمين - شمالي وجنوبي - على أن يتولى المجلس الانتقالي الجنوبي رئاسة الاقليم الجنوبي فيما يتم التحضير والاعداد لتسليم رئاسة الاقليم الشمالي لطارق محمد عبدالله صالح .

وقالت المصادر أن السعودية وافقت على مقترح إماراتي يقضي بتكوين دولة فدرالية تقوم على عدة اقاليم مستقله يرئاسها هادي من الرياض فيما يتولى الحكم في الشمال طارق عفاش وفي الجنوب عيدروس الزبيدي.

وبحسب المصادر فقد وعدت كلا من السعودية والإمارات الجنرال علي محسن الاحمر وقيادة حزب الاصلاح بتمكينهما من رئاسة اقليم ثالث يضم محافظات مأرب والجوف والبيضاء وشبوة وذلك مقابل دعم طارق عفاش للتخلص من انصار الله وبقية الاطراف الوطنية المناهضة للعدوان.

من جهة أخرى قال السياسي السعودي البارز انور عشقي ان الحل في اليمن للمشاكل القائمة تشكيل حكومتين إحداهما جنوبية وأخرى شمالية تحت قيادة فيدرالية وقال عشقي معلقاً على الأحداث الأخيرة ان “الوقائع أثبتت ضرورة تشكيل حكومتين في عدن وأخرى في الشمال لإدارة الوضع حاليا في اليمن” وشدد عشقي على أن الفيدرالية من إقليمين لليمن هي الحل الممكن لمشاكله وعشقي هو مستشار سياسي للديوان الملكي السعودي ويتواجد حالياً خارج السعودية لمعارضته نظام بن سلمان مؤخراً.

المزيد في هذا القسم: