المرصاد نت - متابعات
أثارت موجة الاقتتال التي شهدها معسكر «التحالف» أخيراً في مدينة عدن ردود فعل لدى دوائر خارجية كان أبرزها ما صدر أمس عن «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» الذي لمّح إلى أن «تحالف العدوان» يفكّر بـ«حماقة».
جاء ذلك في وقت وجّه فيه السفير البريطاني لدى اليمن انتقادات غير مباشرة إلى حكومة هادي داعياً ضمناً إلى رفع الحصار المفروض على هذا البلد
لم ينعكس الهدوء الذي خيّم على مدينة عدن جنوبي اليمن منذ يوم الأربعاء خفوتاً في التصريحات المتضادة بين طرفَي النزاع. إذ باتت المعارك الأخيرة التي شهدتها المدينة مادة دسمة للاتهامات المتبادلة والتراشق الكلامي. تراشق لم يقتصر على حدود الداخل بل امتد ليشمل أطراف الأزمة الخليجية الذين اشتعلت ما بين المنابر الإعلامية التابعة لهم حرب على «التوصيف» و«التصنيف» و«التحليل». في غضون ذلك برز على المستوى السياسي موقف بريطاني لافت شدد على أن لا حل للأزمة المندلعة في اليمن منذ قرابة 3 أعوام إلا «بالحوار مع الحوثيين».
وفي أعقاب الزيارة التي قام بها وفد عسكري سعودي - إماراتي لعدن لمتابعة تنفيذ بنود الوساطة التي قادها «التحالف» بين «حكومة هادي» و«المجلس الانتقالي الجنوبي»، تصاعدت وتيرة التقاذف بالمواقف على خط الحلفاء - الخصوم خصوصاً بعد البيان الحاد الذي أصدرته حكومة هادي والذي وصف ما جرى في عدن خلال الأيام الماضية بأنه «محاولة انقلابية فاشلة».
ورأى رئيس الدائرة السياسية في «الانتقالي» ناصر الخبجي أمس أن ذلك البيان «يعبّر عن شعور بالنقص... ويؤكد أن الحكومة لم تقم وزناً أو اعتباراً لجهود التحالف وبيانات دول العالم ومساعيها لحل الأزمة». واتهم الخبجي حكومة أحمد عبيد بن دغر بـ«محاولة خرق التهدئة والدفع بالأمور إلى المواجهة بغية إفشال مساعي التحالف في التهدئة والعمل على تحقيق مطالب الشعب الجنوبي بآلية مناسبة يتوافق عليها الجميع».
بالتوازي مع ذلك هاجم الناطق باسم «الانتقالي»، سالم العولقي تقريراً صادراً عن لجنة وساطة سلفية قيل إن «التحالف» شكّلها لفضّ النزاع في عدن. ووصف العولقي ما ورد في التقرير بأنه «كلام فارغ ولعب أطفال» محتملاً أن يكون «مدسوساً لزعزعة هدنة التحالف ». وقال العولقي إن «قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أكبر من هذا العبث».
وكان التقرير المذكور قد حمّل نائب رئيس «الانتقالي» القيادي السلفي هاني بن بريك ومعه قائد «اللواء الرابع - حماية رئاسية» مهران القباطي المحسوب على «التجمع اليمني للإصلاح» المسؤولية عن أحداث عدن. إلا أنه لم يتسنّ التأكد من صحة التقرير وما إذا كان مُصدِروه قد كُلِّفوا الأمر فعلاً من قبل قيادة «التحالف» وحكومة هادي.
على المستوى الخارجي برزت تصريحات لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش هاجم فيها قطر مبطناً بقوله إن «من الضروري التأكيد لأصحاب الفتن ولمحبي التصيد في المياه العكرة أن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي» و«(إننا) نبني شراكة استراتيجية تشمل أزمة اليمن وتتجاوزها». ودعا قرقاش إلى ما سماه «حسن تدبير الأمور وتقديم الأولويات دون تناسي المطالب» مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة «المبادرة سياسياً في ضوء التصدعات الكبيرة .
في موقف قرأ فيه البعض دعوة إلى الاستجابة لمطالب «الانتقالي» مع الحفاظ على «وحدة الجبهة بمواجهة الحوثيين». وتأتي مواقف الوزير الإماراتي هذه في وقت تحاول فيه المنابر الإعلامية التابعة لقطر تثبيت سردية مفادها تلقي الرياض ضربة من أبو ظبي في المعارك الأخيرة التي دارت في عدن. سردية بدا لافتاً أن الهجوم عليها جاء أيضاً من منابر إعلامية سعودية وصفتها بـ«الأسطوانة المشروخة التي تعتقد الدوحة أنها لو نجحت فيها لاستطاعت تفكيك تحالف الدول المقاطعة لها».
وأياً تكن حقيقة ما يدور داخل معسكر تحالف العدوان الذي رأى فيه قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي أمس «لعبة بين قوى العمالة يحرك أوراقها العدوان بما يخدم مصلحته» فإن من شأن ذلك أن ينعكس سلباً على محاولات السعودية والإمارات إحراز تقدم على جبهات الشمال خلافاً لما تأمله الدولتان.
وفي هذا السياق حذر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية من أنه «من دون حل سياسي واسع النطاق ستنمو للصراع اليمني دائماً أطراف جديدة» لافتاً إلى أن «الكثير من القوى الأساسية اعتقدت أن بإمكانها فحسب تنحية المظالم السياسية لدى حلفائها والتركيز على قتال اليمنيين فيما كل الأمور الأخرى ستحل نفسها» معتبراً أن الاعتقاد المتقدم «يظهر حماقة في التفكير».
على خط موازٍ وفي وقت يستعد فيه بريطاني لتسلم منصب المبعوث الأممي إلى اليمن خلفاً لإسماعيل ولد الشيخ أحمد سُجلت تصريحات لافتة للسفير البريطاني لدى اليمن سايمون شيركليف بينما كان يعلن انتهاء عمله في هذا المنصب واستعداده لتسلم منصب رفيع في الخارجية البريطانية. وأكد شيركليف بالمناسبة أن بلاده «ستعمل من دون كلل للتوصل إلى تسوية سياسية معتبراً أن «هذا الصراع سينتهي بتسوية سياسية وما يعنيه ذلك باختصار هو الحوار مع أنصار الله».
وشدد شيركليف على ضرورة «أن يكون هناك أولاً نوع من الاتفاق السياسي لإنهاء الأزمة وثانياً يجب أن يتوافر التزام من جميع الأطراف بالعمل معاً لمصلحة بلدهم» مؤكداً أن «ثمة بصيص أمل الآن» في وقف الحرب. ودعا حكومة هادي إلى «تحديد رؤية قوية وواضحة عن مستقبل اليمن شيء يمكن جميع اليمنيين تصديقه» وكذلك إلى «إثبات التزامها هذه الرؤية بمحاربة الفساد تحسين إيصال الخدمات إقرار موازنة وخطة تنفيذ والأهم... التزام مشاورات السلام والعمل بفاعلية لتحقيقها».
وانتقد شيركليف الحصار المفروض على اليمن لافتاً إلى أنه «غير ضروري ولا يحقق الأهداف التي من المفترض أن يحققها» مضيفاً أنه «يجب مواجهة التهريب من طريق تعزيز أفضل وليس من طريق إيقاف أي شيء يأتي إلى البلاد».
الي ذلك كشفت مصادر اعلامية عن الغاء الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى بريطانيا بسبب تورطه بجرائم الحرب في اليمن واكدت المصادر أن لندن طلبت من بن سلمان تأجيل الزيارة الى اجل غير مسمى بسبب الضغوط التي تمارسها المنظمات البريطانية ضد الحكومة بسبب الزيارة لا سيما بعد صدور تقارير دولية تدين السعودية بقتل الاطفال.
ويعد هذا الطلب بمثابة مفاجئة صاعقة لتحالف العدوان خصوصا من بريطانيا الداعمة الاساسية للسعودية وتحالف العدوان ضد اليمن وذكرت المصادر نقلا عن مصادر بريطانية إن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا تأجلت إلى أجل غير محدد حسبما قالت لموقع «عربي 21» اللندني.
يأتي ذلك بعد حملة حقوقية وشعبية وإعلامية طالبت بمراجعة الملف الحقوقي للرياض واستثمار الزيارة لإعلان موقف بريطاني واضح ضد سياسات المملكة في اليمن.
وكان من المزمع أن يقوم بن سلمان بزيارة إلى لندن في الفترة بين نهاية شهر يناير وبداية فبراير الجاري ولكن المصدر البريطاني المطلع -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أكد أن هذه الزيارة أُجلت إلى وقت غير محدد دون توضيح المزيد من التفاصيل.
ويأتي تأجيل الزيارة بعد حملة شعبية وتظاهرات طالبت رئيسة الوزراء البريطانية برفض استقبال بن سلمان بسبب دوره في ماتسمي بعاصفة الحزم وما دعاه المتظاهرون «ارتكاب جرائم حرب» في اليمن فيما نظمت مجموعة من المنظمات الحقوقية البريطانية وقفة للغرض ذاته، وطالبت بإلغاء زيارة بن سلمان للبلاد.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة العرب اللندنية في عددها الصادر الجمعة أنه من المتوقع صدور قرار بتعيين محافظ عدن السابق “عبدالعزيز المفلحي” رئيسا للوزراء في الحكومة الموالية للرياض خلفاً لأحمد عبيد بن دغر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها أن “قرارات رئاسية هامة ستصدر خلال الساعات القادمة تعيد بناء التحالفات والقوى داخل جبهة سلطة هادي وتتعامل بواقعية مع الواقع الجديد على الأرض”.
واكدت الصحيفة حسب توقعات المصادر تعيين نائب للرئيس ورئيس للوزراء واضافت “وهما المنصبان اللذان قد يذهب أحدهما لمحافظ عدن السابق ومستشار هادي عبدالعزيز المفلحي الذي قالت المصادر إنه في طريقه إلى الرياض قادماً من موسكو بعد استدعائه بصورة عاجلة كما أكدت المصادر قرب الإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات مصغرة قد يكلف المفلحي بتشكيلها” فيما لم تشر الصحيفة المرشح لمنصب نائب هادي خلفاً للجنرال علي محسن الأحمر المحسوب على التجمع اليمني للإصلاح.
جدير بالذكر أن أي تعيينات مستقبلية في الحكومة الموالية للتحالف لن تكون حسب رغبات أطراف يمنية بل حسب رغبات وتوافق كل من الرياض وأبوظبي صاحبتا القرار الأول في المناطق الخاضعة لسيطرتهما.
المزيد في هذا القسم:
- مسيرة حاشدة لأحرار اليمن والعالم في برلين ' صور' المرصاد نت - برلين خرج أحرار اليمن والعالم اليوم في مسيرة حاشدة تحت شعار ( كلنا فداء اليمن ) جابت أكبر شوارع العاصمة الألمانية برلين مصحوبة بصور ضحا...
- بيان هام صادر عن ابناء جنوب اليمن بسم الله الرحمن الرحيم بيان هام لقد تابع الجنوب بجميع أبنائه الأحرار والشرفاء، والمناضلين من أجل التحرير والاستقلال وتقرير المصير، بقل...
- العدوان ومرتزقته يواصلون خروقاتهم لليوم الـ23 على التوالي المرصاد نت - محافظات واصل طيران العدوان ومرتزقته اليوم الثلاثاء خروقاتهم لإعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنته الأممم المتحدة لليوم الـ23 في عدد من المحافظات ...
- ثلاث سنوات من العدوان .. إلى أين وصلت الحرب على اليمن؟! المرصاد نت - متابعات بينما كان اليمنيون ينامون قريري العين في الـ 26 مارس 2015 وبالتحديد في الساعة الثانية صباحاً بدأت العاصفة تهب من الشمال حاملةً اسم "عاصفة...
- معاناة المغترب اليمني تعكس الحقد السعودي على اليمن أرضاً وأنساناً المرصاد نت - متابعات هاجمت قوات أمنية سعودية مساكن المغتربين اليمنيين في حي البطحاء في الرياض بالساعات الأولى من فجر اليوم السبت واعتقلت العشرات منهم في خطوة ...
- التؤطو الدولي يمنح تحالف العدوان ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق اليمنيين! المرصاد نت - متابعات جاءت المجزرة التي ارتكبتها القوات السعودية بقصف أحد الأسواق الشعبية في محافظة صعدة شمالي البلاد مساء أول من أمس الإثنين لتسلط الضوء مجددا...
- موقع كندي: الإمارات تسعى لاحتلال الموانئ والسعودية تحارب إيرانيين لاوجود لهم في اليمن المرصاد نت - متابعات عشرات الآلاف في اليمن لقوا نحبهم وقريبا مئات الآلاف سوف يلقون ذات المصير جراء الجشع والتعصب والاقتتال البيروقراطي الذي تدعمه القوى الأجنب...
- وقفة تضامنية في بيروت مع أطفال اليمن المرصاد نت - بيروت أقيم عصر اليوم الاثنين إعتصام في بيروت تضامنا مع أطفال اليمن والشعب اليمني واحتجاجا على مواقف الأمم المتحدة بشطب التحالف السعودي من الق...
- هل دخلت صراعات تحالف العدوان السعودي في تعز مرحلة اللاعودة؟ المرصاد نت - متابعات عاد الصراع المسلح مرة أخرى إلى مدينة تعز بين فصيل جماعة أبو العباس السلفية الموالية للإمارات وفصائل حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان ال...
- تحليل أولي : أبعاد دخول آمريكا مباشرة في الساحل الغربي ؟ ! المرصاد نت - خاص يبدو ان امريكا تنوي كشف قناعها وتباشر عدوانها على اليمن بعد ان فشلت ادواتها وادوات ادواتها على مدى شهور من العدوان في فرض مشروعها الاساسي ( ت...