المرصاد نت - متابعات
لا نعتقد بأن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز كان يريد لمملكته أن تتجه نحو العزلة في عالم يضج بالحروب ولكن ما كان يخشاه بن عبد العزيز حصل على يد فلذة كبده "محمد بن سلمان" حيث أدخل الأخير السعودية في معمعة سياسية رأينا نتائجها الأولية ولكننا لا نعلم إلى أين ممكن أن تتجه في ظل سياسة ولي العهد الذي أرادها تأخذ منحى ناعم لكنها سرعان ما تحولت إلى منحى خشن في الداخل والخارج.
هنا بدأ يتلمس العاهل السعودي خطر سياسة ابنه على داخل المملكة وعلاقاتها مع الشرق والغرب ليخرج من صمته موجها اول صفعة لولي العهد بسحب إدارة ملف علاقات بلاده مع الأنظمة الملكية العربية خاصة "الأردن والمغرب وسلطنة عمان" من نجله "محمد" بعد أن انتابته حالة من القلق حول تدهور علاقات بلاده مع هذه الأنظمة نتيجة سياسات نجله بحسب ما كشفته مصادر دبلوماسية خليجية.
بن سلمان الذي اعتاد إقصاء كل من يقف في طريقه أو في وجه مخططاته لا نعتقد بأن سيستطيع هذه المرة ان يفعل شيء تجاه قرار والده الذي رأي في سياسة نجله دمارا ممنهجا لكل الأسس التي قامت عليه السعودية، ومن خلال مرور بسيط على سياسة بن سلمان في الداخل والخارج نجد أن الأمير الشاب اعتمد سياسة تغليف مشاكله وضعف خبرته السياسية بإطار مُذهب ضم مجموعة من الإصلاحات التي حملت شعار "الانفتاح" رافقها عدة قرارات تغري أغلب شباب المملكة وتجعلهم يجدون في ولي العهد مثالا يحتذى به لإدارة شؤون البلاد والرفع من شأنها وتحسين صورتها أمام العالم الغربي على الأقل، ولكن السعي لتحسين هذه الصورة كان يخفي خلفه قبحاً سياسيا وأيادي أخطبوطيه مخربة حولت الكثير من الأصدقاء إلى أعداء عبر قرارات غير مدروسة النتائج، بدأ الملك سلمان يلتمسها ويشعر بوخزها وأثرها على العلاقات الخارجية، وكأن لسان حاله يقول اليوم " الولد ولد ولو حكم بلد".
أولاً: بدأت عدد كبير من الدول العربية الصديقة للمملكة بالابتعاد عن الحضن السعودي نتيجةً لسياسة الأمير الشاب، حيث أسس بن سلمان جيشا الكترونيا من آلاف الموظفين لمهاجمة دول عربية لا تلتزم بالسياسات السعودية بالكامل والتطاول على رموزها لعب دورا كبيرا في تأزيم العلاقات مع هذه الدول إلى جانب استخدام سلاح المساعدات المالية كورقة ضغط، بحسب مصادر خليجية.
ثانياً: لا يرد الملك سلمان ولا بأي شكل خسارة "الأردن، المغرب وسلطنة عمان" هذه الدول التي لم تسلم من سياسة بن سلمان تعد خط أحمر بالنسبة للعاهل السعودي الذي عملت بلاده طوال العقود الماضية على إقامة أحسن العلاقات معها ودرست فعليا ضم "الأردن والمغرب" إلى مجلس التعاون باعتبارهما المخزون "السني" الرئيسي في مواجهة ما تسميه السعودية "التمدد الإيراني" في المنطقة وأشارت المصادر الخليجية الآنفة الذكر إلى أنه وفي ظرف شهور تدهورت جودة العلاقات بين السعودية وأنظمة ملكية لتضاف الى علاقات متوترة مع العراق وسوريا وباردة مع تونس والجزائر والسودان.
ثالثاً: لا أحد ينكر بأن السعودية كانت تملك دورا مؤثرا إلى حد ما على دول مجلس التعاون ولكن بعض هذه الدول لا ترضى بأن يملى عليها ماذا يجب أن تفعل وبالتالي انتهاج هذه السياسة قد ينذر بالاتجاه نحو تفكك هذه المجلس الذي قاطع بغالبية اعضاءه دولة مهمة فيه مثل "قطر" ولم يكن لهذه المقاطعة أي نتائج إيجابية بل على العكس كبرت الهوة بين الدول الخليجية وجعلت الأمر يمتد نحو القيام بأمر مشابه مع "سلطنة عمان" نظرا لسياستها المحايدة وعدم رضوخها لرغبة المملكة في المشاركة بالحرب على اليمن ومقاطعة قطر.
في موضوع قطر اعترف بن سلمان بأن قرار المقاطعة كان سلبيا جدا وبحسب المغرد الشهير "مجتهد" فإن بن سلمان يناقض نفسه دائما ففي الوقت الذي يمدح فيه سياسته الخارجية في مجالسه يعترف أن حصار قطر أعطى مفعولا معاكسا وعاصفة الحزم تحولت إلى كارثة و"السيسي ابتلع الأموال ولم يقدم شيئا".
أما في موضوع سلطنة عمان، فقد تدخل الملك شخصيا لإنقاذ الموقف لأنه يعلم جيدا بأن السلطنة تشكل "بيضة القبان" في السياسة الخليجية ولها دور كبير جدا في الحفاظ على توازن المنطقة لذلك سارع العاهل السعودي إلى دعوة السلطان قابوس بن سعيد لزيارة المملكة والمشاركة كضيف شرف رئيسي في مهرجان الجنادرية ومهرجان الملك عبد العزيز للإبل وهذا ما اعتبرته مصادر خليجية مؤشر على نواياه الجديدة في إصلاح العلاقات وتطبيعها مع السلطنة ودول ملكية أخرى.
رابعاً: صفحة السعودية تشبه لون نفطها في العالم الغربي وزادت قتامة بعد قدوم ولي العهد بن سلمان فقد صرحت مصادر لصحيفة "رأي اليوم" بأن مكان المملكة وهيبتها بدأتا في التراجع وبشكل متسارع في العامين الماضيين بسبب هذه السياسات الخارجية التي بدأت تعطي نتائج عكسية، وتعرّض المملكة لانتقادات شرسة خاصة في أوساط الصحافة الغربية، الأمر الذي بات يُثير قلق العاهل السعودي وبعض أعضاء الأسرة الحاكِمة المُقرّبين منه.
في الختام؛ الملفات التي فتحها بن سلمان والقرارات التي اتخذها خلال عام واحد أعادت السعودية بشكل أو بأخر من حيث المكانة إلى مرحلة تأسيس المملكة وعلى ما يبدو أن الانفتاح الذي انتهجه الأبن الطموح زاد من عزلة السعودية بدلا من أن يعزز مكانتها بين الدول فهل سيتمكن الأب من إنقاذ علاقات المملكة المتجهة نحو منزلق خطر؟!.
المزيد في هذا القسم:
- إيكونومست: صراع داخل الأسرة السعودية على خلافة العرش المرصاد نت - القدس العربي نشرت مجلة الـ”إيكونومست” البريطانية تقريرا تناول وجود صراع داخل الاسرة المالكة في السعودية بين ولي العهد محمد بن نايف ون...
- العفو الدولية: جماعات مسلحة ارتكبت جرائم حرب في سوريا المرصاد نت - متابعات قالت منظمة “العفو الدولية” اليوم الجمعة إن جماعات مسلحة في سوريا ارتكبت جرائم حرب في قصفها المكثف لمناطق في مدينة حلب شمال...
- «متحدون ضد صفقة القرن» في بيروت: لإفشال «ورشة البحرين» المرصاد نت - متابعات تتسارع خطى الحراك السياسي والشعبي الفلسطيني لمجابهة «صفقة القرن» عبر سلسلة من الفعاليات واللقاءات ترجمة لدعوة الأمين العام لحزب الله السي...
- تونس: إعلان القائمة النهائية الرسمية للمرشحين للرئاسة! المرصاد نت - متابعات أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس رسمياً القائمة النهائية للمرشحين المقبولين لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة ...
- تفاصیل وثيقة دي مستورا في جنيف 4 المرصاد نت - متابعات کشفت مصادر مطلعه اليوم الأحد عن الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، للأطراف المشاركة في مفاوضات جنيف 4. وتح...
- أم الدنيا تمد ذراعيها لتحتضن دمشق.. الأسباب والغايات ؟ المرصاد نت - متابعات عندما تجتمع دمشق والقاهرة من جديد لابد أن تغار دولا بأكملها من ذلك وتعد العدة لانتظار ما سيتمخض عن تداعيات هكذا لقاء حاولت الكثير من ا...
- أمريكا تطلق عصر الجنون: ترامب رئيسا للولايات المتحدة وعلى السعودية ان تستعد للأسوأ المرصاد نت - متابعات أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية عصر الجنون بإعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وإقرار منافسته هيلاري ...
- "اسرائيل" تستشيط غضبا بعد تصريحات السيد نصرالله المرصاد نت - متابعات التصريحات التي أطلقها السيد حسن نصر الله بخطاب الامس مهدداً كيان العدو بضرب أهداف حساسة أغاضت كيان العدو وتركت حالة من الارتباك لدى المسؤ...
- الانسحاب من الاتفاق النووي... هل يفعلها ترامب؟ المرصاد نت - متابعات «تقريباً... قرّر (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني؛ إلا إذا وافقت طهران على تعديل الشروط» هذ...
- عندما تتغير الوان الخطوط الأمريكية في سوريا المرصاد نت - شفقنا بعد فشل الجماعات التكفيرية وعلى راسها جماعة فتح الشام (جبهة النصرة الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا) في فك الحصار المفروض عليها في شرق حلب ...