المرصاد نت - متابعات
"العروبة" كلمة كنت تستطيع أن تدخل من خلال استخدامها إلى قلب كل مواطن عربي حيث مثّلت هذه الكلمة منذ عدة عقود صمام الأمان ومفتاح أبواب الشعوب العربية برمّتها ولم يدّخر الزعماء العرب أي جهد في استخدام هذه الكلمة في خطاباتهم وقممهم لمعرفتهم بمدى تأثيرها على المواطن العربي.
أما اليوم هل يمكن القول بأن كلمة "العروبة" ما زالت تملك نفس التأثير في اعتقادي أن المواطن العربي سئم من تكرار هذه الكلمة دون تطبيق أي شيء من خصائلها، في السابق كان العرب يوجهون بوصلتهم نحو فلسطين التي كانت تمثل القضية المركزية بالنسبة لهم، ويمكن أن يقاس مدى عروبتك بمدى تمسكك بهذه القضية ودفاعك عنها، ولكن ومع الأسف ونظراً لتغيير المصالح تغيّر محور البوصلة وتعددت اتجاهات الأفرقاء العرب ويمكن ملاحظة هذا الموضوع بشكل جلي بعد مضي عدة سنوات على بداية ما سُمّي "الربيع العربي"، حيث فضح هذا "الربيع" النوايا وكشف ما تضمر القلوب، ليثبت زيف القومية وتآمر الحكام على الشعوب وتآمر الحكام على بعضهم البعض وسعيهم لإسقاط بعضهم تحت حجج واهية، لدرجة وصلت فيها الأمور إلى شن حروب على دول جارة وصديقة مثلما فعلت السعودية والإمارات مع اليمن دون أن يكون لهذا العدوان أي مبرر واضح، وهذا ما يؤلم أكثر، أن تعتدي إحدى الدول العربية على دولة جارة وتقتل أطفالها ونساءها وتشرد مواطنيها تحت حجة "الشرعية".
والأصعب من هذا كله أن دولاً عربية أخرى أرسلت إرهابيين إلى بعض الدول العربية ليعيثوا فيها فساداً ويرجعوها عشرات السنوات إلى الوراء ويدمروا اقتصادها وشعبها وهذا ما شاهدناه في سوريا والعراق أما فلسطين فهذه حكاية أخرى أشبه بطعن الأخ من الخلف بعد أن كان واثقاً بأن ظهره محمي.
التعامل مع العدو الصهيوني وتطبيع العلاقات معه كان أشبه بارتكاب أكبر المعاصي، ولكن اليوم المفاهيم تغيّرت في هذا الاتجاه وأصبح قسم لا يستهان به من الزعماء العرب يلهث للتطبيع مع "إسرائيل" وتغيير مؤشر بوصلة العدو نحو إيران وإذا فرضنا جدلاً أن لا عيب في ذلك، ما ذنب الشعب الفلسطيني إذا قرر الزعماء العرب مواجهة الإيرانيين، وهل مواجهة إيران تتم عن طريق التخلي عن القضية الفلسطينية وبيعها فقط للحفاظ على "الكرسي"، لا نعتقد بأن إيران هي من تشرّد الفلسطينيين من منازلهم أو تبني مستوطنات أو توّقع صفقات مشبوهة مثل "صفقة القرن" التي تعدّ تفريغاً واضحاً للقضية الفلسطينية من مضمونها وبيعها بأبخس الأثمان.
لبعض القادة العرب نقول: هل التهليل لضرب دول عربية يعتبر من مقومات "العروبة" بالنسبة لكم، وهل لجم الإعلام العربي ومنعه عن التحدث عن فلسطين وقضايا الأمة "عروبة" ؟!، في الأمس كتبت صحيفة واشنطن بوست تقريراً ذكرت فيه، أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 20 متظاهراً، وجرحت أكثر من 700 آخرين، خلال مسيرة العودة التي نظّمها سكان قطاع غزة يوم الجمعة الموافق لتاريخ 30 آذار/ مارس. وعلى الرغم من الاهتمام العالمي الذي حازت عليه هذه المواجهات، إلا أنها لم تتصدر عناوين الأخبار في وسائل الإعلام العربية كما كان منتظراً. ويعزى ذلك إلى أن هذه الأحداث قد اندلعت وسط أجندات سياسية مزدحمة في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشهد الإعلامي العربي بات أكثر انقساماً واستقطاباً مما كان عليه قبل الربيع العربي، خاصة أن القنوات التلفزيونية باتت بشكل خاص أكثر عرضة للرقابة الحكومية. وفي الواقع، شهدت أزمة قطاع غزة منافسة مع أخبار أخرى، لعل أبرزها الحرب في اليمن وسوريا، وزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، والفوضى المحيطة بإدارة الرئيس دونالد ترامب، ناهيك عن احتمال إنهاء الاتفاق النووي مع إيران، وأضافت الصحيفة إن هذا الاهتمام الضعيف بقطاع غزة، يتماشى تماماً مع الأولويات السياسية التي تتبناها الرياض وأبوظبي، اللتان تسعيان للوقوف في صف إسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني، ومحاربة الحركات الإسلامية على غرار حركة حماس، ومواصلة حربهما في اليمن.
عاد بعض الساسة العرب من جديد لمحاولة دغدغة المشاعر العربية خلال الفترة الماضية عن طريق التأكيد على "العروبة" والسعي لتحقيقها بشكلها العملي والفعلي، ورأينا هذا الكلام يتكرر على لسان بعض الساسة اللبنانيين قبل بدء الانتخابات النيابية وكذلك الأمر في العراق، وحتى الإمارات كان لها نصيب من هذه الاستفاقة، حيث احتضنت مؤتمر "فكر" السادس عشر لمؤسسة الفكر العربي برعاية كريمة من الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبي، ورحب ابن راشد بالمشاركين وتمنى لهم طيب الإقامة في دبي.
الاستفاقة المتأخرة وبعد سبات عميق، تأتي بالتزامن مع تناغم خليجي غير مسبوق على المستوى السياسي لناحية تطبيع العلاقات مع إسرائيل وهنا نسأل أي عروبة يقصدون؟ فالعروبة التي نبت لحمنا عليها، بوصلتها فلسطين ومواجهة الاحتلال؟ هل هي كذلك الآن؟ أم يريدون تفريغ هذا المحتوى من معناه تماماً كما فعلوا بالجامعة العربية؟!.
واليوم تعقد القمة العربية في الرياض البلد الذي أيّد العدوان على سوريا في ظل قيادة طائشة فهل هذه هي العروبة التي يتحدثون عنها؟ لماذا التحف هؤلاء الصمت تجاه العدوان الثلاثي على بلد عربي؟!.
المزيد في هذا القسم:
- السيد نصر الله: أمريكا أوجدت داعش بهدف البقاء في العراق وسوريا المرصاد نت - متابعات أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ كل المؤشرات تؤكد وقوف إسرائيل وراء تفجير صيدا الأخير جنوب لبنان والذي أدى إلى إصابة أح...
- ضحايا في هجوم بالساطور على محطة قطار رئيسة في المانيا المرصاد نت - متابعات أصيب عدد من الأشخاص جراء مهاجمة رجل مسلح بساطور مسافرين داخل مبنى محطة القطار المركزية Hauptbahnhof بمدينة دوسلدورف الألمانية الخميس 9 ما...
- اكبر حملة امنية في استراليا لمكافحة داعش أعلنت استراليا، اليوم الخميس، عن توقيف 15 شخصا واحباط عمليات قتل، كان يخطط تنظيم "داعش" لها على أرضها، ومن بينها عملية قطع رأس مدني كان التنظيم ينوي تصويرها. و...
- مسرح الحرب العالمية الثالثة على اراضي الشرق الاوسط ؟ المرصاد نت - متابعات ما ان انهار الاتفاق الثنائي الذي عقد بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا للتوصل الى حل للصراع في سوريا حتى بدأ الكلام عن إمكان نشوب حرب...
- كيف اصبح مسلمو ميانمار قضية منسية دون حامي يذود عنهم القتل المرصاد نت - متابعات في ظل صمت دولي وعالمي مطبق عن ابشع جرائم العصر الحديث يتعرض الملايين من المسلمين في ميانمار لعمليات ابادة وقتل ممنهجة فنعم انها حرب إب...
- الجزائر ترفض التطبيع مع “اسرائيل”.. المرصاد نت - رآي اليوم ربما يراها البعض خطوة صغيرة ولكنها تبدو في نظرنا على درجة كبيرة من الاهمية ونحن نتحدث هنا عما نشرته وسائل اعلام جزائرية حول رفض السلطات ...
- لجان المقاومة: مستعمرات’’غلاف غزة’’ لن تنعم بالهدوء أعلنت لجان المقاومة في فلسطين أن "مستعمرات العدو في "غلاف غزة" لن تنعم بالهدوء حال استمرار الخروقات الصهيونية لاتفاق التهدئة الذي رعته القاهرة. وأكدت أن ...
- توتر عسكري وسياسي بين مصر والسودان المرصاد نت - متابعات تلوح في الأفق بوادر أزمة عسكرية وسياسية بين الجارتين العربيتين مصر والسودان حيث شكت الأخيرة من استفزازات عسكرية مصرية في منطقة حدودية متن...
- سقوط عشرات القتلى في معارك طاحنة بين حكومة الوفاق وتنظيم "داعش الارهابي في سرت المرصاد نت - متابعات أفاد المركز الإعلامي لغرفة عمليات تحرير مدينة سرت اليوم السبت أن قوات حكومة الوفاق كبدت إرهابيي تنظيم "داعش" خسائر كبيرة خلال اليوم...
- المعلّم: خُطط إردوغان لتوطين اللاجئين السوريين "تطهير عرقي" المرصاد نت - الميادين وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلّم خطط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتوطين اللاجئين السوريين في المناطق الآمنة بـ"التطهير العرقي" مؤ...