المرصاد نت - متابعات
لا تزال الاتصالات الدولية بين الأطراف الفاعلة في سوريا تجري للحفاظ على التهدئة في منطقة «خفض التصعيد» في الجنوب السوري. وفي السياق سيجرى لقاء بين روسيا والولايات المتحدة والأردن لم يُعلن عن موعده بعد لبحث الوضع في المنطقة.
وكالة الإعلام الروسية نقلت عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله اليوم إن «روسيا والولايات المتحدة والأردن اتفقت على عقد اجتماع بخصوص منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا». وكانت موسكو قد أكّدت أمس الاثنين أن الجيش العربي السوري وحده هو من يجب أن يكون على الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن والجولان المحتل وذلك بعدما حذّرت واشنطن من «إجراءات حازمة» في حال قام الجيش العربي السوري بعملية عسكرية في المنطقة.
اليوم جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالبته بخروج إيران من كل الأراضي السورية لافتاً إلى أن «صواريخ إيران بعيدة المدى قادرة على تهديد أمن إسرائيل». وقال نتنياهو في بيان: «نطالب بخروج إيران من الأراضي السورية بأكملها وإسرائيل ليست طرفاً في أي تفاهمات» مشدداً على أن «إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع عسكرياً في سوريا ولن تسمح بتحويل أسلحة من سوريا إلى لبنان». ولفت رئيس وزراء العدو إلى أن «الصواريخ البعيدة المدى التي تعمل إيران على نصبها في سوريا ستهددنا أيضاً لو نصبت على بعد عدة كيلومترات من جنوب سوريا». وتابع نتنياهو قائلاً: «في أي حال من الأحوال سنعمل دائماً وفقاً لمصالحنا الأمنية، لو كانت هناك تفاهمات أم لا».
في سياق منفصل بحث الرئيس التركي رجب أردوغان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الملف السوري. وذكرت مصادر في الرئاسة التركية بحسب وكالة الأناضول أن أردوغان وبوتين «شددا خلال الاتصال على أهمية الإنجازات المنبثقة من محادثات أستانا الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية». وأضافت المصادر أن «الرئيسين أكدا ضرورة أن تبدي الحكومة السورية والمعارضة اهتماماً للتصرف بطريقة بناءة من أجل تحقيق تقدم سليم لمرحلة الحل السياسي في إطار الأمم المتحدة».
فيما أكد الطرفان «أهمية وحدة الأراضي السورية» بحسب المصادر ذاتها. وأشار الرئيس أردوغان إلى أن «العملية السياسية المتعلقة بسوريا يجب ألا تشمل المجموعات الخاضعة لسيطرة القوات الكردية وألا تتحول سوريا إلى ساحة صراع بين إيران وإسرائيل».
في جنيف انسحبت الولايات المتحدة اعتراضاً على تولي سوريا رئاسة مؤتمر نزع السلاح في الأمم المتحدة اليوم. ووقف أعضاء الوفد الأميركي عندما افتتح السفير السوري لدى الأمم المتحدة حسام الدين علاء دورة المؤتمر. وكان السفير الأميركي لشؤون نزع السلاح روبرت وود قال للصحافيين اليوم إن «الولايات المتحدة ستنسحب اعتراضاً على تولي سوريا رئاسة المؤتمر». وذكر أن «واشنطن لا تريد مقاطعة فترة الرئاسة التي تستمر أربعة أسابيع لكنها تريد محاسبة سوريا على استخدامها أسلحة كيماوية».
لماذا تسعى أمريكا للحيلولة دون تحرير "درعا"؟
بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري على الجماعات الإرهابية في مختلف مناطق البلاد وفي مقدمتها العاصمة "دمشق" تتوجه الأنظار الآن إلى مدينة "درعا" حيث تعتزم القوات السورية تحريرها مما تبقى من التنظيمات الإرهابية إلّا أن العملية وكما يبدو تواجه عراقيل بينها رفض أمريكا لتنفيذها.
والتساؤل المطروح: لماذا تمانع واشنطن تحرير "درعا"؟
الإجابة عن هذا التساؤل تكمن بما يلي:
- تحظى مدينة "درعا" الواقعة جنوب غرب سوريا بأهمية استراتيجية من جميع النواحي الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية والأمنية فهي من ناحية تقع قرب منطقة "الجولان" المحتلة من قبل الكيان الصهيوني عام 1967 وتضم حوالي مليون و300 ألف نسمة فضلاً عن كونها ممراً اقتصادياً مهماً بين سوريا وجارتها الجنوبية الأردن.
وتعتبر "درعا" من المدن السورية الكبيرة إذ تبلغ مساحتها 367 ألف كيلو متراً مربعاً وتحدّها من الشمال العاصمة "دمشق" ومن الجنوب دولة الأردن ومن الشرق مدينة "السويداء" ومن الغرب محافظة "القنيطرة" وهي محافظة سوريّة مهمة أيضاً.
- ترى الإدارة الأمريكية أن تحرير "درعا" من الجماعات الإرهابية على يد القوات السورية سيؤدي إلى تهيئة الأرضية لهذه القوات للضغط على القوات الإسرائيلية من أجل استعادة "الجولان" المحتل ولو بعد حين، وكذلك تضييق الخناق على الكيان الصهيوني الذي يعتبر "درعا" و"القنيطرة" جزءاً مهماً من محيطه وحزامه الأمني.
- تسعى الإدارة الأمريكية إلى الإيحاء بأن عملية تحرير "درعا" من قبل القوات السورية ستؤدي إلى زعزعة الأمن في كل مناطق جنوب غرب سوريا ولهذا طلبت واشنطن من موسكو التدخل لمنع تنفيذ هذه العملية باعتبار أن "درعا" تعتبر جزءاً مما يعرف بمناطق خفض التوتر في سوريا التي تم الاتفاق بشأنها بين أمريكا وروسيا والأردن العام الماضي والذي أدّى إلى إقرار هدنة لوقف إطلاق النار في هذه المناطق وتسعى واشنطن من خلال ذلك لتحقيق هدفين أساسيين: أولاً تبرير تدخلها غير المشروع في سوريا، وثانياً إيجاد مسوّغ لاستخدامها القوة العسكرية ضد القوات السورية وهو ما صرّح به عدد من المسؤولين الأمريكيين ومن بينهم المتحدثة باسم وزارة الخارجية "هيذر ناورت" بحجّة حفظ الهدنة في مناطق خفض التوتر.
- تسعى أمريكا إلى إبقاء التوتر في عموم سوريا ومن بينها مدن "درعا" و"القنيطرة" لمواصلة مشروعها الرامي إلى زعزعة أمن واستقرار الشرق الأوسط برمته تمهيداً لتنفيذ خطتها المتمثلة بالسعي لتقسم دول المنطقة والاستحواذ على مقدراتها والتحكم بمصيرها ومن بينها سوريا.
- تهدف واشنطن من خلال إبقاء جيوب الجماعات الإرهابية في مناطق مختلفة من سوريا ومن بينها "درعا" و"القنيطرة" لإضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد في إطار مخططها الرامي إلى تقسيم سوريا كما أشرنا سابقاً.
- تسعى واشنطن لإبقاء التوتر في مناطق جنوب غرب سوريا ومنها "درعا" و"القنيطرة" لحرف الأذهان عن المناطق الواقعة في شمال وشمال شرق سوريا خصوصاً الغنيّة بالنفط كـ "دیر الزور" و "الحسكة" لأن الإدارة الأمريكية تعتبر هذه المناطق مرتكزات استراتيجية لقواتها لتنفيذ عمليات عسكرية ضمن ما تسميه الحزام الأمني الممتد من جنوب غرب تركيا مروراً بالمناطق الغربية من العراق وصولاً إلى "معبر التنف" الحدودي في شرق سوريا.
وينبغي التذكير بأن الطيران العسكري السوري كان قد ألقى منشورات فوق "درعا" قبل أيام تخيّر الجماعات الإرهابية بين الموت الحتمي أو إلقاء السلاح، وذلك بالتزامن مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة وفقاً لمصادر ميدانية.
كما تنبغي الإشارة إلى أن سريان اتفاقية خفض التصعيد في جنوب سوريا قد انتهى مؤخراً ولم تجرِ مباحثات (روسية - أمريكية -أردنية) لتجديده ومع هذا تتخذ واشنطن الاتفاقية ذريعة للتدخل العسكري لحماية الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "جبهة النصرة " علماً بأن هذا التنظيم غير مشمول بالاتفاقية.
ويجمع المراقبون بأن التحذيرات الأمريكية بشأن عمليات الجيش السوري المرتقبة في الجنوب "درعا والمناطق المحيطة بها" لا علاقة لها بحفظ أرواح المدنيين كما تزعم واشنطن؛ بل هي تتعلق بالسعي لحماية "أمن إسرائيل" وإبعاد القوات السورية عن "الجولان المحتل".
ويشدد المراقبون أيضاً على أن واشنطن تسعى لتكرس تدخلها العسكري المباشر في سوريا تحت ذريعة الحفاظ على منطقة خفض التصعيد.
ورغم المزاعم التي تطرحها واشنطن بشأن العملية المرتقبة للجيش السوري والتي تهدف إلى تحرير "درعا" والمناطق المحيطة بها من الجماعات الإرهابية يبقى الحق بيد الحكومة السورية فهي صاحبة القرار النهائي في اتخاذ أي إجراء عسكري يهدف إلى استعادة المناطق المحتلة من قبل الإرهابيين، كما تبقى واشنطن طرفاً أجنبياً لا يحق له التدخل في شؤون سوريا وغيرها من دول المنطقة طبقاً للمقررات الدولية، ولهذا لا يمكن أن تكون مزاعم واشنطن سبباً للحيلولة دون تحرير "درعا" أو أي منطقة أخرى في سوريا لأن هذا الأمر يرتبط بالقيادة السورية وحدها كونه يمثل حقّاً سيادياً أقرته القوانين الدولية من أجل حفظ وحدة واستقلال البلاد وإعادة والأمن والاستقرار إلى جميع ربوعها.
المزيد في هذا القسم:
- إنهيار العولمة والرأسمالية في عام 2016 المرصاد نت - الوقت تواجه العولمة عوائق عديدة وضعها أمامها النظام الرأسمالي ولم يعد أي منهما قادرا على إزالة هذه العوائق التي أخذت تتسبب بتصدعات وانفلات اقتصاد...
- السيد نصر الله: المقاومة ليست للبيع لأنها تعني وجود لبنان وعزته وكرامته المرصاد نت - متابعات دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى المزيد من الحوار والتواصل بين كل القوى اللبنانية مؤكداً أن المقاومة ليست للبيع لأنها تعن...
- السودان تنتفض.. إليكم التفاصيل وهذه أبرز السيناريوهات المتوقعة! المرضاد نت - متابعات الاحتجاجات العارمة التي شهدتها عدد من مدن السودان خلال الساعات الماضية لم تفاجئ أي شخص مطلع على الشأن السوداني فالبلاد تعيش أزمة اقتصادية...
- مقتل 3 جنود قطريين أثناء مشاركتهم في العدوان على اليمن المرصاد نت - متابعات أعلنت “القوات المسلحة القطرية” اليوم الثلاثاء “استشهاد” 3 من جنودها المشاركين في العدوان على اليمن ضمن قوات تحالف...
- تونس تودع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي بحضور عدد من قادة الدول! المرصاد نت - متابعات وسط إجراءات أمنية مشددة شيّع التونسيون اليوم السبت الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي. جثمان السبسي كان قد نُقل من المستشفى العسكر...
- العراق: مقتل 44 من عناصر "داعش" خلال 24 الساعة الماضية اعلنت السلطات العراقية مقتل 44 من عناصر ما يسمى "الدولة الاسلامية في العراق والشام" والمعروفة بـ"داعش في عمليتين عسكريتين خلال الـ24 ساعة الماضية.وقال الناطق ...
- مصر : غضب في «الداخلية» والجيش يكثّف عملياته المرصاد نت - متابعات نفذت قوات الجيش والشرطة المصرية تحركات مكثفة في محاولة للعثور على مرتكبي مجزرة الواحات التي أدّت إلى استشهاد أكثر من خمسين مجنداً وضابطاً...
- السودان : المفاوضات إلى طريق مسدود .. «العسكري» يراوغ ببنود الاتفاق ! المرصاد نت - متابعات خلافاً لما كان مقرراً لم تعقد جولة التفاوض الأخيرة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير وقد جرى تأجيلها ونفى القيادي في قوى ...
- قواعد عسكرية وسجون سرية تديرها الإمارات في القرن الافريقي! المرصاد نت - متابعات كشفت تقارير اخبارية عن أحد السجون السرية للإمارات في منطقة القرن الأفريقي التي تضم 4 دول هي جيبوتي وإريتريا والصومال وإثيوبيا في منطقة سا...
- اليابان تقرّ خطط تسليح غير مسبوقة: نخاف من روسيا والصين! المرصاد نت - متابعات أقرّت طوكيو برنامجاً جديداً لتعزيز ترسانتها العسكرية في السنوات الـ10 المقبلة يقوم على إنفاق مبالغ ضخمة وأهداف طموحة لا سابق لها منذ الحر...