المرصاد نت - متابعات
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم أن بلاده لن تلتزم بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران تلك التي دخلت أمس حيّز التنفيذ معتبراً أنها «خاطئة» وتخلّ بتوازن العالم.
وفي كلمة له أمام الكتلة النيابة لحزب «العدالة والتنمية» في البرلمان في العاصمة أنقرة، قال أردوغان إن «العقوبات على إيران تتعارض مع القانون الدولي والدبلوماسية ونحن لا نريد العيش في عالم إمبريالي». وتابع قائلاً: «لا نرى العقوبات على إيران صائبة لأننا نعتبرها عقوبات ترمي لتقويض توازن العالم».
كلمة أردوغان جاءت بُعيد انتقاد مشابه وجّهه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في وقتٍ سابق اليوم، بشأن تجديد الولايات المتحدة العقوبات على قطاعي النفط والشحن في إيران، قائلاً إنه من الخطر عزل إيران ومن الظّلم معاقبة شعبها.
يذكر أن الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية تأتي استجابةً لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق حول الملف النووي مع إيران والذي أعلنه في أيار/مايو الماضي. وتستهدف هذه العقوبات قطاع الطاقة لا سيما صادرات النفط الإيرانية، والقطاع المصرفي وقطاعي بناء السفن والنقل البحري.
إلا أن واشنطن أعفت 8 دول من الحظر النفطي، بينها تركيا. وسيكون بإمكانها الاستمرار مؤقتاً في استيراد النفط الإيراني لكن فقط «إذا أثبتت قيامها بجهود كبيرة في اتجاه وقف وارداتها النفطية قدر الإمكان»، وإذا «تعاونت على العديد من الجبهات الأخرى» مع الولايات المتحدة وفق تعبير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
طهران: لدينا آليات لاجتياز المرحلة
لم يحمل اليوم الأول للعقوبات الأميركية على إيران تطورات مفاجئة. وعلى رغم من ارتفاع أسعار النفط بشكل طفيف (50 سنتاً ليسجل سعر البرميل 73.63) لم تشهد الأسواق الإيرانية التي استعدت لدخول إجراءات الحظر تبدلات تذكر خصوصاً على صعيد العملة المحلية. وفيما تصدرت التصريحات التصعيدية لكل من المسؤولين الإيرانيين والأميركيين أعلن نظام «سويفت» بطريقة غير مباشرة التزامه بالعقوبات وهو ما كان متوقعاً أن يقدم عليه.
ومن دون ذكر العقوبات، أعلنت شركة «سويفت» (مقرّها بروكسل) تعليق وصول بعض البنوك الإيرانية إلى شبكتها بحجة «دعم صلابة النظام المالي العالمي ونزاهته». وجاء في بيان الشركة «تعلق سويفت وصول بعض البنوك الإيرانية إلى شبكتها للتراسل... إن هذا الإجراء رغم أنه مؤسف اتخذ من أجل مصلحة واستقرار ونزاهة النظام المالي العالمي في مجمله».
وقلّلت طهران من أهمية الإجراء وقال محافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي «أجرينا محادثات مع شركائنا التجاريين وتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواصلة المعاملات الإيرانية» مضيفاً «كنا نتوقع تلك العقوبات ولذا وضعنا خططاً لها وما بعدها... وأخذاً في الاعتبار احتمال فصل البنوك عن نظام سويفت درسنا بدائل لاستبداله». من جهته قال وزير الاقتصاد الإيراني، فرهاد دج بسند، إن بلاده لديها إمكانات وآليات «ممتازة» لاجتياز مرحلة الخطر «وفق خطة محكمة».
وليس معلوماً بعد إذا ما كان عدم تجاوب أسواق النفط بشكل كبير مع العقوبات ناجم فقط عن تقديم واشنطن استثناءات لثماني دول هي: إيطاليا، اليونان، اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان، الهند، الصين بشرط وضع المبلغ الذي تشتري به في حساب ضمان يتحكم فيه طرف ثالث وأن تستفيد طهران من العائدات فقط في «الأغراض الإنسانية». ويرى الباحث في معهد «بيترسون» للاقتصاديات الدولية بواشنطن جاكوب فنك كيركغارد أن العقوبات «ستضع بدون شك ضغوطاً تصاعدية على أسعار النفط» ومن شأنها أن ترفع سعر البرميل إلى 100 دولار.
لكن كيركغارد يشكك في أن «الرئيس (الأميركي) دونالد ترامب سيذهب إلى هذا الحد». موقف ترامب هذا سيتضح أكثر بعد ستة أشهر موعد انتهاء الاستثناءات للدول المعفاة وإذا ما كانت واشنطن ستمدد الإعفاء أو تضغط من جديد لتصفير هذه الدول وارداتها من النفط الإيراني وهو ما يهدد بارتفاع كبير لسعر البرميل لا تريده الولايات المتحدة.
واستهلت الولايات المتحدة، أمس، إدخال العقوبات حيز التنفيذ، بمؤتمر صحافي جمع وزيري الخارجية مايك بومبيو والخزانة ستيفن منوتشين. وقال بومبيو «أمام النظام الإيراني خيار: إما ينعطف بزاوية 180 درجة من مساره الخارج عن القانون ويتصرف كدولة عادية أو سيرى انهيار اقتصاده». وأشار إلى أن «أكثر من 20 دولة قطعت بالفعل وارداتها من النفط الإيراني ما تسبّب في تراجع صادرات طهران من النفط بمعدل مليون برميل باليوم»، مع خسارة «أكثر من 2,5 مليار دولار».
بدوره أعلن منوتشين إضافة 700 فرد وكيان وشركة طيران ونقل بحري إلى قائمة العقوبات. وشملت العقوبات منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وأفرعها والأفراد المرتبطين بها. وهذه العقوبات لن تكون نهاية المطاف بحسب ما هدّد مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي توعّد بعدم اكتفاء إدارة ترامب بمستوى العقوبات التي كانت أقرّتها إدارة السلف باراك أوباما قائلاً «سيكون هناك عقوبات ستذهب أبعد من هذا الحد... المزيد قادم».
الإعلان الأميركي ردّ عليه الرئيس الإيراني حسن روحاني بالقول «أعلن أننا سنلتفّ بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة لأنها تخالف القوانين الدولية». وتابع روحاني «نحن في وضع حرب اقتصادية ونواجه قوة متغطرسة. لا أعتقد أنه في تاريخ أميركا دخل شخص إلى البيت الأبيض وهو يخالف إلى هذا الحد القانون والاتفاقيات الدولية». وأضاف «اليوم معظم دول العالم تقف في وجه أميركا وتدعم مواقف إيران... حتى الشركات والحكومات الأوروبية غاضبة من السياسات الأميركية».
وفي المواقف الخارجية رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما اعتبره «يوماً تاريخياً» شاكراً ترامب على «القرار الشجاع». وفيما حطّ وفد تركي من رجال أعمال وصناعيي القطاع الخاص التركي في طهران لبحث التعاون التجاري قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إن بلاده صاغت موقفها من العقوبات. وأضاف: «توقع التزام جميع الدول بقرارات عقوبات وضعتها دولة ما وفق مقتضيات مصالحها أمر لا معنى له وغير عادل». واستنكرت حركة «حماس» إعادة فرض العقوبات ورأت أنها تهدف إلى «زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وإضعاف عوامل ومقومات الصمود».
المزيد في هذا القسم:
- وساطات غزة: قطر من البوابة الإسرائيلية ومصر من الأميركية المرصاد نت - متابعات تستمر الجعجعة حول غزة ولا طحين يقي أهلها شرّ الفقر والمرض والحصار. فإذا كان الأمر يتخطّى مسألة شراء الوقت تجنّباً لحرب كبيرة كما يكرر الم...
- هل تنقذ الانتخابات البرلمانية نظام البحرين من أزماته العالقة؟ المرصاد نت - متابعات جميع العالم الحديث يتغنّى بالديمقراطية ويحاول إلباس نفسه ثوبها البّراق الذي يغوي جميع دول العالم ولاسيما الغرب الأكثر مناداة بها، ولطالما...
- العلاقات التركيّة السعوديّة: "أستانة" بوابة الخلافات؟ المرصاد نت - متابعات ألقت التفاهمات الإقليمية بظلالها على الأزمة السوريّة لم يعد خافياً أن التفاهمات الثلاثيّة بين طهران وموسكو وأنقرة والتي نتج عنها مؤتمر "ا...
- هل يكون 2018 عام تحولات صادمة في الاقتصاد العالمي؟ المرصاد نت - فاطمة روماني يمرّ النظام العالمي بمرحلة انتقالية وحرجة في آن فالتطورات الدراماتيكيّة المتتالية التي تشهدها المنطقة لم تقتصر انعكاساتها وتداعياتها...
- حراك «السترات الصفر» يعود من بوابة «الباستيل» ! المرصاد نت - متابعات عاد حراك «السترات الصفر» إلى الواجهة مجدداً من بوابة العيد الوطني الفرنسي هذه المرة. فبعدما تراجع زخم التظاهرات التي انطلقت قبل 35 أسبوعا...
- عدوى سجون الإمارات السرية تنتقل من اليمن إلى إرتريا! المرصاد نت - متابعات من تدخُّلٍ في شؤون الدول إلى ابتزازات من خلف ستارة المشهد السياسي تنتشر سجون الإمارات السرية داخل أراضيها وخارجها، غير آبهةٍ بتحذيرات أمم...
- حلب «مدينة آمنة» ..تراجع الفصائل المسلّحة إلى عمق إدلب! المرصاد نت - متابعات بسرعة لافتة انهارت دفاعات الفصائل المسلّحة التي عملت على بنائها لسنوات طويلة. خط الدفاع الذي امتدّ من ريف إدلب الجنوبي الشرقي إلى أرياف ح...
- الجيش العربي السوري يحرر 13 قرية في ريف الرقة وحماة المرصاد نت - متابعات واصل الجیش العربي السوری تقدمه في ريف الرقة وأحكم سيطرته على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف ح...
- أميركا : عجز الموازنة يصل إلى تريليون دولار عام 2020م ! المرصاد نت - متابعات توقّع الكونغرس الأميركي أول من أمس أن يصل العجز الفدرالي في الولايات المتحدة إلى 960 مليار دولار للعام المالي 2019م وتريليون دولار لعام 2...
- درع قانوني لحماية الشركات: الأوروبيون أكثر تمسكاً بالاتفاق المرصاد نت - متابعات جددت أوروبا أمس تأكيد التزامها بالاتفاق النووي مع طهران. وفي ثاني اجتماع من نوعه منذ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق تمسّك وزراء خارجية ...