المرصاد نت - متابعات
توّج الرئيس عمر البشير شهرين ونيفاً من التظاهرات المطالبة بتنحيه بقرارات موضعية لم تطفئ غضب الاحتجاجات التي تجددت أمس في حي ود نوباوي في مدينة أم درمان بالتزامن مع خطاب ألقاه في القصر الرئاسي بحضور قيادات حكومية وأخرى من الحزب الحاكم أعلن فيه حالة طوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة عام وحلّ حكومة «الوفاق الوطني» وحكومات الولايات وتأجيل النظر في التعديلات الدستورية التي كانت ستسمح له بالترشّح لدورة جديدة في الانتخابات المقبلة عام 2020.
وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب مساء الجمعة بعد أسابيع من احتجاجات ضد حكمه القائم منذ ثلاثة عقود، أنه قرر فرض حالة الطوارئ بكامل البلاد لمدة عام وقال إن بلاده تجتاز مرحلة صعبة ومعقدة من تاريخها، مؤكدا أنها ستخرج منها أكثر إصرارا على بناء أمتنا المستقرة.
وأضاف أن السودان شهد مطالب مشروعة وموضوعية يكفلها الدستور والقانون، مشيرا إلى أن البعض حاول القفز على المطالب وقيادة البلاد إلى مصير مجهول. وشدد الرئيس البشر على أنه تمسك دوما في حكمه بتوسيع مساحة الحريات العامة. وجدد دعوته للجميع للجلوس إلى طاولة الحوار لتجنيب الوطن المصائب وبين في سياق حديثه أن كل المشروعات الكبرى في عهد الانقاذ نفذت بعقول وأيادي السودانيين.
وفيما تعجّ الساحة السياسية بمبادرات على رأسها مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم ووثيقة «الخلاص الوطني» التي طرحها زعيم حزب «الأمة» الصادق المهدي وكلها تقترح تنحي البشير وتشكيل حكومة انتقالية لإعداد الدستور وإجراء الانتخابات لبّى البشير رغبات المعارضة فقط في ما يتعلق بالحكومة وتأجيل التعديلات الدستورية التي تسمح له بدخول سباق الانتخابات التي طالما اعتبرها السبيل الوحيد للتغيير لكنه ترك الباب مفتوحاً في شأن مصيره الذي يرى مراقبون أنه مرتبط بتوفير «ملاذ آمن» له كونه ملاحقاً من قِبَل المحكمة الجنائية الدولية.
خطوة البشير تتناغم تماماً مع دعوة واشنطن قبل ثلاثة أيام إلى البحث عن حل سياسي داخلي عبر رسائل مرّرها المساعد الخاص للرئيس دونالد ترامب وكبير مستشاريه لشؤون أفريقيا في مجلس الأمن القومي سيريل سارتر الذي زار الخرطوم لمناقشة سير المرحلة الثانية من الحوار الهادف إلى إزالة اسم السودان من القائمة الأميركية لـ«الدول الراعية للإرهاب». فالرسالة الأميركية كانت واضحة برفض «إسقاط النظام» الذي قطع علاقاته بإيران وانتقل إلى المحور السعودي عام 2014 والمطالبة بضرورة إيجاد حل سياسي داخلي ينهي الاحتجاجات التي تمثل التحدي الأكبر للنظام.
من هنا أدخل البشير البلاد في مرحلة سياسية أكثر تعقيداً بقرارات من شأنها أن تُبقيه لمرحلة انتقالية في قصر الرئاسة الذي يسعى المتظاهرون منذ 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي للوصول إليه لتسليم مذكرة تطالبه بالتنحي. يريد البشير أن تكون «استجابته» لبعض مطالب المعارضة بداية لطيّ صفحة الاحتجاجات، لكن «تجمع المهنيين السودانيين» الذي يبرمج مواعيد التظاهرات في مختلف البلاد استمرّ بالتزامن مع خطاب الرئيس في الدعوة إلى التظاهر مساء أمس في تغريدات في «تويتر» وشدّد في إحداها على أن «تنحي النظام ورئيسه وتفكيك مؤسساتهم القمعية وتسليم السلطة لحكومة قومية مدنية انتقالية بحسب إعلان الحرية والتغيير» على رأس مطالب المحتجين في رفض قاطع للقرارات التي اتخذها، على غرار رفضه المبادرات التي سبق واقترحتها أطراف معارضة من خارج تلك الموقّعة على «ميثاق الحرية والتغيير»، كمبادرة «الإصلاح والسلام» التي أعلنت عنها 52 شخصية سياسية وأكاديمية دعت إلى إعلان حكومة انتقالية بالتوافق بين قيادة الحراك الجماهيري والقوى السياسية الكبرى.
إعلان البشير حالة الطوارئ وحلّ الحكومة وتلميحه إلى التخلي عن منصب رئاسة حزب «المؤتمر» الحاكم بالقول إنه «سيقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الموالين والمعارضين» (كون الفترة التي تسبق الانتخابات تستدعي أن يكون البشير «رئيساً قومياً للجميع» بحسب ما أكد قيادي في الحزب الحاكم) عدّهما مراقبون محاولة من البشير للتضحية بالإسلاميين بدلاً من أن يضحّوا به في ظلّ حرب تمور بها السلطة خلف الكواليس، بين جناح يؤيد بقاءه وآخر يتجه إلى الدفع بمرشح آخر لمنصب رئيس الجمهورية في حال استمرت الأزمة السياسية حتى موعد الانتخابات كما سبق وأكد مصدر من داخل الحزب الحاكم .
وعلى نحو ما دأب عليه النظام المستمرّ منذ ثلاثين عاماً في مواجهة الأزمات جدّد البشير دعوته إلى الحوار حاثاً «المحتجين على الجلوس إلى طاولة الحوار لتجنيب البلاد المصائب». لكن في ظلّ رصيد متخم بالمبادرات التي أطلقها حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم لم تعد أحزاب المعارضة ترى في الحوارات لا سيما «الحوار الوطني» الذي أطلقه الرئيس في كانون الثاني/ يناير 2014 بعد احتوائه احتجاجات أيلول/ سبتمبر 2013، سبيلاً للخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية.
ورأى البشير أمس أن «وثيقة الحوار الوطني أساس متين للمّ شمل القوى السياسية في الداخل والخارج» علماً أن توصيات ذلك المؤتمر لم تؤدّ إلى اصطفاف وطني بل نجحت فقط في إطالة عمر نظام البشير.
المزيد في هذا القسم:
- كيف تترجم قناة "سكاي نيوز عربية" طموح الامارات في المنطقة؟ المرصاد نت - متابعات ربما لم يخطر على بال الوزير الألماني السابق جوزيف جوبلز مهندس ماكينة الدعاية الألمانية لمصلحة النازية أن تتحول أحدى مقولاته "اكذب ح...
- أبعاد معركة الرقة وتخبط انقرة المرصاد نت - متابعات حقق الجيش العربي السوري تقدما كبيراً في معركته نحو مدينة الرقة السورية ويفصله 20كم عن مطار الطبقة العسكري الذي سيشكل قاعدة انطل...
- الفساد والمشاركة الشعبيّة في الحكم في لبنان المرصاد نت - متابعات المشاركة الشعبيّة في الحكم هي من أبرز سمات الدولة الحديثة وما ارتقى إليه الإنسان عبر قرون طويلة من التطوّر الاجتماعي والسياسي. صاحَبَ هذا...
- أجلاء أكثر من 30 ألف سائح من مقاطعة سيتشوان الصينية عقب زلزال مدمر المرصاد نت - متابعات أعلنت السلطات المحلية في الصين اليوم الأربعاء عن إجلاء 31.5 ألف سائح من المناطق الخطرة عقب الزلزال الذي وقع في مقاطعة سيتشوان الصينية أمس...
- الجيش العربي السوري على أبواب خان شيخون: تطبيق «أستانا» بالنار! المرصاد نت - متابعات دقّ الجيش العربي السوري، أمس، أبواب مدينة خان شيخون (ريف إدلب الجنوبي) التي تُعدّ واحدة من أبرز المدن الخارجة عن سيطرة الدولة السورية منذ...
- دي ميستورا في موسكو وعشرات الشهداء والجرحى بتجدد قصف المسلحين الإرهابيين على حلب المرصاد نت - دمشق بحث مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم فرص إنقاذ الهدنة السورية.و صرح المبعوث الأ...
- القوات الخاصة الأمريكية تدرب مقاتلين بقاعدة جديدة في سوريا المرصاد نت - متابعات ذكرت مصادر صحفية أن الولايات المتحدة أنشأت قاعدة جديدة لتدريب مقاتلي "جيش مغاوير الثورة" في منطقة الزكف جنوب شرق سوريا التي تقع على بعد...
- تركيا : فوز «مرّ» لـ«العدالة والتنمية» خسر العاصمة أنقرة وتراجع في المدن المرصاد نت - متابعات تصدّر «العدالة والتنمية» الانتخابات المحلية في تركيا كما كان متوقعاً. لكن خصوم إردوغان وشركاءه في «تحالف الشعب» ب...
- 71 عاماً مابين نكبة 1948م و"نكبة القرن".. القضية مستمرة! المرصاد نت - متابعات يحيي الفلسطينيون في فلسطين والمنفى والشتات الذكرى الـ 71 للنكبة وعيونهم ترنو إلى يافا وصفد والجليل مطهرة من الاحتلال عائدين إلى قراهم ومد...
- ارهابي سعودي يقف وراء تفجير مدينة الصدر المرصاد نت - بغداد استشهد 86 شخصا واصيب العشرات اليوم الاربعاء في ثلاثة اعتداءات استهدفت مناطق متفرقة من العاصمة العراقية بغداد وتبناها تنظيم داعش الارهابي...