المرصاد نت - متابعات
أعلن المجلس العسكري الانتقالي السوداني أن زيارة وفده إلى السعودية كانت زيارة شكر للمملكة وشعبها على ما قدمته من دعم للمجلس العسكري ومساعداتها الاقتصادية للشعب السوداني.
وكان حميدتي قد وصل إلى جدة حيث كان في استقباله بمطار الملك عبد العزيز أمير مكة خالد الفيصل إضافة الى عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين. وقبيل وصوله إلى السعودية شدد حميدتي على أن المجلس العسكري يرغب في ضمان عملية الانتقال السلمي في السودان.
في غضون ذلك نظمت "قوى الحرية والتغيير" مليونية "المدنية والبناء" باتجاه مقر قيادة القوات المسلحة في الخرطوم. وأعلنت قوى المعارضة استعدادها للعصيان المدني بعد فشل التوصل إلى اتفاق مع المجلس العسكري بعد المفاوضات التي جرت بشأن إنشاء المجلس السيادي. واتهمت أطرافاً خارجية بالتدخل وعرقلة المفاوضات التي جرت ودعت إلى مواصلة اعتصامها أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة تحت عنوان " مليونية المدنية والبناء".
فيما ذكر بيان مشترك صدر عن الاجتماع أنه "ما تزال نقطة الخلاف الأساسية عالقة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري حول نِسب التمثيل ورئاسة المجلس السيادي بين المدنيين والعسكريين".وكان تجمع المهنيين السودانيين دعا إلى إضراب عام في البلاد بعد تعثّر المفاوضات مع المجلس.
عودة إلى المربع الصفر: «الثورة المضادة» ماضية في «العسكرة»
بعد انتهاء المفاوضات بين المجلس العسكري وتحالف قوى «إعلان الحرية والتغيير» أول من أمس إلى عدم الاتفاق على نسب التمثيل في «المجلس السيادي» ورئاسته، وتمسك الطرفين بقرار الجهاز الذي يمثل رأس الدولة، عاد المشهد السوداني إلى مرحلة ما قبل المفاوضات التي انطلقت بعد أسبوع على إطاحة الرئيس عمر البشير وإعلان تشكيل المجلس العسكري، ليبقى الشارع السبيل الوحيد لإجبار «العسكر» على تسليم السلطة إلى حكم مدني انتقالي يشرف على عملية تحول ديموقراطي مدتها ثلاث سنوات، وفق أهم مخرجات الحوار.
عودة المشهد إلى تلك المرحلة تتجلى في الشعارات التي تطالب بحلّ «العسكري»، وتسليم السلطة إلى المدنيين، وتجديد قوى «الحرية والتغيير» الدعوات إلى مسيرات مليونية وتسيير المواكب صوب مقرّ الاعتصام المفتوح أمام قيادة الجيش في الخرطوم، وإيقاف مرور القطارات عبر ساحة الاعتصام والتمهيد لتنفيذ إضراب وعصيان مدني. كما تتجلى في تجاهل «العسكري» مطالب الشارع واستمراره في إصدار القرارات غير المُخوّل بها جهاز يفترض أنه انتقالي، من سبيل قرار إلغاء تجميد النقابات والاتحادات المهنية وتعيين أعضاء جدد في المجلس وتهديد المضربين عن العمل بخسارة وظائفهم.
ويسعى «العسكري» من خلال إعادة عمل النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل والتي كان المجلس قد جمّدها في نيسان/ أبريل الماضي في ظلّ اتهامات تواجهها بسيطرة موالين لنظام عمر البشير عليها إلى التمهيد لسحب بساط الشرعية من التجمعات المهنية غير الرسمية (غير المعترف بها) التي تشكل «تجمع المهنيين السودانيين» الذي يقود الاحتجاجات في البلاد منذ شهور من سبيل «البيطريون» و«الإعلاميون» و«الصيادلة» و«المعلمون» و«المحامون» علماً منه بأن هذا التجمع الذي شُكّل في عام 2016 من دون أن يحظى باعتراف الحكومة في عهد البشير في ظلّ قانون يحظر تشكيل نقابات مهنية مستقلة ويسمح فقط بنقابات تضمّ جميع العاملين في المؤسسات من دون فصل يستلهم قوته من «العمل الجماعي»، وقد أثبت قدرته على تنظيم الاحتجاجات في ظلّ التزام المتظاهرين بالساعة التي يحددها التجمع للتظاهر.
وفي هذا الإطار اعتبر «تجمع المهنيين» القرار «ردَّة تخدم أجندة الثورة المضادة، وتعمل على تبديد مكاسب الثورة» في حين يؤكد القانونيون أن تشكيل هذه التجمعات المهنية يتماشى مع الدستور في المادة 40 التي تنصّ على أنه «يكفل الحق في التجمع السلمي ولكل فرد الحق في حرية التنظيم مع آخرين بما في ذلك الحق في تكوين الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والاتحادات المهنية أو الانضمام إليها حماية لمصالحه».
ولم يكتف «المجلس العسكري» بمواجهة قادة الاحتجاجات بل ذهب بعيداً في ابتزاز المحتجين في لقمة العيش مهدداً المضربين عن العمل بالفصل من وظائفهم. هذا ما قاله صراحةً نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو المُلقّب بـ«حميدتي» في خطاب أمام مجموعة من أفراد قوات «الدعم السريع» التي يرأسها قائلاً: «كل من يُضرب عن العمل لن يعود إليه مرة أخرى» بحسب ما ظهر في مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مساء أول من أمس. ورداً على ذلك نشر محتجون صوراً لهم وهم يحملون لافتات عليها عبارة «حميدتي تعال افصلني» متهمين قوات «الدعم السريع» التي سبق أن روّعت أهالي دارفور بإطلاق النار على المتظاهرين الأسبوع الماضي عندما قُتل عدة محتجين وأصيب عشرات آخرون.
إذاً هي معركة كسر عظم بين المحتجين الذين يطالبون الجيش بتسليم السلطة «فوراً» إلى قادة الحراك من جهة و«العسكر» الذين باتوا يوصفون بـ«قوى الثورة المضادة» من جهة ثانية. وفي هذا الإطار اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن «الثورة المضادة بدأت تنشط وسط جمود المفاوضات» مشيرة إلى أن قادة الجيش بدأوا يتراجعون عن تعهدهم بتسليم السلطة إلى المدنيين.
لكن بحسب كبير الباحثين في «المجلس الأطلنطي» كاميرون هدسون، تُعدّ استراتيجية «تبديد الوقت في التفاصيل الصغيرة وترك الآخرين يصارعون» سلاحاً ذا حدين. ويعتبر هدسون وفق ما تنقل عنه المجلة نفسها أن هناك مؤشرات على وجود انقسام داخل قيادة الجيش والقوات النظامية من بينها منع حراس مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق الفريق صلاح قوش فريق النائب العام من دخول منزله لاحتجازه والتحقيق معه في قضية فساد.
وتبدو الإقالات والتعيينات الأخيرة في المجلس العسكري في الإطار نفسه وآخرها أمس مع تعيين الفريق أول ركن جمال الدين عمر إبراهيم عضواً جديداً ورئيساً للجنة الأمن والدفاع خلفاً للفريق الركن مصطفى محمد مصطفى الذي تقدم باستقالته «لظروف صحية» حسب بيان المجلس علماً بأنه أدار ملف التفاوض مع «الحركة الشعبية» وعدد من الحركات المسلحة وهو يُصنف من ذوي التوجهات الإسلامية داخل القوات المسلحة وذلك بعد ثلاثة أسابيع على استقالة ثلاثة أعضاء آخرين بينهم رئيس اللجنة السياسية.
المزيد في هذا القسم:
- مظاهرات حاشدة ضد الاحكام التعسفية وهتافات ضد ملك البحرين المرصاد نت - متابعات خرجت حشود غفيرة من البحرينيين بعد صلاة الجمعة اليوم بالدراز غرب المنامة في تظاهرة رفضا للأحكام الجائرة الصادرة الأسبوع المنصرم ضد معار...
- أداء الأسواق العالمية.. النفط والدولار يخالفان التوقعات وتراجع حاد في أسعار الذهب المرصاد-متابعات شهدت الأسواق العالمية قبيل افتتاح تعاملات اليوم الأحد، تغيرات طفيفة على مستوى أسعار النفط والذهب والدولار وبورصة وول ستريت. الذهب ينخفض حققت ...
- الرئيس بشارالأسد : لا نعول كثيرا على الحوارت السياسية والارهاب لا يواجه الا من خلال الجيش... المرصاد نت - الاخبار أكد الرئيس بشار الأسد ثقته بأنّ ما يقوم به الجيش وحلفاؤه في الميدان السوري سيكون له الأثر الرئيسي في رسم مستقبل سوريا وشدّد على أنّ ...
- الانقسامات الاجتماعية وأزمة الأمن القومي في تركيا المرصاد نت - متابعات تعاني تركيا في الآونة الأخيرة من انقسامات اجتماعية شديدة حيث أن الهوة بين التوجهين الديني والعلماني تزداد عمقا مما يؤثر على مسار الأحد...
- الاتفاق التركي - الليبي وغاز المتوسّط: «الآن بدأت اللعبة»! المرصاد نت - متابعات سجّلت تركيا هدفاً محقّقاً في مرمى خصومها في المنطقة. الاتفاق الذي وقّعه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الو...
- الإمارات أججت صراع جنوب السودان وارتكبت جرائم حرب المرصاد نت - متابعات فضح تقرير لمنظمة العفو الدولية اليوم الخميس ضلوع الإمارات في صفقات سلاح أججت الصراع في جنوب السودان البلد الذي الذي يسوده العنف منذ عدّة ...
- قضية تيران وصنافير تشعل الشارع المصري مجدداً المرصاد نت - متابعات مرة أخرى عادت قضية جزيرتي تيران وصنافير للتداول إعلامياً بعد القرار الجديد الذي أصدرته محكمة الأمور المستعجلة المصرية أمس الاحد والقاضي ب...
- أردوغان: على المسلمين ترك الخلافات كي يدافعوا عن المقدسات المرصاد-متابعات دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم الإسلامي إلى تجاوز خلافاته كي يستطيع التصدي للاعتداءات على مقدساته، مشيرا إلى أن تلك الخلافات تغذي ظ...
- القاهرة لـ"حماس": التسويات الإقليمية آتية... فاخضعوا المرصاد نت - متابعات تخضع «حماس» لابتزاز مصري ــ سعودي متزامن. الرياض صنّفت أكبر فصيل فلسطيني مقاوم تنظيماً إرهابياً أما القاهرة فقالت ما لم تقله ...
- لماذا لم تعد مواجهة الكيان الإسرائيلي أولوية لمعظم الدول العربية؟ المرصاد نت - متابعات بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 واعتراف منظمة الأمم المتحدة رسمياً بالكيان الإسرائيلي رفضت الدول العربية هذا الاحتلال وشمرت عن سوا...