بكين وموسكو تقاطعان مؤتمر المنامة: «إنهاء الأونروا» على رأس جدول الأعمال !

المرصاد نت - متابعات

على مسافة شهر من الورشة الاقتصادية التي تروّج لها الولايات المتحدة الأميركية ضمن خطتها المُسمّاة «صفقة القرن» أعلنت كلّ من الصين وروسيا أنهما لن تشاركا في هذه الورشة في وقت Alanaroaa2019.5.28كشفت فيه صحيفة «يسرائيل هيوم» جزءاً من المنويّ طرحه خلالها. وقال سفير الصين في فلسطين كواه وي إن بلاده وروسيا لن تشاركا في ورشة البحرين المزمع عقدها نهاية الشهر المقبل في المنامة وذلك خلال لقاء كواه مع مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للعلاقات الدولية والخارجية نبيل شعث في رام الله وفق «وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية» (وفا). وأضاف السفير أن بكين وموسكو «اتفقتا على عدم المشاركة... ندعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

في غضون ذلك قالت «يسرائيل هيوم» المقربة من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إن واشنطن «ستقترح على المشاركين في ورشة العمل... الاستغناء عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية (الأونروا)» على أن يستعاض عن أنظمة الأخيرة في مجال التعليم وتوزيع الأغذية بـ«برامج تطوير تنفذها منظمات غير حكومية دولية، ولكن تديرها السلطة الفلسطينية نفسها». وقالت الصحيفة إن إدارة دونالد ترامب ستقترح «تأهيل مخيمات اللاجئين في الضفة المحتلة وبناءها كمدن وبلدات فلسطينية دائمة». وبحسب إحصاءات الوكالة، فإنها تدير 19 مخيماً للاجئين في الضفة وحدها، حيث يقطنها أكثر من 828 ألفاً بخلاف أكثر من مليونين في المدن وأريافها.

أيضاً نقلت «يسرائيل هيوم» عن مصدر وصفته بالمقرب من البيت الأبيض أن ورشة العمل «ستركز على الأرجح على الجوانب الاقتصادية لخطة السلام، ولكن ستكون لها جوانب سياسية أيضاً». وأضاف المصدر أن «المحور الرئيسي الذي تدور حوله الخطوات المتوقع تقديمها في المؤتمر هو كسر دائرة إدامة الصراع واستبدال المساعدات بالتنمية والاعتماد على الاستدامة... نية الإدارة اقتراح سلسلة من الخطوات التي تضع الفلسطينيين على طريق النمو والازدهار كي يكون هناك تغيير في حالة الفقر واعتماد الكثير من السكان على المساعدات، وحتى يقف السكان والسلطة نفسها على أرجل مستقلة».

وسبق قبل أيام أن دعا المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات خلال جلسة في مجلس الأمن، إلى نقل خدمات «الأونروا» إلى الدول المستضيفة للاجئين، قائلاً إن «على المجتمع الدولي الإقرار بأن نموذج الأونروا خذل الشعب الفلسطيني» فيما حذر خلال الجلسة نفسها المفوض العام للوكالة الدولية، بيير كرينبول، من توقف عملياتها بعد منتصف الشهر المقبل جراء نقص التمويل. وآنذاك دافع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «الدور الحساس الذي تضطلع به الأونروا» مشدداً في مؤتمر بعد يوم من الجلسة على أن التفويض الذي تعمل بموجبه الوكالة «هو تفويض حصلت عليه من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأمين العام يأمل أن تواصل هذه الدول تقديم المساعدة».

في المقابل أعلن رئيس حكومة رام الله محمد إشتية أن رئيس السلطة محمود عباس سيجدد خلال مشاركته في قمّتي مكة المرتقبتين أواخر الشهر الجاري رفض السلطة المشاركة في مؤتمر المنامة، الذي وصفه بأنه «إحدى حلقات صفقة القرن» مستغرباً «الادعاء أن مثل هذا المؤتمر هو لخدمة الاقتصاد الفلسطيني، في الوقت الذي يشنّ فيه القائمون عليه حرباً سياسية ومالية على شعبنا ومؤسساته، وعلى المؤسسات الدولية العاملة لمساندته». وكانت اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير» قد دعت أول من أمس الدول العربية التي قررت المشاركة في المؤتمر إلى «مراجعة مواقفها»، مشددة في بيان على أنها «لم تكلف أي جهة التفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني».

بدورها حذّرت الفصائل الفلسطينية الرئيسة من مؤتمر المنامة، معتبرة إياه في بيان صدر أمس عن «لجنة المتابعة» «ورشة عمل تصفوية تحت عنوان مضلل هو السلام من أجل الازدهار، في محاولة من الإدارة الأميركية لتمرير المرحلة الأولى من مؤامرة صفقة القرن». ورأت الفصائل أن المؤتمر يهدف إلى «إشغال المنطقة بالقضايا الاقتصادية والإنسانية والفتن الطائفية، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته»، مضيفاً أن «أي مشاركة عربية أو فلسطينية سواء رسمية أو شخصية، ستكون طعنة لقضية الشعب (الفلسطيني) ونضاله». كذلك، أشار عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، سهيل الهندي، إلى أنه «لا توجد أي مساعٍ خارجية لإقامة دولة في قطاع غزة وأجزاء من منطقة سيناء المصرية»، مشدداً على أن خطة التسوية الأميركية المرتقبة «تستهدف بشكل رئيسي ابتلاع الضفة المحتلة». وقال الهندي في حوار صحافي إن حركته «ترفض إقامة دولة بغزة أو دولة فلسطينية دون قطاع غزة... الصفقة لم تُطرح على وفد حماس خلال زيارته الأخيرة للقاهرة».

على خط موازٍ يواصل العدو الإسرائيلي المماطلة في تطبيق بنود التفاهمات الأخيرة في غزة وهو ما تنظر إليه الفصائل على أنه ينذر بتجدد التصعيد قريباً رغم أن هناك توجهاً لتأجيل التصعيد إلى ما بعد عيد الفطر المقبل على أن تشهد الحدود حراكاً نشيطاً يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان الذي يصادف «يوم القدس العالمي». مع ذلك، أعلن رئيس «اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة» محمد العمادي أن بلاده ستوفد «فريقاً فنياً قطرياً إلى الأراضي الفلسطينية لمناقشة التفاصيل الفنية وآليات تشغيل خط (161) الإسرائيلي لحل أزمة الكهرباء في غزة» بعد عيد الفطر مباشرة.

وفي سياق متصل أعلن البيت الأبيض أن مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكلف خطة السلام الإسرائيلية - الفلسطينية جاريد كوشنر يزور هذا الأسبوع الرباط وعمان والقدس المحتلة برفقة ذراعه الأيمن والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات وكذلك الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأميركية براين هوك.

ولم يعط البيت الأبيض أي ايضاحات أخرى حول اللقاءات المرتقبة.

وكوشنر الذي كلفه ترامب منذ سنتين التوصل إلى "اتفاق نهائي" بين الفلسطينيين والإسرائيليين يزور اعتباراً من 1 حزيران/يونيو سويسرا ثم لندن حيث سيشارك في زيارة الدولة التي يقوم بها ترامب إلى بريطانيا.

ومن المرتقب أن تكشف الولايات المتحدة في 25 و 26 حزيران/يونيو خلال مؤتمر المنامة عن الشق الاقتصادي من خطتها للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتي لم يكشف عن شقها السياسي بعد وهو المؤتمر الذي أعلنت السلطة الفلسطينية مقاطعته ودعت الآخرين لذلك.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن كوشنر يصل إلى فلسطين المحتلة على خلفية أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية وإمكانية تقديم موعد الانتخابات ومن المقرر أن يجتمع مع نتنياهو في القدس رغم وجود مخاوف من إعادة الانتخابات في "إسرائيل". وكشفت هذه الوسائل عن وجود خشية من أن لا تسمح الانتخابات المبكرة في "إسرائيل" للأميركيين المضي قدماً في إطلاق خطتهم للسلام (صفقة القرن).

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية