المرصاد نت - متابعات
الدولة المصرية مستنفِرة. «كأس الأمم الإفريقية» التي تنطلق مساء اليوم تمثل تحدّياً جديداً للنظام يحاول من خلاله إثبات نجاحه وأيضاً تحقيق أكبر استفادة مالية. كل ذلك وسط «كوارث» يجري تفاديها في اللحظات الأخيرة..
كان «إله الموت» سيستقبل الجمهور في حفل افتتاح «كأس الأمم الإفريقية» مساء اليوم لكن في اللحظات الأخيرة بعد «البروفة» الختامية، استُبعد تمثال «الإله أنوبيس»! موقف يعكس حالة الفوضى لدى الدولة المصرية في تنظيم البطولة التي يحاول النظام ـــ في خضمّ الإعداد لها ــــ تجنب مقارنته بنظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك الذي نظّم بطولة 2006م وفاز فيها المنتخب المصري. منذ البداية تعاملت أجهزة الدولة وتحديداً «المخابرات العامة» بإشراف اللواء عباس كامل مع البطولة على أنها فرصة لا يمكن إهدارها. لكن التعامل بقي وفق منطق عسكري بحت بعيداً عن الاحترافية سواء في الإدارة أو التنظيم.
ما يُقلق الدولة أنه في هذه البطولة سيُسمح للجمهور للمرة الأولى منذ 2011 بحضور المباريات في جميع «الاستادات» إذ لم تُقم مباريات جماهيرية بحضور كبير منذ إطاحة نظام مبارك، على خلفية مجزرتَي «استاد بورسعيد» و«استاد الدفاع الجوي» اللتين راح ضحيتهما أكثر من 105 مشجعين عام 2012. لذلك ووفق رصد صحافي وبيانات رسمية انتشر 100 ألف شرطي لتأمين البطولة القارية بالإضافة إلى 500 مجموعة قتالية، و100 وحدة تدخل سريع و400 تشكيل أمن مركزي احتياطي بجانب وحدات نظامية وسرية ثابتة ودوريات تتولى تأمين المنتخبات في مقار إقامتها. وتقرر هذا الاستنفار خلال اجتماع رئاسي أمني في العاشر من الشهر الجاري ضمّ الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة مصطفى مدبولي ووزير الدفاع محمد زكي والداخلية محمود توفيق واللواء كامل.
هذا لوجستياً لكن الأصعب توجيه السيسي المنتخبَ بالفوز في البطولة! توجيه يعكس تعامله مع الأخيرة بمنطق عسكري شأنها شأن أي مسألة أخرى متصلة بإدارة الدولة. إذ إن المنتخب الذي كان «يعسكر» في الإسكندرية استُدعي فجراً من أجل مصافحة الرئيس ثم ادُّعي وجود تدريب على الملعب وأن السيسي زار اللاعبين في غضونه لكن الحقيقة أن المنتخب جاء إلى الملعب وغادره بمجرد انتهاء الزيارة.
هكذا ستتحدّد بناءً على فوز المنتخب وسير البطولة أمور كثيرة مرتبطة باتحاد الكرة وملفات الفساد المسكوت عنها بالإضافة إلى مواقف الضباط المسؤولين عن الإشراف على المنتخب وإدارة ملفَّي الكرة والإعلام خاصة بعد إجراءات الدولة خلال الأسابيع الماضية لإقناع المصريين بالعدول عن مشاهدة البطولة عبر «الجزيرة الرياضية» (beIN) القناة القطرية التي تُعَدّ الناقل الحصري للبطولة وذلك بإنشائها قناة تبث أرضياً مع استوديو تحليلي على أن يبقى الأخير متاحاً فضائياً.
من جهة أخرى تحاول المخابرات تحقيق أرباح من تغطية البطولة بدءاً من نظام حجز التذاكر الذي احتكرته عبر شركة «تذكرتي» التي اشترطت التسجيل المسبق وموافقة الجهات الأمنية على حضور المشاهد ما غيّب الشفافية في الحجز وقيّد حق الحضور وصولاً إلى تهديد وسائل الإعلام التي تصوّر وتنشر من دون موافقة الجهات الإعلامية التابعة للمخابرات بعقوبات تصل حدّ الحجب والإغلاق.
أما في تفاصيل التحضيرات فثمة «كوارث» كثيرة من مثل تأخر وصول معدات البث المتطور بالإضافة إلى تعطّل نظام الحجز وغياب الموظفين المؤهلين للردّ على الاستفسارات فضلاً عن ارتفاع أسعار التذاكر الخاصة بالدرجة الثالثة، وحجز أعداد كبيرة من التذاكر لجهات وهيئات رسمية، تحديداً الأحزاب السياسية كما واجه العديد من الأفارقة صعوبات في الحصول على التذاكر. ولاحقاً ألغت الجهات الأمنية عملية إعادة التذاكر أو بيعها لأشخاص آخرين ما يعني ضياع المال على أي مشجع لم يتمكن من الحضور لأي سبب. وقد رُبطت التذاكر ببطاقات تعريفية للمشجعين في خطوة الهدف المعلن منها إلغاء بيع التذاكر في السوق السوداء فيما هدفها الحقيقي إحكام الرقابة وانتقاء من يحق له الدخول.
أيضاً تتحدث أوساط كثيرة عن شبهات فساد واضحة شابت تطوير «الاستادات» خاصة في مسألة استيراد الكاميرات المستخدمة في المراقبة. فعملية التطوير أشرف عليها الجيش الذي نفذها عبر شركاته الخاصة بعيداً عن المحاسبة والرقابة على التكلفة علماً بأن كاميرات المراقبة المتطورة التي زُوِّدت بها «الاستادات» هدفها تحديد هوية الأشخاص في حال ارتكاب أي مخالفات بعدما بُثت تحذيرات من الشغب وعقوباته بناءً على القانون الذي وقعه السيسي في يونيو/ حزيران 2017م ويتضمن عقوبات بالحبس تصل إلى عامين وغرامات تصل إلى 20 ألف جنيه (نحو 1100 دولار أميركي).
كذلك قررت «الداخلية» منع دخول شواحن الهواتف المحمولة وأجهزة «الباور بانك» على أن تُغلَق أبواب الدخول في المباريات المهمة قبل نحو ساعتين من موعد بدء المباريات، بسبب المخاوف من تدافع الجمهور في الدخول خلال اللحظات الأخيرة. هذه الصعوبات في التأمين بعد غياب حضور المشجعين لسنوات تسبب قرارات غريبة للوزارة منها اتخاذ قرار بوقف نقل المتهمين إلى المحاكم خلال البطولة وهو ما سيضرّ الآلاف من المحبوسين الذين تُنظر قضاياهم أمام المحاكم في العاصمة والمدن التي تستضيف البطولة وهي الإسكندرية (شمال) والإسماعيلية وبورسعيد والسويس (شمال شرق).
المزيد في هذا القسم:
- اتفاق تركي أميركي لوقف العدوان التركي في شمال سوريا! المرصاد نت - متابعات أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس التوصل إلى اتفاق مع الرئيس التركي إردوغان بشأن وقف إطلاق النار في شمال سوريا وأن تركيا ستوقف الع...
- بدء فعاليات إحياء الذكرى الـ7 للثورة في البحرين المرصاد نت - متابعات انطلقت المرحلة الاولى من فعاليات احياء الذكرى السابعة لانطلاق ثورة 14 فبراير الفين واحد عشر عبر الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات. وخر...
- جنرال اسرائيلي: السيد نصر الله قائد استثنائيّ لأن هناك تطابقا كبيرا جدا بين ما يقوله وما ... المرصاد نت - رآي اليوم أقر اسرائيليون بأن حزب الله بات يُشكل خطرا إستراتيجيا من طراز جديد وأن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله هو زعيم عربي يجب الإصغاء إل...
- المقاومة تحرر الجرود والتلّي يطلب وساطة الاستسلام المرصاد نت - متابعات انتهى وجود تنظيم القاعدة على الحدود اللبنانية ــ السورية وفي غضون أيام سينتهي وجوده داخل الأراضي اللبنانية. بعد ذلك ستبدأ مرحلة التخلص من...
- الجيش يحرّر ريف حماة الشمالي... ويحاصر نقطة المراقبة التركية! المرصاد نت - متابعات رسمياً، أعلن الجيش العربي السوري منطقة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وجيب ريف حماة الشمالي منطقة «خالية من الإرهاب المسلح» مؤكداً أن «الع...
- كورونا.. بريطانيا بلا كمامات والمغرب يفتح أجواءه وأوروبا تجيز أول عقار عبر الفم المرصاد-متابعات بينما تواصل أعداد الإصابات بفيروس كورونا تحطيم الأرقام القياسية بسبب المتحور أوميكرون في عدة دول، أجازت وكالة الأدوية الأوروبية استخدام أول عقا...
- ما هو الدور الذي تسمح به الدول الغربية لتركيا في المنطقة؟ المرصاد نت - متابعات في مقالٍ كتبه لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية بمناسبة الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى أعرب الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان عن رفض...
- في ذكرى التوقيع :حين اخترقت "الكويز" الإسرائيلية إقتصاد مصر ! المرصاد نت - متابعات في مثل هذه الأيام منذ 14 عاماً مضت وتحديداً في الرابع عشر من ديسمبر عام 2004 تم توقيع برتوكول (الكويز) بين الحكومة المصرية والكيان الصهيو...
- هل تسمح الولايات المتحدة بفتح الحدود الأردنية والعراقية مع سورية؟ المرصاد نت - حميدي العبدالله عندما قرّرت الولايات المتحدة إقامة قاعدة عسكرية في منطقة التّنف لم يكن الهدف الوحيد هو الهدف العسكري إنْ لجهة قطع التواصل بين سوري...
- الفوضى الخلاقة إلى أين؟ المرصاد نت - متابعات تشهد المنطقة تحولات جذرية ومشاريع(متعددة الجنسيات) وتظهر مصطلحات جديدة ومفاهيم وطروحات وربما كل ذلك من نتائج ( الفوضى الخلاقة) ومشروع الش...