المرصاد نت - متابعات
منذ عام 1967 بُذل كثير من المحاولات بين إسرائيل وفلسطين بهدف تسوية الصراع وإيجاد حلّ يرضي طرفي الصراع وقد تبع الرئيس الأميركي سيرة أسلافه في تقديم خطة لتسوية الصراع لكن هذه المرّة أكثر جدية وأعظم خطراً على الشعب والقضية الفلسطينية نظراً إلى ما يشوب هذه الدعوات من غموض وسرية. ويظنّ القائمون على هذه الصفقة وهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر أنهما يستطيعان حلّ الصراع الفلسطيني كما تُحلّ القضايا العائلية ولا يريان أن الصراع هو صراع تاريخي وايديولوجي. لكن ترامب لم يعِ وصهره كوشنر أن الصراع بين إسرائيل والدول الإسلامية ليس موضوعاً يمكن حلّه بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وقد يصعب على ترامب وكوشنر فهم حقيقة الصراع من الناحية السياسية رغم ما بُذل من جهود دولية لإيجاد حل سياسي لقضية عمرها عشرات السنين وهي قضية آخذة بالتعقيد عاماً بعد عام.
على عائلة ترامب أن تدرك أن القضية الفلسطينية قد انعجنت مع قرار 242 للأمم المتحدة وعلى إسرائيل الانسحاب من مرتفعات الجولان ونهر الأردن وقطاع غزة والضفة الغربية. من جهة أخرى نجد أن مقاومة الشعب الفلسطيني التي بدأت بالحجارة وصلت اليوم إلى صواريخ متطورة وأصبحت ذات قوة رادعة أمام إسرائيل، كما أن قضية المسجد الأقصى بصفته أولى القبلتين وثالث الحرمين ومحل معراج النبي تحولت إلى قضية أيديولوجية وغير مناطقية، وهذا الأمر ضاعف من عزيمة المقاومة وإصرارها على المضي قدماً فيما هي في صدد تحقيقه.
قدم كوشنر خطة جديدة لتسوية النزاع في الشرق الأوسط. وخلال «ورشة المنامة» ناشد كوشنر، الإسرائيليين والفلسطينيين، الموافقة على خطته التي تعد الفلسطينيين باستثمارات تقدر بالمليارات إذا وافقوا على حلّ سياسي دائم. أما الفلسطينيون فلم يشاركوا في «ورشة المنامة» لأنها لن تناقش قضايا سياسية حساسة مثل الوضع في القدس المحتلة. وفي هذه الأثناء تبرعت الدول المانحة في نيويورك بحوالى سبعة وتسعين مليون دولار لوكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة التي تقدم الدعم للاجئين الفلسطينيين.
وتعليقاً على خطة السلام الأميركية التي قدمها كوشنر في ورشة المنامة كتبت صحيفة «لو موند» الفرنسية قائلة: «إن خمسة وثلاثين صفحة من خطة كوشنر تتحدث عن فرص التنمية في المناطق الفلسطينية، دون ذكر مصطلح «احتلال» مرة واحدة». وتخاطب الخطة الاقتصادية التي تقدم بها كوشنر، أشباحاً وهمية، وتذر الرماد بالعيون بمبلغ ضخم يبلغ خمسين مليار دولار. في خطة كوشنر فلسطين هي عبارة عن نطاق جغرافي دون شعب وحكومة وجيش وكذلك حدود معينة، وتصبح فلسطين عبارة عن قطاع غزة والضفة الغربية التي يتم ربطها عبر سكة حديدية. في خطة كوشنر يصور الفلسطينيون وكأنهم عجزة وغير أصحاء والتأكيد على أنهم بحاجة إلى اقتصاد سليم.
في «صفقة القرن» يتحدثون عن الحكومة ومسؤوليتها تجاه الشعب في حين يصمتون عن الأرض والنظام الذي سيحكم فلسطين وكأن هناك تأكيداً على أن فلسطين ستشكل بدعم واستثمار من الخارج. يبدو أن ما ينويه كوشنر هو تأسيس منطقة تشبه المناطق الاقتصادية الحرة وليس دولة ذات سيادة وحدود وهوية مستقلة. إن «صفقة القرن» هي عبارة عن خطة لتحويل دولة إلى مشروع عمراني تحت إشراف ورقابة إسرائيل.
وقد كان نصيب الفلسطينيين في خطة كوشنر قليلاً جداً ومن دون أهمية تذكر إذا ما عرفنا أن حصة الفلسطينيين من الاستثمارات المقررة بهدف خلق المساوات والعدالة في الشركات الحديثة التأسيس والقروض بلغت فقط 100 مليون دولار من مجموع 52 مليارد دولار أميركي والذي سيذهب معظمها إلى الشركات الأميركية المقاولة.
وفي النظر إلى تبعات هذه الصفقة بالنسبة إلى إسرائيل والعالم نجد أنه يصب في مصحلة الكيان الصهيوني فقط فهي ستنهي مشكلة قرار 242 كما ستحصل إسرائيل على جغرافيا جديدة وتستمرّ في بناء المستوطنات وتعزّز أكثر من السابق أمنها القومي. كما ستحصل أميركا على فرصة جديدة بعد قيامها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي المقابل ستحرم فلسطين من فرصة الاعتراف بالقدس عاصمة لها، وبذلك يجب حسب الفهم والرغبة الأميركية أن تكون «صفقة القرن» سدّاً منيعاً أمام التوسع الإيراني وكذلك وسيلة لتحقيق مصالح أميركا وإسرائيل في المنطقة.
على الدول العربية أن تدفع ما نسبته 50 مليار دولار للشركات الأميركية والإسرائيلية ليتحول هذا البلد المقدّس إلى منطقة تشبه سنغافورا أو هونغ كونغ، وبعض الدول العربية الأخرى تتوقع أن تكون هذه الصفقة فرصة جديدة لخلق تحالف بين هذه الدول من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
لكن ينبغي القول إن هذه الصفقة ورغم ما يصاحبها من زخم إعلامي تشوبها ثغرات أثارت انتقادات ترامب نفسه ووزير خارجيته وقد كسبت هذه الصفقة في المحافل الإعلامية والرأي العام الأميركي مصطلح «تحالف المرحلة». وعلى الرغم من النجاح الذي حققته صفقة القرن في جمع ممثلين عن الدول العربية وإسرائيل على طاولة واحدة إلا أنها لم تحقق النجاحات المطلوبة وبل بالعكس قد تكون لها تبعات سلبية أكثر من الآثار الإيجابية.
محمد قادري - رئیس تحریر جریدة «طهران تایمز»
هجرات الفلسطينيين الجديدة
جميع المعطيات والإحصائيات تُشير إلى أن هجرة أُخرى للفلسطينيين قد بدت واضحة وعلنية، من سوريا بسبب الحرب، ومن ثم لبنان بسبب سياسة التضييق التي اتبعتها الحكومة اللبنانية وسياسة الحرمان من الحقوق الإنسانية، ثم الهجرات من قطاع غزَّة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر من 2006م حتى الآن، وهجرات فردية أُخرى من الدول التي تمّ اللجوء إليها عام 1948م وجميع هذه الهجرات سواء فردية أو جماعية في حدود الأسرة الواحدة، يمكن تصنيفها تحت بند الهجرة القسرية أو الهجرة العقابية للشعب الفلسطيني، ومعظمها يقصد دولاً أوروبية.
ومن خلال تقسيمات اللاجئين بحسب سجّلات الأونروا سوف أٌقدِّم رؤية تحليلية لواقع اللاجئ الفلسطيني ولنبدأ من واقع اللاجئين في قطاع غزَّة وسراب مسيرات العودة من جهة وحصار مخيمات اللاجئين في الضفة من جهة أُخرى.
بلغ عدد اللاجئين في قطاع غزَّة ما نسبة 24.4% من مجموع اللاجئين والموزّعين على مخيمات القطاع، يقبعون تحت حصار إسرائيلي مستمر منذ 13 عاماً، تحت ظروف اقتصادية، وسياسية، واجتماعية هي الأسوأ على البشرية، وهي منطقة أشبه بسجن كبير محكم الإغلاق، وثلاث حروب أنهكت سكان قطاع غزَّة واستنفذت قواهم، وصراع البقاء بالبحث عن مَخرج، تَمَثل بأنشاء مرجعية جديدة سُميت بالهيئة العليا لمسيرات العودة، تبنّت المقاومة الشعبية السلمية كمخرج من أزمة الحصار وإعادة توجيه أنظار العالم مرة أُخرى إلى قضية اللاجئين، استمرت المسيرات على أمل تحقيق هدف العودة و إن كان الأمر مستحيلاً في حد ذاته، إلا إنها إستطاعت إعادة البوصلة الدولية نحو اللاجئين مرة أُخرى ولكن الخسائر كانت أكبر من النتائج، بإصابة حوالى 16656 وإزهاق أرواح 271 في إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية للعام 2018 م وعدد من الإعاقات بلغ 105 معاقين، ما بين بتر للأطراف وإعاقات مختلفة، وسلسلة من الإجراءات العقابية الجماعية، بإغلاق المعابر والغارات الجوية وإبادة جماعية لأكثر من مليون إنسان بالتضييق عليهم في حرمانهم من الحقوق الإنسانية.
كل ما سبق أدّى إلى هجرة شريحة كبيرة من الشباب، وأصحاب العقول من أكاديميين ومثقّفين، وهجرة أعداد من التجّار ورؤوس الأموال، بسبب الحصار المستمر منذ 13 سنة. ولا أحد يعلم حتى الآن حقيقة نجاح هذه المسيرات من فشلها.
وفي ما يخصّ لاجئي الضفة الغربية، والبالغة نسبتهم 17.0 من مجموع اللاجئين العام، مقسمين على مدن الضفة الغربية، والذين أيضاً يعيشون أوضاعاً صعبة بما يفرضه الاحتلال عليهم، من حصار جزئي، ومنع حرية التنقل، من خلال تقطيع أوصال الضفة الغربية، والفصل بين المدن الفلسطينية بأنشاء حواجز التفتيش، وما يحدث بشكلٍ مستمر من صِدامات بين السكان وجيش الاحتلال والتي ينتج منها في الأغلب الإجراءات العقابية بالإغلاق أو هدم المنازل أو القتل .. الخ وينطبق ذلك أيضاً على سكان القدس.
وكل ما سبق من ممارسات إسرائيلية بمثابة أبارتيد صهيوني يمارس ضد الفلسطينيين يُسهم في هجرتهم.
وبالحديث عن واقع لاجئي الدول العربية، فبعد 71 عاماً على النكبة الفلسطينية أصبحت قضية العودة إلى فلسطين سراباً، أو كرماد يُذّر في العيون.
ولنبدأ بواقع لاجئي الأردن والبالغة نسبتهم 39.0% من مجموع اللاجئين، وهم الأوفر حظاً من بين اللاجئين، رغم أنهم لا يملكون أرقاماً وطنية ولا ينطبق عليهم قانون المواطنة ، ولكن يمكنهم الحصول على بعض الحقوق الإنسانية كالصحة والتعليم وعدد من الوظائف، ومنهم من لا يحمل الجنسية الأردنية ويُعرفون بأبناء غزَّة، ومنهم من يأخذ رقماً وطنياً، ويُعترف به كمواطن أردني من الدرجة الثانية، وهم بكل الأحوال أفضل حالاً من غيرهم تحت رعاية الحكومة الأردنية، ورغم ذلك يشكّلون حرجاً كبيراً للحكومة الأردنية.
أما بالنسبة للاجئي لبنان وسوريا، وهم الأسوأ حظاً على الإطلاق، إذ تبلغ نسبة اللاجئين في سوريا 10.5% من مجموع اللاجئين المُسجّلين لدى الأونروا، وبلغت نسبة اللاجئين في لبنان 9.1% من مجموع اللاجئين المُسجّلين لدى الأونروا، وهم موزّعون في عدد من المخيمات.
ففي لبنان يعيش اللاجئون أسوأ ظروف الحرمان منذ بناء أول حجر للمخيمات الفلسطينية في لبنان، مع مرورهم بالمجازر التي حدثت بحقهم، وانتهاء بحصار الدولة اللبنانية لهم، وما يُفرض عليهم من قوانين صارِمة لا تحقّق أدنى مستويات الحياة للإنسان الفلسطيني، ويحرم فلسطينو لبنان من العمل في 60 وظيفة منها (الطب، المحاماة، الهندسة).
كما يحرمون من البناء، أو تجديد للبناء، وتُفرض عليهم رسوم كبيرة على التأمين الصحي، ويعانون من الأُميّة بنسبة كبيرة، وهذا الحرمان من أدنى الحقوق الإنسانية سبب الهجرة القسرية لمعظمهم بحثاً عن حياة أفضل بعيداً عن العيش في لبنان.
وكانت إجراءات الحكومة اللبنانية الأخيرة ضد الفلسطينيين، الشعرة التي قصمت ظهر البعير، بإصدار وزارة العمل اللبنانية قراراً بإغلاق المحال التجارية الخاصة بالفلسطينيين، وهو قرار تزامن مع صفقة القرن وضغط إدارة ترامب على الحكومة اللبنانية بتوطين اللاجئين، وبكل الأحوال فإن إجراءات التضييق التي تتبعها الحكومة اللبنانية بحجّة حق العودة أو رفض التوطين، أمر جعل من حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أشبه بالجحيم، مما ساعد على تقليص عددهم.
أمّا بخصوص اللاجئين في سوريا والذين طحنتهم آلة الحرب الأهلية، مما أجبر الكثير منهم على الهجرة القسرية، فمنهم من اتجه إلى دول عربية أُخرى، ومنهم من اتجه إلى دول أوروبا وسجل نفسه كلاجئ سوري، مما يجعل اللاجئين الفلسطينيين يقعون ضحية أوراق اللجوء الجديدة، وبالتالي يحرمهم من أحقيّتهم في العودة، ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في كل مكان أسوأ الظروف ما بين البطالة والفقر وعدم امتلاك أوراق ثبوتية بخلاف الوثائق المصرية أو الجواز الأردني المؤقّت وازدواجية الجنسية.
وأيضاً يعاني اللاجئون من عدم حرية التنقل وحرية السفر والإقامة ويعاملون أسوأ المعاملات بالحرمان في مُعظم دول الوطن العربي وتحديداً المخيمات الفلسطينية سواء في الخارج أو الداخل المحتل. والسؤال المطروح الآن حقيقة هل يمكن إعادة بلورة أوراق اللاجئين عربياً لدعم القضية الفلسطينية بدلاً من الوقوع في فخّ الإدارة الأميركية المُطالِب بالتوطين للفلسطينيين في مكان لجوئهم؟.
ويضعنا ذلك أمام خيار التوفيق بين وجود اللاجئين في الوطن العربي من جهة وبين حق العودة ورفض التوطين من جهة أُخرى، كتصوّر جديد يدعم القضية الفلسطينية.
وبالعودة إلى ما سبق يمكن من وجهة نظري تصوّر ما يلي:
لا بد من تمييز الحكومات العربية بين حق العودة ورفض التوطين من جهة وبين حقوق اللاجئين الإنسانية من جهة ثانية، ولا يعني بالضرورة أن إعطاء اللاجئ حقوقاً مدنية قد تجعل منه مستوطناً جديداً في الوطن العربي وإن عملية ابتزاز اللاجئين بحجّة التوطين هي الأسوأ في التاريخ الفلسطيني، وترك اللاجئ الفلسطيني من دون حماية بقرار من الجامعة العربية جعل منه مجرماً في الوطن العربي ، يحرمه من أدنى الحقوق الإنسانية في بعض الدول العربية.
رؤية الأميركيين الجديدة لقضية اللاجئين على أنها الأساس فقط من مجموع الثوابت الفلسطينية، تهدف إلى تجزئة الملف السياسي الفلسطيني لسهولة السيطرة عليه، بإقصاء إحدى الثوابت الفلسطينية، ورغم أن مقترحات ترامب وإدارته تسبّب إحراجاً للدول العربية، إلا أنها تبدو وكأنها الأنسب دولياً لحل أزمة اللاجئين نهائياً، وإن كان التوطين جزءاً من المخطط الأميركي الإسرائيلي فالجميع يعلم تعقيدات القضية الفلسطينية، وعلى الجميع استغلال الموقف السياسي بدلاً من الرفض والجدل حول التوطين من عدمه.
عدم إعطاء اللاجئ الحقوق المدنية ، أو أوراق ثبوتية تضمن له الحق المدني ، جعل اللاجئ الفلسطيني يفقد حقوقه الإنسانية، وإن بعض الحكومات العربية استغلّت مصطلح "رفض التوطين" بشكل أسوأ مما يتصوّره اللاجئون، ولم يكن هذا المصطلح يوماً ما يدعم القضية الفلسطينية فقد أصبح مصطلح "رفض التوطين"، حقاً يُراد به باطل، وسخافة سياسية.
الحقيقة الموجعة أن نعيش في دائرة المفاهيم والمصطلحات، بتكذيب ورفض ما هو واقع.
يجب على الحكومات العربية احترام حقوق اللاجئ الفلسطيني ، لحين الوصول للحل النهائي، تحت أي بند كان، أو أي مفهوم كان، سواء توطين، أو تحسين أوضاع اللاجئين، ومهما كانت التسميه فإن هذا لا يعطي حجّة لبعض الدول العربية بحرمان اللاجئين من الحقوق المدنية، وعليه لا يحتاج الأمر إلى كل هذا الصَخب والسَخط العربي على قضية التوطين للتهرّب من إعطاء الحقوق الإنسانية.
على جامعة الدول العربية أن تتّخذ قراراً واضحاً تجاه قضية اللاجئين يحمي حقوقهم ، فهي تعترف بكل الحقوق الفلسطينية وتطالب بها، وعليها أن تأخذ دوراً فاعلاً في القضايا التي تَمُس القضية الفلسطينية، حتى ولو كان الطرح بأن تتبنّى جامعة الدول العربية إصدار وثائق أو أوراق ثبوتية مؤقتة للاجئين الفلسطينيين، أو تُرغم جميع الدول العربية بالاعتراف باللاجئين الفلسطينيين كمواطنين يتمتّعون بكافة الحقوق في دول اللجوء، ولن يسبّب هذا كارثة على المجتمعات العربية، أو يُهدّد أمنها القومي، أو أنه يلغي حق العودة.
وقمّة السذاجة أن ترى لاجئاً عربياً يتمتع بكافة حقوقه في دولة أوروبية، أمام لاجئ فلسطيني يُحرم من الحقوق بحجة "رفض التوطين".
إن قضية التوطين للاجئ الفلسطيني أصبحت الجزء الأكبر والأهم في إعاقة تقدّم الملف السياسي الفلسطيني، بالنسبة للأميركيين، وغيرهم من العرب، وعليه آن الأوان أن تقدّم الحكومات العربية شيئاً لخدمة القضية الفلسطينية،وعلى الحكومات العربية تقديم البدائل لقضية اللاجئين، وذلك بالتوسيط بين ما طرحته الإدارة الأميركية وبين ما يخدم قضية اللاجئين، مما يخرجها من دائرة الإحراج دولياً، بدلاً من تعدّد أشكال الرفض للأطروحات العالمية من دون التفكير بأدنى مستوى لحماية المشروع الفلسطيني.
لا بد من أن يكون هناك جواب عربي واضح لإسلوب التأطير، الذي تستخدمه الإدارة الأميركية في طرح الأفكار، وسذاجة الخيارات التي تطرحها على الحكومات العربية.
سائد حامد أبو عطية - كاتب فلسطيني
المزيد في هذا القسم:
- بين الـ«ريتز» وبيروت: التاجر والمقاتل المرصاد نت - متابعات في أيّامٍ كهذه، لا بدّ أن بعض المحتجزين في «ريتز كارلتون» يفكّرون في الحكمة التي تختزنها سلوكيّات أهل المدن وتجّارها في بلادن...
- فيسك: خطاب ترامب للعالم الإسلامي هو خطاب النفاق في بلد التطرف الوهابي المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة الاندبندنت اليوم الاثنين في مقال للكاتب الشهير روبرت فيسك: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه خطاباً للعالم الاسلامي وكل خطاب...
- المخابرات الأمريكية تسدل الستار وتكشف سراً نووياً إسرائيلياً أخفته 37 عاما المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن وثائق تمتلكها الاستخبارات الأمريكية عن سر الانفجار الغريب الذي وقع في المحيط الأطلسي عام 1979 ...
- مقتل 10 عسكريين مصريين بينهم ضباط وسط سيناء المرصاد نت - متابعات لقي عشرة عسكريين مصريين مصرعهم بينهم 3 ضباط اليوم الخميس في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتهم وسط سيناء. وقال المتحدث العسكري للقو...
- سيناء: حين ينهض الوطن في وجه خاطفيه ! المرصاد نت - متابعات مع العمليات البطولية للجيش المصري في سيناء منذ بدء العام 2018 وحتي اليوم تعيش مصر مرحلة سياسية شديدة التعقيد مُتصارِعة الأحداث وهي من شدّ...
- خطاب دون المستوى لعباس: السلام ... ثم السلام ! المرصاد نت - متابعات في ظلّ الالتباس الذي لا يزال يلفّ مصير مشروع القرار الذي كانت السلطة الفلسطينية تدفع باتجاهه عبر تونس وإندونيسيا جاء خطاب رئيس السلطة الف...
- التونسيون يغلقون معرضا تطبيعيا مع الاحتلال الاسرائيلي المرصاد نت - متابعات بعد أن اعتبروه استفزازا في ظل ما تتعرض له القدس من تهويد، طرد ناشطون تونسيون العميد السابق لكلية الآداب في منوبة الحبيب الكزدغلي الذي كان...
- واشنطن ترسل تعزيزات عسكريّة إلى الخليج! المرصاد نت - متابعات أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إرسال تعزيزات عسكريّة أميركيّة إلى الخليج بطلب من السعودية والإمارات بعد الهجمات التي استهدفت منشأتي ...
- بوكو حرام يعدم 4 مدنيين حرقا في النيجر المرصاد نت - متابعات أعلن جيش النيجر الجمعة 20 مايو مقتل 6 مدنيين على الأقل 4 منهم تم حرقهم أحياء وإصابة 7 آخرين في هجوم نفذه مسلحو بوكوحرام بالقرب من مدين...
- قمة تاريخية بين الكوريتين اليوم .. تمهيداً لسلام دائم المرصاد نت - متابعات اتجهت أنظار العالم إلى المنطقة الحدودية العازلة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية حيث انتهت قبل قليل قمةٌ تاريخية جمعت زعيمي البلدين للم...