مقابلة محمد بن سلمان: إجابات مهزوزة ومتناقضة!

المرصاد نت - متابعات

قدّم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إجابات مهزوزة ومتناقضة أثناء لقائه مع برنامج "ستون دقيقة" الذي يُبثّ عبر قناة "سي بي أس" الأميركية الأحد. وتأتي المقابلة عشية الذكرىALmahfof2019.9.39 الأولى لجريمة اغتيال الإعلامي والكاتب المعارض جمال خاشقجي على يد فرقة أمنية متخصصة تابعة له في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وحاول بن سلمان التبرؤ من عملية اغتيال جمال خاشقجي التي وصفها بالشنيعة وقال إنه لم يعطِ أمراً بها، ولم يكن يعرف بالعملية التي ارتكبها موظفون تابعون للحكومة السعودية لأنه لا يمكن لقائد أن يعرف ما يفعله 3 ملايين موظف لديه. وفي ردّه على سؤال المذيعة حول اتهام وكالة المخابرات المركزية الأميركية له بالتورط في حادثة الاغتيال أجاب بن سلمان: "إذا كانت لديهم معلومات فلينشروها".

وعلى الرغم من تأكيده استمرار التحقيقات في الجريمة حاول بن سلمان تبرئة المقربين منه وعلى الأخص المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني من دون أن يذكر اسمه حيث قال: "ليس هناك معلومات أو أدلة واضحة في ما إذا كان هناك مقرب مني قد ارتكب الجريمة هناك اتهامات يجري التحقق بشأنها".

 ولم يكتفِ بن سلمان بالتبرؤ من عملية قتل خاشقجي وإنكاره معرفته بها بل حاول التملص كذلك من حملة الاعتقالات العنيفة التي شنتها السلطات ضد الناشطات النسويات منتصف العام الماضي بحيث قال إن "السعودية بلد محكومة بالقوانين قد لا أتفق مع بعض هذه القوانين شخصياً لكن طالما أنها مطبقة فيجب احترامها حتى يأتي وقت إصلاحها" في محاولة للإيحاء بأن اعتقال النسويات تمّ وفق القانون السعودي الذي لا يُعجب ولي العهد.

وقال بن سلمان إن قرار إطلاق لجين الهذلول إحدى أبرز الناشطات النسويات المعتقلات من السجن ليس قراره بل هو قرار النائب العام وهو "مستقل". وحول تقارير تعذيب لجين التي تحدثت عنها المنظمات الحقوقية وتأكيد عائلتها أمام لجان الكونغرس الأميركي تعرضها للتعذيب والتهديد بالقتل قال ولي العهد: "إذا كان هذا أمراً صحيحاً فهو أمر بشع والإسلام والقوانين السعودية والإنسانية تحرّم ذلك" كما أكد أنه سيتابع الموضوع بنفسه إذا كانت هناك عمليات تعذيب.

وفور انتهاء المقابلة كتب وليد الهذلول شقيق المعتقلة لجين على حسابه عبر موقع "تويتر" باللغة الإنكليزية "هراء" ثم قال معلقاً على فحوى المقابلة: "البرامج الساخرة سوف ينتعش سوقها من جديد وسوف تجد مادة دسمة الغباء ماله (ليس له) حدود".

 بدوره قال الناشط المعارض عمر بن عبد العزيز والذي كان أحد أبرز الناشطين المقربين للراحل جمال خاشقجي إن "محمد بن سلمان كان ينتظر توقيع لجين الهذلول على ورقة إنكار التعذيب ليقول لبرنامج "ستون دقيقة" إنه لا يوجد تعذيب في السجون، وهنا اعتراف لجين، لكن لجين أحرقت عليه الفرصة ورفضت التوقيع".

 وبدا بن سلمان في المقابلة مرتبكاً وهو يتحدث عن هجمات مصافي النفط التابعة لشركة "أرامكو" والتي أصابت الاقتصاد السعودي بضرر كبير حيث أكد أنه يفضل الحل السياسي على الحل العسكري في تطور جديد للخطاب السعودي حول إيران.

واستنجد بن سلمان بالعالم لوقف توغلات إيران في المنطقة وتعدياتها العسكرية عليها قائلاً إن إيران تهدد السلم العالمي والاقتصاد الدولي وتستهدف مخزونات الطاقة العالمية في غياب للغة التهديد والتصعيد التي ميزت خطاب بن سلمان ضد إيران وأشهرها قوله إنه سينقل المعركة إلى الداخل الإيراني.

وبسؤاله عن رؤيته لحل “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” الناجمة عن حرب التحالف الذي تقوده الرياض منذ خمس سنوات في اليمن قال ولي العهد السعودي: “أولاً إذا أوقفت إيران دعمها للحوثيين فسيكون الحل السياسي أسهل بكثير. اليوم نفتح جميع المبادرات لحل سياسي في اليمن ونتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل الغد”.

وعما إذا كان مستعداً للتفاوض على إنهاء الحرب في اليمن قال بن سلمان: “نحن نقوم بذلك كل يوم لكن نحاول أن ينعكس هذا النقاش إلى تطبيق فعلي على الأرض. وإعلان الحوثيين قبل بضعة أيام عن وقف إطلاق النار من جانبهم نعتبره خطوة إيجابية للدفع للأمام نحو حوار سياسي أكثر جدية ونشاطا”.

وأضاف عن سبب تفاؤله الآن بأن وقف إطلاق النار قد يستمر وقد يؤدي إلى إنهاء الحرب في اليمن، أنه “كقائد يجب أن أكون متفائلاً كل يوم. إذا كنت متشائماً يجب أن أترك منصبي وأعمل في مكان آخر”.

وكانت صنعاء أعلنت في 20 سبتمبر/ أيلول الجاري عن وقف كافة أشكال استهداف الأراضي السعودية مع الاحتفاظ بـ”حق الرد” وإطلاق “مبادرة سلام” هدفها إتمام مصالحة “وطنية شاملة” بموجب مفاوضات “جادة وحقيقية” بين مختلف أطراف الحرب لكن العمليات العسكرية ما زالت جارية خلال الأيام العشرة الماضية.

كما ظهر الارتباك وهو يتحدث عن الحرب في اليمن والتي تتعرض بلاده فيها لهزائم كبيرة على يد اليمنيين. ولاحظ متابعون الفارق في لغة الخطاب بين هذه المقابلة التي جاءت في سياق التبرير والدفاع عن النفس والتملص من الأفعال التي ارتكبتها السلطات السعودية تجاه الناشطين الحقوقيين والكتاب المعارضين وبين مقابلة له في ذات البرنامج في شهر مارس/آذار عام 2018م والتي كان فيها حيوياً وهو يتحدث عن مشاريعه الاقتصادية المستقبلية ورؤيته في المنطقة وتهديده المتصاعد لإيران ووصفه للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي بـ"هتلر المنطقة" وأنه ما من شيء سيوقف الأمير الشاب عن طموحاته سوى الموت.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية