المرصاد نت - متابعات
استقبل الرئيس بشار الأسد اليوم الإثنين المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والوفد المرافق لهما.
وتناول اللقاء الأوضاع في سوريا وخاصة في إدلب، والاعتداءات المتكررة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المتمركزة فيها ضد المناطق السكنية المجاورة حيث تم التأكيد على الموقف السوري الروسي المشترك في مواصلة مكافحة الإرهاب ومنع تنظيماته من مواصلة استخدام أهالي المنطقة كدروع بشرية بهدف تحويل إدلب إلى ملاذ دائم للارهابيين.
كما تناول الحديث الأوضاع في شمال شرق سوريا حيث أكد الرئيس الأسد والوفد الروسي أن استعادة الدولة السورية للسيطرة على كامل الأراضي والمدن وعودة مؤسسات الدولة هو العامل الأساس في اعادة الاستقرار والأمان لأهالي تلك المنطقة وعودتهم إلى الحياة الطبيعية.
كما تطرق اللقاء إلى آخر تطورات العملية السياسية والتحضير للجولة المقبلة من محادثات أستانة حيث كان هناك اتفاق حول أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين في مواجهة محاولات بعض الدول التدخل في العملية السياسية وحرفها عن الهدف الأساسي منها وهو تحقيق مصالح الشعب السوري في الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسلامة اراضيها وفق ما نقله موقع الرئاسة.
ويوم أمس وجه الرئيس بشار الأسد رسالة إلى الأسير السوري في السجون الإسرائيلي صدقي المقت. وقال الرئيس الأسد في رسالته إلى المقت إن موقف الأخير و"تفضيله الاعتقال على عدم الرجوع إلى الجولان السوري"، إنما "يعبّر عن جذوته النضالية". وتأتي رسالة الرئيس الأسد بعد رفض المقت طرحاً روسياً يقضي بالإفراج عنه إلى دمشق بدلاً من مسقط رأسه في الجولان المحتل.
وبحسب بيان صادر عن المقت فإن شرط إطلاق سراحه كان الإبعاد عن الجولان السوري المحتل لمدة 20 سنة ويبقى في دمشق على أن يكون له الحق بعد 5 سنوات أن يقدم طلباً لسلطات الاحتلال بالعودة إلى الجولان. وأضاف الرئيس الأسد في رسالته إلى المقت قائلاً "لقد جسدت الوطنية بأكمل صورها عندما رفضت الخروج إلى جزء من الوطن دون جزء آخر وبمقدار ما كنا ننتظر خروجك من المعتقل بمقدار ما وقفنا احتراماً لرفضك الخروج بشروط المحتل". وكان الرئيس الأسد قد توجه إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل للإفراج عن المقت فوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الطلب الروسي، لكن بشرط إبعاد المقت عن الجولان.
ميدانياً ... يتراوح المشهد في بلدتَي عين عيسى وتل تمر بين التصعيد التركي والدفع الروسي إلى التهدئة. ومع إصرار تركيا على إبعاد «قسد» عن كامل الطريق الدولي «حلب - الحسكة» وبعد عدّة موجات تصعيد تركية في محيط البلدتين في الشهر المنصرم عادت الأمور تتّجه نحو إنجاز اتفاق مع الجانب الروسي يشمل البلدتين إلى جانب الجزء الذي يربطهما من الطريق الدولي (M4)، وهو ما بدأت ملامحه تتّضح على الأرض.
ومن خلال دخول الجيش العربي السوري منذ يومين إلى صوامع عالية وعدة قرى في محيطها في ريف تل تمر الغربي بالتزامن مع إعلان «قسد» عن تفاهم لدخول الروس إلى بلدات عامودا وتل تمر وعين عيسى بدت الأمور وكأنها تنحو بشكل واضح نحو التهدئة كجزء من الاتفاق، خصوصاً وأن دخول القوات الروسية إلى البلدات المذكورة يُفهَم على أنه محاولة روسية لنزع فتيل الحرب، ونزع الذرائع التركية. وبحسب مسار الأحداث فإن المشهد الميداني الجديد في تل تمر يختلف تماماً عّما يحصل في عين عيسى التي لا تزال أطرافها الشمالية والغربية تتعرض لقصف مدفعي من قِبَل تركيا تعبيراً عن استعجال الأخيرة تطبيق خطوة انسحاب الكرد من هناك. كذلك، فإن مشهد التواجد الروسي، إلى جانب التواجد التركي المشترك في صوامع عالية، للإشراف على عملية إلزام الفصائل الموالية لأنقرة بالانسحاب منها وتسليمها للجيش العربي السوري يكشف عن توافق مهم بين الأطراف، لكنه لا يزال غائباً عن عين عيسى.
ويتخذ الضغط التركي العسكري على عين عيسى نمطاً مستمراً أدى أخيراً إلى إعلان الأكراد نقل مقرّات «القيادة العامّة لقسد» و«المجلسين العام والتنفيذي للإدارة الذاتية لشمال سورية» وعدد من «الهيئات العامة للإدارة الذاتية» من بلدة عين عيسى باتجاه مدينة الرقة. وعلى رغم تأكيد مصادر «قسد» أن سحب المقرات جاء لكونها باتت «خط تماس» وأن ذلك إجراء احترازي إلا أن مصادر ميدانية أكدت أن هذه الخطوة «جاءت بضغط روسي لتخفيف الاحتقان التركي وخلق أرضية للتفاهم لحماية المدينة من مزيد من الهجمات». مع هذا استمرّ التصعيد العسكري التركي حتى وقت متأخر من ليل أمس من خلال قصف مكثّف على مناطق انتشار «قسد» في ريفَي تل أبيض وعين عيسى.
وترافقت كلّ تلك التطورات مع سلسلة اجتماعات روسية - تركية في صوامع حبوب عالية والشركراك في ريفَي تل تمر وعين عيسى لدراسة استمرار تطبيق بنود «اتفاق سوتشي»، مع اتخاذ الخطوات اللازمة لإتمام انسحاب «قسد» من الطريق الدولي. وفي هذا السياق تؤكد مصادر مطلعة على مسار المحادثات الروسية - التركية أن «الأتراك يصرّون على انسحاب كامل لقسد والأسايش من تل تمر وعين عيسى، وكامل الطريق الدولي بين البلدتين».
وتلفت المصادر إلى أن «الجانب الروسي تعهّد بإقناع قسد بالانسحاب التدريجي، مع إسناد مهمة حماية الطريق للجيش العربي السوري عبر مخافر حماية في جنوب الطريق». وكشفت المصادر نفسها أن «الاتفاق يرسم حدود انتشار مؤقتة للجيش السوري جنوب الطريق الدولي، مع استمرار تواجد الفصائل المدعومة من تركيا شمال الطريق بمسافة تتراوح بين 2 و4 كم» مضيفة أن «تركيا تستعجل انسحاب قسد من عين عيسى، مع استمرار تلويحها باللجوء إلى التصعيد العسكري وإبعادهم بالنار في حال لم ينسحبوا بالتفاهم». ويتكثف الضغط التركي على عين عيسى لكونها تُعتبر عاصمة حالية لـ«الإدارة الذاتية» بالإضافة إلى أنها عقدة مواصلات بين ثلاث محافظات هي الحسكة وحلب والرقة وبوابة باتجاه عين العرب والرقة. كما أن أي سيطرة تركية عليها ستعني قطع أبرز الطرق الرئيسة الواصلة بين مناطق «الإدارة الذاتية» في ريف حلب ومناطقها في الحسكة والرقة ودير الزور فضلاً عن منح الأتراك أفضلية التقدم للوصول إلى سدَّي الطبقة وتشرين وحتى أرياف دير الزور.
وأمام هذه التطورات، يكشف تصريح القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي أول من أمس حول «توافق مع الروس على انتشارهم في عين عيسى وتل تمر» عن تراجع في موقفه الذي سجّله
قبل عدة أيام من خلال تصريحات إعلامية أكد فيها «رفض قيادة قسد تسليم عين عيسى وتل تمر إلى الروس أو الحكومة السورية». وربما يُفسّر الموقف الجديد للقوى الكردية على أنه قبول بانتشار الجيش العربي السوري في نهاية المطاف في المنطقتين، بالإضافة إلى الطريق الدولي من أجل التصدّي لمحاولات التوسع التركية. كما أن الأكراد سيسعون إلى انتزاع تعهّد روسي باستمرار استخدام الطريق لمؤسسات «الإدارة الذاتية» بما يضمن استمرار التواصل الجغرافي بين مناطق «الإدارة» إلى حين إنجاز تفاهم نهائي مع الحكومة السورية حول كامل تلك المناطق.
إلى ذلك استشهد 9 مدنيين بينهم أطفال وجرح 16 آخرين في قصف للقوات التركية والفصائل المسلحة التابعة لها استهدف بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي ونقلت وكالة سانا عن مصادر محلية أن عمليات القصف تزامنت مع خروج الطلاب من مدارسهم مشيرة إلى أن حصيلة الشهداء إلى ارتفاع نظراً لوجود جرحى في حالة حرجة. ودخل الجيش العربي السوري الإثنين إلى قرية السوسة في ريف الحسكة الغربي. واتفقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع القوات الروسية في سوريا على نشر قوات روسية ببعض بلدات محافظتي الحسكة والرقة.
وكانت مضادات الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري أسقطت طائرة مسيرة مساء الأحد أثناء محاولتها الوصول إلى محيط مطار حماة العسكري وسط البلاد بالتزامن مع اشتباكات عنيفة مستمرة تخوضها وحداته البرية مع مسلحي تنظيمي "أجناد القوقاز" و"جبهة النصرة" وحلفاء لهم في بعض التنظيمات الأخرى.
المزيد في هذا القسم:
- انطلاق الجولة السادسة من أستانا لتسوية الأزمة السورية المرصاد نت - متابعات وصلت اليوم الخميس جميع الوفود المشاركة في الجولة السادسة من المفاوضات السورية الى أستانا من بينهم 24 ممثلا من المعارضة المسلحة والقائم بأ...
- بعد توقف إمدادت السعودية...مليوني برميل نفط كويتي لمصر شهريا المرصاد نت - متابعات كشف رئيس الهيئة العامة للبترول المصرية، طارق الحديدي، أن "بلاده وقعت عقودا طويلة الأجل مع الكويت، لإمدادها بنحو 2 مليون برميل شهريا لمدة ...
- وسط عراك بالايادي .. النواب المعتصمون : مستمرون لحين تغيير الرئاسات الثلاث ! متابعات : أكد النواب العراقيون المعتصمون استمرارهم في اعتصامهم لحين تحقيق مطالبهم بتغيير الرئاسات الثلاثفيما اشار الى ارتفاع اعداد النواب المطالبين بالتغيير. ...
- السودان: عدة التهشيم لا تلجم المعارضة والشارع يستجيب لـ«تجمع المهنيين» المرصاد نت - متابعات بعدما فشل في إلباسها ثوب الخيانة بات الرئيس السوداني يلمس خطورة الاحتجاجات غير المنظّمة على حكمه فيما لا تلقى دعوات الحوار التي يطلقها أو...
- مماطلة العدو تفجّر حدود غزة: المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات ! المرصاد نت - هاني إبراهيم بينما كان وفدا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» يباشران جولة جديدة وإن كانت متأخرة من المباحثات مع المخابرات المصري...
- بن سلمان «بيتكلم نووي»: لا حدود لجنوني! المرصاد نت - متابعات فاجأ بن سلمان أمس الحلفاء والخصوم بتصريح فريد من نوعه هدّد فيه بتطوير قنبلة نووية في حال أقدمت إيران على إنتاج قنبلة مماثلة. تصر...
- بيونغ يانغ لواشنطن: لدينا «هدايا» جديدة المرصاد نت - متابعات تتواصل الردود الدولية على التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية وفي الوقت الذي تستمر فيه واشنطن بإطلاق تهديداتها ردّ عليها ف...
- الإمارات والتجسّس.. هل تنهي خلايا “ابن زايد” حكم السلطان قابوس؟ المرصاد نت - متابعات بعد أشهر على اكتشافها أصدرت محكمة الجنايات العمانية أول أمس الاثنين حكمها في قضية خلية التجسس الإماراتية التي أُعلن ضبطها في مارس الماضي ...
- الأردن: إضراب نقابي غداة احتجاجات ليليّة جديدة المرصاد نت - متابعات شهد الأردن اليوم إضراباً دعت إليه النقابات المهنية احتجاجاً على مشروع قانون ضريبة الدخل بعد تظاهرات ليلية جديدة على الرغم من دعوة الملك عب...
- السودان : «تظاهرات الخبز» تتصاعد و إعفاء وكلاء الوزارات! المرصاد نت - متابعات استكمالاً للمسار الذي بدأه رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بإعفاء عدد من وكلاء الوزارات والمسؤولين الرفيعين من تركة النظام السابق أص...