المرصاد نت - متابعات
اجتمع قادة «حلف شمالي الأطلسي» أمس في لندن لعقد قمة تستمر يومين لمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسه، في الوقت الذي تواجه فيه المنظمة العدو الأكثر إرباكاً أي هي نفسها. وبينما يتوسّع هذا الحلف في شرق أوروبا، مستفزّاً روسيا أو يشنّ حرباً على أفغانستان وكوسوفو يخوض قادة الدول الأعضاء حرب تصريحات ضدّ بعضهم البعض ذلك أن القمة الحالية تجرى وسط انقسام حادّ في ما بينهم، وفيما يواجه «الناتو» تشكيكاً بقدراته ودوره من قبل أعضائه بشكل خاص.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يشكو من فراغ القيادة الأميركية، ويستشغر الفرصة أمام فرنسا من أجل ملء هذا الفراغ كان قد تحدث أخيراً عن «موت دماغي» يعانيه «الناتو». تصريح ردّ عليه المشكّك الأول بالحلف، أي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس قبل القمة، شانّاً هجوماً لاذعاً على ماكرون. وبدون انتظار اكتمال انعقاد اللقاءات الرسمية مساء أمس في قصر بكنغهام واليوم في ملعب للغولف على أطراف لندن، اعتبر ترامب تعليق نظيره الفرنسي «مهيناً للغاية». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لـ«الحلف» ينس ستولتنبرغ إن تعليقات ماكرون «بغيضة بدرجة كبيرة جداً بشكل أساسي بالنسبة إلى الدول الـ 28». وأكد أنه «فوجئ جداً» بهذا التصريح معتبراً أنه «خطير جداً» ومؤكداً في الوقت ذاته أن «لا أحد يحتاج إلى حلف شمالي الأطلسي أكثر من فرنسا».
ترامب خفّف لاحقاً من لهجته، في مؤتمر صحافي مع ماكرون إلا أن هذا الأخير أصرّ على تصريحاته. وقال: «تصريحي خلق ردود فعل من الكثير من الناس لكنني متمسّك به». وأضاف: «العدو المشترك اليوم هو الجماعات الإرهابية كما ذكرنا ويؤسفني أن أقول إننا لا نتفق على التعريف نفسه للإرهاب»، مؤثراً توجيه نيرانه باتجاه تركيا التي أشار إلى أنها هاجمت مقاتلين أكراداً دعموا الحلفاء ضد تنظيم «داعش». وأضاف: «عندما أنظر إلى تركيا، أرى أنها الآن تقاتل ضد من قاتلوا معنا. وأحياناً تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش». وبينما جاء كلام ماكرون قبل اجتماع كان مقرّراً بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، فقد خيّمت هذه المعركة الثلاثية على القمة ولا سيما أن إردوغان كان قد هدّد بتعطيل جهود «حلف الأطلسي» لتعزيز حماية جمهوريات البلطيق ضد روسيا إلا إذا أعلن الحلفاء الآخرون أن المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا مع القوات الأميركية والفرنسية ضد «داعش» في شمال شرق سوريا «إرهابيون».
من ناحية أخرى كان الرئيس الفرنسي يريد إجراء محادثات استراتيجية عن مصير «الناتو» تتمحور حول هوية أعدائه الحقيقيين وكيفية محاربة الإرهاب وما الذي يجب القيام به بشأن الحلفاء غير المتوقعين وكيفية تحسين العلاقة مع روسيا، وذلك بدلاً من قضاء قمة ثالثة في سبيل مناقشة الموضوع المفضّل لدى ترامب أي الإنفاق العسكري. وفي هذا المجال، سعى إلى تغيير أجندة الاجتماع عبر المطالبة بمراجعة استراتيجية «الحلف»، إلا أن ترامب الذي تفاخر بإجباره الدول الأعضاء على زيادة إنفاقها الدفاعي، انتقده بشدة. وفي مؤتمره الصحافي مع ستولتنبرغ، لم يغفل تكرار انتقاد «من لا يدفعون» جيداً في «الحلف الأطلسي» وخصوصاً ألمانيا. ورحّب ترامب بالحصول على «130 مليار دولار» إضافية في إشارة إلى المبلغ الإجمالي لما وافقت كندا والدول الأوروبية على إضافته الى موازناتها الدفاعية خلال 4 سنوات لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يزال «غير راضٍ».
من جهته أعلن ستولتنبرغ، أنه «لا يتفق» مع تصريح ماكرون مضيفاً: «يجب عدم التشكيك بوحدة الحلفاء وعزمهم على الدفاع عن بعضهم البعض»، على اعتبار أن ذلك يشكل أساساً لمبدأ الردع. وأعرب ستولتنبرغ عن شكه في إمكان حلّ هذا الخلاف خلال القمة، آملاً أن يأتمنه الحلفاء خلالها على مهمة قيادة العمل على سبل تحسين التفكير الاستراتيجي داخل الحلف. كذلك، أكد ستولتنبرغ أن على «الحلف» معالجة «التأثيرات الأمنية» لتصاعد الصين كقوة عسكرية، إلا أنه أكد أنه لا يرغب في جعل الصين عدواً.
ومن المتوقع أن يوقع قادة الحلف على استراتيجية جديدة تتضمّن كيفية التعامل مع الصين ونفوذها المتنامي ومناقشة سياسة الفضاء. وفي هذا السياق قال ستولتنبرغ إن قدرات الصين العسكرية المتنامية ــــ بما فيها الصواريخ التي يمكن أن تضرب أوروبا والولايات المتحدة ــــ تعني أن على التحالف أن يعالج القضية بشكل جماعي. وأضاف: «الصين تملك ثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم وعرضت أخيراً الكثير من القدرات الجديدة والحديثة؛ بينها صواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أوروبا بأكملها والولايات المتحدة».
في غضون ذلك أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا منفتحة على التعاون مع «حلف شمالي الأطلسي». وجاءت تصريحاته في منتجع سوتشي على البحر الأسود، حيث استغل المناسبة للإعراب عن أسفه للعلاقات المتوترة بين موسكو و«الأطلسي» وقال إنه رغم محاولة روسيا اقتراح أجندة «بنّاءة» إلا أن «تعاوننا منذ عام 2008 توقف بشكل شبه تام». وانتقد بوتين الحلف، الذي أغضب روسيا بتقوية وجوده في دول على حدودها بسبب «تصرفه بشكل غير لائق وربما وقح، من دون أخذ المصالح الروسية في الحسبان». وقال إن روسيا «مجبرة على النظر إلى توسع الناتو وتطوير بنيته التحتية العسكرية القريبة من حدودها على أنها أحد التهديدات المحتملة لأمن بلدنا». كذلك أكد أن التحالف عفا عليه الزمن، وأضاف: «لا يمكن أن تكون القوالب النمطية للتفكير في السنوات الماضية أداة فعالة لاتخاذ قرارات فعالة في ظل الظروف السريعة التغير في العالم الحديث». وأشار إلى أنه بينما لم يعد «حلف وارسو» بشأن الدفاع الجماعي الموقّع بين الاتحاد السوفياتي والحلفاء الأوروبيين قائماً، فإن «الناتو» لا يزال يتوسّع.
لقاء رباعي في لندن: لا تفهّمَ أوروبياً لخطوات أنقرة
شهدت العاصمة البريطانية، لندن أمس لقاءً رباعياً جمع زعماء كلّ من: بريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا وتركّز على الملف السوري وعملية «نبع السلام» التركية بشكل خاص. وامتدّ اللقاء حوالى ساعة من دون التوصل إلى تبديد «كلّ الالتباسات»، وفق ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن هذا الاجتماع الذي عُقد قبل بدء قمة «حلف شمالي الأطلسي» كان «جيداً وضرورياً»، لكنه «ليس إلا بداية نقاش أطول لأن الوقت كان محدوداً جداً» مشيرة إلى أن اجتماعاً جديداً قد يُعقد في شباط/ فبراير المقبل.
ولفت ماكرون إلى أن القادة الأربعة أبدوا «إرادةً واضحة (...) بالقول إن الأولوية هي مكافحة داعش والإرهاب في المنطقة (الشرق الأوسط) وأن لا شيء بإمكانه حرفنا عن مسارنا» مضيفاً إن هناك «تطابقا قوياً» في شأن ملف اللاجئين في تركيا وضرورة إيجاد حلّ سياسي للنزاع السوري إذ إن هذا الملف يشكّل هاجساً لدى جميع الزعماء الحاضرين. وتابع إنه «لم يتمّ الحصول على كلّ الإيضاحات وتبديد كلّ الالتباسات». وأضاف إن «هناك خلافات موجودة (مع تركيا) ... لكن هناك ضرورة للمضيّ قدماً». ولدى مغادرته مقرّ رئاسة الوزراء البريطانية، عقب الاجتماع، وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القمة بأنها «كانت جيدة للغاية» وذلك رداً على سؤال من أحد الصحافيين.
على خط موازٍ وفي موقف لافت أشاد القائم بالأعمال الإماراتي في سوريا بالرئيس بشار الأسد «لقيادته الحكيمة» وفق ما تداولته الصحافة المحلية والعالمية بشكل واسع واعتبرته أقوى مؤشرات التغير في سياسات أبو ظبي تجاه سوريا والذي كانت قد سُجّلت مؤشرات سابقة عليه. وكانت سوريا والإمارات قد استأنفتا العلاقات الدبلوماسية العام الماضي. وفي حديثه خلال حفل لمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات أول من أمس عبّر القائم بالأعمال الإماراتي عبد الحكيم النعيمي عن أمله بأن «يسود الأمن والأمان والاستقرار ربوع سوريا تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد».
وأضاف وفقاً لما ورد في تسجيل مصور بثته قناة «روسيا اليوم» إن «العلاقات السورية الإماراتية متينة ومميزة وقوية، تقوم على أسس واضحة وثابتة قاعدتها لمّ الشمل العربي عبر سياسة معتدلة». وبحسب ما نقلته وكالة «رويترز»، وجّه نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في الحفل نفسه الشكر إلى الإمارات على «دعمها». وقال المقداد: «سوريا لن تنسى أن الإمارات وقفت إلى جانبها في حربها على الإرهاب». وسبق أن ذكرت معلومات صحافية، في الأيام الأخيرة أن فرعاً أمنياً في وزارة الداخلية السورية طلب من الشرطة الإماراتية مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت «توقيف وتسليم شخصين سوريين تتهمهما دمشق بدعم الإرهاب؛ من بينهما مهند المصري»، وأن الفرع السوري «أرسل إلى شرطة الإمارات مذكرتَي توقيف غيابيّتين بحق مهند المصري وشخص آخر، بجرم تمويل الإرهاب وفق ما ورد في المذكرة السورية. وعليه، أوقفت الإمارات المصري استجابة لطلب الداخلية السورية، بعد أيام قليلة وعلى وجه السرعة». ويُتّهم المصري بتأمين تمويل لـ«هيئة تحرير الشام» من أنشطته التجارية والاقتصادية داخل دولة الإمارات، كما يُتهم بصلته بالمسؤول العام لـ«الهيئة» أبو محمد الجولاني.
ميدانياً سيّرت القوات التركية والروسية الدورية البرية المشتركة الثالثة عشرة شرقي نهر الفرات. وقالت وزارة الدفاع التركية إن الدورية جرت في منطقة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وشاركت فيها 4 مركبات من كلا الجانبين، وطائرات مسيرة، على عمق 7 كلم، وامتداد 56 كلم. في غضون ذلك، قُتل، أمس في منطقة قريبة المدرب العسكري لـ«العصائب الحمراء»، التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، المدعو «أبو أحمد المهاجر»، في بلدة أطمة على الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي. وقالت تنسيقيات المسلحين إن غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار تابعة لـ«التحالف الدولي» استهدفت سيارة عند شارع فرعي مؤدٍّ إلى روضة النور داخل البلدة، قتل على إثرها أبو أحمد المهاجر، مع مرافقه.
المزيد في هذا القسم:
- تونس في إضراب عام: صراع متعدد الأوجه ! المرصاد نت - حبيب الحاج سالم بعد فترة من المفاوضات الفاشلة يبدأ أكثر من 500 ألف موظف عمومي إضراباً عاماً يمتد ليوم كامل بتنظيم من «الاتحاد العام التونسي...
- الخارجية السعودية تعلق على إعلان أستراليا إلغاء اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل المرصاد-متابعات رحبت المملكة العربية السعودية بإعلان الحكومة الأسترالية إلغاء اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل. وقالت الخارجية السعودية، في بيان ال...
- اعلاميون مصريون يهددون قطر بفضائح "جنسية"! المرصاد نت - متابعات هدد اعلاميون مصريون بعرض مقاطع فيديو قالوا انها تخص افراد في الاسرة الحاكمة لقطر وسخروا من جيشها وهددوها بالحرب وذلك ردا على فيلم تعتزم ق...
- تونس تهدد بإجراءات إضافية: الإمارات لا تتجاوب المرصاد نت - متابعات هدّدت السلطات التونسية بإجراءات إضافية ضد الإمارات على خلفية قرار الأخيرة منع التونسيات من ركوب طائراتها. تهديدٌ ينذر بتصاعد الأزمة المند...
- مستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو في سوريا بعد العدوان الصاروخي الأمريكي المرصاد نت - متابعات بعد العدوان الصاروخي الذي شنته أمريكا على مطار "الشعيرات" السوري فجر يوم الجمعة الماضي دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة وكذلك العلاقات ...
- هل سيتعض سفاح العصر من مصير أقرانه؟! المرصاد نت - متابعات مقتل أكثر من 5000 طفل في اليمن و3000 طفل في العراق و8000 في سوريا و15 طفلاً في البحرين و27 طفلاً في العريش بسيناء؛ هي حصيلة إجرام سفاح ال...
- تعديل تصريح بايدن عما قاله لمحمد بن سلمان حول مقتل خاشقجي في سجل البيت الأبيض المرصاد-متابعات أجرى البيت الأبيض تعديلًا في سجله الرسمي حول تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن عما قاله لولي العهد السعودي الأمير محمدأبيض بتصحيح التصريح إلى "أشر...
- العوامية تذبح بصمت المرصاد نت - متابعات واصلت قوات النظام السعودي للأسبوع الثاني على التوالي هجومها العنيف على مدينة العوامية واقتحمت بالدبابات المناطق السكنية مما أسفر عن سقوط ...
- قوات الأمن السودانية تفرق احتجاجات مناهضة للبشير! المرصاد نت - متابعات أفرجت السلطات ليل أمس الإثنين عن رئيس حزب المؤتمر المعارض عمر يوسف الدقير بعد شهرين من اعتقاله وفق ما أفاد به بيان للحزب. تزامناً دعا تج...
- هل أخرج الجيش السوري "إسرائيل" من اللعبة السياسية في سوريا بالضربة القاضية؟ المرصاد نت - سبوتنيك مرات ومرات قام الطيران الإسرائيلي بمهاجمة المواقع السورية العسكرية وحتى المدنية ولم يكن هناك أي رد سوري عملي وإنما كانت سوريا تكتفي ...