المرصاد نت - متابعات
استقبل سيادة الرئيس بشار الأسد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين.
وتوازياً مع تطورات الميدان تطرق لقاء الرئيس الأسد بالوفد الروسي إلى «الأوضاع في حلب وإدلب في ظل الاعتداءات الإرهابية اليومية على المناطق الآمنة» وجرى «الاتفاق على أهمية العمليات التي يقوم بها الجيش العربي السوري بدعم روسي لوضع حد لهذه الاعتداءات وحماية المدنيين من التنظيمات الإرهابية»، وفق بيان الرئاسة السورية.
كما جرى بحث واقع «العملية السياسية» والتأكيد على «دعم الجانبين لعمل لجنة مناقشة الدستور بعيداً عن أي تدخل خارجي أو تسييس تمارسه بعض الأطراف يمكن أن يتسبب بتعطيل عملها أو وضع المعوقات أمام استمرار اجتماعاتها».
معرّة النعمان شبه محاصرة: تمدّدٌ نحو سراقب
ميدانياً ... يواصل الجيش العربي السوري عملياته في محاور ثلاثة في ريفي حلب الغربي والجنوبي وريف إدلب الجنوبي، محرزاً تقدماً كبيراً في الأخير. وتؤكّد كل المؤشرات والمعطيات المتوافرة أن دمشق وحلفاءها قد حسموا خيارهم بتطبيق بنود اتفاق سوتشي، المتعلقة بفتح طريق حماة ــــ حلب الدولي، عبر العمليات العسكرية، من دون العودة إلى سياسة المراوغة والتسويف التركية. وحتى ليل أمس، كان الجيش العربي السوري قد تمكن من عزل معرة النعمان عن محيطها، باستثناء جهة واحدة، بالتوازي مع تمدّده شمالاً على الطريق الدولي نحو مدينة سراقب.
حُسم القرار لدى القيادة السورية. لم يعد هنالك من مجال لمنح المزيد من الفرص للجانب التركي، لكي يطبّق تعهدات «اتفاق سوتشي» الموقّع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان بخصوص منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب. أسلوب التسويف والمراوغة الذي اعتمده الجانب التركي، منذ أيلول/ سبتمبر 2018 حتى اليوم لم يعد يقنع دمشق ولا حليفتها موسكو. لم تلتزم أنقرة بالدور المنوط بها في الاتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح، وسحب المجموعات المسلحة المصنّفة «إرهابية» ــــ كـ«جبهة النصرة» مثلاً ــــ منها. كذلك فشلت تركيا في الوفاء بالتعهد المتعلق باستعادة حركة الترانزيت عبر الطريقين الدوليين حلب ــــ اللاذقية (M4)، وحلب ــــ حماة (M5) بحلول نهاية عام 2018، كما ينص «اتفاق سوتشي». وبعد مرور كل هذا الوقت وانقضاء كل الفرص التي طلبتها أنقرة لتنفيذ تعهداتها من دون أن تحرز أي تقدم حقيقي، اتٌخذ القرار بفتح الطريق الدولي حلب ــــ حماة (M5) عبر العمليات العسكرية، مع ما يترتّب على ذلك من تغيير كبير في السيطرة والانتشار حيث سيصبح الجيش السوري في عمق محافظة إدلب وعلى مقربة من مدينة إدلب حيث المعقل الأساسي الأخير للفصائل المسلحة، وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة). وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، فتح الجيش السوري 3 محاور قتالية أساسية: ريف حلب الغربي وريفها الجنوبي إضافة إلى استئناف عمليات ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث وصلت القوات إلى الطريق الدولي في المقطع الواصل بين مدينتي معرة النعمان وسراقب وتمكنت من قطعه تماماً.
يوم أمس واصل الجيش العربي السوري تقدمه في محور ريف إدلب الجنوبي الشرقي نحو مدينة معرة النعمان ثاني أهم وأكبر مدن محافظة إدلب بعد مركزها. وتمكّن الجيش من محاصرة معرة النعمان من 3 اتجاهات وذلك بعدما تقدم وسيطر على قرى: «الحامدية، معرحطاط، الصالحية دار السلام، بابولين، تقانة، كفرباسين وبسيدا»، جنوبي معرة النعمان. وكان قبل ذلك قد تمكن من قطع الطريق الدولي الواصل بين «المعرة» وسراقب، حيث عزل الأولى عن الثانية وأطبق على معرة النعمان من الجهة الشمالية.
وبهذه الحال يكون الجيش حتى ليل أمس قد تمكن من السيطرة على ريف معرة النعمان الشرقي، إضافة الى ريفها الجنوبي، كما قطع الطريق الذي يصلها بشمالها حيث مدينة سراقب ما يعني عزل المدينة من 3 اتجاهات والإبقاء على منفذ واحد غرباً، ليتمكن المسلحون من الانسحاب منه خارج المدينة، ليسيطر عليها الجيش لاحقاً. وحول عدم السيطرة على المدينة بعد يقول مصدر عسكري ميداني مشارك في العمليات إن «الجيش تجنّب الدخول إلى المدينة وخوض معارك بين أحيائها إذ سيؤخر ذلك من تقدمه وانتشاره كما سيكبّده خسائر لا داعي لها، إذ يكفي عزل المدينة وترك طريق انسحاب، وسرعان ما سينسحب المسلحون وندخل المدينة. يمكن القول إنها صارت في متناول اليد». ويضيف المصدر العسكري بالقول: «لقد تمكّن الجيش عبر فتح ثلاثة محاور للعمليات، من تشتيت جهد المسلحين، وضرب دفاعاتهم وإرباكهم، إذ لم يتقدم الجيش جدياً في أرياف حلب، رغم أنه أوحى بأنه على وشك البدء بهجوم كبير بينما تقدم في ريف إدلب الجنوبي وهذا ما سرّع في انهيار المسلحين وتقهقرهم».
وفي محوري حلب واصل الجيش العربي السوري عملياته، ودمّر تحصينات الفصائل في خطوط الاشتباك الأولى في مناطق انتشارها في الريف الغربي لمدينة حلب، المنطقة الهادئة منذ سنوات. كذلك، تابع الجيش عملياته على محور خان طومان إلى الجنوب الغربي من المدينة، من دون أن يتمكن من إحراز تقدم جدّي. وذكرت وكالة «سانا» أن «وحدات الجيش نفذت رمايات بسلاحي المدفعية والصواريخ ضد مقرّات وتحصينات الإرهابيين غربي مدينة حلب ودمرت خطوط تمركزهم الأولى، بالتوازي مع تقدم وحدات أخرى على محور خان طومان جنوب غرب مدينة حلب لعدة كيلومترات». وبيّنت الوكالة أن الجيش «وسّع مساحة عملياته ضد التنظيمات الإرهابية في الريف الغربي، ودمر برمايات مركزة خطوط إمدادها وتحصيناتها وعدداً من مقراتها في الليرمون والراشدين والبحوث والمنصورة وكفر حمرة وخان العسل ومحيط كفرناها غرب مدينة حلب».
في غضون ذلك وفي إشارة دعم واضحة استقبل الرئيس بشار الأسد المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين في دمشق. وتناول اللقاء الأوضاع في حلب وإدلب، حيث كان هناك اتفاق على أهمية العمليات التي يقوم بها الجيش العربي السوري بدعم روسي في المنطقة. وفي المقابل، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، آخر التطورات في إدلب، في اتصال هاتفي بحسب المصادر الدبلوماسية التركية.
بالمقابل أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، أنه تم استهداف مصبات النفط البحرية مقابل مصفاة بانياس، بعمل «إرهابي». وقالت الوزارة إن «الإرهابيين والمحور الداعم لهم استهدفوا مجدداً قطاع النفط في سوريا بضرب المرابط البحرية في بانياس، من خلال زرع عبوات ناسفة بواسطة ضفادع بشرية».
وأضافت ان «الكوادر الفنية باشرت على الفور بتقييم الأضرار الناجمة عن الاستهداف للبدء بعمليات الإصلاح... كما تم وضع خطط بديلة للمناورة وتأمين استمرار عمل المصب للنفط الخام وكل المشتقات الأخرى». ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه الذي يستهدف مصفاة بانياس والمصبات النفطية الخاصة بها.
مقتل جندي أميركي في دير الزور
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن أحد جنودها الاحتياط (22 عاماً) قُتل متأثراً بجراحه التي أصيب بها في حادث في محافظة دير الزور شرق سوريا. وقالت الوزارة في بيان في ساعة متأخرة من ليل السبت: «العريف في الجيش الأميركي، أنطونيو مور، قُتل خلال حادث أثناء إجراء عمليات تطهير لأحد الطرق في دير الزور، شرق سوريا، يوم الجمعة 24 كانون الثاني» مضيفة أن «الحادث لا يزال قيد التحقيق». وأشار البيان إلى أن مور سبق أن عُيّن في كتيبة هندسية تابعة للواء المهندسين 411 من دون إيضاح كيفية مقتله بدقة. إلا أن من المرجّح أن يكون قُتل بانفجار لغم أرضي أو عبوة ناسفة.
وفي سياق متصل قال قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي التي تشمل مسؤولياتها الميدانية منطقة الشرق الأوسط، في حديث نقلته صحيفة «واشنطن بوست»: «لقد عادت وتيرة عمليات مكافحة الإرهاب في سوريا إلى وضعها السابق» بعدما توقفت مدة قصير عقب اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد. ولم يحدّد الجنرال إلى متى ستبقى القوات الأميركية في سوريا لكنه قال: «أنا بصراحة لا أعرف كم من الوقت سنبقى هنا وليس لدي أيّ تعليمات سوى مواصلة العمل مع شركائنا هنا».
المزيد في هذا القسم:
- هدوء أوروبا يخذل كييف: لا عقوبات ضد موسكو ! المرصاد نت - متابعات يوماً بعد آخر تتصاعد الأزمة الروسية ـــ الأوكرانية آخر فصولها استنجاد الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو بحلف «شمال الأطلسي» (الن...
- دور موسكو في الشرق الأوسط في ظل انعدام الثقة بواشنطن المرصاد نت - متابعات ترتبط روسيا بعلاقات تاريخية قديمة مع كافة دول الشرق الأوسط وغرب آسيا، وقد مرّت هذه العلاقات بمراحل متعددة تركت آثارها على مجمل الأوضاع في...
- تونس : ثمانية أعوام على الثورة وجولة جديدة من الصدامات والانتخابات ! المرصاد نت - حبيب الحاج سالم لا يختلف مشهد الشارع التونسي هذا العام عن الأعوام الثمانية الماضية. احتفالات محتشمة من جهة يرافقها تنديد بما آلت إليه الأوضاع الإ...
- الجنوب السوري: فشل المفاوضات وعودة العمل العسكري المرصاد نت - متابعات بعد أن توقّفت الضربات الجوية التي استهدفت المسلحين في القرى والبلدات الجنوبية بشكل شبه كامل منذ ليل السبت الفائت حتى غروب اليوم عادت وتير...
- بدأت المحادثات السورية في أستانة بحضور كل الوفود المرصاد نت - متابعات بدأت صباح اليوم الاثنين أعمال الجلسة الافتتاحية لمحادثات استانا حول سوريا وذلك بحضور وفد الجمهورية العربية السورية ووفد المعارضة والوفود ...
- طائرة تشيكية تكسر الحصار الاوروبي المفروض على سوريا غدا المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر خاصة لـ “سبوتنيك” أن طائرة تشيكية محملة بالمساعدات ستصل غداً الأحد إلى مطار دمشق الدولي “لتكون أول طائرة ...
- العراق في مواجهة الإرهاب : تفجيرات في بغداد ومواجهات في الأنبار قتل نحو سبعة أشخاص وجرح ثلاثون آخرون اثر تفجير سبع سيارات مفخخة في العاصمة العراقية بغداد. وقالت الشرطة العراقية أن التفجيرات السبعة وقعت بصورة متزامنة...
- ليبيا : تعديلات دستورية جديدة: توحيدٌ أم بحثٌ عن تقسيم؟ المرصاد نت - متابعات أحال مجلس النواب الليبي قانون الاستفتاء على مشروع الدستور إلى «المفوضية العليا للانتخابات» بعد أن صيّره جزءاً من «الإعل...
- إجراءات السعودية الإستباقية بوجه ترامب .. هل ستنجح؟ المرصاد نت - متابعات تعيش السعودية اليوم أوضاعاً صعبة زادت تفاقماً مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في أمريكا هذا القلق الذي تعيشه السعودية أتى بعد أن تخلت أم...
- في ذكرى تموز تحديات سبعة أخطرها معادلة النفط مقابل المقاومة المرصاد نت - متابعات لا تكف المقاومة اللبنانية منذ نهاية حرب تموز ـــــ يونيو عام 2006 عن مواجهة أفكار وتصورات ومواقف في عمومها استمرار للحرب الإسرائيلية بوسا...