المرصاد نت - متابعات
تقترب الوساطة الأميركية في أزمة «سدّ النهضة» من نهايتها، من دون أن تسفر حتى الآن عن نتيجة إيجابية. فاجتماعات واشنطن، التي اختُتمت الأسبوع الماضي، لم تأتِ بجديد سوى تمديد مسار المفاوضات نحو أربعة أسابيع. وعلى رغم إعلان وجود تقارب في وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا، لم يكن هذا الإعلان (ليل الجمعة - السبت) سوى مناورة لتمديد المفاوضات أطول وقت ممكن، فيما لم يُمثل موقف الرئيس دونالد ترامب، الذي أعلن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق، سوى جزء من صورة ديكورية تحاول جميع الدول إظهارها الآن، خاصة أن الاتفاق النهائي يجب أن يُوقع قبل نهاية الشهر الجاري، من دون تمديد المفاوضات مرة أخرى. ولذلك، اتُّفق على بقاء الوفود الفنية في الولايات المتحدة حتى التوصل إلى صياغة نهائية.
وفق البيان الرسمي الصادر بعد الاجتماعات الأخيرة، التي تضاعفت مدّتها من يومين إلى أربعة في جولة مباحثات إضافية، اتفقت القاهرة وأديس أبابا والخرطوم على وضع جدول يتضمّن خطة ملء «النهضة» على مراحل، والإجراءات ذات الصلة في التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتدّ والسنوات الشحيحة أثناء الملء، وأيضاً حالة الإجراءات نفسها أثناء التشغيل. وتضمّن «الاتفاق المبدئي» التوصل إلى آلية تشغيل للسدّ خلال الظروف الهيدرولوجية العادية، وآلية لمراقبة الاتفاق وتبادل البيانات والمعلومات، وأخرى لفضّ المنازعات، فضلاً عن موضوعات أمان السدّ وإتمام الدراسات الخاصة بالآثار البيئية والاجتماعية له، على أن توضع الصياغات النهائية قبل اجتماع وزراء الخارجية والموارد المائية في الدول الثلاث في واشنطن يومَي 12 و13 الشهر الجاري من أجل إقرارها، تمهيداً لتوقيع الاتفاق نهاية الشهر.
تنقل مصادر مطّلعة عن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن بقاء الخبراء في واشنطن يرتبط بمطلب مصر بحث خيارات فنية مختلفة، بمشاركة أميركية تضمن رفع تقرير إلى ترامب بمواقف الدول، علماً بأن بعض النقاط لا تزال عالقة حتى إشعار آخر ومن بينها طرق تسوية النزاعات. وعلى رغم محاولة الخارجية الترويج لما قالت إنه انتصار للدبلوماسية المصرية، إلا أن الواقع يحمل معطيات مغايرة جرت مناقشاتها في أروقة صناع القرار في القاهرة وفي مقدّمتها المماطلة الإثيوبية التي قوبلت بمرونة مصرية كبيرة. وعليه اتُّفق على أن تشترط مصر في نهاية جولة المفاوضات الأخيرة أن تكون الاجتماعات المقبلة «حاسمة ونهائية ولا يمكن تمديدها على الإطلاق تحت أيّ مسمّى».
وكشفت مصادر عن نسخة عن تقرير مفصّل رُفع إلى مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء فيه أن المفاوضات «لا يمكن حسمها من دون توافق بين السيسي و(رئيس الوزراء الإثيوبي) آبي أحمد» في الاجتماع الثنائي الذي يفترض عقده بينهما على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية الأسبوع المقبل. وتوقّع التقرير أن يؤدّي استباق الاجتماع بلقاء في واشنطن على المستوى الرئاسي إلى «حسم المسألة في ظلّ المساومات الإثيوبية الدائمة التي ترفضها مصر»، خاصة أن «المشكلات نفسها قائمة» على رغم الضغوط الأميركية على أديس أبابا عبر عدد من الملفات المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وتحدّث عن «استغلال إثيوبي واضح لمسألة السدّ لخدمة رئيس الوزراء الإثيوبي داخلياً، وهو ما ظهر في زيارته لسدّ النهضة بعد الانتهاء من الاجتماعات فوراً، إلى جانب الإسراع في معدّلات التنفيذ بصورة غير مسبوقة»، مع الإشارة إلى أن «إثيوبيا ستكون قادرة على البدء بتخزين المياه بحلول الصيف المقبل وربما قبل ذلك». ولذا، شدّد التقرير على «الاستعداد فوراً لتنفيذ خطوات التصعيد أمام الجهات الدولية، لأن الأسابيع المتبقية بين إعلان فشل المفاوضات (آخر الشهر) والقدرة على بدء ملء الخزان وتقليل حصة مصر في مياه النيل، قليلة، في ظلّ أنه يمكن الملء في يونيو (حزيران) المقبل»، ما يهدّد بمشكلات كبيرة في بحيرة «السدّ العالي» وقدرته على توليد الكهرباء لمصر.
مع ذلك تستطيع البلاد «تحمّل العجز في الطاقة الكهربائية خلال التخزين في بحيرة سدّ النهضة، عبر المحطات الجديدة التي أنشأتها الدولة»، لكن ثمة تبعات اقتصادية وبيئية أخرى مرتبطة بتدفّقات المياه وما يمكن أن يتسبّب فيه استهلاك كميات المياه المخزّنة في بحيرة السدّ العالي، الأمر الذي تسعى مصر إلى تجنّبه، وهي بذلك تتغاضى عن المشكلات الخاصة بتصميم هيكل السدّ. كما حذر التقرير من تبعات السعي الإثيوبي لتخزين المياه وليس توليد الكهرباء في المرحلة الأولى مثلما هو مخطط، خاصة أن خبراء المناخ يتوقعون وجود أوقات تقلّ فيها كميات الأمطار بصورة كبيرة خلال التخزين في البحيرة علماً بأن مصر ترغب في تأمين حصة تُقدّر بـ40 مليار متر مكعب من المياه سنوياً تحت أيّ ظرف.
تقول مصادر مصرية إن القاهرة مقبلة على «سيناريوات صعبة، لكن يمكن تجنبها بالوساطة الأميركية وضغوط واشنطن على أديس أبابا»، خاصة أن «مصر أبدت تفهّماً للأوضاع الداخلية في إثيوبيا التي تفرض على آبي أحمد مواقف محددة في قضايا مرتبطة بالتنمية الاقتصادية». وتستدرك المصادر: «مصر لن تقبل معالجة الأوضاع الداخلية على حساب موقفها في ضرورة تأمين الحدّ الكافي من المياه بما يتوافق مع مصالحها واستهلاكها... الرئيس السيسي يسمع العديد من الأطراف ويفترض جميع السيناريوات في الاجتماعات الثنائية التي يعقدها لكنها غير معلنة»، علماً بأن من يحضرها غالباً هما مستشاره اللواء أحمد جمال الدين، والوزيرة فايزة أبو النجا.
تفجير جزء من خطّ الغاز الإسرائيلي ــــ المصري
إلى ذلك فجّر مسلحون جزءاً من خطّ الغاز الرابط بين مصر وإسرائيل بالقرب من منطقة بئر العبد في محافظة شمال سيناء المصرية. ونقلت مواقع مصرية عن مصادر محلية أن مسلحين يستقلّون مركبة رباعية الدفع زرعوا مساء أمس عدداً من العبوات الناسفة أسفل أنبوب غاز يمرّ في قرية عمورية مؤكدين مشاهدتهم ألسنة اللهب تتصاعد من الأنبوب. وكان قد بدأ، في السادس عشر من الشهر الماضي، ضخّ الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر عبر خطّ الأنابيب نفسه الذي حمل الغاز المصري إلى إسرائيل قبل أكثر من عقد، وهو خطّ «عسقلان ــــ العريش» المملوك لشركة «شرق البحر المتوسط للغاز» (إي إم جي).
المزيد في هذا القسم:
- الجيش السوري يتقدم في الغوطة الشرقية ويحبط محاولات تسلل في القلمون افاد مصادر ميدانية سوريا للمنار ان الجيش السوري يحبط محاولة تسلل مسلحين لمنطقة وادي الصهريج في جرود عسال الورد بالقلمون ويوقع اصابات في صفوفهم. وفي الغوطة الشر...
- اتفاق روسي ـــ تركي على إيقاف معركة إدلب ونزع سلاح التنظيمات الإرهابية المرصاد نت - متابعات «لا عملية عسكرية في إدلب» هكذا أوجزت وزارة الدفاع الروسية النتيجةَ المباشرة لمحادثات طويلة بين مسؤولي الدول «الضامنة&ra...
- واشنطن تستبق المفاوضات مع بكين باستفزازٍ في البحر الجنوبي ! المرصاد نت - متابعات أثارت الولايات المتحدة غضب الصين مرة جديدة. تهدّئ اللعب في مكان وتصعّد في مكان. وفي حين من المفترض فيه استكمال المحادثات التجارية بين الب...
- المجلس العسكري المصري يعلن تأييده لترشيح السيسي رئساً لمصر متابعات أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بياناً له اليوم وافق فيه على تقدم المسير عبد الفتاح السيسي كمرشحاً للرئاسة المصرية في الانتخابات المصرية .....
- النظام السعودي يستعرض القوة مجدّداً ضد المواطنيين بالقطيف ! المرصاد نت - متابعات أعلن ناشطون سعوديون عن قتل قوات الأمن السعودية لـ 6 أشخاص في أمّ الحمام في القطيف بذريعة البحث عن مطلوبين. وداهمت القوات السعودية منازل وأ...
- السيد حسن نصر الله يحذر من ان تمتد يد السوء لمجاهدي المقاومة المرصاد نت - بيروت حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الكيان الاسرائيلي ومن وصفهم بالأعراب من ان تمتد ايديهم الى اي من المجاهدين والا سيكون الرد...
- ماي «تُعاند» الأوروبيين: سأحصل على تنازلات ! المرصاد نت - متابعات على رغم الموقف المتصلّب للاتحاد الأوروبي في شأن عدم إعادة التفاوض على اتفاق خروج بريطانيا من التكتلّ ــ «بريكست» ــ أكدت رئيس...
- السيد نصر الله وإصلاح الخطاب العاشورائي المرصاد نت - متابعات شكلت عاشوراءعلى الدوام حدثاً دينياً وإنسانياً كبيراً تجاوز بأصدائه الزمان والمكان والأشخاص ليتناول بشكل فاعل ومؤثر مساحات أوسع من الحياة ...
- قايد صالح: نال «وسام الاستحقاق» الجزائري... ورحل! المرصاد نت - متابعات توفي رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، إثر سكتة قلبية وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية وذلك بعد أربعة أيام فق...
- انتخابات مبكرة: أردوغان يهرب من السقوط؟ المرصاد نت - متابعات تقترب تركيا أكثر من الموعد التاريخي الذي قد يغيّر شكل النظام السياسي إلى نظام رئاسي مُنهياً منصب رئاسة الحكومة ومانحاً الرئيس رجب طيب أرد...