المرصاد نت - متابعات
قُتل 6 من أفراد الجيش التركي المنتشر داخل محافظة إدلب السورية وجُرح آخرون إثر قصف مدفعي نفّذته وحدات الجيش العربي السوري (بعد منتصف الليلة الماضية) التي تشنّ هجوماً برياً على جبهتين في ريفَي إدلب وحلب.
ووفق وزارة الدفاع التركية فإن 3 عسكريين ومدنياً (متعاقداً مع الجيش التركي) قتلوا مباشرة جراء القصف المدفعي فيما توفي عسكريان متأثّرين بالجراح التي أصابتهما وذلك بعد نقلهما للعلاج، فيما أصيب 7 آخرون بجراح.
ونقلت وكالة «سانا» خبراً مقتضباً قال إنه «خلال ملاحقة فلول الإرهابيين واستهدافهم قُتل 4 جنود أتراك وأصيب 9 آخرون وردّت قوات النظام التركي باتجاه الوحدات العسكرية من دون أن يسفر ذلك عن أي إصابة أو ضرر».
إلى ذلك قالت وزارة الدفاع التركية إنها ردّت على مصادر إطلاق النيران التي استهدفت عسكرييها مؤكدة أنها نسّقت خط تحركهم ومواقعهم مع الجانب الروسي. وخرج الرئيس التركي أردوغان ليقول إن بلاده «ترد على ذلك (القصف السوري) بكل حزم، سواء من البر أم الجو، بحيث يدفعون ثمن فعلتهم». ورأى أن التطورات في إدلب وصلت إلى «وضع لا يطاق» معرباً عن أمله في أن «يعي الجميع التزاماته في إطار اتفاقيتي أستانا وسوتشي».
كلام أردوغان الذي تضمّن حديثاً عن غارات جويّة استهدفت مواقع للجيش العربي السوري رداً على قصف القافلة التركية لقي نفياً روسياً سريعاً؛ إذ قال «المركز الروسي للمصالحة» في سوريا (يتبع وزارة الدفاع الروسية) إن الطائرات التركية لم تدخل المجال الجوي السوري لتنفيذ غارات جوية على مواقع القوات الحكومية. وجاء في بيان المركز إن «طائرات سلاح الجو التركي لم تنتهك أجواء سوريا، ولم تسجل أي غارات جوية على مواقع القوات السورية».
وعقب حديث أردوغان قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن قواته «قصفت 54 هدفاً تابعاً للجيش العربي السوري وجرى تحييد 76 جندياً من وحدات الجيش السوري حتى الآن، وفق معلومات حصلنا عليها من مصادر متعددة». وقال إنه «رغم التواصل وعمليات الإبلاغ (للجانب الروسي)... تعرضت قواتنا لإطلاق نار من جانب الجيش السوري»، مضيفاً أنه «تم اتخاذ كل التدابير (في إدلب) والقوات المسلحة التركية تؤدي كل المسؤوليات الملقاة على عاتقها على أتمّ وجه». وبالتوازي بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، التطورات الأخيرة في سوريا.
من جهة أخرى ركّز الجيش العربي السوري عملياته في ريف إدلب على المحور الموصل إلى الطريق الدولي بين حلب واللاذقية وتحديداً بين بلدتي سراقب وأريحا. ودخل الجيش اليوم بلدتي ترنبة والنيرب غربي سراقب؛ وتقع النيرب شمال الطريق الدولي وتبعد أقل من 9 كيلومترات عن مدينة إدلب..
ويواصل الجيش العربي السوري عملياته في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتقدمه على محور سراقب بعد أن حرر قرى جوباس وسان وترنبة جنوب غرب سراقب وقضى على آخر تجمعات المسلّحين فيها. وخاض الجيش اشتباكات عنيفة اليوم مع المجموعات المسلّحة التي كانت تنتشر على محور سراقب فيما خاض أيضاً اشتباكات عنيفة مع المسلّحين في قرية النيرب شمال الطريق الدولي حلب - اللاذقية بين سراقب وأريحا.
وبتحرير بلدة ترنبة الواقعة إلى الغرب من مدينة سراقب وتجاوز الطريق الدولي حلب - اللاذقية يكون الجيش العربي السوري قد قطع خطوط إمداد المسلّحين بين مدينتي سراقب وأريحا. وحرر الجيش أمس قرى انقراتي وكفربطيخ وكفرداديخ بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد معارك عنيفة مع التنظيمات المسلّحة. ويذكر أن الجيش سيطر على مدينة معرة النعمان كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي وتابع تقدمه على الطريق الدولي حلب - دمشق شمالي معرة النعمان ليصبح بذلك على بعد 5 كيلومترات من سراقب.
الجيش يصدّ هجوم غرب حلب: حواجز تركية حول سراقب
ويتابع الجيش العربي السوري وحلفاؤه عملياتهم في أرياف إدلب وحلب. وفي اليومين السابقين احتلّت الأطراف الغربية لمدينة حلب مع ريفها الجنوبي الغربي الصدارة في عمليات التقدّم والسيطرة، وأيضاً في الدفاع عن المناطق المحرّرة. وتمكّن الجيش أول من أمس من السيطرة على قرية خلصة جنوبي قرية حميرة التي كان سيطر عليها في وقت سابق في ريف حلب الجنوبي الغربي. وكانت بلدة خلصة قد شهدت في السنوات السابقة معارك عنيفة تمكّن خلالها المسلحون من السيطرة عليها بعدما انسحب منها الجيش. وفي المنطقة عينها بسط الجيش سيطرته على بلدة زيتان جنوبي قرية القلعجية في الريف الحلبي الجنوبي الغربي إضافة إلى قرية القرّاصي غربي الحويز ومزارع القرّاصي جنوبي خان طومان، وتلول حزمر وحرج خان طومان.
وبعد عمليات التوسّع التي قام بها في ريف حلب الجنوبي الغربي شنّت الفصائل المسلحة وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» مساء أول من أمس هجوماً عنيفاً باتجاه نقاط انتشار الجيش على محور جمعية الزهراء غرب مدينة حلب مستخدمةً 4 آليات مفخّخة وعشرات الانغماسيين. وانطلق الهجوم بتخطيط وإشراف مباشر من قِبَل أمير «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، أبو محمد الجولاني، مترافقاً مع حملة إعلامية تولّتها تنسيقيات المسلحين وقنواتهم الإعلامية. لكن الجيش تمكّن من تفجير الآليات الأربع قبل وصولها إلى محيط نقاطه كما نفّذ قصفاً صاروخياً ومدفعياً دقيقاً استهدف نقاط انتشار المسلحين وتحرّكاتهم على امتداد محاور الهجوم دافعاً إيّاهم إلى الانسحاب من المنطقة على عكس ما حاولوا هم الترويج له من تقدّم.
بالتوازي مع ذلك استمرّ المسلحون في قصف أحياء مدينة حلب حيث سُجّل سقوط قذائف صاروخية في أحياء حلب الجديدة، والحمدانية والشهباء الجديدة والفرقان وشارع النيل وصلاح الدين إضافة إلى حيّ جمعية الزهراء.
أما في ريف إدلب الجنوبي فقد وسّع الجيش العربي السوري سيطرته شمالي مدينة معّرة النعمان انطلاقاً من الطريق الدولي «M5» الذي يستهدف توسيع طوق الأمان حوله. ويوم أمس سيطرت وحدات من الجيش على قرى أنقراتي وكفربطيخ وكفر داديخ في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعدما كانت أول من أمس قد سيطرت على بلدة لوف جنوب شرق مدينة سراقب. وسجّل «المرصد السوري» المعارض مقتل 82 مسلحاً من الفصائل المسلحة خلال المعارك في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي في اليومين الماضيين.
على خطّ موازٍ أفادت تنسيقيات المسلّحين بأن رتلين عسكريين تابعين للجيش التركي دخلا الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي تعزيزاً لنقاط المراقبة التركية في ريفَي حلب وإدلب الجنوبيين في حين لا يزال رتل ثالث ينتظر عبور الحدود. ونقلت التنسيقيات عن مصدر وصفته بـ«الموثوق» قوله إنه «ستدخل لاحقاً تعزيزات عسكرية أخرى» وإن «هذه القوات ستتمركز في المناطق الواقعة بين حلب ومدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وبين سراقب واللاذقية (على الطريق الدولي)». وأضافت أن الجيش التركي أنشأ خلال دخوله من إدلب إلى ريف حلب الجنوبي حواجز عسكرية بلغ عددها حتى الآن نحو عشرة. وأشارت إلى أن «الجيش التركي سينشئ نقطة مراقبة جديدة على الطريق الدولي (دمشق - حلب) بين بلدة الزربة وبلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي الغربي» بعدما «أنشأ أخرى في محيط مدينة سراقب هي الثالثة له هناك».
المزيد في هذا القسم:
- بن علوي يزور الأقصى ويدعو إلى قيام دولة فلسطينية بكامل أركانها المرصاد نت - متابعات في خطوة نادراً ما يُقدم عليها مسؤولون عرب بهذا المستوى الرفيع وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي يزور المسجد الأقصى ويدعو إل...
- القرن الإفريقي بين قواعد عسكرية إماراتية وضعف للأمن الجماعي! المرصاد نت - متابعات هو القرن الإفريقي على البحر الأحمر صاحب الأهمية التجارية العالمية كونه يربط قارات العالم الثلاث (آسيا، أفريقيا، أوروبا) ولذلك يُعدّ من أه...
- وقائع اعتقال الحريري: من المطار الى فيلا في مجمع «ريتز كارلتون» المرصاد نت - إبراهيم الأمين قُطع أمس الشك حول مصير الرئيس سعد الحريري حيث قالت مصادر وثيقة الصلة برئيس الحكومة انه وُضع قيد الاقامة الجبرية بعد ساعات من وصوله...
- بعد هزيمة "داعش".. لبنان يستعد للاحتفال بـ"التحرير الثاني" المرصاد نت - متابعات بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي على يد الجيش اللبناني والقوات السورية وقوات حزب الله في "جرود القلمون" و"عرسال" يستعد لبنان للاحتفال بهذا...
- مصر تؤكد تمسكها ببقاء الأسد.. لماذا جاء هذا الاعتراف الآن؟ المرصاد نت - رآي اليوم من تابع الاستقبال الحافل الذي حظي به الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اثناء زيارته الرسمية الى القاهرة في ابريل (نيسان) الماضي والآمال...
- أردوغان يتوعد بقطع "رؤوس معارضيه" المرصاد نت - متابعات توعد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان اليوم السبت 15 يوليو / تموز 2017 بقطع "رؤوس معارضيه" المسئولين عن محاولة الأنقلاب الفاشل العام الماضى ...
- اللجنة الدستورية تنطلق في جنيف على وقع التصعيد شرقيّ الفرات! المرصاد نت - متابعات تنطلق أعمال «اللجنة الدستورية» في جنيف اليوم بترحيب دولي من الأطراف كافة وسط ترقّب لنهاية المهلة المحدّدة في «اتفاق سوتشي» التركي ــــ ال...
- روسيا أغلقت الأجواء السورية فهل ستغير آليات منع الاحتكاك مع إسرائيل؟ المرصاد نت - متابعات روسيا حددت أن معركة شرق الفرات ستكون آخر المعارك في الحرب من أجل سوريا وقبل أن يأتي موعدها لا بد من إنجاز الكثير المتمثل بحسم معركة إدلب ...
- واشنطن تعرض على لبنان تبادل أراضٍ مع «إسرائيل»! المرصاد نت - الأخبار لا يكاد لبنان يودّع موفداً أميركياً حتى يستقبل الثاني. يصل اليوم إلى بيروت وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون في زيارةٍ ليوم واحد ...
- قانون المواطَنة الهندي: تهميش المسلمين في «الأمّة الهندوسية» المرصاد نت - متابعات اتّخذت حكومة الهند خطوةً إضافية تنطوي على تمييز واضح ضدّ الأقلية المسلمة في سياق فرض تعريفها لهوية البلاد «الهندوسية». خطوةٌ أقرّت بموجبه...