المرصاد نت - متابعات
قبل عام ونصف، أيدت القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ “عاصفة الحزم” باستثناء بعض الدول التي رأت أن الحرب ستفاقم الأزمة اليمنية بدلا من أن تكون حلا للصراع.
سيجتمع القادة العرب في العاصمة الموريتانية من جديد وسط تطورات كثيرة شهدتها الساحة اليمنية والمنطقة بشكل عام، وتبين خلالها أن الحسابات كانت خاطئة لدى التحالف والحكومة اليمنية؛ فلم تتمكن قوات التحالف من هزيمة الحوثيين وقوات الرئيس السابق كما كان متوقعا، ولَم تنته الحرب خلال أشهر كما خُطط لها؛ بل فتحت أبواب مأساة عربية جديدة من التشرد والجوع والدمار.
فخلال القمة السابقة كانت غالبية البلدان العربية متحمسة للعمليات العسكرية السعودية في اليمن؛ لكنها اليوم لم تعد كذلك. حتى الدول الفاعلة في التحالف السعودي باتت تدرك يقينا أن القوة غير مجدية، وأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة اليمنية، وأن مباحثات السلام الجارية بين الحكومة المدعومة من الرياض والحوثيين وأتباع الرئيس السابق لا تزال تمثل الفرصة المؤاتية لتسوية سياسية تلملم جراح اليمنيين، والتفرغ لإعمار ما دمرته الحرب في الأرض وفي النفوس أيضا.
وبما أن المتوقع هو أن يقف القادة العرب في القمة ليساندوا الموقف الخليجي، فإنهم لن يتمكنوا من تقديم أي دعم حقيقي للمباحثات، أو الضغط على الطرفين لتقديم تنازلات صعبة لتطبيق الحلول السياسية، التي بات الجميع مؤيدا لها وإن اختلفوا حول ترتيب تطبيقها. ولهذا، فإن مقررات القمة ستكون امتدادا للمواقف السعودية الداعية إلى التزام الحوثيين وأتباع الرئيس السابق بالانسحاب من المدن وتسليم الاسلحة مقابل إشراكهم في حكومة جديدة تتولى إدارة المرحلة الانتقالية والتحضير لانتخابات عامة.
وكما كان موقف الجزائر وسلطنة عمان والعراق وإلى حد كبير لبنان معارضا لفكرة الحرب واستخدام القوة لإنهاء انقلاب الحوثيين على سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وفي ظل استمرار غياب سوريا عن القمة، فإن المشهد الذي تجسد في قمة شرم الشيخ سيتكرر في العاصمة الموريتانية؛ لكنه هذه المرة لن يدعم الحرب واستمرارها، بل سيؤيد مباحثات السلام وسيتمسك بمرجعياتها الثلاث: قرار مجلس الامن والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ولأن القول بفقدان الجامعة العربية تأثيرها وفاعليتها في معالجة القضايا العربية لم يعد نوعا من الادعاء، فإن اليمنيين لا يراهنون على صدور موقف فاعل من قمة نواكشوط يفرض خيار السلام وينهي معاناتهم مع القتل والتشرد والجوع. كما أن التشدد الواضح في مواقف المتحاربين على طاولة المباحثات في الكويت وعودة المواجهات العنيفة الى جبهات القتال أضعف آمالهم بإمكانية انتهاء الحرب قريبا.
وفي ظل انشغال معظم الدول العربية بمشكلاتها الداخلية، وغياب الدور الفاعل للجامعة العربية، فإن دول الخليج انفردت بالتعامل مع الملف اليمني. وزاد من خطورة الوضع هناك تنامي الجماعات الإرهابية، واستفادتها من استمرار القتال في التوسع والانتشار وإذكاء نيران الخلافات المذهبية؛ وهي مخاوف يشاطرها فيها المجتمع الدولي، خصوصا أن اليمن يشرف على مضيق باب المندب أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، الذي يوجد بالقرب من أهم مناطق إنتاج النفط في العالم.
وعليه، فإن الرهان على دور المجتمع الدولي في ممارسة ضغوط حقيقية على طرفي الحرب في اليمن سيكون أكثر تأثيرا. وسواء اقتنعت أطراف القتال بضرورة أن يكون ذلك حاليا أو رغبت في الاستمرار بالقتال لبعض الوقت، فلا خيار أمام دول التحالف والأطراف اليمنية إلا الإقرار بالتعايش والإدارة المشتركة.
المزيد في هذا القسم:
- التنسيق الأمني: ثالوث السلطة المدجّنة المرصاد نت - متابعات المفاوضات، التبيعة الاقتصادية والتنسيق الأمني ثلاثة قيود تكبّل السلطة الفلسطينية ولا مجال للفكاك منها إلا في عملية واحدة: حلّ السلطة نفسه...
- استثمار لا جدوى منه.. منظمة غرينبيس تنتقد مفاعل براكة النووي بالإمارات المرصاد-متابعات أدانت منظمة غرينبيس (Greenpeace) -وهي منظمة بيئية عالمية غير حكومية- بدء تشغيل الوحدة الأولى من مفاعلات محطة "ب...
- واشنطن تمهل دول الناتو شهرين لدفع التزاماتهم المالية وإلا... المرصاد نت - متابعات أعطى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الجمعة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مهلة شهرين لدفع التزاماتهم المالية وزيادة الان...
- مركز الخيام والمجلس الدولي ينظمان وقفة تضامنية مع ضحايا التعذيب وعائلاتهم في ساحة الامم ا... المرصاد نت - متابعات نظم مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعزيب والمجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الانسان وقفة تضامنية مع ضحايا التعذيب وعائلاتهم ب...
- حماس وفتح توقعان على اتفاق تطبيق المصالحة المرصاد نت - متابعات أعلن في القاهرة أن اتفاق تطبيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس وقعه عن حماس صالح العاروري وعن فتح عزام الاحمد. كما أفاد مصدر بوجود أنباء ...
- سوريا : أنطلاق جولة جديدة من محادثات أستانا اليوم المرصاد نت - متابعات تنعقد اليوم جولة جديدة من المحادثات السورية في العاصمة الكازخية أستانا بعد غياب الطرفين السوريين عنها منذ أواخر العام الماضي. الأشهر ا...
- العوامية تذبح بصمت المرصاد نت - متابعات واصلت قوات النظام السعودي للأسبوع الثاني على التوالي هجومها العنيف على مدينة العوامية واقتحمت بالدبابات المناطق السكنية مما أسفر عن سقوط ...
- التطبيع الروسي التركي يتقدّم .. تقاطع أولويات بشأن حلب المرصاد نت - متابعات شكّل مؤتمر الطاقة العالمي المنعقد في مدينة إسطنبول لحظة فارقة في مسار إعادة تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا أتاحت إعلان الجانبين لطبيعة ت...
- 30 شهيداً وعشرات الجرحى في تفجيرين بأفغانستان! المرصاد نت - متابعات استشهد 30 شخصاً على الأقل وأصيب 45 آخرين بتفجير انتحاري استهدف تجمع انتخابي للرئيس الأفغاني أشرف غني خلال تواجده فيه في إقليم باروان بوسط...
- انتخابات تونس: يوم يركع «الكبار»... إلى حين المرصاد نت - ولد البلاد منذ أسابيع تغيّرت ملامح الشارع التونسي. إنّها الانتخابات يا رفيق وما أدراك ما الانتخابات يوم تنزل الطبقة السياسية برمتها إلى الشارع وتح...