القاذفات الروسية من همدان تغيير استراتيجي

المرصاد نت - حسن سلامه

شكل الاتفاق الروسي - الايراني على استخدام الطائرات الحربية الروسية لمطار همدان الايراني خطوة غير مسبوقة في اتجاهات مختلفةroussia2016.8.21


من شأنها ان تترك ترددات ليس فقط على مسار الازمة في سوريا، بل ايضاً على مسار كامل الوضع في الشرق الاوسط، وحتى على المستوى الدولي.
بداية كيف تنظر مصادر ديبلوماسية بارزة لهذه الخطوة، وماذا تعني على مستوى العلاقات المشتركة وعلى مستوى الوضع الاقليمي؟
تقول المصادر : ان لهذا الاتفاق الذي فاجأ واشنطن والغرب اكثر من بعد استراتيجي وعسكري واقليمي تحددها المصادر وفق الآتي:
- اولاً: ان لها بعداً استراتيجياً غير مسبوق في علاقات البلدين لما تعنيه من تحالف غير مسبوق بين الدولتين، حتى ان المصادر تعتقد ان هذه الخطوة ستتبعها خطوات تحالفية على مستويات ابعد من التعاون لمحاربة خطر الارهاب بكل تلاوينه.
- ثانياً: انها تشكل نقلة نوعية في العمل المشترك على المستوى العسكري لمواجهة الارهاب، ابعد بكثير من تقريب المسافات بين اقرب المطارات الروسية ومواقع الارهابيين في سوريا، بحيث انها توازي بأهميتها عاصفة السوخوي الروسية، خصوصاً ان هذه الخطوة كثفت من عمليات القصف الجوي الروسي لمواقع الارهابيين في سوريا، اكثر بمرات عديدة مما كان الوضع عليه قبل حصول الاتفاق بين الدولتين.
- ثالثاً: انها بالبعد الاستراتيجي والعسكري والديبلوماسي تشكل رسالة قوية لكل داعمي الارهاب اقليمياً ودولياً بدءاً من الولايات المتحدة، بحيث ان الجانب الروسي اراد من وراء هذه الخطوة توجيه رسائل لكل من يعنيه الزمر ان موسكو لن تسمح بتنامي الارهاب والسعي الاميركي - السعودي لتعميمه على بعض جمهوريات روسيا الاتحادية.
- رابعاً: مما لا شك فيه ان هذا الاتفاق ستكون له انعكاسات ليس فقط على مسار الوضع في سوريا بل ايضاً على مجمل الوضع في الشرق الاوسط، خصوصاً انها اسقطت كل محاولات واشنطن والغرب لابقاء الحصار العسكري على ايران تحت مبررات وحجج واهية.
- خامساً: اقلقت دولة الاحتلال في فلسطين المحتلة من حيث ما يعتبره قادة العدو اعطاء ايران مزيداً من الحصانة الديبلوماسية والعسكرية، وبالتالي ما يشكله هذا التعاون من ارتدادات على كل المنطقة.
لذلك، فالسؤال الآخر الذي لا بد منه، لماذا اعترضت الادارة الاميركية على هذا الاتفاق الروسي - الايراني، وما هي خلفيات هذا الاعتراض؟
وفق المصادر الديبلوماسية فان واشنطن وجدت في الاتفاق المذكور محاولة لاسقاط كل ماعملت وتعمل له في سوريا وخصوصاً على المستوى الاقليمي عموماً، فالاتفاق يدشن مرحلة غير مسبوقة في محاربة الارهاب والعمل لمحاصرته وانهائه، وهذا التوجه لا يخدم المخططات الاميركية التي عملت وما تزال لاستخدام «داعش» واخواته من النصرة الى القاعدة وغيرها في حربها ليس فقط ضد محور المقاومة بل ايضاً ضد روسيا، وكذلك فهذه الخطوة النوعية من شأنها ان تسرّع امكانيات الحل في سوريا بعكس ما تدعيه الادارة الاميركية، لانه كلما ضعف الارهاب وجرت محاصرته يفتح الافق امام التسوية السياسية في سوريا. ومعلوم ان واشنطن نكثت بكل الوعود التي قطعتها لموسكو لفصل «جبهة النصرة» عن باقي التنظيمات المسلحة التي تعتبرها الولايات المتحدة تنظيمات معتدلة، وهو الامر الذي يؤكد مدى الخداع الاميركي في عدم جديتها بمحاربة الارهاب.
بالاضافة الى ذلك فالاتفاق الروسي ـ الايراني يعطي ايران ورقة قوية في مواجهة ليس فقط تهديدات العدو الاسرائيلي، بل ما تعمل له السعودية لمحاصرة النظام في ايران وتحويل الصراع الى صراع مذهبي.
انطلاقاً من كل ذلك، ترى المصادر الديبلوماسية ان الوضع في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً يتجه نحو خيارات معاكسة لما ترغب وتريده واشنطن، وهذه الاتجاهات الجديدة ستتبلور اكثر في الاسابيع المقبلة في ضوء ما يمكن ان يحصل من تغييرات في سياسة النظام التركي ليس باتجاه سوريا فقط، بل في علاقاته مع الحلف الاطلسي من جهة وكل من روسيا وايران من جهة اخرى، وما اعلنه وزير الخارجية التركي قبل يومين من ان بلاده بصدد التعاون العسكري مع روسيا بما يتعلق بسوريا، وما ستحمله زيارة الرئيس التركي الى طهران الاسبوع المقبل اوضحت وستوضح الكثير من الاتجاهات الجديدة في سوريا والمنطقة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية