المرصاد نت - متابعات
قرابة ست سنوات من العدوان العالمي الذي تقوده أمريكا وينفذه عملاؤها من العرب وتؤيده "إسرائيل" علناً وترسل خبراءها ومستشاريها الى حلب
ظناً منهم جميعاً إنهم سيكسرون إرادة الشعب السوري، فموازين الحرب في سورية بدأت تشهد إنقلاباً كبيراً متدرجاً.
فهناك عمليّات عسكريّة يشرف عليها الرئيس الأسد، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية والعسكريّة السورية، وهناك بداية شعور بالأمن وبعودة الدولة بكلّ هيبتها، على الرغم من المحاولات المستمرة التي يبذلها الإرهابيون بكافة فصائلهم من أجل العودة بالوضع إلى الخلف لتدمير البلاد وتفتيتها.
قال الرئيس الأسد في المقابلة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية: إنه لا خيار إلا "مواصلة تنظيف المنطقة، ودفع المسلحين للعودة إلى تركيا، كما أن الإنتصار في معركة حلب، سيمهد الطريق لإستعادة السيطرة على بقية مناطق البلاد".
في هذا السياق فإن إنتصارات الجيش السوري، الذي أصبح على مقربة من تحرير مدينة حلب بالكامل، زادت من هستيريا أمريكا وحلفاؤها، فانتقلوا من القلق والاتهام، إلى التهديد، بعد أن أدركوا أنهم اليوم أقرب إلى إعلان الهزيمة في الملف السوري من أي وقت سبق، فالغطاء الجوي الروسي والخبرات العسكرية الإيرانية، صبت في صالح الجيش السوري الذي أثبت عبر سنوات طويلة بأنه عصي على الانهيار، وأنه بدون توقف يرفع راية النصر في كل الجبهات التي يحارب عليها، إذ حقق تقدماً جديداً في مدينة حلب بتحريره المدرسة الزراعية وكتلة الروافع والهنكارات والمعامل والمناشر عند الأطراف الشمالية للمدينة، كما أحكموا السيطرة على منطقة المقلع وكسارات العويجة وقوس العويجة بعمق كيلومتر واحد وبعرض كيلومتر واحد أيضاً، بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها وتدمير تحصيناتهم.
ويعتبر هذا التقدّم هو الأهم لأنه يهدف إلى فتح طريق جديد إلى مطار حلب في شرق المدينة، كما حققت القوات السورية تقدّماً في الأطراف الشمالية للأحياء الشرقية وأحياء عدة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية التي أصبحت تحت مرمى نيرانها.
يوماً بعد يوم تثبت الجماعات المسلحة بأفعالها وجرائمها شدة كرهها لسورية وشعبها، وعمالتها لمصلحة أنظمة ودول تريد أن تدفع سورية للوراء وتمنعها عن طريق التنمية والتقدم، لكن الجيش السوري لهم بالمرصاد، فقد تصوروا أن سورية أرضا براحاً يستطيعون أن يحققوا فيها جرائمهم الشنيعة التى رسمت لهم، ولكن هيهات، فالجيش السوري الذي صمد وحرر المدن من الإرهاب، لن تستعصي عليه هذه المجموعات التي لا تعلم أنها ألقت بنفسها في أتون النار، نار المقاتل السوري التي لا تنطفئ إلا بأخذ ثأره واستعادة حق شهدائه من كل المجموعات التي أرادت سوءا بسورية.
لذلك نحن أمام مرحلة حاسمة من التصدي للمتطرفين وأعوانهم تستدعي من كل أبناء سورية بكافة أطيافهم بذل المزيد من الجهود وعلى كل المستويات للتصدي لهم وإفشال مخططاتهم ومآربهم الخبيثة، وإن العدوان التحالفي الأمريكي- الغربي- المباشر على سورية يدفع بآخر أوراقه التي ستفشل كسابقاتها اعتماداً على الجيش السوري ووعي أبناء الشعب، وستثبت الأيام أن العدوان العالمي على سورية لم يكن غير حماقة لم تجني منها إدارة أوباما أي مكسب كما لن يحقق منه التحالف التركي وأعوانه سوى الهزيمة والفشل.
مجملاً، إنه بعد الإنتصار.... أمام سورية وأبطالها مهام كبيرة اكبر من معركة الدفاع والتحرير، مهمة إعادة الحياة الى كافة المدن والمناطق السورية، إعادة سورية كما كانت، مهمة إعادة الإعمار والبناء، وبالتالي سمح صمود سورية بأن تكون هناك بداية لمشروع كبير يمكن أن يفضي إلى إستعادة التوازن في المنطقة، لذلك من المؤكد أن العام المقبل سيكون حاسم لجهة معرفة هل كان الرهان على سورية وجيشها في مكانه؟ الميل إلى الآن، أنّه كان في محلّه فعلاً.
بإختصار شديد يمكنني القول إن التبدلات الإستراتيجية في سورية ليست إلا ثمرة من ثمرات الجيش السوري الذي إستعاد زمام المبادرة من تلك الجهة الملتهبة من المحافظة الشمالية، وهذا أمر ينبئ بقرب عملية الحسم النهائي في مدينة حلب، التي من خلالها، سترسم إستراتيجية جديدة في محاربة كلّ الجماعات المسلحة وأخواتها، وبناءً على ذلك فإن جميع الإحتمالات والسيناريوهات واردة، ومن المتوقع حدوث مفاجآت كبيرة، ربما يكون أبرزها وأهمّها، زيارة الرئيس الأسد قريباً إلى مدينة حلب، بعد تحريرها بالكامل من المتطرفين وأعوانهم، على أيدي أبطال الجيش السوري وبمساندة حلفاؤه من الروس والإيرانيين وحزب الله، لتكشف المجموعات المتطرفة والدول التي تدعمها حجم الهزائم والخسائر التي أصابتهم، وليكتشفوا أنهم على وهم، وما يتحدثون عنه من إنجازات، هي في الحقيقية، أحاديث الوهم والسراب.
خیام الزعبي
المزيد في هذا القسم:
- اتصالات إماراتية سعودية ـــ إسرائيلية منذ قبل 2015 ! المرصاد نت - متابعات تحت عنوان «أسرار الخليج» تعرض القناة «13» في التلفزيون الإسرائيلي سلسلة تحقيقات حول أسرار العلاقات الإسرائيلية ــ...
- مقتل 8 مسلحين خلال استهداف بؤر إرهابية في شمال سيناء! المرصاد نت - متابعات أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية اليوم الأربعاء مقتل 8 مسلحين شديدي الخطوة خلال مداهمات لبؤر إرهابية في شمال سيناء. وذكر...
- الرئيس الأسد: دمشق لم توقف القتال ضد الإرهابيين والمعركة طويلة ومستمرة المرصاد نت - متابعات قال الرئيس بشار الأسد إن دمشق لم تتوقف عن الرد على إسرائيل ولم توقف القتال ضد الإرهابيين في ذات الوقت وأكد في مقابلة مع قناة "العالم" أن ...
- الأوروبيون يوافقون على تأجيل «بريكست» ! المرصاد نت - متابعات أفاد مصدر أوروبي بأن دول الاتحاد الأوروبي وافقت من حيث المبدأ أمس على تأجيل موعد خروج بريطانيا من التكتل، إلى ما بعد نهاية الشهر الحالي ل...
- بريطانيا توقع اتفاقية تعاون عسكري مع السعودية المرصاد نت - متابعات مستغلة الأزمة الخليجية والتوترات التي يغذّيها الغرب بين دول المنطقة وقّعت بريطانيا اتفاقية إطارية للتعاون العسكري والأمني مع السعودية بعد...
- القوات العراقية تحرر 6 أحياء داخل مدينة الموصل والامم المتحدة تكشف تخزين داعش موادَ كيم... المرصاد نت - متابعات واصلت القوات العراقية المشتركة أمس الجمعة تقدمها داخل أحياء الموصلوأحكمت قبضتها على ستة أحياء بالمدينة سيطرت عليها في الأيام العشرة الماض...
- 3000 جندي أميركي في طريقهم إلى الشرق الأوسط! المرصاد نت - متابعات أعلن مسؤولون أميركيون أن البنتاغون وافق على إرسال نحو 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط كإجراء احترازي. وكانت مصادر أشارت في وقت سابق إلى ...
- رئيس حكومة الكيان الصهيوني الغاصب يعلن أمام بوتين أطماعه في الجولان المرصاد نت - موسكو التقى رئيس حكومة الكيان الصهيوني الغاصب بنيامين نتنياهو أمس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، ليعلن من هناك أن هضبة الجولان السور...
- أوباما يقر بعجز بلاده عن حل مشاكل العالم بمفردها المرصاد نت - متابعات أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعجز الولايات المتحدة عن حل المشاكل التي يواجهها المجتمع الدولي بمفردها. وقال أوباما في حديث نشرته صح...
- الفخفاخ يتعهّد بالشروع في إجراءات تحدّ من العجز التجاري! المرصاد نت - متابعات تعهد رئيس الوزراء التونسي المكلف إلياس الفخفاخ، الشروع في إجراءات اقتصادية تحدّ من العجز التجاريّ. وأضاف الفخفاخ، في كلمة خلال جلسة البر...