المرصاد نت - متابعات
وصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم السبت الفائت الى بغداد في زيارة غير معلنة ليلتقي المسؤولين العراقيين ويتباحث معهم.
واحتكرت هذه الزيارة أضواء وسائل الاعلام العراقية والإقليمية حيث أنها أول زيارة سعودية عالية المستوى للعراق منذ عام 2003. بالنظر الى أهمية الموضوع سنتطرق فيما يلي الى أهم الأهداف المحتملة التي يريد السعوديون تحقيقها من هذه الزيارة الى بغداد.
منع العراق من لعب دور في محاربة الإرهاب في سوريا
على الرغم من تخلص العراق من السلطة الدكتاتورية في عام 2003، إلا أن حل القوات الأجنبية لأجهزة الأمن العراقية والجيش العراقي أثار خلافات طائفية واثنية، فيما تحولت بعض البلدان المجاورة للعراق، مثل السعودية الى ملجأ آمن لأنشطة الجماعات الإرهابية وتناميها. وكان السعوديون يأملون استمرار أنشطة داعش في المنطقة ليمهدوا الطريق لتقسيم العراق، سوريا واليمن، لكن تشكيل الحشد الشعبي بناء على فتوى آية الله السيد علي السيستاني والمراجع الشيعية لمواجهة داعش بالإضافة الى المساعدات العسكرية الإيرانية للحكومة العراقية أدى الى اجهاض أمل السعوديين. والآن فيما تقطع عمليات تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة داعش، مراحلها الأخيرة في الموصل، يشعر السعوديون بالقلق من التعاون المتزايد بين محور بغداد-طهران في الحرب على الإرهاب بسوريا.
وفي الأسبوع الماضي أعلن رئيس الوزراء العراقي، في بيان إصداره أمرا للقوات الجوية العراقية بقصف مواضع داعش في الأراضي السورية وهذا ما تم بعد التنسيق مع الحكومة السورية. وقد واجهت هذه الخطوة ادانة من الجماعات التي تدعمها الرياض وفارس البيوش الذي يعد من متزعمي ما يُسمى بـ الجيش السوري الحر. وخلال الأيام السابقة انضوت السعودية تحت لواء خطة ترامب لاقامة مناطق آمنة وهزيمة داعش في سوريا، وأعلنت عن عزمها ارسال قوات الى الأرضي السورية من أجل تسليم الأراضي التي يحتلها داعش الى المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات السلام وتعزيز موقف هذه الجماعات في المفاوضات. وفي هذا المجال يتخوف السعوديون من مد الجيش العراقي يد المساعدة للحكومة السورية في الحرب على الجماعات الإرهابية غير المشاركة في وقف اطلاق النار، مما يؤدي الى سقوط مناطق جديدة بيد الجيش السوري.
مواجهة نفوذ إيران في العراق
خلال اللقاء مع رئيس الوزراء العراقي، طلب الجبير مشاركة بلاده في إعادة اعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش. حقيقة الأمر هي أن قبائل أهل السنة وتياراتهم السياسية في صلاح الدين، الفلوجة ونينوى هم مراكز النفوذ السعودي في العراق، وينتاب السعوديين القلق من تراجع هذا النفوذ في المستقبل. خاصة أن سكان هذه المدن عانوا كثيرا خلال عهد سيطرة داعش على مناطقهم، ويشهدون حاليا أن إيران تقوم بالدور الأكبر في تحريرهم من داعش.
ومن ناحية أخرى تحاول السعودية اقناع بغداد بالانضمام الى ائتلافها "لمحاربة الإرهاب" وإخراج العراق من مجموعة حلفاء إيران الاستراتيجيين؛ حيث تسعى السعودية الى الحد من دور إيران وحلفائها في خط المقاومة. كما تسعى الرياض الى الحصول على موافقة بغداد لاقامة قاعدة عسكرية أمريكية في الموصل، فيما كانت الحكومة العراقية قد أعلنت أن المستشارين الأمريكان يجب أن يغادروا العراق بعد تحرير الموصل من سيطرة داعش.
صراع للخروج من العزلة الدولية
بعد غزو العراق للكويت عام 1990، قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد حتى عام 2015 عندما عينت سفيرا لها في بغداد. ولكن بعد أشهر من بدء مهمته، أعلنت بغداد أن السفير السعودي في بغداد شخص غير مرحب به وطردته من العراق. ولكن فتور العلاقات الإقليمية السعودية لا يتلخص في الأزمة مع العراق، وتشهد العلاقات الخارجية السعودية توترا مع سوريا، مصر، لبنان، اليمن وإيران. من هذا المنطلق يبدو أن السعوديين قد استنتجوا أن سياسة "العزلة" واثارة الصراعات مع دول الجوار من منطلقات طائفية خطيرة جدا، وإنها لن تساعد في تحقيق أهداف السعودية –خاصة التصدي لإيران- بل أنها قد أدت الى تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة. لقد فهمت السعودية أن العراق وإيران سيقومان بدور كبير في مستقبل المنطقة وخاصة في حل الأزمة السورية. كما تعلم السعودية أن الحوار مع إيران يعد طوق النجاة الوحيد للخروج من المستنقع اليمني، ويمكن للعراق أن يلعب دور الوسيط في ذلك.
المزيد في هذا القسم:
- جيروزالم أون لاين : أيام السيسي باتت معدودة .. دولة خليجية وضعت خطة 'رحيله ' وجهزت البدل... المرصاد نت - متابعات اعد موقع ” جيروزالم أون لاين ” الاسرائيلي تقريرا حول الأوضاع المصرية مشيراً إلى أن نظام السيسي غير مستقر كما أنه يمثل عبئا...
- وزير الدفاع الروسي يزور دمشق ويلتقي الرئيس بشار الأسد المرصاد نت - متابعات زار وزير الدفاع الروسي اليوم الثلاثاء سيرغي شويغو العاصمة السورية دمشق وأجرى مباحثات مع الرئيس بشار الأسد. وقالت وزارة الدفاع الروسية ...
- الجزائر على خطّ الأزمة الليبية: اجتماع لوزراء خارجية الجوار! المرصاد نت - متابعات تستضيف الجزائر غداً الخميس، اجتماعاً لوزراء خارجية دول الجوار الليبي من أجل بحث النزاع في طرابلس الغرب وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الجزائ...
- السيد حسن نصر الله : أوقفوا الحرب على سوريا جدد الأمين العام لحزب الله التأكيد على أن التهديد الثاني بعد الكيان الإسرائيلي والذي يهدد كل دول المنطقة، وهو خطر الارهاب التكفيري، وقال السيد حسن نصر الله ...
- الإندبندنت: ترامب يتجاهل الوهابية السعودية ملهمة داعش المرصاد نت - دعاء محمد على الرغم من إرتباطها البارز بالإرهاب والتطرف الديني بقيت السعودية بعيدة عن نقد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب صحيفة “الإ...
- سليماني مديراً للمواجهة: على ترامب الاستفادة من التجارب المرصاد نت - متابعات تجاهل الرئيس الإيراني حسن روحاني الرد على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتكفل بذلك الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني. خطاب نار...
- عراق ما بعد الغزو... غياب السلطة وفساد وتظاهرات ! المرصاد نت - متابعات لم تتوقّف التظاهرات في العراق يوماً منذ عام 2003 بعد الغزو والاحتلال. تتنوّع هذه التظاهرات وتتوزّع زمنياً ومكانياً في المحافظات والمدن وح...
- من سوريا إلى مصر: خريف الإخوان يتمدّد! المرصاد نت - متابعات ترى كيف لنا أن نقرأ بيان الإخوان الأخير عن الهجوم التركي على عفرين السورية، وتبريرهم لهذا الهجوم؟ هل هي التحالفُات القديمة تتجدّد؟ هل هو ...
- شروط «اشتراكية» لتشكيل حكومة جديدة مع ميركل المرصاد نت - متابعات وضع وزير الخارجية الألماني والرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابرييل شرطين لتشكيل ائتلاف حاكم جديد مع حزب «الاتحاد ا...
- مقتل75 تكفيرياً في صد هجوم بالفلوجة ومقتل مساعدي البغدادي بالانبار المرصاد نت - متابعات قتل 75 تكفيرياً اثر صد القوات العراقية المشتركة اليوم الثلاثاء هجوما لـ 'داعش' في منطقة النعيمية جنوب مدينة الفلوجة. وصرح قائد...