المرصاد نت - متابعات
بعد خمسة أيام فقط على تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي استأنفت بموجبها بريطانيا خروجها من الاتحاد الأوروبي بدأت رئيسة حكومتها تيريزا ماي فعلياً في تطبيق سياسة ما بعد «البريكست»
مفضِّلة أن تكون نقطة الانطلاق من الشرق الأوسط وتحديداً من الأردن على أن تعقبها السعودية اليوم.
أمس حطّت طائرة ماي في الأردن حيث أجرت مباحثات مع الملك عبد الله الثاني تناولت «جهود محاربة الإرهاب» و«التعاون العسكري بين البلدين»، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وفيما كانت الحكومة البريطانية قد ذكرت أن ماي سترسل مدربين عسكريين بريطانيين لمساعدة سلاح الجو الملكي الأردني في معركته ضد تنظيم «داعش» أشار البيان إلى أن الملك بحث مع ماي «سبل تعزيز العلاقات الأردنية ــ البريطانية في شتى الميادين، ولا سيما في مجالات التعاون العسكري». وأضاف أنه جرى في خلال اللقاء بحث «آخر المستجدات على القضايا الإقليمية الراهنة، وفي مقدمها عملية السلام والأزمة السورية مع التركيز على جهود محاربة الإرهاب حيث جرى تأكيد أهمية تكثيفها إقليمياً ودولياً، وضمن استراتيجية شمولية للتصدي لخطره الذي يهدد منظومة الأمن والسلم العالميين».
زيارة ماي تكتسب أهمية خاصة لإجرائها في الوقت الذي تواصل فيه بلادها مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفيما ركّزت مختلف البيانات الصادرة عن الحكومة البريطانية على أنها تهدف إلى تعزيز العلاقات الأمنية والتجارية والاستثمارية خصوصاً مع السعودية التي تعدّ الشريك التجاري الأول للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط فقد ظُلِّلت بشكل كبير بالعلاقة المستجدة مع الاتحاد الأوروبي وبالانتقادات التي تتعرّض لها بريطانيا بسبب علاقتها مع الرياض وبيعها الأسلحة لها بالتزامن مع استمرار هذه الأخيرة في عدوانها على اليمن.
فضلاً عن ذلك كان هناك إجماع بريطاني على أهمية جولة ماي حصراً على الرغم من أنها تجري بالتزامن مع زيارات أخرى يقوم بها وزراء بريطانيون لأهداف تجارية واقتصادية ومنهم وزير المالية فيليب هاموند الذي يتوجّه إلى الهند ووزير التجارة الدولية ليام فوكس الذي يجول في دول آسيوية أخرى.
وعلى حدّ تعبير صحيفة «ذي تلغراف» بدأت ماي «مهمّتها التجارية والأمنية» ذات الرمزية العالية في الشرق الأوسط كجزء من خطتها لـ«مستقبل جريء وواثق» لبريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. ولفتت الصحيفة إلى أن «رئيسة الحكومة البريطانية ستبعث برسالة واضحة لأوروبا ــ وللرأي العام البريطاني ــ مفادها أن الحكومة تغتنم الفرصة بالفعل من أجل التجارة مع بقية دول العالم» وذلك في إشارة إلى رفض القادة الأوروبيين مناقشة أي اتفاق تجاري جديد مع بريطانيا، قبل موافقتها على شروط ما يسمى «الطلاق». لذا ردّت ماي على التوجّه الأوروبي بنشر وزرائها حول العالم في خلال عطلة عيد الفصح.
«المهمة الأمنية والتجارية» حازت تسمية أخرى في صحيفة «تايمز» البريطانية التي وصفت مقاربة ماي بـ«الابتزاز» لربطها اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي بمتابعة التعاون ضد الجرائم والإرهاب في رسالتها التي فعّلت بموجبها الـ«بريكست». وإذ أشارت الصحيفة إلى استغلال «الفائض الأمني» في مفاوضات بريطانيا مع بقية دول الكتلة الأوروبية ذكرت أنّ هذه السياسة ستطغى على أبعاد الجولة الشرق أوسطية حيث «ستكون الجهود لتحديد أهمية بريطانيا في الحفاظ على الأمن الأوروبي من الخطوط العريضة، التي ستتمحور حولها زيارة ماي للسعودية».
وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أكد تعمّد «ربط التجارة بالأمن» مضيفاً أن الأمر نابع من «واقع أن لدينا أكبر ميزانية دفاع في أوروبا وأننا لاعبون أساسيون في حلف شمال الأطلسي». أما الأمين العام السابق لـ«حلف شمال الأطلسي» روبيرتسون أوف بورت إلين فقد حذّر من «استخدام الجيش البريطاني كجزء من أداة المساومة».
من جهة أخرى وكما كان متوقعاً حفّزت زيارة ماي التي تقوم بها للسعودية اليوم الكثير من الانتقادات من قبل جمعيات حقوق الإنسان. وكتب المتحدث باسم «حملة مناهضة تجارة الأسلحة» أندرو سميث مقالاً في صحيفة «ذي إندبندنت» رأى فيه أن هذه الزيارة توضح معنى دعوة ماي لأن يكون الـ«بريكست» فرصة ولادة «بريطانيا عالمية حقيقية». «تيريزا ماي تقوم بزياراتها الدولية الأولى منذ تفعيل المادة 50 ولسوء الحظ تُحدّثنا هذه الزيارات بالكثير عن المستقبل الذي ستميل إليه المملكة المتحدة بعد البريكست»، قال الكاتب.
وفيما أشار سميث إلى الزيارات السابقة التي قامت بها ماي للبحرين وغيرها التي أجراها ليام فوكس للإمارات وسلطنة عمان تساءل: «ما هي الفرص التي تسمح لماي وزملائها بالحصول على إصلاح حقيقي في الوقت الذي يفاوضون فيه من أجل صفقات يائسة؟».
وفق سميث فإن «الرسالة التي تُرسل إلى الحكومة السعودية هي أنها ستحصل على الدعم الثابت. أما الرسالة التي ترسل إلى هؤلاء الذين يعانون في السجون السعودية والذين يتعرّضون للقصف في اليمن فهي مختلفة وهي أن المملكة المتحدة تنظر إلى معاناتهم كثمن يجب أن يدفعوه مقابل استمرارها في بيع الأسلحة».
المزيد في هذا القسم:
- تقرير دولي يعري انتهاكات حقوق الإنسان بالسعودية والإمارات والبحرين! المرصاد نت - متابعات ان انتهاكات حقوق الإنسان في دول مجلس التعاون تصنف بالبشعة والصارخة والتعسفية وهي تتسع بشكل كبير وتسجل أرقاما قياسية حسب تقارير المنظمات ا...
- ليبيا : أزمة إنسانية تلوح في الأفق.. الحرب تؤجل «الملتقى الوطني» ! المرصاد نت - متابعات أعلنت «منظمة الصحة العالمية» أمس أن مستشفيات طرابلس أشعرتها بوصول 47 قتيلاً و181 جريحاً منذ انطلاق المعارك في المدينة نهاية ال...
- السودان: توقيع اتفاق بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير! المرصاد نت - متابعات توصلت قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي في السودان إلى اتفاق وقّع بحضور الوسيطين الأفريقي والإثيوبي. وتوافقت هذه القوى ...
- السيد حسن نصر الله يحذر من ان تمتد يد السوء لمجاهدي المقاومة المرصاد نت - بيروت حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الكيان الاسرائيلي ومن وصفهم بالأعراب من ان تمتد ايديهم الى اي من المجاهدين والا سيكون الرد...
- نائب الأمين العام لحزب الله: التجربة اليمنية منعت سقوط اليمن في اليد السعودية وحافظة على ا... المرصاد نت - متابعات قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أمس الأربعاء أن التجربة اليمنية في مواجهة دول العدوان منعت انزلاق اليمن للحضن واليد السعو...
- غارات إسرائيلية على قطاع غزة وبان كي مون ينتقد تصريحات نتنياهو المرصاد نت - متابعات شن طيران العدو الإسرائيلي فجر الخميس 15 سبتمبر/ أيلول عدة غارات على قطاع غزة دون الإعلان عن وقوع إصابات بشرية. وقصفت طائرات العد...
- توافقٌ على إجراء انتخابات رئاسية في بوليفيا ! المرصاد نت - متابعات توصّلت حكومة بوليفيا المؤقتة وبرلمانيون من حزب الرئيس المستقيل إيفو موراليس إلى اتفاق على إجراء انتخابات رئاسية جديدة. وفي جلسة عقدها مج...
- الإمارات وإسرائيل .. علاقات سرية وعلنية المرصاد نت - متابعات يثبت أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يوما بعد الآخر أنه مثال للموظف الساذج الذي يعبر عن دولة فاشلة وسياساتها الخارجية ال...
- لبنان : فوضى المبادرات.. في دولة العجز والفشل كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن المبادرات والمبادرات المقابلة في لبنان تحت مسمّيات وعناوين مختلفة تبدأ بالاستحقاق الرئاسي ولا تنتهي بالانتخابات النيابية، مرور...
- وما الحرب؟ بداية الألفية الثالثة: في تراكم مراحل الحرب وتأوّجها ! المرصاد نت - متابعات في الزمن الذي كانت فيه الولايات المتحدة الأميركيّة والرأسماليّة العالمية تحتفل بالانتصار على المعسكر السوفياتي وحلف وارسو، وتشعر بقوة لا ...