الجيش يكمل الطوق على المسلحين وتركيا تنتقد عملياته بريف إدلب

المرصاد نت - متابعات

أفاد الإعلام الحربي باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة وجبهة النصرة الإرهابية والفصائل المسلحة المرتبطة بها من جهة أخرى على عدة محاور Adllib2018.1.10في محيط مطار أبو الضهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.


وتمكنت وحدات الاقتحام والإنزال الجوي في الجيش العربي السوري وبتنسيق مشترك خلال الساعات القليلة الماضية من تحرير مساحة جغرافية كبيرة دفعة واحدة، تعدّ الأضخم منذ بدء العمليات العسكرية بهذه المنطقة وسط انهيارات متلاحقة في صفوف المسلحين  وبحسب الإعلام الحربي فقد استعاد الجيش السوري 11 قرية بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد مواجهات مع النصرة وأتباعها.

وأكّد قادة ميدانيون أن الجيش تمكن من خرق كامل دفاعات التنظيمات الإرهابية رغم التحصينات المتقنة، لتتم السيطرة على قرى سروج وعادلية وكفريا ورويدة واستبطلات وربية وتل عوجة ورسم حميدية وحردانة والخريبة وكراتين الصغير وكراتين الكبير وربيعة يضاف إليها شبكة من الطرقات الرئيسية كطريق تل ضمان- أبو الضهور وطريق معرة النعمان - أبو الضهور، مع شبكة من الطرق الفرعية وتدمير القوى الرئيسية للمجموعات المسلحة وإيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف هذه المجموعات وأهم قتلاهم القائد الميداني لمجموعة تفتناز "موسى الحمداني" و"أبو القعقاع صالح" مع تفكيك شبكات كاملة من الألغام والعبوات الناسفة في هذه القرى.

وأشار القادة الميدانيون إلى أن هذا الإنجاز النوعي في ريف إدلب قلّص المسافة نحو مطار أبو الضهور العسكري لتصبح 3 كيلومترات إضافة إلى تقليص المسافة نحو القوات المتقدمة من جبهة الحاضر بريف حلب الجنوبي إلى 18 كيلومتراً تقريباً الأمر الذي ساعد الجيش على إكمال الطوق على مواقع المسلحين في نحو 300 قرية بأرياف حلب وحماة وإدلب وهو ما يعتبر إنجازاً عسكرياً كبيراً.

كذلك شن الجيش وحلفاؤه هجوماً على مواقع النصرة في ريف حلب الجنوبي وتقدموا جنوب "أبو رويل".

وبيّن القادة الميدانيون أنه بالتوازي مع هذه الإنجازات في ريفي حلب وإدلب استكملت وحدات الجيش في ريف حماة مهامها القتالية بتنسيق مع عمليات إدلب وتمكنت من تحرير بلدتي الرهجان والشاكوسية والسيطرة عليهما واللتين تعتبران أبرز وأضخم معاقل تنظيم النصرة والجماعات التكفيرية في ريف حماة الشمالي الشرقي بعد قتل عدد كبير من مسلحي النصرة والموالين لها.

وعلى جبهة الغوطة الشرقية سيطر الجيش العربي السوري على عدة كتل من الأبنية في محيط كراج الحجز في حرستا شمال شرق دمشق بعد مواجهات مع المجموعات المسلحة.

الي ذلك قالت مصادر بالخارجية التركية إنّ الوزارة استدعت القائم بالأعمال الأميركي في أنقرة بسبب التطورات في سوريا يأتي ذلك بعد ساعات من قول وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اليوم الأربعاء إن على إيران وروسيا أن تتحملا مسؤولياتهما كبلدين ضامنين في سوريا.

ولفت جاويش أوغلو في تصريحات لوكالة "الأناضول" التركية إلى أنه "لا أعذار" لروسيا وإيران في هجمات الجيش العربي السوري وما سمّاها "الانتهاكات لا يمكن أن تحدث دون دعم منهما" في إشارة منه إلى العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوري وحلفاؤه في ريف إدلب.

ودعا الوزير التركي موسكو وطهران إلى "لجم هجمات" الجيش العربي السوري على مناطق خفض التوتر المتفق عليها.

وأشار جاويش أوغلو إلى أنّ تركيا تسعى منذ عام كامل إلى تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا والإقدام على خطوات من شأنها رفع مستوى الثقة المتبادلة حسب تعبيره وتابع "الأوضاع على الساحة السورية معقّدة لذا من المتوقع أن يحدث بعض الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار لكن ما يحصل في الفترة الأخيرة من اعتداءات على مناطق خفض التوتر، تجاوز حد الانتهاكات المتوقعة".

وأردف قائلاً "هناك العديد من المناطق المحاصرة في سوريا وقد تم فتح معابر من تلك المناطق نحو محافظة إدلب من أجل انتقال المدنيين لكن بعض المجموعات الإرهابية دخلت إدلب من خلال تلك المعابر".

وأكّد جاويش أوغلو أنّ قوات بلاده المسلحة تواصل إنشاء نقاط مراقبة وقف إطلاق النار داخل حدود محافظة إدلب مشيرا أنّ 95 بالمئة من "الانتهاكات" تأتي من قبل الجيش السوري وداعمين له، على حدّ وصفه.

وبحسب الوزير التركي فإنّ بلاده ستعقد اجتماعاً لوزراء خارجية الدول "المتفقة في التوجهات التركية" حول سوريا بعد قمة سوتشي، مؤكداً أنّ أنقرة لن تكون في مكان يوجد فيه تنظيم "ي ب ك".

وفي سياق متصل أكّدت الخارجية الروسية إجراء مشاورات في موسكو مساء اليوم بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف حيث ستكون المحادثات بين الطرفين وراء الأبواب المغلقة.

وعقب وصوله إلى موسكو لم يتطرّق ظريف إلى الانتقادات التركية بشكل مباشر لكنه أشار إلى أنّ بلاده ملتزمة بالتعاون مع روسيا وتركيا بشأن التسوية السورية بما في ذلك التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، مؤكداً أنّ التعاون الروسي الإيراني لعب دوراً هاماً في مكافحة الإرهاب في سوريا والمنطقة بشكل عام.

يذكر أن وزارة الخارجية التركية استدعت يوم أمس الثلاثاء سفيري روسيا وإيران لدى أنقرة للاحتجاج على ما سمّته أنقرة "انتهاكاً" لحدود منطقة خفض التصعيد في سوريا التي تم الاتفاق حولها في مباحثات أستانة وأضافت مصادر أنّ تركيا أعربت عن "انزعاجها من تلك الانتهاكات" للمسؤولين الروس والإيرانيين عبر قنوات عسكرية ودبلوماسي.

وأمس قال إردوغان إن الجيش التركي سيواصل عملية درع الفرات بمنطقتَيْ عفرين ومنبج في شمال سوريا.

وفي كلمة له في البرلمان التركي أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، أشار إردوغان إلى أنّ بلاده أطلقت عام 2016 عملية درع الفرات على حدودها مع سوريا للقضاء على ما وصفه "بممرّ الإرهاب"، المتمثل في خطر تنظيم داعش والمقاتلين الكرد على حد تعبيره.

ويذكر أنّ وزارة الخارجية السورية قالت في وقت سابق إن اتفاقات خفض التوتر لا تعطي الشرعية على الإطلاق لأي تواجد تركي على الأراضي السورية.

وكان الرئيس التركي قد كشف خلال مؤتمر سوتشي عن البحث في "الخطوات التي يجب اتخاذها لتجاوز الأزمة السورية، وأن الخطوة الرئيسية تكمن في إنشاء مناطق خفض التصعيد ودعم العملية السياسية في سوريا"، مضيفاً أن "من أولويات مهامنا عدم دعم أي طرف يتحالف مع الارهاب"، لافتاً إلى أن "التوصل إلى حل في عفرين سيكون خطوة حاسمة في حل الأزمة السورية".

كما أكّد أردوغان يومها "استبعاد الجماعات الإرهابية من العملية السياسية في سوريا أولوية بالنسبة لتركيا".

الي ذلك قالت مصادر محلّية في ريف إدلب إنّ مستودعات ذخيرة لهيئة تحرير الشام في جبل الزواية جنوب إدلب تم إفراغها من قبل مجهولين بشكل كامل بعد قتل الحرس المكلّف بحمايتها وذلك بالتزامن مع قيام الحزب الإسلامي التركستاني بتفكيك سكّة قطار حلب - اللاذقية.

وأشارت هذه المصادر إلى أن المستودعات التي تم إفراغها بشكل كامل موجودة في قرى المغارة والموزرة واحسم بجبل الزاوية جنوب إدلب حيث تعرّضت لهجوم بأسلحة كاتمة للصوت بعد منتصف الليل، وقتل الحرس المكلّفين بحراستها ومن ثم إفراغها بشكل كامل.

وأضافت المصادر أن المستودعات تحوي كمّيات كبيرة من الذخائر والقذائف والصواريخ، وتم نقلها إلى جهة مجهولة حيث قامت جبهة النصرة باقتحام المنازل وتعذيب بعض سكانها في محاولة لمعرفة الجهة التي سرقت مستودعاتهم، ومن ثم قامت بنشر دوريات تقوم بجولة في جبل الزاوية.

واتهم ناشطون حركة أحرار الشام بإرسال مجموعات تتبع لها من أبناء المنطقة لتنفيذ عملية إخلاء مستودعات الذخيرة التابعة لجبهة النصرة انتقاماً لمقاتليها الذين لم تخرجهم الأخيرة من سجونها.

من جهة أخرى بدأ الحزب الإسلامي التركستاني صباح الأربعاء بتفكيك سكّة قطار حلب - اللاذقية بدءاً من منطقة جنة القرى وذلك عبر نشر عشرات العناصر على طول السكّة والبدء بتفكيكها، تحضيراً لبيعها ودفع الرواتب لمقاتليها.

وأفادت مصادر محلية بأن الرّتل الذي خرج قبل يومين من جسر الشغور عبر الأوتستراد الدولي نحو جبهات ريف إدلب الجنوبي ونُشرت صوره على صفحات التواصل الاجتماعي لرفع معنويات أنصار المسلحين، عاد أدراجه بنفس اليوم لأسباب مجهولة.

وكان الحزب الإسلامي التركستاني قام قبل أشهر بتفكيك محطة زيزون الحرارية بريف إدلب وبيعها لتجّار أتراك.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية