المرصاد نت - متابعات
وصل رجل الأعمال والملياردير الأمريكي، دونالد ترامب إلى سدة الحكم في 20 يناير 2017 جالبا معه عقليته التجارية في إدارة البيت الأبيض جاعلا من هذا البيت مكتبا عقاريا لادارة أزمات بلاده من خلال تصدير الأزمات إلى بقية شعوب العالم
وفي حال قامت هذه الدول بتقديم أي اعتراض على السياسة الأمريكية الجديدة القديمة لا يتوانى ترامب بتهديدها على الهواء مباشرة والأمثلة كثيرة في هذا الإطار.
ومن يدقق بالفترة الحالية التي يتولى فيها ترامب منصب رئاسة الولايات المتحدة يجد أن جميع المستجدات السياسية والعسكرية في المنطقة والعالم أجمع تحمل أبعاد اقتصادية حتى أن تأزيم الأوضاع في المنطقة والعالم يعود لاسباب اقتصادية.
واليوم نجد أن ترامب يمضي في هذه السياسة قاطعا أشواطا كبيرة عن الرؤساء السابقين للولايات المتحدة، ليعلن مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس دونالد ترامب شارفت على استكمال خطة جديدة شعارها "اشتر المنتج الأمريكي" تطالب الملحقين العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين بالمساعدة في الترويج لصفقات في الخارج لصناعة السلاح الأمريكية بمليارات الدولارات، بحسب رويترز.
الخطة الجديدة ستجعل من موظفي السفارات فريق مبيعات للشركات الدفاعية وأن يتحدثوا نيابة عنها، وهذا الأمر يعد تغيير كبير في السياسة الأمريكية التي وعد ترامب بأنه سيغيرها للأفضل وسيعمل على إتاحة الوظائف في الولايات المتحدة وذلك ببيع المزيد من السلع والخدمات في الخارج من أجل خفض العجز التجاري الأمريكي الذي بلغ أعلى مستوياته منذ ست سنوات مسجلا 50 مليار دولار.
هذه السياسة مضى فيها ترامب منذ توليه منصب الرئاسة حيث عمل على إيهام دول ما في المنطقة بأن دول مجاورة لها تمثل لها تهديد كبير أو يعمل على إخافتها منها وإظهارها على أنها "بعبع" يريد الإنقضاض عليها، ومثال ذلك السعودية التي حرص ترامب على إقامة أفضل العلاقات معها علما أنها تملك سجل ضعيف جدا في مجال حقوق الإنسان إلا أنه عقد معها صفقات أسحلة وصلت قيمتها إلى 400 مليار دولار واصفا إياها بأنها بقرة حلوب يجب استغلالها قدر الإمكان من خلال تسليحها وإجبارها على شراء أسلحة لمواجهة "الخطر الإيراني" كما تدعي واشنطن بهدف استنزاف المملكة ماديا، علما أن المملكة نفسها لاتملك قوة بشرية لتشغيل كل هذه الأسلحة التي تبيعها إياها واشنطن.
الأمر الثاني ورغم كل الانتهاكات التي قامت بها الرياض في اليمن من تدمير وتخريب واستهداف للأبرياء لم تحرك الولايات المتحدة الامريكية ساكنا، بالعكس من صالحها أن تستمر السعودية باستنزاف اليمن لأن هذا الأمر يضمن لها مبيع المزيد من الأسلحة.
وصفقات الأسلحة لا تقتصر على السعودية فقط ففي أقل من 10 أشهر مضت من العام الماضي 2017، كانت كفيلة بتسجيل 11 صفقة تسليح ضخمة لدول الخليج الست؛ "السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، البحرين، عُمان".
وستنفق الإمارات 3,5 مليار دولار لشراء 27 مروحية هجومية من طراز "أباتشي آي أتش-64 إي" بالإضافة إلى معدات دعم، مصنعة من قبل "بوينغ" و"لوكهيد مارتن"، أما قطر، فطلبت ثماني طائرات شحن عسكرين من طراز "سي-17" إلى جانب محركات احتياطية، في عقدين تبلغ قيمتهما 781 مليون دولار.
وتعد الولايات المتحدة الامريكية أكبر دول العالم إنتاجا وتصديرا وامتلاكا للسلاح والتي وصلت الموازنة العسكرية لها إلى 620 مليار دولار سنويا وهو يعد أكبر من تخصيص 15 دولة لميزانيات السلاح، وأكثر الدول مستوردة للأسلحة بالشرق الأوسط هي المملكة السعودية ولكن غير مسموح للسعودية أن تنتقي ماتريده من الأسلحة خاصة إذا كان ماتريد شرائه يضر بأمن حليفتها "اسرائيل".
أفضل حل لدى واشنطن لكي تضمن استمرار تدفق بيع السلاح للعالم هو تأزيم الأوضاع في الشرق والغرب وإثارة الفتن والنعرات بين مختلف الدول وداخل الدول نفسها، ورأينا هذا المثال واضحا بين السعودية وقطر، حيث أزمت واشنطن الأمور بينهما ليبدأ سباق التسلح لدى البلدين الجارين، الأمر نفسه حدث في آسيا، حيث أرعبت واشنطن كل من كوريا الجنوبية واليابان من كوريا الشمالية وأظهرتها بأنها تمثل تهديد للعالم أجمع لضمان عقد صفقات أسلحة مع كلا البلدين وهذا ما حصل، فخلال زيارته الأخير لليابان قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن اليابان بإمكانها إسقاط الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية "في الجو" باستخدام معدات عسكرية من الولايات المتحدة واضاف ترامب حينها أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي"سيشتري كميات كبيرة من المعدات العسكرية" من الولايات المتحدة.
ولكي يظهر تضامنه مع الحلفاء لابد من ان يهاجم ترامب كوريا الشمالية بين الفينة والأخرى وهذا ما فعله في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مهددا "بتدمير كوريا الشمالية بالكامل... إذا اضطرت الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها".
ولم يكتفي بهذا ترامب فقد هدد أعضاء حلف الناتو مرارا وتكرارا معتبرا أن بلاده تقدم الدعم لبعض الدول دون أن تدفع هذه الدول أي مبلغ مادي، وأوضح ترامب في كلمة سابقة له أنه يرفض أن تحمي الولايات المتحدة الأمريكية دولاً أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لا تدفع ثمن تكاليف عضوية الحلف.
في المقابل اعتبر أعضاء الحلف ان القرار الأخير لترامب بشأن القدس يشكل تهديدا كبيرا لوجود الحلف ككل، حيث قال خبراء ألمان وأروبيين بأن سياسة ترامب تجاه الصراع القائم منذ عقود بالشرق الأوسط يهدد أوروبا بطوفان جديد من اللاجئين وينذر بانفراط عقد حلف شمال الأطلسي" الناتو".
المزيد في هذا القسم:
- السلطة الفلسطينية تدافع عن السعودية... والاستنفار الإسرائيلي متواصل المرصاد نت - متابعات في محاولة لتجنب الغضب السعودي وتلافياً للإحراج المترافق مع ضغوط الرياض من أجل تسوية القضية الفلسطينية قالت رام الله إن المملكة لن تطبّع ا...
- مناورات لـ«الناتو» وإجراءات انتقامية: كييف تتعمّد استفزاز موسكو ! المرصاد نت - متابعات بين التهديد وتبادل الاتهامات تتصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية وسط انقسام غربي حول تمديد العقوبات على موسكو. التوتر في آزوف حُمل إلى قمة &...
- بداية المخاض لولادة شرق اوسط جديد يخدم اسرائيل المرصاد نت - متابعات لم تفلح حناجر المصريين الهاتفين بـ "مصرية مصرية" بمنع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية الت...
- ترامب لـ"إن.بي.سي": مستعد للتفاوض مع إيران من دون شروط مسبقة! المرصاد نت - متابعات أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية أنه"مستعد للتفاوض مع إيران من دون شروط مسبقة" مضيفاً "مستعد لإجر...
- الغارديان : تعرض الاطفال للاغتصاب بمخيمات اللاجئين في اوروبا المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية النقاب عن تعرض أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات للاعتداء الجنسي في المخيمات الأوروبية الرس...
- فلسطين في مواجهة الأصيل "الأمريكي" والوكيل "العربي" ؟ المرصاد نت - متابعات أغلق خلفه الباب عائداً إلى أرضه التي لا يقبل بأن يساومه أحد عليها كما لا يقبل تجاهل قضية بلاده التي دفع عليها هو ورفاقه وأبناء بلده دماء ...
- الكونغرس يُجهّز الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل؟ المرصاد نت - بيروت حمود بعنوان «أفق جديد في علاقات إسرائيل والولايات المتحدة: من نقل السفارة إلى القدس حتى الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان&raqu...
- اسرائيل تستدعي سفيرها في السويد بعد الاعتراف بدولة فلسطين استدعت اسرائيل سفيرها في ستوكهولم للتشاور، وذلك اثر اعتراف السويد بدولة فلسطين. واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نحشون ان "هذا الام...
- الهجوم الإسرائيلي على جنين.. مصر وإيران والأردن تندد والخارجية الفلسطينية تدعو أميركا للتد... المرصاد-متابعات دانت حكومات الأردن ومصر وإيران الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين دعت وزارة الخارجية الفلسطينية الإ...
- العوامية: «كُثبان الوهابية» تجتاح السور المرصاد نت - متابعات بعد 90 يوماً من الحصار اجتاحت قوات النظام السعودي حيّ المسوّرة التاريخي في العوامية لتسوّيه في الأرض التشفي والانتقام كانا حاضرين في الهج...