المرصاد نت
ثمة صراع من أجل البقاء وآخر من أجل السيادة فتضيق حلقات وتتوسع أحريات تبعاً لنوعية الصراع المحموم، فتنشأ مؤسسات وهيئات ومنظمات في دول العالم المتقدم لإدارة الصراع بنوعيه لدول العام النامي الذي تراوح دوله في مكانها بحثاً عن مخرج من ذلك الصراع من أجل البقاء الذي يحتدم مطلقاً بين أبناء الوطن الواحد والذي ألف الانقسام تارة من أجل التطور والتقدم، وتارة أخرى من أجل التداول السلمي للسلطة.
ذلك لأن الشيطان الأكبر في هذا العالم الفسيح يريد أن يختزل المبادئ والقيم الإسلامية في مجرد معرفة إذْ لا يسمح باستحالتها إلى سلوك عملي حي، فالحرية الشخصية مثلاً لا تعدو كونها ترفا معرفيا وثقافياً، فالمناهج والمقررات الدراسية في مصفوفة الدول العربية تعزز الغباء الوطني والقومي والديني وتدفع باتجاه العزلة العلمية والثقافية، وتساهم إلى حد كبير في التسويق لثقافة الاختزال التي يعاني منها وطننا العربي والإسلامي أشد المعاناة.
وإذا رأينا أن في الوحدة قوة نقت الضفادع في غير موسم النعيق لتختزل مبدأ الشورى الإسلامي الأصيل في مجرد الديمقراطية التي قدمت للعالم الثالث وعالمنا العربي والإسلامي جزءا منه بقالب منمق لفظاً وسلوكاً وذلك عندما لا تفهم أن التعددية السياسية والتشظي والتشرذم وجهان لعملة واحدة على أن جذوة الصراع من أجل البقاء تجعل من التداول السلمي للسلطة مجرد شعار معرفي وثقافي ليس إلاَّ، فتلك الانتخابات الرئاسية في معظم الدول العربية والإسلامية لم تعط دلائل أو مؤشرات عن صدق التوجه، ذلك لأننا لم نسمع بسقوط أي رئيس عربي في الانتخابات حيث يحقق رئيس السلطة نسبة 99.9 % إلاَّ النموذج الإسلامي في عهد الرئيس السوداني سوار الذهب الذي لم يزور وسلّم السلطة حينما شهدت مخرجات ونتائج الانتخابات بخسارته.
إن الأنظمة العربية والإسلامية تعيش حالة من التصدع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي امتداداً لأزمة الشورى وغياب المشروع النهضوي الشامل، فالزعامات العربية والإسلامية تهرول وتضعف أمام أمريكا ودول أوروبا، ودول الخليج العربي عبارة عن بقرة حلوب تتفانى وتمضي في سبيل تمويل الأمم المتحدة والمنظمات والمؤسسات الرسمية والشعبية في دول الكفر، فاليهود والأمريكان هم من يقود العالم ويصنع للأمة العربية والإسلامية ودول العالم الثالث المشكلات والويلات.
وهذا احد الملوك في غابر الزمن كان لديه وزير محنك مرض مرضاً شديداً وزاره الملك وهو في فراش الموت، فقال له: ستذهب وتتركنا فأناشدك الله أن ترشح لي وزيراً في مستوى حنكتك، فقال الوزير المحنك: أطلب ممن تريد أن يشغل منصب الوزير أن يأتي بشوال مليء بالفئران، فمات الوزير وقام الملك بدعوة الناس الذين يريدون أن يستلموا منصب الوزير بأن عليهم جمع الفئران في شوال، ولم يتمكن الجميع من إحضار شوال ملىء بالفئران لأن الفئران كانت تقرض الشوال وتحرر نفسها من أسر الشوال بيد أن شخصاً واحداً أحضر الشوال مليئا بالفئران، فتعجب الملك وقال له: أنت الآن وزير لمملكتي ولكن أخبرني كيف نجحت، في ما فشل به الجميع، فقال الوزير الجديد: المسألة بسيطة وتحتاج إلى حدة في الذكاء وذلك لأني حينما كنت أضع فارا في الشوال كنت أهز الشوال، فالفئران كانت تتقاتل في ما بينها داخل الشوال نتيجة الهز ولم تفكر في الخلاص والخروج من الشوال، وهذا ما ينطبق على اليهود والأمريكان الذين وضعوا كل قطر عربي في شوال وأفرطوا في هزه وتمادوا بالهز حتى انشغلنا بالصراع في ما بيننا على مستوى القطر العربي والإسلامي الواحد وعلى المستوى الوطن العربي والإسلامي الواحد.
إن عنوان المقال هو عبارة أطلقها الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد ترحيله عن السلطة.. فحقاً أن المتغطي بأمريكا عريان.. وحقاً أن النظم العربية والإسلامية عملاء وخانعون لأمريكا وحلفاء لإسرائيل وداعمون للصهيونية العالمية حيث يجب على شعوبنا العربية والإسلامية أن تستيقظ من غفوتها وتبادر إلى إحداث وعي وصحوة أُفقية تكون مقدمة صائبة للوعي والصحوة الرأسية بتطهير رأس القرار العربي والإسلامي من العملاء واستبدالهم بأناس مخلصين لأوطانهم ربانيين يسيرون على منهج القرآن الكريم فقد جُربت الاشتراكية وجربنا العلمانية فأُثبت فشلهما فسقطت الاشتراكية، وعروش العلمانية في طريق ذلك السقوط.. وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصنعون.
كتب : عصام حسين المطري
المزيد في هذا القسم:
- حملة الجيش اليمني: رسالة اتهام للأحزاب شهدت الأسابيع الماضية أول حملة عسكرية جادة ضد تجمعات تنظيم القاعدة في اليمن، الذي كان يتحصن في مناطق شديدة الوعورة بجنوب شرقي البلاد. وبعيدا عن تعقيدات العمليات...
- التراب المقدس يلتهم الغزاة ! بقلم : فيصل الهطفي المرصاد نت الأرض التي فاح عبيرها لاتقبل الرجس والدنس ﻻنها طاهرة فمن أراد أن يطأ ثراها يتعثر وتتلاطم أقدامه تجعل من غزاها طعامأ للوحوش والكلاب اليمن تعرف رج...
- أطفالهم يفرحون وأطفالنا يموتون ! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت ستحتفل شعوب العالم العربي والإسلامي بعيد الأضحى المبارك والشعب اليمني ليس له إحتفال ولا زالت طائرات الموت تحلق فوق رؤوسهم ولا زال الشعب اليمن...
- خطاب السيد عبدالملك ... بين الاسس الجامعة و مد اليد كتاب - المرصاد في بداية الخطاب رسم السيد مفهوم حركة انصار لمكونات الدين واهمية الاسلام كدين جامع غير مفرق ووسيلة تعبديه طاهره تقود الى حياة...
- لو كان أطفال اليمن ينزفون نفطاً ؟ بقلم : عبدالمنان السنبلي المرصاد نت لأنهم كآبائهم و أمهاتهم يلوكون الصخر و يقبضون على جمر الظروف المتجهمة و العابسة فليس لأصواتهم وصراخهم صدىً في آذان المتفرجين ولن يكون . لأن منه...
- ماذا بعد الكرت الاصفر؟؟ تنظيمية الجراف تقلد تنظيمية ساحة التغيير بتوع الجماعة 2011م، وتحذوا حذوها وتقتفي اثرها، و لا غرابة فهناك من كان عضوا في تنظيمية ساحة التغيير، هو اليوم عضو في تن...
- المملكة السعودية: بداية النهاية في استمرار العدوان على اليمن المرصاد نت الأمر كان متوقعاً بأن يحدث صراع للأجنحة داخل الأسرة الحاكمة في المملكة وكذا حدوث انشقاقات واضطرابات بسبب الانتقال من المجال الأفقي (من الأخ لأخيه) إ...
- كفايه جرع ,, أعتقد أن شعبنا تجرع من الويلات في تاريخه البعيد والقريب ما يكفي، وأن الجرع المختلفة سياسياً واقتصادياً التي تلقاها كانت كافية لتحمله إلى القبر، لكن صبره وصلابته...
- أمريكا .. ودروب الغفلة ! المرصاد نت مع بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين لا بد أن نمعن النظر في الواقع العربي والإسلامي لنقرأ التحولات المريبة بوعي ومسؤولية ، ونعرف ما طرأت ...
- الثورة هي !! مرحلة المخاض لانبلاج الجديد من القديم , او بكلمة اخرى هي مرحلة الصراع بين الماضي والمستقبل بكل ماتحمله الكلمة من معنى , واهم سمات الثورة هو ذلك الصراع بين الماض...