المرصاد نت
مفتتح :
الشرعية هي مكانة رمزية ، كما هي دور ومهام وقضايا مطلوب إنجازها لصالح الناس البسطاء اصحاب المصلحة في الاصلاح والتغيير، الناس الذين من المهم بل من الضروري والواجب أن يحسوا ويشعروا ويلمسوا أن مطالبهم ومصالحهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية تتحقق على الارض خيرات معنوية ومادية (كرامة وسيادة واستقلال ووحدة).
الشرعية دائماً لها صلة بالحق وبالقانون، وتقف خلفها مشروعية اجتماعية، يتم تجسيدها أو تحققها بإرادة شعبية حرة. على أن هذه الشرعية ليست شيكا على بياض، هي أبداً ودائماً محكومة بإنجاز ما أرادته الإرادة الشعبية في واقع الممارسة.
إن استمرار حالة الرضا والقبول أو تناقصهما وتراجعهما، هو ما يحدد الموقف السياسي والإجتماعي، من هذه الشرعية أو تلك. ومن هنا قولنا إنها ليست رصيداً مفتوحاً بيد الحاكم يصرفه ويعبث به كيفما يشاء. هذا من حيث المبدأ.
والشرعية اليمنية الانتقالية أوجدتها ظروف معقدة لم يُنجَز منها شيء حقيقي ملموس على الأرض، أي لم ينجز شيء من المطالب والأهداف التي جعلت من الشرعية شرعية.. نقصد المطالب والأهداف التي تم انتخابها على أساسها، والتي في تقديرنا تعود لأسباب عديدة ذاتية وموضوعية، داخلية وخارجية.. ولن نتنافش هنا حول تلك الأسباب والخلفيات لتآكل الشرعية وتعثرها، فذلك لا يتسع له هذا المقام.
إن ما يهمنا في هذه الإطلالة السريعة هو التساؤل - السؤال - هل هناك شرعية تقول باستعادة الدولة، وجلبت من أجل ذلك كل الخارج إلى داخلنا، وليس لديها خطاب سياسي؟ بل والأهم هل هناك شرعية تقول باستعادة دولة وليس لها مكان جغرافي وطني (أرض) تنطلق منها لاستعادة تلك الشرعية؟ وهل هناك شرعية بدون آلة إعلامية (منظومة إعلامية) مستقرة فاعلة ومعلوم مكانها، ورموزها تشتغل وتتحرك ضمن عمل مؤسسي؟ أقصد: منظومة إعلامية تعبر عن روح هذه الشرعية، وتدافع عنها، وتنشر خطابها السياسي والإعلامي بين الناس، في مقابل الخطابات المضادة لها.
هل سمعتم عن شرعية تقبل أو تسمح أن تقوم دولة خارجية بإعادة بناء جيشها الوطني كما جاء في بعض نصوص اتفاق الرياض؟! وهل هناك شرعية لا تملك الحق في فرض مبيت أو إقامة طيرانها المدني على أرضها الوطنية إلا بإذن من دولة اجنبية؟ هل هناك شرعية لا تملك حق التصرف في إدارة موانئها ومطاراتها؟.
أسئلة في الإجابة عليها ينطوي إدراك مدى غياب المعادل الذاتي للشرعية القائمة في بلادنا، والتي تطالب بحقها في استعادة الدولة، وهو الحق - استعادة الدولة - الذي صار دمه موزعاً بين أطراف عديدة: التحالف السعودي/ الإماراتي، والحوثيين "أنصار الله" و"المجلس الانتقالي"، ناهيك عن الأطراف الإنتهازية الفاسدة المختلفة المصطرعة في قلب بنية ما يسمى "الشرعية"، والتي نرى ونقرأ تمظهراتها التناقضية والصراعية في كل الجغرافيا اليمنية: من عدن، إلى أبين وشبوة إلى تعز، ومأرب والساحل الغربي ...إلخ .
اخبار التغيير برس
إن السلطة الشرعية، بل وحتى غير الشرعية، التي جاء بها الانقلاب أو قوة التغلب، لها في الواقع (الغالب) خطابها السياسي، وإعلامها الذي يروج ويكرس تعميم هذه الشرعية أو تلك في واقع الممارسة، إلاَّ الشرعية اليمنية التي يعترف بها العالم كله، ولا تعترف هي بكونها شرعية، وهنا تكمن مأساة علاقتنا بها .
إن مهمة الخطاب السياسي هو التعبير عن الشرعية وتجسيد معناها في واقع الممارسة. ولأن الشرعية اليمنية مفصولة عن الواقع، وسلطاتها موزعة عمليا بين أطراف واتجاهات متعددة، بعد أن تنازلت هذه الشرعية اختيارياً أو قسرياً عن معنى شرعيتها لصالح دولتي التحالف (الإمارات/ السعودية)، ولصالح الحوثيين في مناطق شمال البلاد، وللمجلس الانتقالي في جنوب البلاد، وخاصة بعد إعلان ما يسمى "إتفاق الرياض" الذي ولد ميتاً وخدمة لأغراض دول خارجية، ولذلك لا يظهر في سطح الإعلام المنتشر، سوى خطاب "التحالف" السياسي والاعلامي الذي حل بديلاً واقعياً عن الشرعية المجازية، وخطاب الحوثيين " أنصار الله" الذي يشتغل بمهنية إعلامية، وبقدرة سياسية عالية، وإلى جانبهما إعلام المجلس الانتقالي.
إننا حقيقة أمام شرعية مغتربة عن نفسها، وعن الواقع، وبالنتيجة لا خطاب سياسي وإعلامي لها لأنها فقدت بوصلة الرؤية الوطنية في واقع الممارسة، باستثناء تصريحات وبيانات إعلامية مناسباتية نطالعها بين الحين والآخر في بعض القنوات الفضائية الداعمة للتحالف وبحدود معينة.
إننا حقيقة أمام شرعية مأزومة، ومع كل يوم يمر تفقد الكثير من رصيدها السياسي والوطني، بل والأخلاقي.
وإذا ما أستمر الحال على ما هو عليه، فإنها إلى التآكل والتحلل والانقراض التدريجي تسير، لأن استمرار أدائها المضطرب والمرتبك والضعيف هو من سيقودها إلى حتفها ومعها كل الوطن - لا سمح الله - ورحم الله الشهيد الفقيد عدنان الحمادي رمزاً عسكرياً ووطنياً لما تبقى من شرعية يجرى اغتيالها في كل يوم.
إن أزمة الشرعية القائمة هي أحد أوجه وأسباب اغتيال القائد العسكري والوطني عدنان محمد الحمادي، والخشية كل الخشية أن يتم اغتياله ثانية من خلال لجنة تكون مهمتها محو دوافع وأسباب القتل، وتسجيل قضية الإغتيال ضد مجهول كالعادة؟!
ليضاف اسم الشهيد عدنان الحمادي الى قائمة الشهداء : اللواء جعفر محمد سعد،
والقضاة، ورجال البحث الجنائي، وشباب الثورة (ابن الطويل، وامجد محمد عبدالرحمن)، ود/ محمد عبدالملك المتوكل، ود/ عبدالكريم جدبان، ود. أحمد شرف الدين، والأستاذ/ عبدالكريم الخيواني، والقائمة مفتوحة وفقا لما تستدعيه وتطلبه أجندة الإغتيالات من جماعات القتل في الداخل، أو المنفذة لاجندات اجهزة القتل في الخارج والاقليم .
كتب : قادري أحمد حيدر
المزيد في هذا القسم:
- بركان2 هل سيكون بداية لنهاية البربرية السعودية ام نهاية لمن اطلقوه؟ المرصاد نت من البداية ومكونات المحاصصة بالارض والانسان يعملون على خط واحد هو استخدام الرد اليمني المشروع على البربرية السعودية كرسائل لاقناع السعودي بهم لا من...
- سوق التجارة السوداء في اليمن . المرصاد كتب: عبدالجبار الحاج في هذا البلد الذي يتعرض لحرب عدوانية واحتلال من دول الجوار امتدادا لسلسلة ثلاثة حروب كبرى تعرضت لها اليمن من العار علين...
- لماذا يغلقون سفاراتهم؟!!! موقف الامبريالية الرأسمالية السياسي من ثورة 21سبتمبر هو امتداد لموقفها الايديولوجي السلبي من الثورة ذاتها التي تنظر لها انفجارات شبه بربرية خارجة عن السيطرة وان...
- فوائد ومخاطر من حرب الجيش ضد القاعدة !! بينما كان الاخوان المسلمون في اليمن يحاولون زج الجيش في حرب مع انصار الله بمحافظة عمران وصنعاء جاء ت الحرب التي يخوضها الجيش ضد القاعدة في الجنوب لتؤكد مقولة ...
- فرز ألوان الوجوه ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت العدوان على اليمن مثلما فرز المواقف الدولية وكشف حقيقة الأمم المتحدة ومنظماتها والنظام العالمي وأجنداته ومن يتحكم في قراره وكيف يتعاطى مع القضايا ا...
- وعي الشعب بين السلام والإستسلام ! المرصاد نت مر ما يقارب الأربع سنوات وهم يستهدفون الشعب اليمني بشتى أنواع الحروب العسكرية والاقتصادية والاعلامية والنفسية والناعمة من أجل تحقيق حتى هدف و...
- الثورة الأم في موكب الإستحمار ! بقلم : الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت من المؤكد أن يطلع علينا هذا المنتهية و لايته في ليلة العيد الوطني الرابع و الخمسين للثورة السبتمبرية المجيدة بخطابٍ يتحدث فيه لرفاقه في الغرف المجا...
- السعودية لا تحارب بل ترتكب جرائم حرب ! بقلم : محمد عايش المرصاد نت هذا هو الحال طوال 16 شهرا من عدوانها، كل ما تفعله هو الانتقال من جريمة كبرى إلى جريمة أكبر.. فقط. آلاف اليمنيين المدنيين حصدتهم آلتها الهم...
- الامارات والاصلاح: تحالف علني وصراع سري ! بقلم : مني صفوان المرصاد نت اعلنت “دولة الامارات” موقفها واجندتها في اليمن في وقت مبكر توسعها في الساحل الغربي افصح علانية عن اهدافها العسكرية ومؤخرا جاءت عملية &l...
- مبارك ملك الحزم .. قمة في الحضيض ! بقلم : أ. عبدالملك العجري المرصاد نت ارادت المملكة السعودية فرض هيمنتها على الجامعة العربية كمنظمة اقليمية لتعزيز نفوذها على النظام العربي والاقليم الا ان سياستها لم تؤدي الا ...