اليمن ومنذ زمن بعيد وأمريكا تحاول أن تسيطر وتفرض الهيمنة عليه سيما وهي من تمتلك الموقع الجغرافي الهام الذي يمثل الركيزة لشبه الجزيرة العربية والغني بالثروات التي لا زالت في باطن الأرض .. فالمحاولات كانت كثيرة وكان قد أصبحت أمريكا تهيمن على اليمن هيمنة كاملة وبدأت تتحرك في العلن في مرحلة زمنية قريبة أي بعد ثورة 2011م ومساعدة الإخوان المسلمين للصعود إلى سدة الحكم على العموم الحديث كثير ولا نريد أن نسهب فيه .. لكن حصل ما لم يكن في الحسبان أن تحرك الشعب اليمني في ثورة 21 من سبتمبر 2014م والتي مثلت زلزالا هز المنطقة وقلب المعادلات .. فالانتصار الشعبي الذي اسقط الهيمنة والوصاية واسقط قوى الإجرام من كانت تتآمر على البلد وتعبث بمقدراته لم يكن أمرا عابرا أو عاديا بل اقض مضاجعهم ليثبت بعد ذلك الشعب اليمني للعالم بأسره انه إرادته انتصرت .. وأسقطت الطاغوت ومن ثم تحرك الشعب اليمني إلى بناء دولته العادلة .. هنا دول الاستكبار لم يرق لها هذا التغيير وهذا الانجاز الشعبي ولذلك تحركوا إلى الدفع بتحريك الورقة الأمنية .. لكي ينغصوا حلاوة النصر الذي حققه الشعب والمحاولة لإغراق البلد في مستنقع الصراعات البينية من خلال إحياء النزعات الطائفية والمناطقية والمذهبية .. لينفذ بعد ذلك السيناريو العراقي والسوري وتغرق اليمن في هذا المستنقع ويدفع اليمنيون فاتورة باهظة .. لأنهم رفضوا الوصاية والتبعية وتحركوا إلى بناء مستقبلهم وحاضرهم بأيديهم بعيدا عن ما كانت تمارسه بعض الدول الخارجية وتفرضه على اليمن .. طبعا هذه التحركات الخارجية مردوفه بإعلام موجة للداخل اليمني لخلخلت المجتمعات وإحداث ثغرة للدخول من خلالها لتنفيذ المؤامرات وهذا فعلا ما يحصل ..
فمن يتابع أداء قنوات الفتنة التابعة للمشروع الأمريكي يجدها اليوم تحاول بشكل واضح أن تنمق صورة الذراع الاستخبارتي المسمى القاعدة في اليمن وتقول أن هذه العناصر تتوسع حاضنتها المجتمعية .. في الوقت الذي يتحرك الشعب كل الشعب جنبا إلى جنب مع القوى الأمنية والعسكرية في ترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظات والمدن اليمنية .. ومواجهة هذه العناصر الاستخباراتية سيما بعد أن انتصرت الثورة الشعبية وسقوط الهيمنة والوصاية .. فالأداء الإعلامي والتركيز الواضح من هذه القنوات الفتنوية يؤكد ما لا يدع مجالا للشك أن التوجه الخارجي واضح في تحريك هذه الورقة الأمنية .. مترافق مع حملة إعلامية منظمة تعمل على شقين الأول تشويه الثورة الشعبية والتقليل من شأن الانجاز الكبير الذي حققه أبناء الشعب والشق الآخر العمل على تنميق صورة ما يسمى بالقاعدة والترويج لها .. في الوقت الذي تتحرك قوى الاستكبار في استهداف الشعب والنيل من حريته واستقلاله والعبث بأمنه واستقراره .. وهذا مخطط واضح ولذلك والحمدلله بات الشعب يدرك الخطر ويتحرك في الاتجاه الصحيح الذي يفشل هذه المخططات ..
هنا نقول أن أبناء الشعب اليمني استطاعوا أن يثبتوا للعالم كل العالم بأنهم شعب واعي ولن يقبل الوصاية والهيمنة ولن تمرر عليه المشاريع الخارجية ولن تكون اليمن كالعراق وسوريا .. ولذلك الشعب اليمني يتحرك في قطع خيوط المؤامرات ويثبت معادلة مغايره في التصدي للمشروع الأمريكي التكفيري بدون الحاجة إلى تحالف دولي .. لأنه يدرك كل الإدراك أن الدول الاستكبارية هي من صنعت هذه التنظيمات وهذه العناصر وهي حريصة كل الحرص على بقائهم كذريعة لاحتلال الشعوب وتمزيق المنطقة وتقسيم المقسم .. ولنا عبره بما هو جاري في العراق وسوريا كيف أمريكا تدعمهم وكيف تسهل لهم وكيف في نفس الوقت تحاربهم .. وفي نفس الوقت يتوسعون ويسيطرون على مدن ومحافظات بأكملها في ظل إعلان أمريكا ودول الاستكبار الحرب عليهم ..
في المقابل الشعب اليمني هو يعرف أن هذه مسرحية ولن ينتظر حتى تمارس العناصر الاستخباراتية المسماة قاعدة وداعش وأخواتها الذبح والقتل .. وتتمكن كما تمكنت في العراق وسوريا ولن ينتظر إلى تدخل دولي حتى يأتي ليمارس المسرحية الهزيلة التي يقوم بها في العراق وسوريا في هذه الأيام .. وبالتالي الشعب كل الشعب حسم أمره وتحرك فيما هو خير للبلاد جنبا إلى جنب مع القوى الأمنية والعسكرية لمواجهة كل المشاريع الخارجية غير أبهين بما يتردد في الأبواق الإعلامية المشوهة والمغرضة وهذا ما هو حاصل اليوم .. فالعناصر المسماة القاعدة تندحر من أماكن كثيرة ابتداء بمعسكر كتاف ودماج وحوث وعمران ومأرب والجوف وأرحب وكيف كان الدور الشعبي مثمرا في دحر هذه العناصر من هذه المناطق .. وأيضا ما حصل مؤخرا في الوكر الأكبر لهم في مقر الفرقة الأولى مدرع .. فما يتحقق اليوم من انجاز كبير يصنعه أبناء الشعب في رداع وأب ليس بالأمر السهل سيما وهذه المناطق كانت تمثل اكبر التجمعات لهم .. ولذلك الشعب ليس الخاسر في هذا التحرك بل كان أمريكا تريد أن يبقى الشعب نائم وفي سبات عميق حتى تمرر مشاريعها وتزرع الضغائن وتنشر الفتن وتمكن عناصرها الاستخباراتية من إحكام السيطرة على الكثير من المناطق .. ويصبح واقعنا كالعراق وسوريا لكن الشعب تحرك قبل فوت الأوان وسارع في إفشال هذه المؤامرات ..
المزيد في هذا القسم:
- نكاد نفقد أنفسنا مع المستقبل إن لم نفهم؟ المرصاد نت نكاد نفقد أنفسنا مع المستقبل إن لم نفهم؟ كتب: أ . عبدالباسط الحبيشي من يفقد بوصلة التاريخ وتسلسل الأحداث وربطها لمعرفة الحقيقة يضيع وتضيع معه أجي...
- تفاوض واحتلال ! بقلم : د. جمال محمد الشهاري المرصاد نت مع بدء المفاوضات في الكويت سادت حالة من الركود والركون لدى الناس مع آمال بأن تؤدي هذه المفاوضات إلى وقف العدوان ورفع الحصار ولكن ومع دخول العدو ...
- تفنن في الاداء والفشل حليفه ! بقلم : حنان غمضان المرصاد نت عدوان فاشل بكل المقاييس .. كشف عن جميع قواه واستخدامها عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وووووو وازاح الستار عن راس الحية انها الاسا...
- هل علينا انتظار الحل من الامم المتحدة ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت لا يخالطني ادنى شك ان انتظار الحل من الامم المتحدة كانتظار البيضة من الديك او كمحاولة القبض على قرص الشمس .اكثر من مائة مبعوث اممي يتوزعون على انحا...
- لا تنتظروا "حمدي" آخر لا تنتظروا من القدر منح اليمن "حمدي" آخر، لأن الرهان على "منقذ"، أياً كان، يُكرس حالة العجز، ولا يضمن تحويل اليمن إلى وطن، ودولة حقيقية قائمة على القانون والموا...
- منظومة الفساد في حضرموت وال310 مليار ريال !! المرصاد كتب: فادي باعوم خلال السنوات الماضية بلغت حصة حضرموت من مبيعات النفط أكثر من 380 مليون دولار أي ما يقارب 310 مليار ريال يمني! ويفتر...
- فيرستياين ....وثورة 21 من سبتمبر ! بقلم : أمةالملك الخاشب المرصاد نت جميعنا تابع دعوة جيرالد فيرستاين السفير الأمريكي الأسبق في اليمن وهو يدعو لدعم تحالف العدوان وضرورة مشاركة قوات أمريكية بغطاء من مجلس النواب في معر...
- إصطفاف أو إلتفاف بكل تأكيد برز انزعاج وتخبط حكومة الوفاق من جراء المسيرات التصعيدية الأخيرة الرافضة للجرعة مما جعلها تستخدم العديد من الوسائل المضادة لتلك المسيرات التي تصرخ لا ...
- صفعة القرن (3) والأخيرة! المرصاد نت صفعة القرن (3) والأخيرة كتب: أ.عبدالباسط الحبيشي أحاول ان لا اطيل قدر المستطاع لأن القصة طويلة وكثيرة التفاصيل بينما الأحداث تتسارع في الآونة الآ...
- من دولة الوحدة الى الدولة الفدرالية اختلف اليمانيون مجددا كعادتهم سواءً بالرفض او بالإتفاق على تعدد الأقاليم للدولة الفدرالية القادمة. هذا الإختلاف المستمر يسقط دائماً في خانة المصال...