لقد تُهنا في سراديب ودهاليز الضلال والخديعة لقرون طويلة بعيدين عن الحقيقة كبُعد السماء عن الأرض وصدقنا
ان لدينا عقول مُفكرة ومُدبره ووازنة ستدلنا على الطريق القويم في حالة تفعيلها وتشغيلها وأتباعها، بينما وحتى بهذا الفرض، فنحن لا نعرف حتى مكان هذه العقول، هل هي في الرأس ام في البطن ام في القدم.
وقبل ان اتطرق في تفاصيل الموضوع اود ان الفت انتباه الجميع بأن الهدف من مداخلاتي هذه المتباعدة بسبب انشغالي انما لتوضيح الأمر الذي يمسنا جميعاً كبشر وليست من قبيل المناكفة او الإستعراض لأني اكنُ كل الحُب والإحترام والتقدير للأستاذ المستشار أحمد جحاف وأشكره على اتاحة هذه الفرصة للرد على مقاله بعنوان "العقل"، وهو مقال أثار حفيظتي ولكنه يُشكر لتطرقه لهذا الموضوع، لذا لابد لي من التوقف عنده والتفاعل معه نظراً لأهميته وذلك لتسليط الضؤ على قضية مهمة وعظيمة بحجم عظمة الإنسانية بأكملها.
لقد خلق الله جسم الإنسان إنما ليكون وعاء او حامل او ناقل للنفس والروح ليتمكنا من تأدية دورهما في إطار النظام الكوني الذي خلقه الله للأرض وهو نظام ثنائي من ثلاثة أبعاد. اي ان فيه الخير والشر، النور والظلام، الصواب والخطاء وهكذا حتى يخوض الإنسان تجربته على الأرض ويتمكن من التمييز بين هذه الثنائية ويختار (إما شاكراً وإما كفورا) اما الثلاثة الأبعاد فهي من حيث المستوى البعدي للوعي جماد حيوان إنسان وفقاً لمستوى الكثافة بحسب الترددات الطاقية لجسم المادة فإما ان تكون ترددات منخفضة او ترددات عالية فكلما ازدادت سرعة الترددات كلما قلت الكثافة وارتفعت نسبة الوعي بالنسبه للإنسان وخياراته.
النفس هي من تحرك غرائز الإنسان بكل انواعها من حاجات ومتطلبات لإستمرار حياته وهي على اتصال دائم بالكون من خلال الشبكات الطاقية التي تحركها. بمعنى انه لا يوجد مخلوق يسبح او يتحرك ذاتياً او منفصلاً عن الكون او يهيم على وجهه في الأرض.
ومن خلال الجسد والنفس يشترك الإنسان مع الحيوان بكل انواع النشاطات المختلفة وتصل بعض الحيوانات الى مستوى الإنسان من حيث الديناميكيات التي تحرك افعالها وتوجهاتها، ولذلك يقيمون "العلماء" التجارب العلمية على الفئران لدراسة ردود افعالها قبل تطبيقها على الإنسان ولا فرق بين الإنسان وبين الحيوان من هذه الناحية. الإنسان لديه جسم والحيوان لديه جسم، الإنسان لديه نفس والحيوان لديه نفس، الإنسان لديه عقل والحيوان لديه عقل. اليس كذلك ؟؟ إذن ماهو الفرق بين الإنسان والحيوان ؟؟ لماذا لا يستخدم الحيوان عقله الذي في رأسه كما يستخدمه الإنسان إن كان اعتقادنا وعلمنا صحيحاً بأن العقل في الرأس ؟؟؟
إذن ماهو الفرق بين الإنسان والحيوان؟
الفرق بين الإنسان والحيوان هو ان الإنسان يعيش في البعد الثالث ويعيش الحيوان في البعد الثاني وان الإنسان لديه الحرية بالإتصال بالروح - الخالق لهذا الكون - فأصبح لذلك مُكّلف واما الحيوان فليس لديه اي هامش لهذا النوع من الإتصال وليس لديه حرية الإختيار لذلك فالحيوان غير مُكَلف.
اذن هل التزم الإنسان بهذا التكليف وتواصل مع الروح الذي نفخه الله فيه؟ الجواب مع الأسف لا لأن الإنسان لم يُدرك بأن الله موجود في ذاته وانه اي الإنسان يتواجد في إطار هذه القوة الإلهية العظيمة التي اوجدته من باب اولى، لكنه اتبع ما اعتبره "العقل" ولم يعلم بأن العقل الإنساني قد اختطفه إبليس الرجيم ويستخدمه لصالحه منذُ بداية الخليقة وإلا لو لم يكن الأمر كذلك لما رأينا الإنسان يقتل أخيه الإنسان مخالفاً بذلك الدين وكل الشرائع ومنافياً للآية القرآنية {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} بل انه اكثر من ذلك لو ادرك الإنسان ان الله اقربُ اليه من حبل الوريد فلن يحتاج لمن ينقذه ولأصبح قادراً على قيادة نفسه ولن يكن بحاجة الى قيادات ولأصبح قادراً على تطبيب نفسه ولن يكن بحاجة الى أطباء، لكنه مع الأسف اصبح عبداً للشيطان بدلاً من ان يكون من عباد الله. {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَءَامُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلْأَنْعَٰمِ وَلَءَامُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيًّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}
الوعي في عالم يتغير
يتبع ….
المزيد في هذا القسم:
- المرتزقة في مأزق الكويت ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت لم يعد خافيا أن وفد الرياض في مشاورات الكويت واقع في مأزق حقيقي لا يستطيع تجاوزه وبدا ذلك واضحا من خلال تعليقه المشاركة في المشاورات امس ل...
- الكويت باد من عنوانه ! بقلم : محمد السقاف خاص : صدقوني ليس تشاؤما ولا قنوطا ولا يأسا من فرج الله لا والله ولكنها مجرد قراءة بديهية للعناوين البارزةالتي يرسلها لنا عدونا البغيض من خلال ممارساته الغادرة ...
- اين المشكلة ؟ بقلم : أزال الجاوي المرصاد نت المشكلة ان صناع القرار في امريكا وربما في روسيا ايضاً ينظرون للحرب والحل في اليمن انه جزء من الازمة في عموم المنطقة وانه لايمكن ايجاد حلول او ايقاف...
- رقصة صالح الأخيرة ! بقلم : لقمان عبدالله المرصاد نت عاجلاً وليس آجلاً انتهى زواج الإكراه بين «أنصار الله» والرئيس السابق علي عبدالله صالح بمقتل الأخير لم يستطع صالح الاحتفاظ بمفاتيح القوة...
- لماذا طبّعت الإمارات مع إسرائيل ومتى ستُطبع اليمن؟ المرصادكتب: عبدالباسط الحبيشي يتضح لنا جميعاً وبدون اي مخاتلة او مواربة او مناورة بأن مُعظم شعوب العالم على مسار ألفين عام كانت تعيش كالقطعان وبأنها كانت تُحكم ...
- السقوط .. مـآل الاغبياء ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت من يقرأ التاريخ بعيون البصيرة والحكمة يستطيع ان يقرأ الواقع بعيون الوعي والخبرة ومن يتجاهل التاريخ ودروسه يسقط امام امتحان الواقع ومنعطفاته . لا ا...
- رسائل الشعب . بقلم : على جاحز في الذكرى الأولى للعدوان على اليمن ، خرج الشعب اليمني بشكل كبير وغير مسبوق لم تتسع له الساحات ولم تستوعبه عدسات الكاميرات ، ليقول للعالم : ها نحن بعد عام من ...
- هل نحن امام نهاية حركة تحررية وتمزق وطن؟ بقلم : محمد المقالح المرصاد نت منحت اليمن فرصة ذهبية اخيرة لكسر السعودية بعد رفض الاخيرة لاتفاق مسقط وبالتالي اخراج اليمن وانصار الله من كل تداعيات العدوان الاقتصادية والارهابية ...
- هل اعتراف بان كي مون رساله مبطنه للشعب اليمني ؟ بقلم : زيد البعوه المرصاد نت عندما يستسلم الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ويقف عاجزاً لا يقدر على شيء امام رغبات وضغوط السعودية ومن ورائها امريكا والكيان الصهيوني فهذا ...
- هزيمة (الحرب المادية)..! بقلم : عامر محمد الفايق المرصاد نت يعمل العدوان على اليمن ومن ورائه الداعمون له والواقفون بجانبه من الداخل أو من الخارج على محاربة اليمنيين بكل الأساليب .. وحين وجدوا أنهم فاشلون مخف...