لماذا تخشى الأنظمة العربية زوال إسرائيل

 كتب عبدالباسط الحبيشيBasset

من يتابع احداث معركة طوفان الأقصى التي تجري على ارض فلسطين المحتلة واسبابها ومآلاتها ودماء الأبرياء التي تُسفك واهتمام العالم كله بها، سيصل الى استنتاجات عديدة واضحة ومن أهمها: ان هذه المعركة ليست كسابقاتها بل انها الحرب التي ستقرر ليس مصير الشعب الفلسطيني او مصير القضية الفلسطينية وحسب، بل ايضاً مصير الأمة العربية والوطن العربي بأكمله. المعركة التي تجري على ارض فلسطين اليوم هي بإختصار معركة تحرير الأرض الفلسطينية والعربية كلها من الإحتلال المباشر في فلسطين والاحتلال المُقنع في باقي الدول العربية. الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبناه كشعوب عربية هو أننا لم ندرك بأنه عندما تم تقسيم وطننا العربي الى ٢٢ دولة وفقاً لمعاهدة سايس وبيكو هو اننا اعتبرنا سياسياً وتاريخياً أن هذا التقسيم يمثل نهاية الطامة الكبرى وان علينا للتعويض عن هذه الطامة الكبرى ان نتشارك جميعاً في عملية البناء والتطوير من خلال تبني المسارات العلمية للحاق بركب الحضارة، بالإضافة الى العمل على إستعادة الوحدة العربية، وهذه ربما كانت أحد الاحتمالات التي رفعنا شعاراتها بقوة وعشنا الأمل على تحقيقها، لكننا لم نفهم ان المجرم الذي قام بالتقسيم كان لديه استراتيجية طويلة المدى لا تتوقف عند هذا التقسيم وحسب لأنه يعرف وضع وطبيعة الأمة العربية ومصيرها المشترك والقواسم العضوية الطبيعية المشتركة من دين ولغة وتاريخ وجغرافيا وثقافة وعادات وتقاليد الخ، بأنها ستجتمع مرة اخرى وتتحد وتعيد الكرَه في تسيُد العالم وتنشر السلام فيه. لذا لم يكتفي بإقامة حدود مصطنعة مزيفة وحسب بل قام بإحتلال مباشر لكل هذه الدول المستحدثة ووزع هذا الإحتلال بين فرنسا وبريطانيا وايطاليا وغيرها حتى خمسينيات وستينيات القرن الماضي. ولم يرفع هذا الإحتلال المُكلِف الا بعد ان قام بزرع إحتلال من نوع آخر وهو الإحتلال المُقنع. ألاحتلال المُقنع هو انه قام بزرع صهاينة عرب في كل دولة ليكملون المهمة ويجعلون من الشعوب العربية المقسمة شعوب مُغَيبة ومُجهلة تمهيداً لقيام دولة لقيطة في الوطن العربي إسمها إسرائيل وهي الدولة الوحيدة في العالم التي قامت بقرار من الامم المتحدة والتي بدورها من صناعة المُجرم ذاته المُحتل فكيف يمكن ان نتوقع من هذه المنظمة إلا ان تشرعن للمجرم جرائمه في العالم كله. بمعنى آخر أن المجرم قام بتركيب أنظمة محلية صهيونية لكل دولة تعمل نيابةً عنه ووفقاً لنهجه وتعليماته وأوامره التي من ضمنها رفع شعار مزيف يدعو لمحاربة إسرائيل بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً وهي حماية إسرائيل بطرق شتى تتلخص في محاصرة هذه الشعوب من كل النواحي وفي كل المجالات وتفريغ كل شحنات عواطفهم عن طريق إستمرار رفع الشعارات وافتعال الحروب الكاذبة ورسم إسرائيل بأنها القوة التي لا تقهر بينما هي اضعف من بيت العنكبوت. وها نحن نشاهد اليوم بأنها لا تستطيع ان تحمي نفسها الا من خلال قصف مباني السكان والمستشفيات وقتل الأطفال والنساء والعُزل. وفي المقابل لا نرى من الأنظمة العربية الصهيونية الا الإستمرار في التهديد والوعيد ورفع نفس تلك الشعارات الكاذبة والشجب والتنديد والإدانة ورفضها ان تفتح حدودها لقوافل الأمة العربية وجيوشها في المساعدة لإنقاذ اخوانها في قطاع غزة. بينما نجد هذه الأنظمة الصهيونية نفسها قوية وحاسمة وحازمة في الإعتداء على اي دولة عربية وبقيادة إسرائيلية أمريكية مثل ما حدث لليمن الذي تم ضربه وتدميره وقتل شعبه بالتواطؤ مع النظام اليمني الصهيوني نفسه. تم التمهيد لضرب اليمن بقيام النظام اليمني الصهيوني نفسه وبالتعاون مع أنظمة عربية صهيونية في المنطقة بهيكلة جيشه وتدمير ترسانة اسلحته الجوية ومن ثم هروب جحافل النظام وكل احزاب معارضته الكاذبة الى خارج اليمن بعد تسليمه لجماعة طائفية صهيونية متخلفة لإكمال مهمة تجهيله وتقسيمه ترفع نفس الشعار الكاذب (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر الإسلام) ولم نرى منهم سوى انهم شاركوا بقتل مئات الآلاف من اليمنيين في حروب كاذبة وعبثية وتكريس تقسيم اليمن وتسليم اراضيه وموانئه وجزره الإستراتيجية لوكلاء الصهاينة في المنطقة وحصار وتجويع اليمنيين وحرمانهم حتى من مرتباتهم ومعاشاتهم تحت شعار الحرب ضد العدوان الذي شاركوا هُم فيه مُنذُ بدايته وحتى هذه اللحظة. Basset Hubaishi, [19/10/2023 19:37] لو لم تكون هذه الأنظمة صهيونية حتى النخاع لقام الحوثيون اليوم بتحرير الجُزر الإستراتيجية اليمنية في باب المندب وسقطرى من إسرائيل وعملائها والتنسيق مع حزب الله بإرسال فيالق المقاتلين، الذين يستخدمونهم للإستعراض في المناسبات فقط، الى فلسطين؟؟ ولماذا لا يستغل حزب الله هذه الفرصة لإستعادة بقية الأراضي المحتلة في جنوب لبنان مع بعض المستوطنات ؟؟ ولماذا لا يقوم نظام الأسد بإسترجاع هضبة الجولان ؟؟ ولماذا لا تقوم مصر بالدفاع عن غزة ؟؟ ولماذا لا تقوم الأردن بفتح حدودها لجيشها المدرب والجيوش العربية للمشاركة في هذه المعركة المصيرية؟؟ ولماذا لا تشارك إيران اليوم بتقديم كل الدعم اللازم لإنهاء الإحتلال؟ طبعاً من الواضح انهم لن يفعلون . لماذا؟ لسببٍ بسيط وهو انهم صهاينة وما ترسانات الأسلحة المكدسة لديهم ماهي الا مخصصة ضد الشعوب العربية فقط. فهل اتضحت الصورة الآن؟ وبعد ان سقطت كل الأقنعة فسوف يسقطون جميعاً كوننا نعيش اليوم في عالم يتغير حيث يقوم بعمليات تطهير وتنظيف اوكار الصهيونية وعملائها بدءاً من أفغانستان ومروراً بأوكرانيا وإسرائيل وإنتهاء بكل الأنظمة العربية الصهيونية العميلة (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفُسَهُم يظلِمون) .

المزيد في هذا القسم:

  • وجـــهـــة مـــطـــر   •في اليمن لا يزعجني أن أرى رجل عقله اكبر من عقلي بقدر ما يزعجني أن أرى رجلاً سلاحه اكبر من عقله. •طبعا لم يكن آينشتاين ليقول أن أكبر أحمد غراب - •... كتبــوا