المرصاد نت
أثار القرار الغريب الذي اتخذته الأمم المتحدة بالتراجع عن إدراج التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن
ضمن القائمة السوداء للدول والجماعات التي تنتهك حقوق الأطفال شجونًا ليس لها حد وتساؤلات ليس لها عد عن أهمية هذا الكيان وقيمته وما إذا كان وجوده في هذا الوقت مجديًاأو يمثل أي فارق!
والحقيقة أن القانون الدولي الذي يجب أن ترعاه الأمم المتحدة وتكون المنفذ الأول له لم يعطي الحق للسعودية في الهجوم على دولة جارة امنة بهذا الشكل السافر بأي دعاوى من قبيل “دعم الشرعية” أو “حفظ السلام” أو “وقف المد الإيراني” أو أي من الخزعبلات الأخرى والتي لا يمكن أن تعد مبررًا لقذف المدنين بالقنابل العنقودية المحرمة دوليًا تحت مسمع ومرأى العالم وذلك الكيان عديم اللون والطعم والرائحة المسمى “الأمم المتحدة”.
ولم يكن هجوم السعودية الغاشم على اليمن وحده بدون رادع من قانون دولي هو أول سقطات “الأمم المتحدة” ولكن سبقها العديد من السقطات المماثلة وسيليها العديد من السقطات اللاحقة، فماذا فعلت “الأمم المتحدة” عندما ضربت الولايات المتحدة الأمريكية عرض الحائط من قبل بالقانون الدولي وأغرقت العراق بالأسلحة المحرمة واليورانيوم المنضّب وقتلت وشردت ودمرت وقضت على مقومات الحياة فيه وأعادته إلى العصور المظلمة، وتحول إلى جماعات متناحرة على جثة وطن هامدة.
من الذي سيدفع فاتورة تدمير ليبيا وتركها مرتعًا للجماعات المسلحة التي لا يُعرف أصلها ولا من الذي يمولها ويدعمها، ومن الذي جعل من سوريا أرضًا مفتوحة لكل من يمتلك مقاتلة أو يستأجر مرتزقًا ليزيدها دمارًا وتخريبًا؟
وتاريخ الأُمم المتحدة والذي يمتد لأكثر من سبعين سنة هو تاريخ حافل بالإخفاق والإنحياز، وخاصة في كل ما يخص قضايا المنطقة العربية المنكوبة، ولم تفلح الأُمم المتحدة في إتخاذ موقف واحد ضد الإنتهاكات الإسرائيلية وسياسة الإستيطان أو تُقدم أي شئ عملي في صالح فلسطين المحتلة.
والحقيقة أن الأمم المتحدة في الوقت الحالي أصبحت تمثل مجرد مكتب ملحق بالخارجية الأمريكية يتحرك بإشارة منها ويأتمر بأمرها ويعمل على ضمان تحقيق مصالحها ورؤيتها في كافة القضايا الدولية، وحتى في المرة الوحيدة التي عارضت فيها الأمم المتحدة الرغبة الأمريكية في غزو العراق، لم يمثل أي عائق أمام أمريكا والتي استكملت مشروعها بلا خجل أو خوف من محاسبة.
إذا كانت كوريا الشمالية تمثل قلقًا لأمريكا وحلفاءها فلنفرض العقوبات على كوريا الشمالية ومن يتعاون معها ونخنقها اقتصاديا، ونعمل على تركيعها، كما حدث من قبل مع إيران وغيرها، وكأن من حق الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي على نطاق واسع قتَل مئات الألاف من البشر في لحظة أن تفرض على غيرها من الدول عقوبات إذا ما فكروا في اللحاق بركب القوى النووية المسيطرة على الكوكب والتي تتلاعب به وتستنزفه وتثير المعارك والحروب الأهلية وتفعل ما بدا لها دون حياء.
وعلى الرغم من الكرم السابق الذي كانت تتمتع به الأمم المتحدة في إصدار قرارات الإدانة التي لا تمثل أكثر من حبر على ورق إلا أن هذه الإدانة أصبحت تعز عليها وخاصة مع تراكم القرارات الغير منفذة مثل قرار 242 و194 والذين يتعلقا بحقوق اللاجئين والقرار 446 الذي يدين عمليات الإستيطان والقرارات التي تتعلق بلبنان ومنها القرار 425 والقرار 1701 والذين لم يكونا أفضل حالًا من غيرهم ولم يقدما أي حلول للبنان واضطرت المقاومة اللبنانية لفرض أمر واقع على الكيان الصهيوني غير منتظرة لرد فعل دولي لن يأتي أبدًا، ولم يكن حال الجولان السوري مع الأُمم المتحدة بأفضل من جارتيه العربيتين.
أصبح أكثر ما يمكن أن يقدمه هذا الكيان الميت سريريًا هو “الإعراب عن القلق” .. بان كي مون يعرب عن قلقه بشأن أزمة نقابة الصحفيين في مصر .. بان كي مون يعرب عن قلقه بشأن التوتر بين السعودية وايران بان كي مون يعرب عن قلقه بشأن الحرب في أُوكرانيا .. بان كي مون يعرب عن قلقه بشأن التصعيد الخطير بين الإسرائيليين والفلسطينيين .. بان كي مون يعرب عن قلقه من تدهور أحوال اللاجئين على أبواب أوروبا بان كي مون أعرب عن قلقه 140 مرة في عام واحد دون تقديم أي حلول فعلية تجاه هذه الكوارث التي يتعرض لها الملايين حول العالم .. الإعراب عن القلق أصبح مثار سخرية واستهزاء .. ما أسهل أن تتقاضى عشرات الآلاف من الدولارات شهريًا “لتعرب عن قلقك!”
المزيد في هذا القسم:
- السودان والجزائر..ربيع الأمس وخريف اليوم! المرصاد نت على عكس ما حدث في 2011م من انتفاضات شعبية متلاحقة في عدد من الدول العربية، يبدو الصمت مخيما في غالبية عواصم المنطقة وهي ترقب ما يحدث في الجزائر وال...
- الصراري لعنه الزمان ! بقلم : بديع الزمان اليماني المرصاد نت حاربوها لأنها طاهره حاصروها لأنها مثمره اوجعوها لأنها ملهمهلم يكن حصار #الصراري حاله حربيه أو حاله خلافيه أو حاله شقاقيه كان #حصار_...
- إنصافاً للقائد الإنسان إنصافاً للقائد الإنسان ....من أجل الحقيقة والاخلاق قال : لماذا يُهاجم السيد عبد الملك وهو لم يعتدي على خزينة عامة ولم يشارك بفساد ولم يتأمر على ثورة بتوقيع مبا...
- السيد هل يقود ثورة من قلب المحور الامريكي؟ بقلم : طالب الحسني المرصاد نت هل يغير قناعات شعوب محور واشنطن من داخل هذا المحور نفسه ؟ يبدو ان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بخطاب الامس قد تجاوز الخطاب للداخل ليخاطب الان ا...
- إلى أين عادوا ؟ بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت بعد أن تم طردهم من فنادق الرياض وفي وسيلة جديدة للتخلص منهم قررت قوى العدوان السعوأمريكي أعادت حكومة ما يسمى بن دغر إلى عدن عودة نهائية عادوا...
- لا عرب من دون الشام ! المرصاد نت لو كنت ميشال عون لوقفت في ساحة القصر وفتحت أبوابه داعياً الجرحى وعائلات الشهداء من المقاومين الذين قاتلوا العدو الإسرائيلي وطردوه من لبنان ومنعوا ع...
- تطور إرهابي .. انتحاري في الذاري! أقدم انتحاري على تفجير سيارته المفخخة بعد أن قادها إلى قرب مقر أنصار الله، عشية اليوم الأول من شهر رمضان المبارك في منطقة الذاري التابعة لمديرية الرضمه بمحافظة ...
- السعودية دولة من ورق ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت هذه الحرب وهذا العدوان السعودي وحلفائها على اليمن كشفت وفضحت السعودية في كل المجالات، وان صمود الشعب اليمني في هذه الحرب بفضل الله وتأيده منعت ا...
- تحالف دعس الشرعية! المرصاد نت هذه هي التسمية الواقعية والفعلية لما كان يسمى بـ "تحالف دعم الشرعية في اليمن" والذي استحال الدعم إلى دعس وركل ورفس بمختلف الأقدام والبيادات....
- جنوب اليمن :مابين صناعة الغباء وصناعة القناعة بالإكراه ! المرصاد قال اينشتاين ذات يوم: هناك شيئان لا حدود لهما.. الكون وغباء الإنسان...الجنوب اليمني محتل من قبل دول تحالف العدوان والاحتلال السعودي الامار...