كتبوا
خطفت الدولة السورية الأضواء من أولى جولات مؤتمر جنيف 2 وأمسكت بزمام المبادرة الهجومية في رسم خطوطها السيادية وألقى موقفها الداعي لأولوية مكافحة الإرهاب بثقله على المداولات والكلمات رغم إغراق الولايات المتحدة ومستعمرة بان كي مون للمؤتمر بدول معادية بعد استبعاد الحليف الإيراني القوي بينما تسارعت خطوات الشريك الروسي لتصويب اتجاه المؤتمر وتنقية الأجواء من تلوث الإنفراد الأميركي.
أولا نجح الوزير وليد المعلم وتألق في عرض موقف سوريا الحازم والواضح بكل بلاغة وسلاسة وقدم الرواية السورية عن الأحداث وسمى الأشياء بأسمائها بكل وضوح وقد أجاد استثمار جلسة الافتتاح إعلاميا فخطف الأضواء وقد اعترف العديد من وسائل الإعلام المعادية بأن هذا الدبلوماسي القدير والمحنك والهاديء كان نجم المؤتمر بلا منازع وكانت مجادلته مع أمين عام الأمم المتحدة رسالة قوة وسيادة والأقوى كان كلامه الموجه إلى وزير الخارجية الأميركية جون كيري شكلا ومضمونا : إسمع يا سيد كيري !
برزت حركة وتصريحات وزير الإعلام عمران الزعبي في قاعة الصحافيين بما تضمنته من تعبيرات سيادية عن مكانة الرئيس بشار الأسد ودوره وجاء من ثم مؤتمر السفير بشار الجعفري الحافل بالوثائق والمعلومات وكل تلك الخطوات وغيرها من نشاطات الوفد السوري إلى التظاهرة السورية التي سبقت الافتتاح جميعها بدت توظيفا احترافيا ومدروسا للمؤتمر كمنبر إعلامي دولي وبدا الوفد السوري فريقا متناغما ومنسجما وكانت إطلالة المطران هيلاريون كبوجي في مقاعد الوفد بمثابة الرسالة إلى الدول الغربية عن مواقف وخيارات الكنائس السورية .
ثانيا من الواضح ان هذا النجاح في اليوم الأول يعكس حقيقة صلبة في الواقع السوري هي حصانة الدولة الوطنية المستمدة من الموقف الشعبي ومن ثبات ورسوخ المؤسسات السورية في مقاومة العدوان الذي تتعرض له البلاد على جميع المستويات .
جدول النقاش في جلسات الحوار التي تنطلق غدا سيكون محكوما بالقراءة السورية التي تركز على أولوية مكافحة الإرهاب التي تندرج في وقف العنف الذي كان البند الأول في إعلان جنيف 1 ومفهوم وقف العنف تضمنته مبادرة الرئيس الأسد التي شددت على تدابير دولية وإقليمية حازمة لتجفيف المستنقع .
حصلت بعد صدوربيان جنيف 1 تغييرات كبيرة في الوقائع السورية إثر انكشاف الفصائل القاعدية وانتشارها وذوبان وتحلل ما يسمى بالجيش الحر أما ما يدعوه الأميركيون وعملاؤهم بهيئة الحكم الانتقالي فقد بات واضحا في الرؤية السورية والروسية أنها حكومة تعقب التفاهم بنتيجة الحوار على مضمون التغييرات والإصلاحات التي ستعرض على الاستفتاء الشعبي العام ومن قلب أحكام الدستور السوري وفي ظل رئاسة الدكتور بشار الأسد.
ثالثا أظهرت تصريحات الوزير لافروف التزاما روسيا بتصحيح الخلل الناتج عن الانفراد الأميركي في تحديد الدول المشاركة واستبعاد إيران وكذلك في قوام الوفد المعارض الذي حصره الأميركيون بالائتلاف الذي سبق لهم ان ركبوه بالشراكة مع ثلاثي العدوان تركيا وقطر والسعودية .
من الواضح ان المؤتمر لن يقود إلى نتائج كبيرة وسوف يركز الجهد الروسي والأميركي على ما يسمى إجراءات بناء الثقة وليس من الفراغ تشديد لافروف على كون أولويات جنيف 1 ما وصفه بالتدابير الإنسانية ويدخل في هذا المفهوم السعي لتطبيق التدابير التي تحدث عنها الوزير وليد المعلم خلال زيارته الأخيرة لموسكو وهي تشمل ترتيبات أمنية معينة في حلب شرحها الوزير الزعبي للصحافيين بصورة مشابهة للترتيبات الجارية في عدد من المناطق السورية حيث يلقي المسلحون أسلحتهم وتدخل قوات الشرطة ومن ثم تدخل قوافل المساعدات بواسطة المؤسسات السورية وتحت حماية الدولة السورية إضافة إلى خطوات الإفراج عن الموقوفين والمخطوفين .
بعد انفضاض المؤتمر سوف تتكشف معضلة الأميركيين ورعاة الائتلاف بل فضيحتهم الناتجة عن تحكم فصائل التكفير والإرهاب بالميدان وعدم انصياع تشكيلات مسلحة وازنة للائتلاف الذي نصبوه مفاوضا مقابل دولة وطنية يحتفظ جيشها بتماسكه وتفوقه وبالتزامه الدقيق بتوجيهات قيادته وهي دولة قدمها أعضاء الوفد السوري بأبهى صورة وطنية مشرفة في الشكل والمضمون وغالبا سترجح كفة الميدان في بناء جدول الأعمال الواقعي لانتصار سوريا في معركتها ضد الإرهاب الدولي الذي ما تزال الولايات المتحدة وادواتها تقدم له الحماية والدعم..
المزيد في هذا القسم:
- التناقض المصري تجاه العدوان على اليمن ! بقلم : علي السراجي المرصاد نت قبل فترة قدمت مصر مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يدعو الى ادانة تشكيل المجلس السياسي الأعلى واعادة عمل المؤسسة الدستورية والشرعية مجلس النواب من قبل...
- التسويات الجديدة لتحالف العدوان على اليمن! المرصاد نت التسويات الجديدة لتحالف العدوان على اليمن كتب: أ .عبدالباسط الحبيشي* تأتي اللقاءات والإتفاقات والتربيطات الحالية التي تدور رحاها هذه الأيام بين آ...
- عذرا أنصار الله ليست هذه بثورة !! نبارك لأنفسنا ولشعبنا ونشكر لأنصار الله قيادتهم الناجحة لحركة الاحتجاجات والاعتصامات التي أفضت إلى تحقيق مقاصدها في إسقاط الحكومة والجرعة والتحضير لتنفيذ مخرجات...
- المنطقة بين إنحسار التكفير وأستدعاء التقسيم ! بقلم : محمد فايع المرصاد نت على مدى ما يقارب العقدين تحت مظلة سياسات تحالف الشر والاستكبار العالمي بقيادة امريكا واسرائيل شهدت المنطقة العربية موجات عنف و صراعات دموية م...
- مهمة اللحظات الأخيرة في الوقت الضائع ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت ولد الشيخ مايزال في صنعاء يجري مفاوضات غير معلنة محاولاً وضع اللمسات قبل الأخيرة لإنهاء الأزمة. - إنه يحمل مسودة مشروع سياسي مدعوماً من الأمم المت...
- تأكيد المؤكد ! بقلم : علي القاسمي المرصاد نت كلما طال امد الحرب والعدوان كلما زاد الشعب اليمني وعياً وتماسكاً وقوة، في الوقت الذي يزداد العدوان ومرتزقته سقوطاً وانحطاطاً وحقارة وتجلّى ذلك بوضو...
- سياسة التلاعب بالاسماء والالفاظ في احتلال وتدمير الدول وبشرعنة امميه !بقلم: صلاح القرشي المرصاد نت الجيش الامريكي نشر بعض وحداتة العسكرية والاستخباراتية في الجنوب في عدن وفي المكلا وغيرها من المناطق بالإضافة الى جيوش تحالف اخرى لتمارس احتلال للاج...
- بعد عام ونصف من العدوان الاجرامي البشع والغادر والمتوحش ... أين مبدأ الحيطة والحذر؟ بقلم: ... المرصاد نت لاشك وبدون اي جدال ان ماقامت به قرن الشيطات اسرة بني سعود وتحالفها بقصف صالة العزاء في القاعة الكبرى لهو جريمة ابادة جماعية وتعد من الجر...
- 11 فبراير بعد سبع سنوات عجاف ! المرصاد نت عندما يبحَثُ الإنسانُ اليمني عن أسباب الصراع المستمرّ منذ عام 2011 إلى اليوم يجدُ أن أحد أهَـمّ هذه الأسباب هي ثورة الحادي عشر من فبراير، ولكن لو نأ...
- سلاحنا الاقوى في امتلاكنا لقوتنا ! بقلم : محمد فايع المرصاد نت في خطابه بعد مرور عامين من العدوان على اليمن وشعبه شدد السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه على الاهتمام باستغلال موسم الزراعة...