المرصاد نت
2- الاتفاق السياسي والمجلس السياسي الأعلى... نحو الشراكة الإيجابية ودولة المؤسسات
حاول تحالف العدوان استثمار المفاوضات في المماطلة والإيهام بالبحث عن حلول واللعب على أعصاب وعواطف الجماهير المترقبة على أحر من الجمر لسماع الحلول وإنهاء العدوان، وما إن يصل الناس إلى مرحلة اليأس ، وتبدأ الأهداف الخفية التي يسعى إليها العدوان - من وراء تمديد وإطالة زمن المفاوضات - في الظهور إلى العلن ، حتى تسارع قوى العدوان عبر ماكينتها اﻹعلامية الضخمة، بصناعة خبر مؤدلج ذي مسار متوازي أو متابع لمسار المفاوضات، ويحظى هذا الخبر بضجة إعلامية كبيرة ؛ بهدف لفت أنظار الناس عن حقيقة ما يجري ، وتعطيل عقولهم عن الأشتغال بما وراء المفاوضات المترهلة العقيمة، وتخديرهم بما يحمله ذلك الخبر المفبرك من أمل بقرب الفرج أو الإيهام بتحميل العدوان مغبة جرائمه، والمراوحة بين وضعه في قائمة العار ورفعه منها، أو على الصعيد الدولي واﻹقليمي، التركيز على الإنهيارات المتلاحقة لداعش في المنطقة (سوريا والعراق ) والاشتغال على معطيات ونتائج التقدم الميداني العسكري ، غير أن ذلك الخبر المصطنع ذا البعد اﻻمبريالي ، لا يعدو كونه مادة شكلية فارغة المحتوى صنعت خصيصا للاستهلاك اﻹعلامي فقط .
سعى حلفاء العدوان من عملية المراوحة في المفاوضات وإطالة زمنها وتغيير أمكنتها ، إتاحة أكبر مدة زمنية لطائرات العدوان ومرتزقته؛ لتحقيق أدنى انتصارات وتقدم على المستوى الميداني، وتحقيق موطئ قدم لهم على الأرض، إضافة إلى سعيهم تغطية جرائم العدوان بحق الأبرياء، ذلك العدوان الوحشي الإجرامي الذي لا يستثني شيئا ولا يترك أحدا ، وصولا إلى رهان العدوان السعوأمريكي على عامل الزمن من أجل تركيع الشعب اليمني وإخضاعه، بتمديد أمد العدوان والموت والحصار الذي - يظنون أنه - أنهك الشعب اليمني، وقد يوصله إلى مرحلة من الضعف والجوع والافتقار، تجعله يذعن لشروط القوى الإمبريالية والعدوان، ويضغط على فريقه المفاوض بالقبول والترحيب بأي صلح أو مبادرة مهما كانت مجحفة بحق أبناء الوطن، وفي حالة رفض الفريق الوطني تلك المبادرة لعدم مشروعيتها وإجحافها ، في ظل الغليان الشعبي، ستقوم القوى الإمبريالية بتحريض الشعب على ممثليه وقادته السياسيين؛ لتنشأ ثورة مضادة بدعم لوجستي أمريكي وتمويل خليجي سعودي ، وتسود حالة من الاضطرابات والتفكك في النسيج المجتمعي وتهتك اللحمة الوطنية ووحدة النضال والمصير، ويعود بنا الحال إلى ما قبل سبتمبر 2014م .
طالما حاولت القوى الاستعمارية المعادية وحلفاؤها إنتاج ثورة شعبية مضادة ، وطالما حاولت جاهدة من خلال إعلامها ومرجفيها ومرتزقتها ، إيجاد حالة من أزمة الثقة بين الشعب وقيادته السياسية، عبر التشكيك في موقف بعض أعضاء الوفد الوطني، واتهامهم بالتخلي عن الشعب وبيع القضية مقابل تحقيق مصالحهم الشخصية ، أو عبر التشكيك في وطنية وصدق الاتفاق السياسي الموقع بين أنصار الله وحلفائه والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه، ووصفه بأنه بداية مرحلة التصفيات السياسية والدسائس والمؤامرات بين قيادتي الفريقين، والتنبوء بالغلبة أما لحزب المؤتمر انطلاقا من خبرته وتجربته السياسية التراكمية، وأنه قد قضى على خصمين لدودين طالما أمتازا بالحنكة والدهاء والرصيد السياسي الكبير ، وهما الحزب الاشتراكي وحزب اﻹصلاح، بينما يروج طرف آخر من المرجفين المنافقين بالغلبة لأنصارالله على المؤتمر، زاعما بأن هذا اﻷخير قد هرم وتجاوز عمره الافتراضي، وفقد قدرا كبير من قياداته وقاعدته الجماهيرية، مقارنة بمكون أنصارالله الذي مازال في بداية الشباب والعنفوان ، إضافة إلى قوة أيديولوجيتة المستندة إلى شرعية دينية مقدسة، وطابعه التنظيمي القائم على التسليم المطلق للسيد القائد ، وعلاوة على ذلك اتفاق الطرفين على بقاء ثورة سبتمبر مرجعية عليا وسلطة مطلقة في حال اختلال أو بطلان الاتفاق السياسي، أو حدوث أي طارئ.
هذا هو حال المرجفين المنافقين في كل زمان ومكان، وصدق العلي العظيم الذي فضح نوايهم وكشف خبايا نفوسهم، وواحدية حالهم ومرض قلوبهم وغايته من ذلك بقوله(( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)) كل ذلك بدافع الحسد تجاه المؤمنين الأبطال المدافعين عن أعراضهم وأوطانهم، ولو تأملنا وضع القوى السياسية في اليمن، من منظور عقلي وبرجماتي نفعي محض، لوجدنا أن من مصلحة المؤتمر الاتحاد مع أنصارالله والعكس ، وضرورة توحيد الجهود والخبرات والطاقات لمواجهة هذا العدوان العالمي ، الذي لو وجدنا متفرقين ، ما ترك على ظهرها من دابة ، ليس له غاية أقل من الاجتثاث والمحو ، ولا يردعه شيئ أقوى من توحيد صفنا وتكاتفنا وصمودنا، وانتقالنا من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم والردع ، وخاصة في جبهات نجران وجيزان وعسير ، والعمل على استعادتها وتحريرها، والضغط على العدو السعودي وحلفائه، والتوغل في عمق أراضي نجد والحجاز ( اليمن الكبرى ) ، وقصف أهداف إستراتيجية، وتحقيق ضربات موجعة لهذا النظام الكهنوتي الظالم المتعجرف، وقد بدأت بعض هذه الخطوات ، وآتت ثمارها على كافة المستويات، وبمزيد من التقدم والضغط سيتحول ميزان المفاوضات لصالحنا مطلقا ، وستهرع السعودية ومن خلفها أمريكا لتسريع المفاوضات والخروج بحل جذري وحقيقي خوفامن ثلاثي النصر العظيم ( الاتفاق السياسي - المجلس السياسي الأعلى - الإعلان المرتقب عن الحكومة)، لذلك فالمرحلة تفرض ضرورة تحديد الخطوات السياسية المستقبلية بدقة متناهية ودراسة وتمحيص، وإعادة النظر في الماضي القريب، وتحديدا حكومة المحاصصة الفاشلة ، والاستفادة حتى من تجارب الفاشلين، وتفادي أخطائهم وهفواتهم ، وبناء شراكة سياسية حقيقية، بعيدا عن المحاصصة وثقافة الفيد، لذلك نتمنى ان يكون الاتفاق السياسي ممثلا لرؤية جديدة نحو الحكم الرشيد، بعيدا عن المحاصصة الحزبية في الحكم وتسابق الأحزاب على نهب الميزانيات والمخصصات المالية والشراكة السلبية .
تجدر الإشارة إلى أن رهان العدوان على عامل الزمن ﻹخضاع الشعب اليمني والضغط على قيادته، قد تحول بفضل الله تعالى إلى عامل نصر سياسي للشعب وقيادته، التي استغلت فترة المفاوضات - رغم يقينها بعدم جدواها - في شرح مظلومية الشعب اليمني وإيصالها إلى مختلف شعوب العالم، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، بل يمكن القول إن الوفد الوطني - ممثلا بالسياسيين والإعلاميين - قد عمل على تكريس هذه القضية كمهمة رئيسة ،سعى الجميع بروح الفريق الواحد، وعلى أساس من التكامل والتنسيق ، إلى إبرازها وتوضيحها وتقديمها للشعوب قبل الأنظمة كقضية إنسانية قبل كل شيئ، وكان لهذا مردوده اﻹيجابي الذي تجلت بعض آثارة في طبيعة التحركات السياسية التي بدأها الوفد الوطني في مختلف دول المنطقة والعالم ، بهدف التنسيق ، ومطالبة اﻷنظمة الاعتراف بشرعية الشعب والمجلس السياسي الأعلى والحكومة المتمخضة عنه، وبذلك تصل حقيقة أن العدوان آيل إلى السقوط والزوال، ولا تعدو المسألة كونها مسألة وقت، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
المزيد في هذا القسم:
- السعودية مملكة مهزومة لعائلة مأزومة ! بقلم : أمين أبوراشد المرصاد نت ليس مستغرباً غسل اليد السعودية الملطَّخة بدماء أطفال اليمن واستخدام أموال النفط لشراء الذمم وطمس الحقائق بالطريقة نفسها التي يتم فيها غسل الأمو...
- عشرون سنة على رحيل القامة الوطنية عمر الجاوي ! المرصاد نت في الثالث والعشرين من ديسمبر الحالي يكون قد مر عقدان كاملان على رحيل القامة الوطنية الكبرى عمر الجاوي.أحقا مرت عشرون سنة على غيابه؟كيف تمر السنون ب...
- هناك فرق! المرصاد نت رغم التقارب الشديد والتشابه شبه التام والى حد التطابق بين النظام الصهويني الغاصب في تل تبيب وبين بعض الانظمة العربية خصوصا نظامي المحمدين - ويؤسفنا...
- مقترح وطني بدعوة الثوار المشاغبين ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نتظهرت مؤخراً وعلى السطح شريحة كبيرة من الثوار التي لا يستطيع اي يمني او غير يمني ان يشكك بوطنيتها الوازنة على الساحة الوطنية او حتى ان يزايد عليها ل...
- لا عرب من دون الشام ! المرصاد نت لو كنت ميشال عون لوقفت في ساحة القصر وفتحت أبوابه داعياً الجرحى وعائلات الشهداء من المقاومين الذين قاتلوا العدو الإسرائيلي وطردوه من لبنان ومنعوا ع...
- نريد المزيد ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت أسابيع حافلة بالعطاء و الإنجازات العظيمة في مجال الردع والرد المزلزل والمعاقبة بالمثل على جرائم العدوان ومجازر وعربدة ال سلول وإمعانهم في الع...
- اليمن أسوار وأسرار ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت بعد مرور ثلاث سنوات من العدوان الامريكي السعودي على اليمن هل يجوز أن نقول لازلنا صامدين وثابتين؟ أم أن المفترض أن نقول صرنا اكثر صمودا وثباتا ؟هل ي...
- سلاحنا الاقوى في امتلاكنا لقوتنا ! بقلم : محمد فايع المرصاد نت في خطابه بعد مرور عامين من العدوان على اليمن وشعبه شدد السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه على الاهتمام باستغلال موسم الزراعة...
- العرضي والرئيس والخارج اثناء تواجدي في مسقط رأسي بالحالمة تعز هذا الاسبوع كانت العديد من الاتصالات تنهال على هاتفي للاستفسار عن حقيقة ما يدور في محيط وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء وعن ح...
- عامين من حكم سلمان.. إرهاب وديكتاتورية وقطع رؤوس ! بقلم: جمال حسن* المرصاد نت احتفل العالم برمته الغربي منه والشرقي، المسيحي والمسلم بذكرى رأس السنة الميلادية فيما نحن أبناء الحجاز حملنا معنا الوشاح الأسود حزناً وذرفنا الدموع...