اتفقنا او اختلفنا حول تسمية المرحلة بالربيع أو الخريف بالتغيير الإيجابي أو السلبي ،لكن الأغلب لا يختلفون حول وجود بركان سياسي أعاد صياغة الملامح والمواقف والتحالفات السياسية والاجتماعية للمنطقة باتجاه صيغة جديدة لخريطة الواقع الاقتصادي والثقافي في المضمون ومراكز القوى !
وحدها المملكة العربية السعودية من كانت المسيطرة الأولى والمتفردة بزمام التحولات السياسية قبل تمرد (قطر) ! لم تشهد اي طوفان أو ربيع أو خريف مباشر - على الأقل إعلاميا- رغم إدارة خصمها قطر لهذا الربيع ومشاركتها بعض صناعته مثل ماحدث في سوريا ! وبادرت بعد ٣ أعوام و٣ اشهر لإعلان فشل الربيع وفشلها في استخدامه ضد خصومها وإصلاح ما اقترفته من خلال إغلاق مزاد التغيير (المسلوق على عجالة وبعنف )!
اذ تعد قراراتها الأخيرة عدا تصنيف الإخوان المسلميين كجماعة إرهابية -الا إذا تبعتها لوائح وتفسيرات تحدد ملامح الفكر والسلوك الإخواني الذي يعد إرهابا دون تعميم- ! تعد قرارات إيجابية وبداية دور سياسي متميز للسعودية في المنطقة يمتلك مشروعية أخلاقية يعيد لها التقدير والمكانةالذين فقدتهما كأهم دولة للمرجعية الإسلامية والدعم الاقتصادي في المنطقة ! فموقفها الأخير من دولة قطر ودعوتها لمقاتليها (الربيعيين) العودة فورا من البلدان التي اعتدوا عليها واعترافها بان الجماعات الإسلامية المسلحة التي دعمتهم خلال الفترة السابقة بانهم إرهابيون ،هو تأكيد على ان السعودية ستقود المرحلة القادمة بتفوق سياسي بعيدا عن العنف ودعم الحروب والصراعات الداخلية في البلدان المجاورة وهو ماسيصنع لها حضورا إيجابيا سياسيا في المنطقة يضاف إلى حضورها الديني والاقتصادي ويرسي قواعد أكثر أخلاقا لا يستخدم فيها الدين والسلاح والنفط لإدارة الصراعات وسيخضع لها كل الأطراف والدول وخاصة قطر وإيران ! وسيجعل من السعودية اليوم تاريخا مشرفا يذكر في الغد !
وبغض النظر عن ما إذا كانت المملكة السعودية اتخذت هذا القرار لتحمي نفسها من التيارات التي ساهمت بخلقها ،إلا أنها أدركت بالوقت المناسب حقيقة ذلك ولم تكابر على حساب دورها الاخلاقي والديني وتقلق من تداعيات هذه القرارات بل سعت للتصحيح !
اعتقد ان هذا هو الربيع السعودي الذي فقدنا الأمل فيه يوما ! وليته لا يتوقف عند كونه (تصنيف ) باللهجة اليمنية (نزوة ) ! أتمنى ان يتحول إلى مشاريع إصلاحية سياسية وفكرية واقتصادية وفق رؤى ومعايير تخدم التنمية والقيم سواء في البلدان التي عولت عليها أو التي عانت منها ! وان تلغي كل العطايا والهبات الشخصية للاشخاص والاطراف الذين لايحملون مشاريع انسانية او وطنية والتي صنعت منهم (مرتزقة) لها وعليها وعلى أوطانهم !
المزيد في هذا القسم:
- الدور النضالي للنقابات العمالية بين الأمس واليوم المرصاد نت تلعب النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني عامة دورا هاما وأساسيا في الارتقاء بحياة المجتمع وصناعة مستقبله المشرق بما يلبي آمال وتطلعات الجماهير...
- الخطاب المبتذل للمشاط! المرصاد نت الخطاب المبتذل للمشاط! كتب : أ . عبدالباسط الحبيشي* إذا لم تقضي الثورة على النظام العميق أو الدولة العميقة في اي بلد فلا يمكن إعتبارها ثورة ولا ح...
- رموز من ورق صنعتهم أمريكا لخداعنا ! بقلم : زيد البعوه المرصاد نت لأن اليهود يعرفون خطورة الإسلام على مشروعهم وفسادهم وعلى كيانهم الإجرامي فهم لا يتوقفون للحظه في اختراع أساليب جديده للنيل من هذه الامه ومع مرور ال...
- في ذكرى الشهيد ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت عند الحديث أو التطرق لهذه الذكرى الغالية التي يحييها اليمنيون كل عام وهي مناسبة أسبوع الشهيد أشعر بان حروفي ستنحني اجلالا لهم واكراما لهم كيف لا ؟ ...
- المعادلة السياسية الحالية لا تقبل التجزؤ ولا القسمة على اثنين الحالة السياسية التي تعيشها اليمن في الوقت الحاضر تحتم على كل مواطن لاسيما القوى والاطراف السياسية و النخبة المجتمعية ان يعوا دورس الماضي لكي يستطيعوا صناعة الح...
- ما وراء إعلان أمريكا وقف العدوان على اليمن ؟ بقلم : زيد أحمد الغرسي المرصاد نت تثار كثير من الأسئلة حول اهتمام وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وحضوره إلى مسقط ودخوله في المفاوضات بشكل مباشر بعد إن كان الأمريكيون يديرونها من و...
- ماذا بعد ! بقلم : على عبده فاضل المرصاد نت ماذا بعد الاتفاق المبرم بين انصار الله وحلفاؤهم والمؤتمر الشعبي العام و حلفاؤه والذي تمخض عنه تشكيل المجلس السياسي الأعلى للقيام بدوره الوطني في ظل...
- هل نجح الزبيدي في تنصيب نفسه ومجلسه ممثلا للجنوب ؟ المرصاد نت البيان الذي القاه رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في ساحة المعلا يأتي في سياق محاولة تثبيت المجلس بصفته الكيان المعبر عن الإرادة الجنوبية بدعو...
- في النار وبيتحاقروا ...! هل قررت السعودية وبعض الدول الراعية التخلص او التخلي نهائيا عن بعض رموز النظام السابق لصالح رموز اخرى في النظام نفسه ؟ ..................الجواب ربما خصوصا اذا ...
- الهزيمة والفشل والخيبة جمعتهم في مارب ! بقلم: صلاح القرشي المرصاد نت هادي وعلي محسن الاحمر وحلفائهم عندما شاهدوا كل ما اعدوا من جيش واسلحة وخطط فشلت في الايام القليلةالماضية ومنيت قواتهم بهزيمة موصوفة في جبهة نهم ...