الانتهازية السياسية وليس الانتهازية الهاشمية ! بقلم : زيد الذاري

المرصاد نت

الى الصديق الصدوق والناصح الاكيد والوطني الغيور الاستاذ والمفكر العلم محمد عايش .althari2016.12.27

اطلعت على مقالك الناصح ذو الدوافع الوطنية العليا الصادقة والخالي من أي نفس أو غرض عنصري او شبهة كيديه ..وليت القوم يعقلون هدفك ونبل مقصدك وسمو غايتك اذاً لتوقفوا ملياً ونظروا في مضمون ما قلت وجوهره لا في حرفيته .. التي ربما أخالفك بل اسمح لي أن أُخالفك فيها بكل تاكيد ..

إذ الملاحظ أن الظاهر الجلي والغالب الاعم فيما صار عليه الحال -خصوصا في مستوى السياسيه ومواقع الدولة والمناصب الرسمية في صنعاء - هو أن الحركة للاسف الشديد في ظاهر صورتها صارت مستوعباً واسعاً لكل انتهازي وصولي هاشمي و غير هاشمي وبينما نجد مئات بل آلاف الشباب (الهاشمي) قد قضوا في ساحات القتال كغيرهم من ابناء الوطن -وهو ما يستدعي التمعن في دوافعهم أيضا وبكل تأني وموضوعيه من الجميع .
فإننا نجد ان الخلل الحقيقي هو في هذا الاهتراء الذي اُعيده الى عدم الخبرة ومحدودية التجربة الذي جعلها تقع في أخطاء فادحة في السياسة وادارة شؤون الحكم ولم تلتفت الى سلسلة الافخاخ التي خُطط لإيقاعا فيها وما تزال ..
إني اتفق معك في جانب أن الانتهازية (هاشمية وغير هاشمية) هي السائدة والطاغية وأتفهم تركيزك على الهاشميين الانتهازيين كونك تدرك أنهم سيتسببون ببلاء شديد على الأُسر الهاشمية الذين يسوقون أبناءهم بكل رضى وإيمان للقتال والذود عما يعتقدونه خدمة للوطن وحماية له ..

بينما الانتهازيون منهم خصوصاً ومن غيرهم عموما لا يأبهون بما يمكن ان يترتب على كل التشوهات والاخطاء من نتائج كارثية على الحركة كمشروع وطني وعلى الهاشميين كحالة اجتماعيه .

وهو ما صار ملاحظا وملموسا ومحل شكوى من كل حريص ولن تجدهم ( الانتهازيون) رغم ادراكهم وخبراتهم الا في طابور المزايدين والمتسلقين والوصوليين وبحرفية واتقان وخبرة متراكمة ومهما رفعوا شعارات فإنها لن تعدو الى النصح بل ستظل في سياق المزايدة وتزيين الاخطاء بدلا عن التنبيه لها والوقوف في وجهها فهم لا يأبهون الا بمصالحهم و لا يعنيهم الا ما يحققونه من مكاسب مادية و وجاهية واستغلال بشع لكل مقدس وبكل طريق واسلوب مدنس ..
لقد صدقت النصح أخي العزيز وان اخطأت دقة التوصيف وشموليته .

نحن امام معضله حقيقيه ولا شك ان الهاشميين معرضون حتماً لدفع اثمان فادحة نتيجة ما يتم من ارتكابه ومحسوبا عليهم و بإسمهم من كل انتهازي ووصولي وفاجر لدوافع انتهازية شخصية و بالعمد لدوافع سياسيه كيدية بهدف احراقهم مجتمعيا وازالة ( خطر) منافستهم في في الحكم -وهو ما ينسحب تلقائيا على الحركة ذاتها وتكريس ما يسعى خصوها لدمغها به من انها حركة لا تعدوا ان تكون مشروعا فئويا مغلقا وليس حالة وطنية جامعه - وتوسيع القابلية المجتمعيه لهم والقضاء على اي إمكانيه لمشاركتهم في أي مشروع ذو بعد وطني أو ممارسة راشدة منصهرة في مجتمعهم تعزز من رصيد الالتحام الجماهيري ..

ورغم كل هذا فهناك من يدرك ولكنه لا يريد أن ينصح أو يصلح الاعوجاج مستغلا لحماسة واندفاع من لا يدرك ما يمكن أن تؤول اليه الامور ولعل جنون القوة وفائضها واغراءات السلطة وبريقها يعمي ويصم عن رؤية الخطأ أو سماع النصح أو الشعور بالحاجة له او الانتباه للخلل أو وضعه في الاعتبار كما أنه يُولِّد احساسا يشل القدرة على النهوض بالواجب تجاه عموم الشعب وما يقتضيه تحمل مسؤلية وطن وحكم بلاد فضلا عن عدم ادراك العواقب وتقلب الحوال وغدر الازمان ...

ليس الظرف و لا الوقت المناسبين للحديث عن اساس المشكلة المتمثلة في التقسيم المجتمعي و ما يسببه من عوارض في اللحمة الوطنية و مفهوم المواطنة و حقوق العيش المتساوي الواجبات و الحقوق.

وإن كان من المُحتم أن يُخاض الحديث فيه عاجلاً أو آجلاً بهدف ايجاد المعالجات وإستعادة السوية لتفكيرنا جميعاً تجاه بعضنا البعض على قاعدة الاخاء والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات والشراكة الكاملة في السلطة والثروة.


لقد صرختَ بصدق وادعوا الجميع للتأمل بدون انفعال ولا توتر والله من وراء القصد.

المزيد في هذا القسم:

  • عبد الملك الحوثي والذين معه"2"! المرصاد نت مر أكثر من شهر ونصف على توقيع اتفاقية ستوكهولم التي تتعلق بالأسرى وإعادة تشغيل ميناء الحديدة وما زال تنفيذ ما ورد بها يبدو لغزا رغم أنه لم يقترب بع... كتبــوا