لم تكن عبارة "بناءًا على طلبه" .. في نص الأمر الملكي السعودي بإعفاء بندر بن سلطان من منصبه كرئيس للاستخبارات أقل أو أكثر من محاولة تخطي الاعتراف بفشل حكام المملكة بصقورها وحمائمها -إن كان ثمة حمائم- ..
الفشل ليس في الملف السوري الذي تعفنت أوراقه بروائح الدم الكريهة المحترقة بالذهب الأسود .. والأسود لا يليق بهم .. بل الفشل الذي بدأ يطوق "العربية السعودية" من كل حدب وصوب إذ يتلاشى مجدها التليد ويغيب رونق (المملكة) الذي لطالما تباهت به ليبدو أشبه بمزحة تليق بـ (مملكة) كالبحرين ..
أطلق بعضهم على بندر بن سلطان ( الأسود) وهنا الأسود يليق به .. أنه (رجل المهمات الصعبة) ، فيما يبدو الأمر الملكي كما لو كان إعفاءًا لحكومة الرياض من المهمات الصعبة التي لم تعد تليق برجال من آل سعود ، ولا يعني ذلك أنها باتت تليق بالإدريسي وشخصيات أخرى من غير العائلة المالكة ، فعندما ينتهي دور أبطال البطلان لا يبقى لكومبارس الواقع إلا تسجيل أدوار من ماضي الأبيض والأسود ريثما تتاح لهم الحرية من عبودية اللونين آل سعود وآل الشيخ ، ليخلعون عباءة واسعة لا تليق بهم وهي التي لم تحتمل تغطيتهم لعقود طويلة خلت .
لم يكن إعفاء ابن "خيزرانة " سوى خيزرانة بين حزمة خيزرانات ستتوالى تباعاً على كرتونة ظن العقال أنه أحكم ربطها إلى ما لانهاية .
كان الملك المريض قد استحدث منصباً جديداً الشهر الفائت فوّت به تقاليد ملكية عريقة ليعين (ولي ولي العهد) الأمير مقرن بن عبد العزيز .. ليمهد بذلك الطريق لصعود( ابن اليمنية) إلى أعلى موقع في هرم السلطة ما قد يتوجه ( ملكاً ) في وقت لم تعد تضبط شوكته سوى المهمات السهلة لعزرائيل عليه السلام ..
قد تُخفي الأقدار شيئاً وراء التزامن بين إعفاء ابن الأثيوبية وصعود إبن اليمنية على أن الأرقام والتقارير تظهر أن الأثيوبيين واليمنيين يتصدرون قوائم المُرحلين طرداً من السعودية .. إنها قوائم بوليسية لا تتعرف على ما تخفي الأقدار مثلما لا يتعرف الديناصور على أبائه وأجداده المنقرضين .
الانقراض وحده الذي شاء مؤسس المملكة في "وصيته" الشهيرة أن يكون حاكما للعلاقة بين شعب واحد في بلدين إحداهما معمورة والأخرى مخروبة ..
"خيركم وشركم من اليمن" .. لم تكن شوكة ميزان بين أهلنا وأهلهم بقدر ما كانت إعفاءا مسبقاً لصحراء (النظام) السعودي من تصحّر (اللانظام ) اليمني المطبوخ بنار لا تهدأ .
ليست السياسة وحدها ما فهمه أبناء عبد العزيز آل سعود من وصية أبيهم ، فللوصية مضاعفات شتّى تظهر في عديد نماذج اجتماعية ليست إلا واحدة منها أن يقبل آل سعود بأن تعمل النساء اليمنيات ( شغالات ) في المملكة وهو أمر رفضه واستنكره اليمنيون ، في مقابل أن يقبل اليمنيون بتزويج ابن اليمن (عرفات القاضي) بحبيبته بنت السعودية (هدى آل النيران) وهو أمر رفضه واستنكره السعوديون . إنها إذا لعنة الاقتراب من الحدود .. بلا حدوووود !!!
لــكزة ..
أُطلق أيضاً على بندر بن سلطان اسم ( إبن بوش ) . بوش الأب رسم حروب الخليج بالبترودولار، وأتمّ بوش الإبن مشوار أبيه ، وانتهى يرسم لوحات "بورتريه" لعدة رؤساء دول ومسؤولين من حول العالم.
فماذا عسى بندر (إبن بوش) أن يرسم أكثر من صور أكلة القلوب والأكباد في سورية ، وأكثر ممّا رسمه والداه الراحل سلطان للمتسلطين في اليمن ..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- علي صالح اللاعب البارع لدور الطابور الخامس ! بقلم : علي المروني المرصاد نت كنا نتحدث عن طابور خامس وإعلان حالة الطوارئ لكل تلك الأبواق الفردية التي تعبر عن نفسها وتحاول شق الصف سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في أوساط ا...
- إنا قد مسنا الضر... ..." كتبوا للمرصاد إننا نتوجه بنداء استغاثة نحن أبناء تعز المعروفون منذ أمد بعيد بأننا أصحاب أقلام وعلم واختلاف وتعايش !! ولكننا مسا...
- حرب مفتوحة ضد (القاعدة) من السذاجة والسطحية الاعتقاد بان اندحار الوجود العلني لتنظيم القاعدة السلفي التكفيري المتطرف الارهابي في مناطق وادي ضيقة / ابين و عزان / شبوة نهاية مطاف الحملة ...
- الحقيقة كما هي بدون رتوش ! بقلم : أ. عدالباسط الحبيشي المرصاد نت - أعتقدنا ان اعادة الوحدة اليمنية هي المخرج والمنقذ لليمن تخلصاً من كل النزاعات بين شطري اليمن وتطبيقاً لمبدأ من مبادئ الثورة اليمنية.- وخلال العمل...
- الطابور الخامس بتعز ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت لاشك بأن هذه المرحلة التي تشهد فيها الساحة الوطنية عدوانا خارجيا منذ عامين أفرزت بالداخل من مع العدوان ومن العكس .. وآخر حدث نتابعه في منطقة ذباب ....
- الغدير ! بقلم : علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت الشجاعة والاقدام الايمان الصادق والتصديق بالرسالة والوحي والسعي للجنة وترك الدنيا والترفع والحكمة وتمام العقل كل ذلك هو أمير المؤمنين علي بن أبي طا...
- عيد الحُب أم عيد الدّم ! بقلم : أيوب إدريس المرصاد نت يا أمّي .. العالَم يحتفل بعيد الحب ..ونعيش نحن الموت هنا كل ساعة ونتجرّع ويلات الحرب كل لحظة ،،ونُسقَى كؤوس المنايا قبل كل نومة ويقظة ! أيُّ عيدِ ح...
- بين ١١ فبراير و ٤ أغسطس هناك فرق بعض الكُتاب يكتبون عن الحراك الجماهيري الشعبي اليمني في كل محافظات الجمهورية على أنه حراك حوثيا لا يتصل بالإرادة الشعبيه وهي محاوله بائسة لهولاء الكتاب ومؤشر سل...
- من أبناء اليمن إلى أنطونيو الأمم 'إياك والقلق '! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت سيادة الأمين العام للأمم المتحدة ( أنتطونيو غوتيريس ) نبارك لكم نيلكم ثقة الأمم المتحدة التى فقدت ثقتها لدى شعوب العالم العربي والإسلامي من خل...
- مؤشرات اللحظة ! بقلم : محمد المنصور المرصاد نت يتكشف كل يوم ويتضح أن رهانات الشعب اليمني على الله وعلى الصمود والصبر والتضحية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي كانت صائبة، وصحيحة. وثمار ذلك ...