المرصاد نت - متابعات
ودّع ملايين اليمنيين صباح اليوم السبت في موكب جنائزي تاريخي الرئيس الشهيد صالح الصمّاد الذي اغتالته غارات جوية لطيران العدوان الأمريكي السعودي بمحافظة الحديدة الخميس قبل الفائت.
وفي مشهد تاريخي لم تشهده العاصمة صنعاء من قبل اكتض ميدان السبعين "أكبر ميادين العاصمة" والشوارع المحيطة به بملايين اليمنيين الحاملين لصور الرئيس الشهيد الذين توافدوا من صنعاء ومن مختلف المحافظات اليمنية.
وأدى الملايين صلاة الجنازة التي أمها مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين في جامع الشعب وميدان السبعين على الجثمان الطاهر للرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه الستة الذين استشهدوا معه وغطيت جثامينهم بأعلام الجمهورية اليمنية.
وتقدّمهم رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس الوزراء وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وأعضاء مجلس النواب والوزراء والقادة العسكريون والشخصيات الاجتماعية.
وخلال مراسم التشييع شنّ طيران العدوان غارتين على محيط ميدان السبعين بالقرب من المشيعين فيما بقيت الحشود المشيعة في الميدان وهتفت بهتاف الحرية "الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام".
واستشهد الرئيس صالح الصماد ظهر الخميس الماضي في محافظة الحديدة في عملية اغتيال من الجوّ بثلاث غارات متوالية نفذها العدو الأمريكي والصهيوني.
ودّع اليمنيون رئيسهم الشهيد بعد عامين زاخرين بالعطاء والثبات ومعادلات الانتصار يودعونه وكلّهم عزم على مواصلة مسيرة الصمود والتضحية والفداء وترجمة مشروعه "يد تبني ويد تحمي" بخوضهم معركتي الجهاد والبناء.
توعدوا بردّ قوي ومزلزل: اليمنيون يودّعون الرئيس الشهيد
أحتشد الملايين لتشييع رئيسهم تلازمهم مشاعر الغضب وبداخلهم براكين ثائرة لا يخمدها سوى الثأر والاقتصاص من قتلة اليمنيين ولن يقرّ لهم جفن إلا بردّ مزلزل وموجع بحجم هذا المصاب الجلل.
تميّز الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي يعتبر رأس النظام في البلاد بوجوده بين أوساط المواطنين رامياً خلف ظهره كل المحاذير الأمنية والظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد، ناهيك عن زياراته المستمرة وشبه اليومية لجبهات القتال وحضوره تخرّج الدفعات العسكرية على مرأى ومسمع طيران العدوان وانخراطه مع القبيلة اليمنية وتدشينه التحشيد لرفد الجبهات بالرجال والعتاد والمال وكذا متابعته المستمرة لوحدات التصنيع الحربي والاطلاع على جديدها وإزاحة الستار عن منظومات جديدة تقلب معادلات المعركة وتربك العدو المتربص.
كل تحركاته تلك أثبتت للشعب أنه أمام رئيس وهب نفسه لأجل الشعب والوطن جاعلاً من منصبه كرئيس منصةً للانطلاق وأساساً قوياً وصلباً لركائز الصمود وبناء حاضر الأمة بشقيه الخدمي والعسكري.
أمريكا - المتهم الأول باستهداف الصماد - حرصت منذ إعلان صنعاء استشهاد الرئيس على غضّ الطرف عن هذه الجريمة والضغط لإبقاء العالم صامتاً حيالها، تماماً كغضّها عن كل جرائم الحرب التي ترتكبها أدواتها في اليمن للعام الرابع.
لذلك كان من الطبيعي أن تولد أجنّة مشوهة لردود الأفعال الدولية والعواصم الغربية، تمثّلت في اتصال خجول لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن "مارتن غريفت" بوزارة الخارجية اليمنية عبّر فيه عن اسفه لما جرى، واصفاً الشهيد الصماد بـ"رجل السلام".
هذا الموقف الأممي يكشف عجز الأمم المتحدة عن ممارسة صلاحياتها بعيداً عن الضغوطات ويقلل من فرص المبعوث الجديد في إيجاد حلّ سياسي في اليمن طالما لم يكن لديه موقف واضح وصريح من استهداف رأس الدولة المزمع إجراء حوار معها للخروج بحل يوقف الحرب ودمويتها وتبعاتها.
إلى ذلك عزّى سيد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله، السيد عبدالملك الحوثي والشعب اليمني في استشهاد الرئيس الصماد وتعزية مماثلة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعازٍ عدة من فصائل فلسطينية وجاليات وسفارات، جميعها تؤمن بالمقاومة وحتميتها لاجتثاث الغطرسة الأمريكية والصهيونية على البلدان الحرة.
بالعودة إلى عملية الاغتيال التي طالت الرئيس الصماد في محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن فإن السعودية وقوى العدوان كانت تعلم وجوده في هذه المحافظة خصوصاً بعد أن ألقى خطاباً في جامعة الحديدة وتمّ بثه مباشرة على الفضائيات الرسمية، لكنها لم تكن تعلم بالضبط مكان وجوده بعد الخطاب ووجهة سير موكبه حتى الطائرة التي رصدت الموكب نفسه واستهدفته بثلاث غارات لم تكن متأكدة تماماً إن كان الموكب المؤلّف من سيارتين هو موكب الصماد بالفعل أم لا لكنها تفعل ذلك كما تعودت يومياً من قصف المدنيين بشكل عشوائي وتستهدف كل ما تشتبه به بناء على معلومات العملاء على الأرض وهناك مئات الحالات من الغارات التي استهدفت سيارات مواطنين في أكثر من محافظة طوال الثلاثة أعوام الماضية وراح ضحيتها مئات الأشخاص بينهم أسر بأكملها، وهذا النوع من الاستهداف العشوائي يؤكّد أمرين مهمين الأول أن لا قيمة للأرواح في قاموس السعودية والتحالف والثاني أن أجهزة استخباراتها هشّة، تؤكد فشلها مراراً وتكراراً مع كل مجزرة.
إلى جانب ارتباك قوى العدوان وفشلها الاستخباراتي، تعاطت الأجهزة الأمنية والإعلامية وأجهزة الدولة اليمنية والمجلس السياسي الأعلى مع العملية بذكاء شديد فقناة المسيرة أعلنت فور استهداف الرئيس الصماد بأن العدوان شنّ ثلاث غارات واستهدف منطقة "الحالي" في محافظة الحديدة وهو المكان الذي نفذت فيه عملية الاغتيال دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل وأرسلت القناة مراسلها لتصوير المكان وبثت مشاهد للسيارات والمكان الذي تم استهدافه هذا الإعلان ضرب ثقة العدوان في إنجاز العملية خصوصاً بعد أن تلا ذلك خطوة أخرى من التعاطي الإعلامي الذكي وذلك ببث مشاهد فيديو لزيارة الرئيس الصماد لمعامل تصنيع وتطوير الأسلحة خلال ذلك تم إعداد عدة خطوات لتفويت فرص العدوان في استغلال الاغتيال لزعزعة الداخل اليمني إذ تمكنت القيادة السياسية في صنعاء باختيار البديل للرئيس الصماد وأجهضت بذلك أي مخططات للعدوان في هذا الإطار.
رحل الرئيس الصماد لكنه لم يرحل جباناً خوَّافاً بل شجاعاً جسوراً وهو يؤدي دور البطولة في مسلسل الدفاع عن حياض هذا الوطن وكرامته غادر الرئيس الحياة لكنه لم يغادرها من فندق أو منتجع أو شاليه أو حتى كان يمضي عطلته الأسبوعية بين أولاده ومع أسرته في مسقط رأسه بل كان يطوف الجبهات، ويقود حملة الحشد والتعبئة للاستنفار والنفير، وإظهار قوة اليمنيين واستبسالهم وصمودهم.
رحل القائد الشجاع المغوار بعد أن حفر اسمه في قلوب اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، رحل الصالح الصامد بفجيعة شبيهة بفجيعة الرئيس الشهيد الحمدي حيث المقارنة كبيرة رغم اختلاف الواقع والظروف المحيطة بكلٍ منهما رحل بعد أن أسَرَ القلوب حباً وملأ النفوس إعجاباً بحنكته وسياسته وإدارته وقوة شخصيته.
رحل الرئيس الذي تحدى العالم وقاوم استكباره وطاغوته رحل حراً عزيزاً كريماً كما عاش مجاهداً مخلصاً تثني عليه الكلمات وتتذكر محاسنه القلوب وتلاحق قتلته اللعنات.
المزيد في هذا القسم:
- العدو السعودي يواصل جرائمه الوحشية بشن غارات هستيرية على عدة محافظات المرصاد نت - محافظات واصل طيران العدوالسعودي الأميركي غاراته الوحشية على الشعب اليمني خلال الـ24 ساعة الماضية في عدد من محافظات البلاد. وأوضح مصدر عسكري لو...
- وقفة أحتجاجية لأحرار اليمن والعالم ومعرض للصور أمام البرلمان السويدي المرصاد نت - خاص ضمن سلسلة نشاط أحرار اليمن في الخارج لفضح جرائم العدو السعودي وما يرتكبه بحق الشعب اليمني . ورغم تساقط الثلوج الكثيفه والبرد القارس أقام ا...
- عاجل : الحياة تعود إلى طبيعتها في أرحب بعد سيطرة المواطنين على نقطة تقطع نصبت كميناً لمواط... أفاد مصلدر محلي في مديرية أرحب لـ يمني برس أن الحياة عادت الى طبيعتها في سوق جامعة أرحب بعد تمكن اللجان الشعبية من تطهير العناصر التكفيرية المتقطعة في نقطة جامع...
- (المرصاد) ينشر كلمة الرئيس عبدربه هادي التي ألقاها اليوم ونص المبادرة التي تقدمت بها اللجن... أقر الاجتماع الذي عقد اليوم برئاسة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي وجمعة بمكونات القوى المشاركة في السلطة وبعض الشخصيات المشاركة في الحوار الوطني وفي ا...
- لماذا سيفشل الرهان السعودي في اليمن بعد مقتل صالح؟ المرصاد نت - متابعات من يراهنون على حراك شعبي وقبلي في اليمن ضد أنصار الله بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح واهمون ويمنون أنفسهم بأماني لن تتحقق لأن ال...
- قصف أهداف بالرياض بدفعة من صواريخ بركان2اليمانية المرصاد نت - متابعات أعلنت القوة الصاروخية قصفها مركز معلومات وزارة الدفاع السعودية وأهدافاً ملكية أخرى في الرياض بدفعة من صواريخ «بركان 2» البالي...
- معتقلون ومختطفون يروون انتهاكات حزب الإصلاح في سجون مأرب! المرصاد نت - متابعات لقد جعل مرتزِقةُ العدوان من المسافرين في الطريق العام في محافظة مأرب صيداً ثميناً لهم حَيْــثُ شكَّلَ إغلاقُ مطار صنعاء معضلةً لدى المجتمع...
- برعاية وزارة الشباب والرياضة والدائرة الرياضية لأنصار الله الإستعداد لإستقبال شعبي كبير لل... تحت شعار " الشعب معكم ... نحو الأفضل " وبرعاية وزارة الشباب والرياضة والدائرة الرياضية لأنصار الله تستعد صنعاء لإستقبال المنتخب الوطني لكرة القدم عصر يوم غدٍ ال...
- أوكار القاعدة في لحج تتهاوى .. وآخر معاقلهم تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية (تفاصيل) اللجان الشعبية أفادت مصادر عسكرية ميدانية أن قوات الجيش واللجان الشعبية إستطاعوا تطهير آخر أوكار القاعدة في محافظة لحج بمنطقتي الحمراء والمجحفة وتأمينها بالكامل...
- الإمارات تتخلى عن المجلس الجنوبي وتعيد حلفاء حرب صيف 94 إلى الواجهة . المرصاد نت - متابعات يتكشف الدور الإماراتي في اليمن يوماً بعد اخر وتتغير ادوار أبو ظبي في الشمال والجنوب وفق مصالح أولاد زايد ومطامعهم الإستعمارية . هذه ال...