المرصاد نت - متابعات
لم تستفق مملكة بني سعود بعد من غيبوبتها المفاجئة التي ألزمتها فراش الصدمة والذهول بعد استهداف الطيران اليمني المسيّر رئتها الاقتصادية "أرامكو" في قلب عاصمتها السياسية الرياض وبحقن الصمت ومهدئات التجاهل واصلت مكابرتها على وجع تلك الصفعة التي أفقدتها توازنها بعد تخبّط أربعة أعوام من عدوانها على بلدٍ يتذيّل قائمة الدول النامية عالمياً في أفضل أحواله وهو اليوم بقدراته البسيطة يواجه قائمة عالمية أخرى مكتظة بأعتى دول الاستكبار تصنيعاً وعتاداً وقوة وأفضلها جهوزية تقنياً وعسكرياً وأكثرها خبرة في فنون القتال لكنها اليوم تصحو على ألم صفعة أخرى وهي ترى سفنها البحرية تستهدف في وضح النهار على السواحل اليمنية وتستسلم لمصيرها خائرة القوى حيث لا عاصم لها من أبطال اليمن المغاوير وأولي بأسها الشديد.
لقد كانت وما زالت قوى تحالف العدوان تختزل عقدتها في المعارك البرية فقط وترى أن معركتيها الجوية والبحرية محسومتان لمصلحتها ولا تدخلان دائرة القلق والخوف في أسوأ الاحتمالات نظراً لسيطرتها المطلقة وتحكّمها في الأجواء اليمنية وإحكام قبضتها على الممرات والمعابر والمنافذ بسفنها وقطعها البحرية المتطورة ناهيك عن عمليتي الرصد والمراقبة التي تفرضهما على كامل الجغرافيا اليمنية على مدار الساعة، لذلك كرست جهدها لفتح جبهات عسكرية برية عن طريق الاختراقات في عمق السواحل اليمنية مسنودة بالإمداد البحري الخلفي والغطاء الجوي الكثيف، وحشدت لتلك الجبهات مقاتلين كثر من جنسيات مختلفة ومتباينة وسلّحتهم بالمال قبل العتاد ورمت بهم ليلقوا مصيرهم في تضاريس لم يلتقوا فيها متنزهين فكيف بهم اليوم وهي تستقبلهم بألوان الموت في كل المنعطفات لتسقط أكبر محاولاتها المركزة في المعارك البرية دون تحقيق أي شيء يذكر سوى خسوف مجنزراتها وتطاير أشلاء قواتها في عاصفة الرمال الغربية، عندها وجد العدوان نفسه أمام مفترق طرق من الخيارات الصعبة التي كان أبرزها تعليق العمليات العسكرية على لسان الوزير قرقاش، والانسحاب الكامل من اليمن على لسان مستشار ابن زايد لكن جميعها خيارات لها انعكاساتها السلبية المكلفة على معركة العدوان الحقيقية المتمثلة في حزمة من الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.
لم يكن أمام الرياض وأبو ظبي من خيار لاستعادة المبادرة في حربهما على اليمن إلا بالعودة للورقتين الجوية والبحرية، لكن تلك العودة لم تعد كالسابق، فأبطال اليمن قد أحدثوا تغييراً جذرياً في قواعد اللعبة وصاروا أصحاب المبادرة في وقت حبس الأنفاس؛ فكان نتاج المعادلة موجباً بولادة الطيران المسيّر بعيد المدى الذي يحلّق ويضرب بحرية أي مكان شاء، ويختار أدق الأهداف وأوجعها أمام عجزٍ تام لأي عمل دفاعي يرصده أو يتعامل معه فكان هذا الطيران فيصلاً في معارك الساحل الغربي وهو يستهدف التجمعات والزحوفات، وسمّاً زعافاً وهو يدك معاقل العدوان ومراكزه في أماكن خارج نطاق الاشتباك، ولم يكتفِ بالرسائل التي طالت مراكز القوى في عواصم العدوان الداخليتين مأرب وعدن، بل تجاوز المسافات ليوصل رسائله إلى قلب عاصمة العدوان الأصلية في تطور هو الأخطر في حقل المعركة الجوية اليمنية.
لم تغب عناصر المعركة البحرية عن معادلة اليمنيين الجديدة فهم الذين لمّحوا وصرّحوا مراراً مع كل حديث لناطق الجيش اليمني بأن القطع البحرية لدول تحالف لعدوان لن تكون في مأمن إذا ما استمر بتجاوزاته في قتل اليمنيين وتضييق الحصار عليهم، لكن تلك التحذيرات قوبلت بالاستخفاف والاستهجان مثلها مثل سابقاتها التي أطلقت بشأن السلاح اليمني المسيّر كل ذلك دعا بالقوة البحرية إلى تجسيد تهديدها بأيدي الرجال وترجمة قولها واقعاً عملياً لعلمها أن العدوان لا يستوعب دروس الاحترام إلا بعد أن يتذوق دروساً بالغة في الإهانة، فنفذت عمليتين بحريتين خاطفتين في أقل من يومين تقاسمتهما الرياض وأبو ظبي مناصفة إذ استهدفت الأولى تمركز القوات الإماراتية في مدينة المخا ودمرت مخازن عتاده وغرف عملياته والرصيف البحري في الميناء بينما استهدفت الأخرى بارجة سعودية قبالة السواحل اليمنية.
كعادتها لم تكابر الرياض هذه المرة واعترفت مبكراً باستهداف بارجتها "الدمام" زاعمة أنها ناقلة نفطية، لكنها لم تعِ بعد أن نوع البارجة وحمولتها لا يلغي الإنجاز اليمني المرعب في رصدها واستهدافها ولا يلغي حقيقة أن اليمنيين قادمون أرضاً وجواً وبحراً وفي جعبتهم الكثير من المفاجآت الكفيلة بتغيير موازين القوى ولا تدرك أنها ومعها باقي دول العدوان أمام شعب صامد وشجاع لا يقبل الضيم، يرفع سبابته والوسطى وشعاره "النصر أو النصر".
كتب : فؤاد الجنيد
المزيد في هذا القسم:
- رسالة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر المبارك المرصاد نت - خاص بمناسبة عيد الفطر المبارك بعث قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مساء اليوم الثلاثاء رسالة بارك فيها للشعب اليمني وأبطال ال...
- الاعلام الحربي اليمني .. تميّز وابداع يخلّده التاريخ الملحمي المرصاد نت - خاص سلاح الاعلام الحربي اليمني متعدد وله اسنة شامخة باسلة حادّة معروفة وغير معروفة لعامة الناس تعمل بالليل والنهار “الكاميرا” هي سلاح...
- بحاح يعود وعسيري يحذر : صراع إماراتي - سعودي في حضرموت المرصاد نت - زكريا الشرعبي وسط توترات شديدة بين جناحي تحالف العدوان السعودي والإماراتي وهيمنة الأخيره على محافظة حضرموت تنطلق اليوم السبت فعاليات ...
- العفو الدولية تؤكد استهداف مدنيين في اليمن بقنابل أمريكية المرصاد نت - متابعات أكدت منظمة العفو الدولية الاثنين 19 سبتمبر/أيلول أن قنبلة أمريكية الصنع استخدمت في غارة جوية استهدفت مستشفى مدعوما من منظمة أطباء بلا حدو...
- ارتفاع شهداء وجرحى مجزرة مستشفى عبس الى أكثر من 40 شهيد وجريح المرصاد نت ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي اليوم الإثنين مجزرة جديدة باستهدافه لمستشفى مدينة عبس بمحافظة حجة غربي اليمن راح ضحيتها شهداء وجرحى بينهم أطفا...
- الفشل والتهور الإماراتي في إدارة مشاريعها التوسعية في اليمن ! المرصاد نت - متابعات في إبريل/نيسان الماضي تكللت جهود حثيثة امتدت لسنوات بانعقاد البرلمان في مناطق سيطرة حكومة هادي والتحالف للمرة الأولى ولطالما كان نفوذ الإ...
- اللجان الشعبية تضبط سيارة محملة بالعبوات الناسفة بإب تمكنت اللجان الشعبيه بالتعاون مع افراد الشرطه العسكريه اليوم بمحافظة إب من ضبط سيارة هيلوكس محملة بعدد كبير من العبوات الناسفة وبحسب مصادر أمنية فأ...
- لجنة الدستور : موعد تسليم مسودة الدستور اليمني "نهاية يوليو القادم" اختتمت لجنة صياغة الدستور برئاسة رئيس اللجنة اسماعيل الوزير اليوم سلسلة اجتماعاتها المكثفة المغلقة بتعز والتي استمرت 8 أيام بهدف وضع خطة عملها المستقبلية المف...
- انعكاس الازمة القطرية على الازمة اليمنية وخيارات المكونات السياسية اليمنية ؟ المرصاد نت - متابعات لقد شاهدنا وسمعنا تغير كبير في تصريحات القيادات الوسطى للاخوان المسلمين (حزب الاصلاح ) وتغير مواقفهم تجاه دول تحالف العدوان على اليمن وال...
- الاندبندنت: اليمن محنة في نهاية الجزيرة العربية تواجه تحديات غير مسبوقة المرصاد نت - متابعات مع عدم وجود حلول سياسية قريبة للحرب والعدوان على البلد تواجه اليمن الآن تحديات أكبر من أي وقت مضى في طرف شبه الجزيرة العربية تستعر حرب كا...