مسار السلام في اليمن وتعقيدات 3 سنوات من العدوان والحرب

المرصاد نت - متابعات

بات مسار السلام في اليمن مهددا بالانهيار رغم إعلان المبعوث الأممي مارتن غريفيث عن جولة تفاوض قادمة في جنيف مطلع الشهر القادم.Yemen Palce2018.8.17

حيث أعلنت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في مقرها الإقليمي في جنيف الكسندرا فيلوتشي أن مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث أرسل دعوات إلى حكومة هادي والمجلس السياسي الأعلي بصنعاء للمشاركة في مشاورات التسوية في جنيف في السادس من شهر أيلول/سبتمبر المقبل.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قد أبلغ أعضاء مجلس الأمن في مشاورات مغلقة أن اتفاقاً تم بين الأطراف كما أكد مواصلة مشاوراته مع جميع الأطراف لتجنب المزيد من التصعيد العسكري في الحديدة والتزام الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية سياسية.

الي ذلك قال الدكتور أبو بكر القربي أن الدعوات وجهت إلى أنصار الله و إلى حكومة هادي و لم توجه إلى المؤتمر الشعبي العام لا كأفراد و لا كتيار سياسي..

و أضاف: يقولون إنه يمكن أن يدعوا المؤتمر كمراقبين أو شيء من هذا القبيل و لكن ليس كأصيل في المشاورات.

وأوضح القربي "عضو وفد حزب المؤتمر في المفاوضات السابقة" أنهم ينتظرون من الأمم المتحدة إعطاء توضيح رسمي حول أسباب استبعاد الحزب من المشاورات.

وأكد إنهم على تواصل مع الأمم المتحدة غير أنه أشار إلى أنهم يريدون اعلان رسمي بالمبررات التي تعطى لهم من الأمم المتحدة و ليس في غرف مغلقة حتى يكون هناك رد فعل.

ولفت القربي إلى أن موقف قيادات حزب المؤتمر الموجودون في صنعاء مثل موقفهم في الخارج مؤكدا أن المؤتمر يجب أن يشارك بصورة مستقلة.

وعقب إعلان المبعوث الأممي في إحاطته لمجلس الأمن الدولي قبل أيام عن موعد إستئناف المفاوضات شهدت عدة جبهات تصعيداً عسكرياً غير مسبوق خصوصاً في جبهة الساحل الغربي بالتزامن مع تصاعد التوتر بين الفصائل في المعسكر الداخلي الموالي للتحالف السعودي خصوصاً في مدينة تعز وإنهيار الوضع الأمني في عدن.

و يرى مراقبون أن عقد مؤتمر برعاية مجلس التعاون الخليجي بشأن مرجعيات الحل في اليمن في العاصمة الرياض يعد مؤشراً واضحاً على رغبة لدى التحالف السعودي بإفشال جولة التفاوض القادمة التي يسعى من خلالها المبعوث الأممي لإستئناف مسار السلام المتوقف منذ عامين.

و أعتبروا أن قطع هادي زيارته إلى القاهرة و العودة إلى الرياض مرتبط بمؤتمر المرجعيات في الرياض غير أن عودة هادي إلى الرياض بعد ساعات من لقائه بالسفير الأمريكي لدى اليمن ما ثيو تولر في مقر أقامته في القاهرة أثارت تساؤلات عن علاقة العودة إلى الرياض بلقاء السفير الأمريكي وهل الأمر مرتبط برغبة أمريكية في افشال أو دفع مسار السلام في اليمن.

تفيد مصادر سياسية مطلعة أن لدى غريفيث أفكار تتجاوز المرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار والقرار الأممي 2216 كون المدة التي مرت بها الحرب تجاوزت تلك المرجعيات ما يستدعي البحث في أفكار جديدة لتحقيق أختراق في الملف اليمني.

ويبدو أن ذلك هو ما دفع السعودية لعقد مؤتمر مرجعيات في الرياض لإفشال جهود غريفيث في هذا الاتجاه و هو ما سيمثل عقبة في مسار السلام غير أن الحديث عن المساعي السعودية لإفشال جهود غريفيث لا يزال مرتبط بالموقف الأمريكي والبريطاني والذي لم يظهران إلى الواجهة بعد.

و حتى الوصول إلى تسوية في اليمن ستصطدم بواقع مفخخ في الداخل في ظل الفصائل والمليشيات التي تم تشكيلها من قبل تحالف العدوان خصوصا الإمارات بعيداً عن التشكيلات الأمنية و العسكرية لحكومة هادي و كذا اللجان الشعبية التي شكلها أنصار الله فضلاً عن معضلة أقتصادية ستواجهها البلاد بعد أضافة آلاف من الموظفين الجدد إلى سجلات الخدمة المدنية من قبل أطراف الأزمة.

مسار السلام في اليمن والذي يجري التفاوض حوله يبحث في الأسباب التي أدت إلى العدوان والحرب ويهمل إلى حد كبير التعقيدات التي خلفتها الحرب و هو ما يجعل من هذا المسار هشا و سرعان ما يتعرض للانهيار عندما يتعارض مع مصالح المتحربين وأجنداتهم و ما أفرزته أكثر من 3 سنوات من العدوان و الحرب.

قبل العدوان العسكري السعودي كان يجري البحث في إحالة الآلاف إلى التقاعد من السلكين المدني والعسكري لتجاوزهم أحد الآجلين و ضرورة تصحيح كشف الراتب من الحالات المزدوجة و الوفيات و غيرها كونها باتت تشكل حجر عثرة لضخ دماء شابة إلى الوظيفة العامة غير أن العدوان والحرب أدت إلى اضافة مئات الآلاف من الموظفين الجدد والحالات الوهمية و المزدوجة فضلا عن التجاوز في شغل الوظيفة العامة و كل هذا سيكون له تأثيرات مباشرة ستساهم بأشكال مختلفة في تأخير السلام و دفع البلاد إلى هاوية الفوضى.

منذ بداية العدوان ظهرت قوى جديدة خصوصاً في الجانب العسكري أغلبها حالات مليشاوية تمتلك ترسانة من السلاح بمختلف أنواعه و هو ما يمثل تهديد مباشر للسلام والتسوية القادمة التي يسعى غريفيث للوصول إليها.

و في الوقت ذاته فإن أستمرار العدوان يساهم و بشكل يومي في خلق تعقيدات جديدة تقف في مسار السلام في ظل تباطؤ المجتمع الدولي خصوصا من قبل القوى الدولية الفاعلة في اليمن في الملف اليمني و التي لا تقوم بدورها المطلوب في الضغط على أطراف الأزمة للوصول إلى تسوية سياسية تجنب البلاد مآلات الحرب و كوارثها. 

طوال الفترة الماضية من العملية التفاوضية كان المتلاعب المباشر في سيرها هو النظام السعودي وبعد محطة جنيف القادمة اذا لم يدرك الوفد المفاوض أبعاد مشاركته فيه ويحسب بشكل سليم تفاصيل موقفه فستضاف الإمارات أيضاً كمتلاعب في العملية التفاوضية وستزيد عبثيت العملية التفاوضية أكثر من ذي قبل ...

ويبقي السؤال الأهم .... هل ستكون مشاورات جنيف القادمة محطة للتقريب أم محطة لاضافة تعقيد ؟

المزيد في هذا القسم: