مفاوضات السلام بالسويد تحتضر.. هناك نار تحت الرماد !

المرصاد نت - زين العابدين عثمان

مفاوضاتُ السويد التي يجري التحضير لها أممياً ودولياً على أساس أن تكون المحطة الأولية لإنهاء الحرب باليمن بشكل كامل يبدو أنها تحتضر وتصارع غيبوبة الفشل قبل أن تبدأ؛ نتيجة Yemeem2018.11.27استمرار عربدة السياسات الهوجاء لتحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي يواصل غاراته وارتكابه للمجازر بحق المدنيين.. وأيضاً فيروس المصالح الأمريكية الفيروس الذي كان له السبق في قتل كُـلّ المفاوضات السابقة وإجهاضها يدفع بمفاوضات السويد للإجهاض رغم أنها ما تزال في رحم الأمم المتحدة.

وبطبيعة الحال فإنه لا جديد ولحد اللحظة يشير إلى أن مفاوضات السويد ستكون مكللة بالنجاح أو بالمسارات التي تقود إلى مرحلة إيقاف الحرب باليمن بشكل جذري عبر الطاولة التفاوضية كما يتوقعه بعض المراقبين، فالواقعُ يحكي غير ذلك وأما الجديد هنا هو أن الإدارة الأمريكية رغم دعواتها الجياشة للسلام وتنظيمها لتلك مفاوضات أو غيرها من المظاهر التي تحاول من خلالها إبراز نفسها كعنصر فاعل لإيقاف الحرب باليمن… فإن واقع سياساتها المتخذة حالياً يظهر على أنها ليست هي جاهزة أصلاً لأي سلام يتحقّق في اليمن أو أن تتوقف آلة الدمار والقتل على الشعب اليمني الذي تنفذه الإمارات والسعودية بالوكالة عنها منذ أربعة أعوام.. فلا الدمار والمجازر توقفت ولا الدعم اللوجستي والاستخباراتي الأمريكي انقطع عن السعودية أو الإمارات ولا هناك حراك فعلي من داخل الإدارة الأمريكية يظهر نوايا أمريكا الحسنة والحقيقية للسلام.

أمريكا لم تسعَ قط إلى أي سلام حقيقي يفضي لإنهاء أي صراع لها في أي بلد خصوصاً إذَا ما كان هذا الصراع تُديرُه هي عن بُعد أو بالوكالة لحفظ مصالحها الرأسمالية والقومية، فأمريكا بالكاد تعمل على إحداث هدنات وقتية وفواصل يمكن أن نعتبرها (استراحة محارب) التي عادة ما يتخللها سيناريوهات تصعيدية أكبر وأشد تدميراً وعنفاً من سابقها وهذا ليس غريباً؛ لأَنَّه طبق في الحرب باليمن فخلال كُـلّ هدنة لجلسة تفاوض تعقد بين أنصار الله وأطراف العدوان بالمراحل السابقة تبعها تصعيدات ميدانية كبيره لأطراف العدوان وأكبر نموذج هو ما حصل ويحصل في الحديدة.

أمريكا عندما تعلن انسحابها للخلف هي فعلاً تتقدم للأمام حاملة سيناريوهات أَكْثَـــر تدميراً ودموية وهذا هو الطابع الذي ترتكز عليها عقائدها السياسية والعسكرية في جميع حروبها ففي العراق مثلا عندما أعلنت انسحابها وسحب قواتها كانت قد حضرت سيناريو داعش الذي كان سيناريو أَكْثَـــر دموية وخطورة من التدخل الأمريكي نفسه فقد كان مشروعاً كاد يمسح بالحضارة والهُوية العراقية بالكامل لولا وعي الشعب العراقي ومقاومته لهذا المشروع حتى إفشاله.

لا نود التوغل أَكْثَـــر في ما تحمله مفاوضات السويد من أبعاد ولكن توقعنا من هنا أن هذه المفاوضات هي فعلاً تحتضر واحتمالية وفاتها كبيرة جداً سيما وأن نتائج وإنجازات العدوان الذي تقوم به الرياض وأبو ظبي على اليمن لا يرقى إلى مستوى الطموحات والأهداف الأمريكية المرسومة والمفترض تحقّقها أو حتى ما يؤمن المصالح الليبرالية لأمريكا القومية والاقتصادية وعليه نستطيع الاستنتاج بأن هذا الصعيد يمكن أن يكون هو السبب الأول في قيام أمريكا بدفع النظام السعودي والإماراتي إلى خوض جولة جديدة من التصعيد عقب إعلان فشل مفاوضات السويد وهذا احتمال وارد بشكل كبير.

عموماً ما يجب قوله في الأول والأخير أن لا تعويلَ على مفاوضات السويد التي تحملها الأمم المتحدة في رحمها فهي الآن مصابة بفيروس المصالح الأمريكية وقد تجهض في أي وقت؛ لذلك فالحذر والاستعداد والجاهزية يجب أن تتوفر لدى الشعب اليمني وقيادته سيما وأن هناك ناراً ما تزال تحت الرماد تنتظر هبة ريح فشل تلك المفاوضات لتعود للاشتعال في جميع الجبهات وبالأخص جبهات الساحل الغربي الذي تقوم الإمارات حالياً في استقطاب قوات جديدة إليه من المرتزِقة المحليين ومن القوات السودانية.

المزيد في هذا القسم: