الشيوخ الأمريكي يتبنى إجراء وقف وإنهاء الدعم العسكري لقوي العدوان !

المرصاد نت - متابعات

تحدّى مجلس الشيوخ الأميركي البيت الأبيض بعدما وافقت غالبية كبيرة من أعضائه أمس على إجراء يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الدعم العسكري للعدوان الذي تقوده السعودية في اليمن. وفي 300 Usa Ksa2018.11.29تفاصيل التصويت الذي يعدّ حدثاً كبيراً بعد فشله في بداية العام الجاري صوّت 63 سيناتوراً من الجمهوريين والديموقراطيين مقابل 37 لمصلحة الإجراء المتمثّل في مناقشة مشروع قرار ينهي الدعم العسكري الأميركي لـ«التحالف السعودي».

وهي نتيجة جاءت بعد ساعات على تحذيرات وزيرَي الخارجية والدفاع الأميركيين مايك بومبيو وجيم ماتيس من أنّ سحب الدعم للسعودية «سيؤدي إلى تفاقم الحرب» في اليمن لكنها تعكس في المقابل إرادة جديدة لدى الحزبين في مجلس الشيوخ في اتخاذ موقف أكثر تشدداً حيال السعودية. ومن المقرر أن يحال مشروع القرار إلى تصويت إجرائي اليوم (الخميس) قبل المناقشات والتصويت النهائي الأسبوع المقبل.

وخلال مناقشات جلسة يوم أمس وفيما كان بومبيو وماتيس يسعيان إلى إقناع أعضاء الكونغرس بمواصلة الدعم العسكري قال السيناتور الديموقراطي كريس مورفي: «أمام مجلس الشيوخ خياران إنهاء الدعم الأميركي للسعودية في حربها في اليمن أو البقاء في أكبر أزمة إنسانية في العالم». وتواصلت مداخلات باقي أعضاء الكونغرس مستنكرةً دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب القوي للرياض في حربها على اليمن ومن بينهم عدد من أعضاء حزبه الجمهوري الذين أبدوا استياءً من رد فعل ترامب على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وفي تصريحٍ لوكالة «فرانس برس» اعتبر السيناتور مورفي أن «السعوديين تجاوزوا الحدود. قتلوا المزيد من المدنيين هذه السنة أكثر من أي عام آخر في حرب اليمن». كما رأى أنهم «ارتكبوا خطأً استراتيجياً هائلاً باحتجاز وقتل خاشقجي لذلك تغيرت أمور كثيرة في الشهور الأخيرة وهذا ما أوصلنا إلى هذه النقطة» من جانبٍ آخر أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أنه قرر التصويت لمصلحة القرار لأن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه) جينا هاسبل لم تدلِ بشهادتها حيال قضية خاشقجي. وقال غراهام للصحافيين: «القضية بالنسبة لي هي ما إذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية تدعم أو لا تدعم الخلاصة التي تتمتع بدرجة عالية من الصدقية أن ولي العهد (السعودي) كان شريكاً في قتل خاشقجي».

حتى أن غيابها كان عرضةً لانتقادات وجهها عدد من النواب في مجلس الشيوخ أبرزهم السيناتور ديك دوربن الذي قال، ساخراً في تغريدة على «تويتر»: «الحضور الأكثر إقناعاً في جلسة الإحاطة الأمنية بشأن مقتل خاشقجي هو الكرسي الخالي المخصص لمديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل». وأضاف دوربن في تغريدته أن «البيت الأبيض لن يعترف بالتورّط المباشر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في هذه الجريمة».

كذلك كشف السيناتور الديموقراطي غاري بيتيرز عبر حسابه في «تويتر» أنه يشعر بانزعاج شديد من تصرفات السعودية بدءاً بما وصفها بالكارثة الإنسانية في اليمن وانتهاءً بمقتل خاشقجي.
ورداً على الانتقادات بغياب مديرة «سي.آي.إيه» عن جلسة الكونغرس قال المتحدث باسم الوكالة تيموثي باريت في بيان إن البيت الأبيض لم يمنع مديرة المخابرات من المشاركة بالجلسة أمام مجلس الشيوخ نافياً ما أوردته صحيفة «ذي غارديان» البريطانية بشأن المسألة.

بالمقابل أعلنتْ واشنطن عن اتمام صفقة أسلحة مع النظام السعودي تتمثل بشراء الرياض نظاماً للدفاع الصاروخيّ بقيمة 15مليار دولار وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إن الصفقة أنجزت بعد اتصال هاتفيّ بين الرئيس دونالد ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز مشيرة الى أنه تمّ على إثره إتمام شروط شراء السعودية 44 قاذفة صواريخ " ثاد" إلى جانب معدّات عسكرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن صفقة نظام "ثاد" للدفاع الصاروخي كانت قيد النقاش منذ كانون الأول/ديسمبر 2016 وإنها تمت الآن.

وكان مسؤول سعودي قال لوكالة "رويترز" في تشرين الأول/أكتوبر بأن ترامب والعاهل السعودي بحثا الصفقة في اتصال هاتفي في أواخر أيلول/سبتمبر وذكر المسؤول في ذلك الحين أن من المحتمل إتمام الصفقة بنهاية العام. وفي تشرين أول/أكتوبر 2017 وافقت الحكومة الأميركية على بيع نظام الدفاع الصاروخي المتطور "ثاد" إلى النظام السعودي.

ما هو نظام "ثاد"؟

يستطيع النظام إسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى خلال المرحلة النهائية من رحلتها. ويبلغ نطاق النظام 200 كلم وقد يصل ارتفاعه إلى 150 كلم. وكان الولايات المتحدة نشرت من قبل هذا النظام في غوام وهاواي كإجراء احترازي ضد أي هجمات محتملة من كوريا الشمالية.

يأتي ذلك بعد ساعات على إحالة مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قرار يتعلّق بوقف الدعم العسكري الأميركي للسعودية في حربِها على اليمن الى المناقشة العامة داخل المجلس على أن يجري التصويت عليه في وقت لاحق من الأسبوع المقبل.

وصوت لصالح رفع مشروع القرار إلى المناقشة العامة 63 عضواً فيما عارضه 37. البيت الأبيض أعلن أن الصيغة الراهنة للمشروع غير مقبولة ويجب تعديلها وإلا فسيمارس ترامب حقّ الفيتو ضدّه وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قال إن السعودية تلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على أمن المنطقة وأمن "إسرائيل" لكنه في الوقت عينه اعتبر أن "وقف الدعم العسكري الأميركي في اليمن ومبيعات الأسلحة للشركاء سيكون قراراً يجانب الصواب".

المزيد في هذا القسم: