أول خرق في «جدار إتفاق الحديدة»: «تسوية أولية» برعاية لوليسغارد !

المرصاد نت - متابعات

بعد أربعة أيام من المحادثات على متن قارب تابع للأمم المتحدة في رصيف ميناء الحديدة أعلنت الأمم المتحدة التوصل إلى ما سمّته «توافقاً على تسوية أولية» بين وفدَي حكومة Hodeidah2019.2.8sanالإنقاذ وحكومة هادي. إعلانُ يُعدّ الخرق الأول في الجدار السميك المنتصب منذ بدء المحادثات المتصلة بوضع المدينة الساحلية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي إلا أن ثبوته ينتظر مواقف الطرفين التي لم تصدر حتى مساء أمس في وقت سرت فيه أنباء عن تمديد الاجتماعات المتعلقة باتفاق تبادل الأسرى والمنعقدة في العاصمة الأردنية عمّان حتى اليوم الجمعة من دون أن يتأكد ذلك.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس إن طرفي محادثات الحديدة «وافقا على تسوية أولية»، لبدء إعادة انتشار المقاتلين في المدينة وفتح ممرات إنسانية. وأضاف دوجاريك إن رئيس «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المعنية بتنفيذ الاتفاق الجنرال الدنماركي مايكل أنكر لوليسغارد يتوقع «عقد اجتماع آخر بين الطرفين في غضون الأسبوع المقبل بهدف وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل عملية إعادة نشر القوات».

وأشار إلى أنه خلال أربعة أيام «عمل الطرفان معاً بشكل بنّاء لحل المسائل العالقة حول إعادة انتشار متبادل للقوات وفتح ممرات إنسانية» مستدركاً بأنه «تبقى هناك تحديات وخصوصاً بسبب الطابع المعقّد لخطوط الجبهة الحالية». ومن أجل التغلّب على تلك التعقيدات قدّم الجنرال لوليسغارد «مقترحاً تم قبوله من الطرفين من حيث المبدأ للتحرك قدماً في مسار تطبيق الاتفاق» وفقاً لما أفاد به المتحدث الأممي.

وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس لم يصدر أي تعليق على الإعلان الأممي سواء من قِبَل صنعاء أو من طرف حكومة هادي. لكن رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي أعاد التذكير بما اقترحته الحركة في شأن مدينة الحديدة عقب العودة من استوكهولم؛ إذ دعت إلى «تثبيت وقف إطلاق النار ووضع تصور لإعادة الانتشار والتوقيع عليه من الطرفين وتنفيذ إعادة الانتشار من الطرفين وإزالة الحواجز» مستدركاً بـ«(أننا) فوجئنا بحوارات سياسية بدل التنفيذ».Gaizan2019.2.8

موقف يمكن قراءته في انتظار الموقف الرسمي لسلطات صنعاء على أنه إشارة إلى تحوّل ما مع بدء لوليسغارد مهماته بدلاً من سلفه الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت. وفي سياق تغريداته أمس ردّ الحوثي على تصريحات لوكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك اتهم فيها صنعاء بعدم السماح لوكالات المنظمة الدولية بالوصول إلى مخازن البحر الأحمر. وفي هذا الإطار رأى الحوثي أن لوكوك «يستقي معلومات مضلّلة» متسائلاً: «إذا كان الجيش واللجان يعرقلان خروج القمح إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء فلماذا لا يتم إخراج الحصص الأخرى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال» الذي «يسيطر على المطاحن ولديه طرق مفتوحة؟».

على خطّ مواز انتهى اليوم الثالث من اجتماعات عمّان حول الأسرى من دون الإعلان عن التوصل إلى أي اتفاق في ظلّ أنباء عن تمديد المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة حتى اليوم لكن ذلك لم يُعلَن رسمياً من قِبَل المنظمة الدولية، كما لم يؤكده أي من الطرفين. وذكرت مصادر من وفد حكومة الإنقاذ أن محادثات الخميس لم تنجح في إحراز تقدم لافتة إلى أن «الطرف الآخر لا يحمل أي بيانات عن قتلاه وطالب فقط بالجثث الخاصة بقتلى التحالف». وأضافت المصادر إن ممثلي حكومة هادي «لا يمتلكون معلومات أو خرائط لأماكن دفن الجثامين التي بحوزتهم». وفي وقت لاحق نقلت وكالة «رويترز» عن رئيس «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» عبد القادر المرتضى قوله إنه «في حال بقي الطرف الآخر على موقفه المتعنت في إنكار وجود الأسرى الموجودين فإن المباحثات ستستمر لأشهر».Alsoudia2019.2.8

وفي سياق متصل ذكرت مصادر في الأمم المتحدة أول أمس الأربعاء أن مراقبي المنظمة الدولية ال75 الذين يجري نشرهم في اليمن يمكن أن يتمركزوا اعتبارا من آذار/مارس المقبل على سفينة راسية في مرفأ الحديدة. وقال مصدر قريب من الملف لوكالة فرانس برس "إنه حل مطروح مؤكدا بذلك معلومات نشرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية. وذكرت الصحيفة أن الأمم المتحدة اتخذت قرارها بشأن السفينة موضحة أنها ستستأجر السفينة التجارية "ام في بلوفورت" التي يبلغ طولها 142 مترا وتملكها الشركة الكندية "بريدجيمانز سيرفيسز".

و"ام في بلوفورت" عبارة قديمة بنيت في 1979 وتم تحويلها في 2015 إلى فندق من 299 قمرة ومكاتب ومنصة يمكن أن تهبط فيها مروحية. وفي مفاوضاتها الشاقة مع طرفي الأزمة تستخدم الأمم المتحدة منذ الأحد سفينة راسية قبالة سواحل الحديدة سمحت بجمع الفرقاء.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن طرفي الأزمة اليمنية أحرزوا تقدما باتجاه إعادة انتشار القوّات خارج هذه المدينة الساحلية وترأس المحادثات التي جرت من الأحد الجنرال السابق باتريك كامرت رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في اليمن. وتولى رئاسة البعثة مساء الثلاثاء الضّابط الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد الذي عيّنته المنظّمة الدولية في هذا المنصب خلفا لكامرت.

الي ذلك عرض الإعلام الحربي اليمني مساء أمس الخميس مشاهد مصورة لإقتحام مواقع الجيش السعودي في القمبورة وبرج رقعة قبالة "إم بي سي" في جيزان جنوب غرب السعودية. وتظهر المشاهد لحظة إقتحام القوات اليمنية المشتركة لمواقع الجيش السعودي والإشتباك مع الجنود السعوديين وتمكنهم من إعطاب عدد من الآليات العسكرية للجيش السعودي وإشعال النيران فيها.

كما عرضت المشاهد المصورة كميات كبيرة من العتاد والذخيرة والأسلحة الحديثة (أمريكية الصنع) اغتنمها الجيش واللجان الشعبية أثناء إقتحام مواقع الجيش السعودي. ووثقت المشاهد مقتنيات جنود الجيش السعودي ووثائقهم وهوياتهم العسكرية التي خلفوها وراءهم بعد أن لاذوا بالفرار من المواقع التي إقتحمها أبطال القوات اليمنية المشتركة.

وقبل يومين أكد تحقيق لشبكة سي إن إن الأمريكية إن الجيش واللجان الشعبية استولوا على أجهزة وأسلحة أمريكية باعتها الأخيرة لتحالف العدوان وأنهم استطاعوا صناعة أجهزة دفاعية ما جعلها أكثر أمنا وقوة في القتال.  مؤكدا أن تحالف العدوان قام أيضا بتسليم أنواع من الأسلحة إلى جماعات إرهابية كانت واشنطن قد وضعتها على قوائم الإرهاب.

وذكر تحقيق الشبكة الأمريكية أن خبراء يمنيين استطاعوا صناعة أجهزة عالية الانفجار تمكنت خلالها من تدمير المدرعات التي باعتها أمريكا لتحالف العدوان معتبرا ذلك انجاز يمثل خطر على خط الدفاع الأمريكي الأول ضد العبوات الناسفة. وقالت شبكة سي إن إن إن المقاتلون اليمنيون عرضوا على قناة تابعة لهم مدرعة أمريكية ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي خلف عجلة القيادة وهم يهتفون الموت لأمريكا.Alzahranai2019.2.8

وزعم التحقيق أن صنعاء نقلت بعض التكنولوجيا الأمريكية إلى إيران وأن "الاستخبارات الإيرانية تقوم بتقييم التكنولوجيا العسكرية الأمريكية عن كثب وأنه لا يوجد سلاح أمريكي واحد لا تحاول"صنعاء" معرفة تفاصيله الأمر الذي ينفيه الجيش اليمني ويؤكد أن الأسلحة التي يقوم بتصنيعها من بينها الأسلحة الدفاعية القادرة على تدمير هذه المدرعات بخبرات محلية خالصة.

وفي سياق متصل نقلت وكالة «أسوشيتد برس» مساء أمس عن مسؤول حكومي مغربي قوله إن بلاده أوقفت مشاركتها في عمليات التحالف السعودي في اليمن. وأشار المسؤول إلى أن المغرب «لن يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية» المرتبطة بـ«التحالف» من دون ذكر مزيد من التفاصيل. كذلك نقلت الوكالة عن مسؤول مغربي ثانٍ أن الرباط استدعت سفيرها لدى الرياض في أعقاب نشر محطة تلفزيونية سعودية تقريراً عن الصحراء المغربية وعُدّ مسيئاً للعلاقات.

وتأتي هذه الأنباء في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية ـــ المغربية فتوراً إن لم يكن توتراً تجلّى بأوضح صوره في الجولة الخارجية الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي استثنى منها المغرب. والجدير ذكره هنا أن الرباط امتنعت عقب حادثة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي عن إصدار موقف تضامني مع الرياض كما أنها نأت بنفسها قبل ذلك عن حملة المقاطعة التي أطلقتها السعودية والإمارات ضد قطر واتخذت جانب الحياد داعية إلى معالجة الأزمة بالحوار.

المزيد في هذا القسم: