مجزرة ترتكبها السلطة و8 شهداء وعشرات الجرحى في اعتداء على مظاهرة سلميه أمام رئاسة الوزراء

ALTHORA9-9أفادت مصادرنا بسقوط عشرات الجرحي والشهداء من المتظاهرين سلمياً الآن أمام رئاسة الوزراء في مجزرة بشعة ترتكبها الحكومة بحق المتظاهرين السلميين وذلك عبر جنودها ومليشياتها المسلحة من على اسطح خمس مباني مطلة على شباب الثورة..

تفاصيل كاملة اوردتها صحيفة الاولى اليومية جاءت كالتالي.

قد تكون حكومة "الوفاق الوطني" أشعلت، أمس الثلاثاء، فتيل حرب متوقعة بإقدام جنودها على قمع تظاهرة سلمية بالقرب من رئاسة الوزراء، ضمن احتجاجات تطالب بإسقاط الحكومة والجرعة السعرية، فيما مرت الساعات التالية للمجزرة في ترقب رد فعل الحوثيين، منظمي الاحتجاجات، عليها، بقلق واسع لدى مختلف قطاعات الرأي العام اليمني.

وسقط 7 شهداء، وأصيب أكثر من 100 بالرصاص، إصابات بعضهم خطرة، في مظاهرة هدفت إلى إقامة اعتصام أمام مبنى الحكومة وسط العاصمة صنعاء.

وقالت لـ"الأولى" مصادر طبية في مستشفيي المؤيد والكويت، إن 4 من الشهداء نقلوا إلى مستشفى المؤيد، بينما تم نقل 3 آخرين إلى مستشفى الكويت، وإن أحد هؤلاء سائق سيارة إسعاف تابع لوزارة الصحة، وأن أكثر من 100 جريح بالرصاص في المستشفيين.

وأوضحت أن عدد الذين وصلوا إلى مستشفى المؤيد، وهم مصابون بطلقات نارية، 40 جريحاً، بينما وصل إلى مستشفى الكويت 45 جريحاً، فيما وصل 13 جريحاً إلى مستشفى الثورة، وفي المستشفى الاستشاري جريحين، بالإضافة إلى مئات المصابين جراء الاختناق بالغازات المسيلة للدموع.

وأشارت المصادر إلى أن الإصابات تنوعت بين الحرجة والمتوسطة الطرفية "في الأقدام والأرجل"، إلى جانب الإصابات الحرجة، وأن الإحصائية الأولية للحالات الحرجة المتواجدة في مستشفى المؤيد، 6 حالات، ومصابة في أماكن خطيرة جدا في الرأس والصدر.

وفي ذات التفاصيل، أفادت المصادر بأن 2 من الشهداء في مستشفى المؤيد، وأن قطر فتحة القذيفة التي أصابتهما، قُدر بحدود 3 سنتيمترات، وأن جمجمة الآخر مفلوقة إلى نصفين.

من جانبهم، تحدث لـ"الأولى" مسعفون أن "الضرب لم يقتصر على الأسلحة الكلاشينكوف، حيث استخدمت الرشاشات "الدوشكا" من فوق الأطقم العسكرية والأماكن التي تمركز فيها الجنود والمسلحون"، مشيرين إلى أن عدداً من المسلحين كان بحوزتهم أسلحة متوسطة "معدل وبنادق قناصة وإف إن".

وكان جريحان تم إسعافهما إلى المستشفى الجمهوري، ونقلا بعدها إلى مستشفى المؤيد، لأسباب أمنية، حيث كان يوجد مدير أمن أمانة العاصمة عصام جمعان، الذي قدم إلى المستشفى، محاولا احتجاز بعض الجرحى، حسب المصادر.

في مستشفى الكويت، اتهم الجرحى جنوداً بمحاصرة المستشفى، وذكروا أن حالة قنص حدثت، فيما هدد بعضهم بتحويل المستشفى إلى ميتم.

وحصلت "الأولى" على أسماء الشهداء في مستشفيي المؤيد والكويت، حيث إن الموجودين في المؤيد هم: وسيم الخطيب (إصابة في البطن والأمعاء وخروج الأحشاء ونزيف حاد)، محسن أحمد شاطر (إصابة رصاصة في الوجه، ودخلت إلى الدماغ)، إسماعيل البخيتي (إصابة في الرأس فتحة قطرها 3 سنتيمترات)، والرابع مجهول الهوية حتى ساعة كتابة التقرير، وجمجمته مفلوقة نصفين.

والشهداء الذين وصلوا إلى مستشفى الكويت، هم: أحمد عبدالله جعدان، ومحمد سعيد النمر، وشهيد ثالث لم يتم التعرف على هويته.

وقال مصدر طبي في ساعة متأخرة من الليل، إن 3 شهداء تم إيداعهم مستشفى الكويت، وهم: عبدالله حسين السياغي (إصابة الرأس)، وعبدالله أحمد جعدان (إصابة في القلب)، ومحمد سعيد النمر، سواق حافلة إسعاف التابع لوزارة الصحة، أصيب في القلب من جهة الظهر، بالإضافة إلى 43 جريحاً بالرصاص، منهم 7 مصابين بإصابات خطرة في الرأس والصدر، ولا زالوا حتى وقت متأخر، في غرف العمليات والعناية المركزة، و4 حالات تعرضت لكسور في الأضلاع والكتف نتيجة ضربهم بأعقاب الأسلحة، و200 حالة إصابة باختناق.

وفي السياق، قالت لـ"الأولى" مصادر طبية إن عبدالرحيم صابر، مدير مكتب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر، زار مستشفى المؤيد، واطلع على حالات الجرحى هناك.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تشهد فيه المستشفيات نقصاً حاداً في المواد الإسعافية والأدوية، وتحدث لـ"الأولى" مصدر في مستشفى المؤيد، أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وأدوية التخدير والجراحين بمختلف التخصصات، وإمكانيات المستشفى ليست كبيرة لاستيعاب الكم الهائل من الجرحى.

وكان المستشفى أطلق نداء استغاثة للتبرع بالدم، حيث يعاني نقصاً حاداً في كمية الدم التي يحتاجها الجرحى والمصابون.

وفي التفاصيل الأولية للمصادمات التي وقعت عند رئاسة الوزراء، وخلفت هذا العدد من القتلى والإصابات، فقد قالت لـ"الأولى" مصادر مشاركة في المسيرة إنها كانت تمر من شارع الإذاعة باتجاه رئاسة الوزراء، عند الساعة الـ10 والنصف صباحاً، وإنه قبل وصولها إلى أمام الساحة، تعرضت للاعتداء والهجوم من قبل الجنود.

وقال أحد المتظاهرين: "أول ما وصلنا إلى القرب من رئاسة الوزراء بشارع فرعي، مُنعنا من التحرك لمدة تقريبا من 5 إلى 10 دقائق".

وأضاف: "وبدون سابق إنذار، بعد ذلك، تم مباشرة ضرب الرصاص بشكل فظيع وهستيري، وأمامي سقط 4 شهداء، وعلى إثر سقوط عدد من الشهداء، قرر المتظاهرون الاعتصام في الساحة بالقرب من رئاسة الوزراء".

وأوضح المتظاهر أن المحتجين قاموا باستقدام خيام لنصبها في الشارع، وظلوا هناك حتى وقت المغرب، قبل أن يتم فض الاعتصام بالقوة، عقب استقدام قوات مكافحة الشغب التي جاءت إلى المكان، وقامت بإطلاق قنابل غازية ومسيلة للدموع.

وأشار المصدر إلى أن المتظاهرين تراجعوا قليلا، ثم عادوا لنصب الخيام والتقدم مرة أخرى، وأن مدرعة لمكافحة الشغب وجنود قوات الأمن الخاصة، فاجأوهم من خلفهم، وتمت مهاجمتهم، وبمعاونة جنود حراسة رئاسة الوزراء، ومتمترسين من على أسطح الإذاعة والرئاسة وما جاورها.

وتحدث عن أنه، وبعد قرابة نص ساعة من الضرب بالماء المخلوط بغازات ومواد كيماوية، إلى جانب الغازات المسيلة للدموع، أصيب البعض، وأنه تلى ذلك ضرب بالرصاص الحي، وسمعت أصوات انفجارات شبيهة بقذائف مضادات طيران.

وأوضح المتظاهر أنه تلى ذلك ملاحقة للمتظاهرين ومحاصرتهم في الأزقة، وضرب رصاص بشكل مباشر من وسط هذه الأزقة، وأنه تم توثيق جندي قام بملاحقة المتظاهرين بالسلاح الأبيض (الجنبية)، وطعن المتظاهرين.

ومضى المتظاهر بالقول: حاول المحتجون صد الجنود، ومنع الاعتداء عليهم، لكن عندما وجد الجنود أنهم تراجعوا تمت محاصرة المكان من كل الشوارع الفرعية، وطاردوهم بالرصاص من جميع الاتجاهات، وتم اعتقال بعضهم، وأن المتظاهرين واصلوا اعتصامهم في المكان حتى تم فض الاعتصام بالقوة.

متظاهر آخر، روى لـ"الأولى" ما حدث، حيث قال: وصلنا إلى شارع العدل في مسيرة، ودخلنا الشارع الفرعي المتجه إلى رئاسة الوزراء، وقبل أن نصل إلى سور مبنى الإذاعة، فوجئنا بإطلاق النار على المسيرة من قبل قناصين متمركزين في أسطح المنازل المجاورة، وعناصر من الجيش الذين كانوا متواجدين في المنطقة.

وأضاف: فوجئنا أيضاً بإطلاق النار بطريقة مباشرة باتجاه المحتجين دون أي سابق إنذار، من الساعة الـ 10:30 صباحا، واستمر إطلاق النار بشكل متقطع لمدة 4 ساعات حتى الساعة الـ3 عصرا.

وأوضح أنه كانت تقوم القوات بملاحقة ومطاردة المتظاهرين من عدة اتجاهات، وإطلاق النار عليهم، وأنه أثناء إطلاق النار جاءت قوات مكافحة الشغب إلى الشارع، وتدخلت بقواتها وعربات رش المياه والقنابل الغازية والمسيلة للدموع، لفض التظاهرة.

واعتبر المتظاهر أن ما جرى كان "مجزرة وحشية وبكل عشوائية ضد المتظاهرين السلميين، وأنه شاركت فيها قوات تابعة للفرقة الأولى مدرع سابقا، وقوات مكافحة الشغب، وقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا)، بالإضافة إلى مسلحين بلباس مدني، وبعضهم مرتدون زياً عسكرياً وملثمون".

وتحدث عن أن الهدف من تظاهرة الأمس، "التعبير عن غضبهم تجاه المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن ضد المعتصمين في شارع المطار، واستمرار الخطوات التصعيدية لتحقيق المطالب الـ3".

واستطرد المصدر: حاول المتظاهرون نصب خيام الاعتصام في الشارع الفرعي بالقرب من الإذاعة، بعد سقوط عدد من الشهداء والجرحى، وللتعبير عن غضبهم إزاء الجريمة، وفوجئوا بتوافد القوات العسكرية والأمنية، التي قامت بإطلاق النار عليهم بوحشية، واعتقال عدد منهم، واستمر صمود المتظاهرين لـ4 ساعات في الشارع سلمياً "أمام همجية ووحشية قوات السلطة".

وأردف قائلاً: تمت ملاحقة ومطاردة المتظاهرين الذين فروا من الرصاص إلى الشوارع الفرعية، ومنهم من كان يختبئ في بعض المنازل، وتم اختطافهم، حيث تعرضت عدد من المنازل لعملية اقتحام من قبل الجنود، واختطاف المتظاهرين.

كما تم اختطاف عدد من الجرحى إلى حوش الإذاعة، وبقوا هناك إلى وقت متأخر، ولم يتلقوا العلاج، وتم اعتقال بعضهم وإرسالهم إلى سجن البحث في أمن العاصمة، والبعض الآخر لا زالوا مفقودين ومجهولي المصير حتى وقت متأخر من الليل.

واتهم المتظاهر، قوات الأمن بقيادة مدير أمن الأمانة، بالقيام بملاحقة الجرحى إلى المستشفيات لاختطافهم، ومنعهم من تلقي العلاج، وقال إنه تمت محاصرة مستشفى الكويت من قبل قوات الأمن ومسلحين بلباس مدني، لمنع وصول الجرحى لتلقي العلاج، واستمرت محاصرة المستشفى لساعة كاملة.

إلى ذلك، قالت معلومات متطابقة إن أحد المسلحين لباس مدني وملثم، ويحمل سلاح "كلاشينكوف" وذخائر وقنابل، قام باقتحام مستشفى الكويت من السور، والاعتداء على أفراد الحراسة والجرحى والمرضى المتواجدين.

وأشارت المصادر إلى أن حراسة المستشفى ألقت القبض عليه، ووضعته في غرفة الحراسة، وعقب ذلك بساعة جاءت مدرعة عسكرية يرافقها طقم عسكري، وقاموا باقتحام بوابة المستشفى، ودخلت إلى داخل سور المستشفى.

ومضت هذه المصادر بالقول إن الجنود المرافقين للمدرعة أطلقوا النار، وفرقوا حراسة المستشفى، وأفرجوا عن المسلح، كما هددوا المتواجدين في السور، وطالبوهم بتسليم الصور التي قام البعض بتصوريها للحادثة من تلفوناتهم الشخصية.

مصدر في المستشفى، من جانبه، قال إن الجنود اعتدوا على أحد الأطباء داخل المستشفى، أثناء محاولتهم برفقة المسلح اقتحام غرفة الطوارئ، مشيراً إلى أن الطبيب حاول منعهم، وتعرض لطعنة في يده، وأصيب بنزيف حاد.

وفي إجمالي الذين اعتقلوا في هذه المظاهرات، اعتقل أكثر من 30 متظاهراً من قبل الجنود ومسلحين موالين للحكومة، من شوارع العدل وساحة مجلس الوزراء، وتم سجنهم في معتقلات أمن العاصمة، وعدد منهم لا زال مصيره مجهولاً حتى لحظة كتابة الخبر، بينما بعض المعتقلين يعانون من جروح.

من جهته، قال موقع "أنصار الله" التابع للحوثيين، إن قوات تابعة للسلطة اقتحمت، ظهر أمس، منزل المواطن علي أبو طالب، الكائن بحي الكويت.

وقالت مصادر الموقع إن القوات قامت باقتحام المنزل، وهددت النساء، وروعت الأطفال، في انتهاك صريح حتى لأبسط حقوق الإنسان.

وأضافت المصادر أن منزل أبو طالب الذي يعتبر مجلسه الخارجي مقراً لـ"أنصار الله"، قامت القوات بتكسير بعض محتوياته، ونهب بقية المحتويات.

واتهم الموقع مسلحين بلباس مدني بمحاصرة مستشفى الكويت، ومحاولة اقتحامه بعد وصولهم على متن 3 سيارات نوع "شاص"، قادمين من جوار "جامع الأنصار"، وحاملين معهم مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة.

وأشار إلى أن مدرعة عسكرية تحمل رقم 4981، اقتحمت مستشفى الكويت، فيما يقوم الكادر الطبي في المستشفى بتوجيه دعوة لأبناء الشعب بسرعة التحرك إلى المستشفى وحماية طاقمه الطبي والجرحى الذين يكتظ بهم المستشفى.

وفي أول تعليق لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، على هذه الأحداث، قال الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام، إن "الشعب اليمني أثبت في ثورته السلمية سعيه السلمي للضغط على السلطة للاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة".

المزيد في هذا القسم: