إسقاط عدن وأبين ومعارك في شبوة .. كيف يكون سيناريو الأطماع في المهرة؟

المرصاد نت - متابعات

قبل قرابة أسبوعين من انقلاب "الانتقالي الجنوبي" وصلت إلى العاصمة المؤقتة عدن معدات عسكرية سعودية قادمة من منفذ الوديعة الحدودي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الداخلية أحمد Almahrah2019.8.24الميسري إلى الرياض. الأمر نفسه يتكرر حيث وصلت مطلع الأسبوع تعزيزات عسكرية سعودية إلى منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عمان في محافظة المهرة في ظل احتمالات أن يتوسع "الانتقالي الجنوبي" للسيطرة على المحافظات الجنوبية.

بدأت قوات الانتقالي المدعومة إماراتياً الانقلاب العسكري في عدن وأنهته على مرأى ومسمع من الجميع بمن فيهم قوات التحالف المتواجدة في عدن واضطر وزراء في الحكومة لمغادرة عدن لتبدأ مرحلة "الدعوة" للحوار بعد أن حسمها الانتقالي عسكرياً. وبالتزامن مع اجتماعات قيادة الدولة والحكومة في الرياض ومطالبة الإمارات بوقف دعمها للمليشيات بدأ "الانتقالي" التمدد شرقاً وسيطرة الثلاثاء،20 أغسطس على معسكرات في أبين بعد حصار ومواجهات رغم حديث الرياض عن استجابته للانسحاب من المواقع والمعسكرات والمؤسسات التي سيطر عليها في عدن.

وبدخوله أبين يكون "الانتقالي الجنوبي" قد استحوذ على عدن وأبين، فيما تتواجد المليشيات التي تدعمها الإمارات في لحج والضالع وشبوه وحضرموت وسيناريو تمدد تلك المليشيات إلى هذه المحافظات مايزال قائماً بقوة في ظل عدم ردعها في عدن حيث يمكن أن تستمر في إسقاط المحافظات الجنوبية بالتزامن مع تواجدها في جدة لـ"الحوار".

 وبعد عدن وأبين وشبوه والتواجد في حضرموت يتوقع أن يتجه "الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً إلى محافظة المهرة. محافظة المهرة الواقعة أقصى الشرق على الحدود مع سلطنة عمان توجهت إليها أطماع التحالف – الإمارات ثم السعودية – في وقت مبكر. وشهدت المحافظة الغنية بالثروات حراكاً شعبياً رافضاً لتواجد المعسكرات السعودية والمليشيات التابعة لتحالفها والتي سعت جاهدة لإثارة الفوضى وإفراغ مؤسسات الدولة من محتواها ودعم التشكيلات العسكرية التي لا تخدم إلا أهداف التحالف.

ومع الأحداث التي شهدتها عدن ثم أبين، لايزال سيناريو تمدد الانقلاب شرقاً قائماً في ظل سعي المحافظ المدعوم سعودياً راجح باكريت إلى تمكين التحالف والمليشيات على حساب الحكومة . وتنبه أبناء محافظة المهرة مبكراً حيث عقدت قبائل المهرة منتصف الأسبوع اجتماعاً قبليا موسعاً أكدت فيه دعوتها للهبة الشعبية الهادفة لطرد المليشيات المدعومة سعوديا والخارجة عن سيطرة المؤسسة الأمنية في كافة مديريات المهرة.

وفي اللقاء، حملت قبائل المهرة القوات السعودية مسؤولية ما ينجم عن استخدام القوة ضد سكان المحافظة مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد على أي استهداف أو استفزاز يتعرض له أي مواطن. وطالبت القبائل بسرعة إقالة المحافظ راجح باكريت كونه يدير مليشيا تحت مسمى الشرطة العسكرية بالإضافة إلى ممارسته لكل أنواع الفساد والعبث بالمال العام. وفي كلمة له دعا وكيل محافظة المهرة السابق الشيخ علي سالم الحريزي المجندين اليمنيين الذين يعلمون تحت أوامر القوات السعودية بالانسحاب من الوحدات العسكرية ورفض أوامر السعوديين. وقال الحريزي إن أي مكونات تدعي أنها تمثل الجنوب لا يمكن الاعتراف بها ووصفها بأنها أدوات بيد ما سماها "قوات الاحتلال السعودي الإماراتي" في إشارة إلى المجلس الانتقالي في عدن.

وكانت مصادر مطلعة كشفت عن مخطط سعودي إماراتي في محافظة المهرة بإشراف المحافظ راجح باكريت يهدف إلى تسليم المهرة، لمليشيات الانتقالي الجنوبي في تكرار لسيناريو عدن وأبين. وقالت المصادر أن أرتال عسكرية مكونة من مدرعات وعربات مصفحة تابعة للمليشيات الممولة من السعودية شوهدت أثناء دخولها مطار الغيظة الدولي الذي تم تحويله منذ عامين إلى قاعدة عسكرية تابعة للسعودية.

وأوضحت أن السعودية كانت تمهد عبر مليشياتها لتنفيذ مخطط يستهدف تفجير الوضع داخل المهرة وجر المحافظة إلى أتون إقتتال داخلي على طريقة الإنقلاب في عدن. وتحدثت المصادر عن تنسيق سعودي إماراتي لاستقدام مليشيات تابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي من عدن يتم تسليحها بكافة الأسلحة والمدرعات من داخل مطار الغيظة بدلاً من عناصر مليشيات "الشرطة العسكرية" وهي المليشيات التي فشلت في تمرير المخطط السعودي في المهرة خلال المرحلة الماضية.

ووفقاً للمصادر فإن محافظ المهرة راجح باكريت المقرب من السلطات السعودية "تواصل فعلياً مع الإماراتيين وهاني بن بريك بإيعاز من قائد القوات السعودية المتواجد داخل القصر الجمهوري في الغيظة لتكرار سيناريو عدن في المهرة وتسليم المحافظة رسميا لمليشيات الانتقالي". وأشارت المصادر إلى أن "لجوء السعودية إلى هذا الخيار جاء بعد فشلها في تمرير أجندتها عبر مليشياتها التابعة لراجح باكريت بفضل تماسك أبناء المهرة ورفض الكثير منهم الإغراءات للانضمام لتلك المليشيات".

وتشهد محافظة المهرة توترا متصاعداً منذ أيام وسط انتشار كثيف لمليشيات باكريت المدعومة سعوديا يقابله انتشار مشابه لقبائل المهرة ودعوات لهبة شعبية لطرد المجاميع الخارجة عن سيطرة أجهزة الدولة الرسمية. في مايو من العام 2017م أعُلن عن تشكيل "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأعلى" وفي أكتوبر من العام نفسه وصل "عيدروس الزبيدي" الذي يرأس المجلس إلى مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة بعد زيارات عدد من المحافظات الجنوبية.

عيون تحالف السعودية والإمارات على محافظة المهرة منذ أعوام ومع واقعية احتمالات أن يدفع التحالف بمليشيات الانتقالي والتشكيلات العسكرية التي أنشأنها في المهرة، يزداد التوتر أكثر في المحافظة التي يطمح أهلها أن تظل هادئة وبالتالي قد يتصاعد التوتر في ظل تمسك أبناء المهرة وقبائلها بشرعية الرئيس هادي ومحاولة السعودية والإمارات نشر الفوضى في المحافظة.

ويرى المتابعون أن البوابة الشرقية للبلاد التي تتشارك فيها سلطنة عمان الحدود مع اليمن لن تنجح فيها مساعي السعودية والإمارات لفرض نفوذهما عليها في ظل الهبة الشعبية والوعي الذي نجح على مدى سنوات في إيقاف أطماع الرياض وأبوظبي في المحافظة. ويستمر أبناء المهرة في اعتصاماتهم، ومسيراتهم السلمية في مواجهة المليشيات التابعة لتحالف السعودية والإمارات مطالبين بإنهاء التواجد العسكري غير المبرر الذي يتغلغل في المعسكرات والمواقع الإستراتيجية وبالقرب من مصالح المواطنين.

من المهرة.. زعيم الحراك الجنوبي يدعو لتشكيل جبهة وطنية لمواجهة "الاحتلال المتعدد"

 دعا زعيم الحراك الثوري الجنوبي حسن احمد باعوم لقيام جبهة وطنية عريضة وإعلان عن خارطة طريق لتحرير واستقلال الجنوب مما أسماه "الاحتلال المتعدد". جاء ذلك في بيان أصدره باعوم من محافظة المهرة التي وصل إليها في وقت سابق وأجرى اجتماعات مكثفة خلال الأسابيع الماضية.

وقال بيان باعوم إن هناك تشاور شمل معظم الطيف الجنوبي بمختلف توجهاته ومكوناته مع عدد من الشخصيات السياسية، للعمل على تشكيل مجلس إنقاذ وطني جنوبي لإنقاذ البلد من أزمتها الراهنة مبشراً الشعب بقرب التوافق على تشكيل المجلس والإعلان عنه. وأضاف البيان "لقد أثبتت التجارب على مدى السنوات والعقود الماضية أن الحرية والاستقلال لا يمكن أن يكون دون تكاثف كل الجهود واستيعاب الآخر المختلف والقبول به ضمن النسيج الوطني بل وإشراكه في القرار والسلطة والثروة وأن الإقصاء للأخر يؤدي بالضرورة الى الضعف والانقسام والصراع وينتج عنه التدخل الأجنبي والاحتلال كما هو حاصل اليوم وحصل بالأمس والفارق الوحيد هو استبدال الاحتلال الداخلي باحتلال خارجي والاحتلال المفرد باحتلال متعدد.

وأوضح أن كل هذا "أدى ايضاً الى الانتقاص من حرية الجماهير وحقها في الاختيار وتقرير المصير ما جعل من بعض فاقدي القرار السيادي يركبون الموجة في محاولة منهم لفرض الوصايا على الشعب وتمرير مشاريع سياسية تخدم الاحتلال الأجنبي بشعارات وطنية وغطاء الوطنية المزيف في محاولة منهم لتأخير العملية الحتمية لاستعادة دولتنا الفتية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلا أننا ورغم ذلك يجب أن نقر بأن التحرير والاستقلال واستعادة الدولة لايمكن أن يتم إلا بثلاث نقاط.

وأكد أن النقطة الأولى هي الشراكة الوطنية بين كل فئات ومكونات الشعب السياسية والاجتماعية المختلفة على قاعدة الوطن للجميع دون استثناء مع تحريم وتجريم أي عمل اقصائي والتاكيد على شمولية التصالح والتسامح للجميع وليس الحصر على فئات معينة دون سواها.

فيما النقطة الثانية وفقا لبيان باعوم تتمثل في "رفض أي تدخل خارجي مهما كان فالحرية الكاملة وغير المنتقصة هي شرط موضوعي للاستقلال واستعادة الدولة".

وأما الثالثة فهي "إعادة السلطة للشعب فهو صاحبها ومصدرها وهو صاحب القول الفصل في اختيار ما يريد وهذا لا يتأتى إلا بالحرية الكاملة غير المنتقصة ومن خلال ممثلين منتخبين بشكل حر ونزيه وشفاف، ومن خلال الاستفتاء وليس عبر الفهلوة او الوسائل الالتفافية او عبر التضليل او الضغط بالتجويع والإرهاب والاختلالات الأمنية الى آخر ذلك من وسائل التركيع والابتزاز" حد قول البيان.

وقال بيان باعوم إن هذه "النقاط الثلاثة هي القاعدة الأساسية لخارطة طريق لتحرير واستقلال الجنوب وبدونها لا يمكننا استعادة دولتنا او وقف الانقسامات والصراعات والتدخلات ولذلك شرعنا فعلاً وليس قولاً بتنفيذ بنود خارطة طريق. وأشار إلى أنه و "من خلال التواصل مع معظم القوى الوطنية السياسية والاجتماعية خلال الأشهر الماضية وقد استجاب الكثير منهم وبعد سلسلة من النقاشات والاجتماعات والتي شملت الفرقاء من معظم الطيف السياسي والاجتماعي، حتى المختلفين على قاعدة أن الاختلاف لا يفسد للوطنية قضية تم التأكيد على ضرورة التعايش بالاتفاق على الأهداف الوطنية السامية، مهما كانت اختلافاتنا وجعل ذلك الاختلاف ظاهرة صحية تنتج لنا وطن حر آمن من الصراعات والتناحرات والإقصاء والتفرد والاستئثار وقد نتج عن ذلك اتفاق على تشكيل جبهة وطنية عريضة مفتوحة لمشاركة الجميع على أساس المشتركات مع حفاظ مكوناتها على كينونتها وخصوصياتها".

 

المزيد في هذا القسم: